"قد علمت أنك تستطيع كل شيء ولا يعسر عليك أمر"(ي2:42)

   حاصر الأعداء مدينة السامرة، واشتدت المجاعة حتى أكلت الأمهات الحنائن أطفالهن؛ فاستاء الملك جداًّ وذهب بغضب إلى إليشع النبي، ولكن النبي في إيمان تنبأ بانتهاء المجاعة والغلاء في اليوم التالي، لينخفض ثمن كيلة دقيق القمح فتباع بدينار وكيلتا الشعير  بدينار.
    ولما سمع الجندي المرافق للملك، شكك في نبوءة إليشع مؤكداً استحالة حدوث ذلك.. وفي استهزاء استفسر مستنكراً هل سيفتح الله كوى (نوافذ) في السماء لتمطر السماء دقيقاً وشعيراً؟! فأجابه رجل الله قائلاً:"ستنظر بعينيك ولكنك لن تأكل منه"، وفي الغد أزعج الرب جيش آرام بسماعهم أصوات مركبات وخيل لجيوش عظيمة، فهربوا تاركين وراءهم خيامهم بكل مؤونتهم وخزين طعامهم، فتدافع الشعب خارج المدينة ليحصلوا على الطعام، وكان واقفاً على باب المدينة الجندي الذي لم يؤمن بكلام إليشع، فداسته الجموع ومات كقول النبي...
   لقد نظر الجندي حارس الملك إلى قوة جيش آرام، و امتداد مدة الحصار المفروض حول المدينة، وشدته، ونفاذ مخزون الغلال من المدينة؛ فضعف إيمانه ونطق بجهل يسخر غير مصدق نبوءة إليشع.. وقد أخطأ هذا الجندي المسكين عندما بنى حكمه باستحالة تحقق نبوءة النبي علي المقاييس البشرية، ولم يضع في حسابه قوة الله وقدرته غيرالمحدودة.
   يصف الكتاب المقدس عظمة قدرة الله و شدة قوته في مواضع كثيرة، فالله هو الخالق الذي صنع ملائكته رياحاً وخدامه لهيب نار، وهو القادر في العمل، و الرب هو الجبار في الحروب، والرب في الزوبعة، وفي العاصف طريقه والسحاب غبار رجليه، ينتهر البحر فينشفه، ومنه تذوب التلال، والجبال ترجف، والأرض ترفع من وجهه والعالم وكل الساكنين فيه.. من يقف أمام سخطه ومن يقوم في حمو غضبه، غيظه ينسكب كالنار..

أخي.. أختي:

    لقد نظر ذلك الجندي المسكين للأمور المنظورة فمات
   أما أنت فتأمل في عظمة قدرة الله وقوته غير المدركة ليمتلىء قلبك إيماناً وثقةً بالله القادر فتحيا!!!!!