"الله لنا ملجأ وقوة، عونا ًفي الضيقات وجد شديداً، لذلك لانخشى ولو تزحزحت الأرض
ولو انقلبت الجبال إلى قلب البحار"(مز: 46)

 

   ضجر كهنة اليهود من تعليم بطرس ويوحنا الرسولين وندائهما في يسوع بالقيامة من الأموات، فأتيا بهما ليقفا أمام رئيس الكهنة حنان وقيافا وجمع كثير، من بينهم ذلك الرجل المقعد الذي شفي بمعجزة على أيدي الرسولين...

   فلما رآه رؤساء الكهنة صحيحاً معافاً احتاروا فيما يفعلانه بالرسولين، وبعد مشاورات هدداهما ألا ينطقا باسم يسوع فيما بعد فرفضا الرسولان الخضوع لهم.. ولما لم يجد رؤساء الكهنة ماذا يفعلان بهما أطلقوهما.. أما هما فمضيا إلى رفقائهم من التلاميذ وأخبروهم بما حدث، فرفع الجميع لله صلاة بنفس واحدة ملقين كل همهم عليه قائلين:"انظر يارب لتهديداتهم وامنح عبيدك أن تكلموا بكلامك بكل مجاهرة، بمد يدك للشفاء، ولتجرى آيات وعجائب باسم فتاك القدوس يسوع".. ولما صلوا تزعزع المكان وامتلئوا من الروح القدس، وخرجوا يكرزون بكل جرأة ومجاهرة.. يتعرض الإنسان خلال حياته على الأرض دوماً للضيقات، ويحتاج لمن يقدم له سنداً وعوناً، وقد يلجأ الكثيرون لأصدقائهم يشكون لهم ضيقهم، ولكن الأصدقاء غير الروحيين يعجزون عن تقديم  راحة أوعزاء حقيقي لأحبائهم وقت الضيق..  ومن المؤكد أن الإنسان في كثرة الشكوى يزداد ألماً".

   لأن استعادة ذكريات الألم والضيق يجدد الشعور بهما، أما آباؤنا رسل المسيح الأطهار فقد لجأوا لله بالصلاة في وقت ضيقهم فامتلئوا قوة وعزاء.. ونحن أيضاً حينما نصلي في وقت الشدة والضيق نمتلىء بالروح القدس، الذي يعزينا ويقوي إيماننا بالله؛ فتمتلىء نفوسنا بالرجاء المفرح  ويثمر فينا الروح القدس بثمار نعمته وحكمته وقوته.

أخي.. أختي:

   إن تعرضت للشدائد و أحسست بالضيق فلا تكثر الشكوى، ولا تنتقل من صديق إلى صديق، باحثاً عمن يفرج عنك ضيقك بالوقوف أمام الله ،وصلِّ بإيمان والق كل همك على الله، واثقاً إنه سينقذك من ضيقك كوعده الصادق.