"كهنتك يلبسون البر، وأتقياؤك يهتفون"(مز9:132)

 
  تعيد كنيستنا القبطية الأرثوذكسية في 24 هاتور من كل عام بتذكار الأربعة والعشرين شيخاً أو قساًّ الذين رآهم القديس يوحنا الرسول في رؤياه في وهو منفي في جزيرة بطمس، ويذكر سفر الرؤيا أنهم يرفعون لله صلوات القديسين كبخور في مجامر من ذهب، ووصفهم أيضاً أنهم جلوس حول العرش الإلهي على أربعة وعشرين كرسياًّ وهم متسربلون بثياب بيض، وعلى رؤوسهم أكاليل من ذهب، ولهم قيثارات وجامات مملوءة بخوراً هي صلوات القديسين، وهم يسبحون الله، ويعطون المجد والكرامة والسجود للمسيح الحمل القائم المذبوح  قائلين:"مستحق أن تأخذ السفر وتفتح ختومه، لأنك ذبحت واشتريتنا لله بدمك من كل قبيلة، ولسان، وشعب، وأمة.. وجعلتنا لإلهنا ملوكاً وكهنة على الأرض"...

   إن الأربعة والعشرين شيخاً يمثلون كهنوت الكنيسة في العهدين القديم والجديد، ولذلك يحملون مجامر ويصعدون البخور (الصلوات) كما كان يفعل هارون في القديم، وكما يفعل كهنة الرب في عهد النعمة.. فمهمة الكهنوت الأولى هي التسبيح لله والصلاة من أجل الآخرين، ولذلك ينوب الأربعة والعشرون شيخاً عن البشر في تقديم تقديم المجد والكرامة للمسيح حمل الله الذي ذبُحِ ومات لأجلنا.. ولعظمة العمل الكهنوت أعطى الرب الأربعة والعشرين شيخاً كرامة عظيمة؛ فهم جلوس على كراسي، وهم أقرب ما يكون  للعرش الإلهي (حول العرش) ويرتدون الثياب البيضاء، وفوق رؤسهم أكاليل من ذهب.. وقد أعطى سفر الخروج صورة مماثلة عن كرامة الكهنوت في العهد القديم، حين ذكر أن الله أمر  موسى بصناعة حلل مجد وكرامة لهارون الكاهن وبنيه من الكهنة، وأن يحملوا في أياديهم مجامر يصعد منها بخور عطر.. ومازال أباؤنا الكهنة في كنائسنا يرتدون الملابس البهية الخاصة بالخدمة، ويُصعِدون البخور  أمام الله وهم يقدمون الصلوات لأجل شعبهم...

أخي.. أختي:

  لقد أعلن الكتاب  المقدس عن عظمة رتبة الكهنوت بما دونه عن الأربعة  والعشرين قساًّ، وسر هذه العظمة والكرامة هو صلاتهم من أجل الآخرين، وكثيراً ما أعلن الكتاب المقدس عن استعداد الله  لسكب مراحمه استجابة لصلوات ابراهيم، أو أيوب، أو موسى، أو هارون، أو داود.. أما كهنة العهد الجديد من رسل المسيح ومن أقاموهم من بعدهم فقد؛ أعطاهم الرب مفاتيح ملكوت السموات والسلطان لكي يكون ما يحلونه على الأرض محلولاً في السموات، وما يربطونه على ألأرض مربوطاً في السموات، وأعطاهم سلطاناً ليشفوا المرضى ويخرجوا الشياطين.. ليتك تكرم أباءك الكهنة الذين يصلون عنك، وتطلب صلواتهم وتصلي من الآخرين متشبهاً بهم...