"كي يعطيكم إله ربنا يسوع المسيح أبو المجد روح الحكمة والإعلان في معرفته"(أف 1: 17)

   أرسل ملك آرام جيشاً ثقيلاً وخيلاً ومركبات إلى دوثان ليقبضوا على رجل الله إليشع، وأحاطوا بالمدينة.. وفي الصباح عند خروج رجل الله إليشع وجد المدينة محاطة بكل هذا الجيش وارتعب غلام إليشع قائلاً له:"آه ماذا نفعل".. فطمأنه رجل الله قائلاً:"لاتخف لأن الذين معنا أكثر من الذين معهم"، وصلى إليشع وقال:"افتح عينيه فيبصر" فأبصر الغلام.. إذ الجبل مملوء خيلاً ومركبات نار حول إليشع، وصلى ثانية فضرب الله جيش آرام بالعمى؛ فقادهم إليشع إلى ملك إسرائيل الذي أعد لهم مائدة.. لم يضطرب إليشع عندما رأى جيش آرام بمركباته وعتاده، لأنه كان يرى بالروح القوات السمائية التي تحيطه؛ أما غلامه فلم يرَ ذلك، فلما صلى لأجله رأى بعينيه ملائكة الله فامتلأ قلبه شجاعة وقوة.. الإنسان بالحواس الخمس الأمور المادية فالمولود من يدرك الجسد جسد هو أي لايدرك غير الأمور الجسدية  الجسدية.. أما معرفة الله والأمور السماوية والروحية فلا يمكن إدراكها بدون إعلان الله لنا.

   وكما أعلمنا القديس يوحنا الرسول أن الله لم يره أحد ولكن ربنا يسوع المسيح هو الذي كشف لنا عن معرفته الإلهية و بالإيمان به نلنا  المعمودية المقدسة فصرنا هيكلا ومسكنا للروح القدس الذي يهبنا روح الحكمة والإعلان لندرك ونمتليء من معرفة الله غير المدركة وكما إمتلء غلام أليشع قوة عندما رأى ملائكة الله تحيط به في الشدة هكذا يعلن ويكشف لنا روح الله في مواقف حياتنا وعلى مر الأيام عن شدة قوة الله ومحبته الفائقة المعرفة وما أعده لنا من مجد أبدي وبالإجمال يأخذ الروح مما للمسيح ويخبرنا.

أخي.. أختي:

   قد لاترى بالضرورة رؤى أو أحلام تشددك وتقويك كغلام إليشع النبي، ولكن يمكنك في كل وقت أن تطلب مع النبي بإلحاح قائلاً:"افتح عيني يارب".. وحينئذ ستنفتح عيون ذهنك ويعلن لك بروحه القدوس أسرار معرفته؛ فتمتلئ بالإيمان والقوة والمحبة الإلهية...