ثم رأيت السماء مفتوحة.. وإذا فرس أبيض والجالس عليه يدعى أميناً وصادقاً وبالعدل يحكم، ويحارب وعيناه كلهيب نار

وعلى رأسه تيجان كثيرة.. وله على ثوبه وعلى فخذه اسم مكتوب ملك الملوك ورب الأرباب(رؤ 19)

     حضر ملوك من المشرق (المجوس) حاملين هداياهم، يقودهم نجم منير، ولكن النجم اختفى عندما وصلوا أورشليم.. فذهبوا يسألون هيرودس ملك اليهودية عن المولود ملك اليهود، فسأل هيرودس رؤساء الكهنة، وكتبة الشعب عن مكان ولادة المسيح؛ فأخبروه قائلين:"في بيت لحم اليهودية ".. وطلب هيروس من المجوس إخباره بمكان الملك المولود، بعدما يسجدون له، وذهب المجوس وسجدوا ليسوع ، ثم انصرفوا في طريق آخرى لأن الله أوحى لهم في حلم ألا يرجعوا إلى هيرودس.. وظهر ملاك الرب في حلم ليوسف ليأخد الصبي وأمه مريم  ويهرب إلى أرض مصر؛ فقاموا ليلاً وهربوا كما قال لهم الملاك.. وانتظر هيرودس ولم يعد إليه المجوس، فاغتاظ وأرسل جنوده، و قتل أطفال بيت لحم من ابن سنتين فما دون...

     لقد كشف الله لهيرودس عن حقيقة ميلاده في بيت لحم كما لو كان يريد أن يقول له: أمامك الاختيار أن تقبلني في أرضك أو لا تقبلني، ولكن هيرودس لم يقبل يسوع، بل أراد قتله لأنه كان يخاف أن ينافسه يسوع في ملكه.. مع أن ملك يسوع ليس ملكاً أرضياًّ بل سماوياًّ، و قد جاء ليملك كل إنسان بما فيهم هيرودس معه في ملكوت السماوات.. لقد أراد هيرودس قتله لأنه خاف على ذاته أن تحرم من شهواتها الجسدية، وعظمتها الأرضية، ولم يدر أن من يرفض تسلط ذاته وشهواته الجسدية عليه ويقبل الخضوع لوصايا يسوع ملك الملوك ورب الأرباب؛ سينعم بسلام وفرح وقوة المسيح ونعمته.. لقد رفض هيرودس المسيح الملك المبارك الآتي باسم الرب؛ فهرب الرب من شره إلى أرض مصر  ليبارك شعبها.. ومرت الأيام ومات هيرودس، و ترك ملكه الأرضي بكل مافيه من شهوات، لكنه خسر ملكوت السماوات وانتشر ملك المسيح الرب من أقصاء المسكونة إلى أقصائها.. لكن هيرودس كان هو الخاسر..

أخي.. أختي:

    إن كل ما يملكه الإنسان سيزول فالعالم يمضي وشهوته معه؛ أما ملك المسيح فسيبقى إلى الأبد.. فياليتك تقبل السجود مع المجوس خاضعاً لملك الملوك، وإياك أن ترفض بقاء يسوع في أرضك (حياتك) مفضلاً ذاتك وشهواتك ( كهيرودس ) لئلا يرفضك هو؛ فتخسر كل شيء.. وأعلم أن كل ما في العالم لايساوي شيئاً أمام قبولك وخضوعك لوصايا هذا الملك العظيم..