الأصحاح التاسع والعشرون

 

أية (1):- " 1ثُمَّ رَفَعَ يَعْقُوبُ رِجْلَيْهِ وَذَهَبَ إِلَى أَرْضِ بَنِي الْمَشْرِقِ. "    

رفع يعقوب رجليه= تعني الإسراع في الطريق بعد أن بعثت فيه الرؤيا نشاطاً وطمأنينة.

 

أية (2):- " 2وَنَظَرَ وَإِذَا فِي الْحَقْلِ بِئْرٌ وَهُنَاكَ ثَلاَثَةُ قُطْعَانِ غَنَمٍ رَابِضَةٌ عِنْدَهَا، لأَنَّهُمْ كَانُوا مِنْ تِلْكَ الْبِئْرِ يَسْقُونَ الْقُطْعَانَ، وَالْحَجَرُ عَلَى فَمِ الْبِئْرِ كَانَ كَبِيرًا."    

يبدو أن البئر كانت من حق لابان فكان الرعاة ينتظرون حتي تأتي راحيل ليسقوا قطعانهم. أو هم يجتمعون ولا يرفعون الحجر إلا بعد أن يجتمع الجميع حتي لا تتلوث البئر بالتراب.

وفي هذا الإصحاح نجد يعقوب رمزاً للسيد المسيح وراحيل رمزاً للكنيسة:-

1.    هو ذهب لها ليقتنيها زوجة والمسيح أتي لكنيسته ليقتنيها عروساً له.

2.    هو جاء إلي الحقل أي إلي العالم ليقابلها هناك.

3.    البئر تشير للمعمودية وهذه كان عليها حجراً أزاحه يعقوب. والمعمودية هي بنوة لله وبتجسد المسيح إنفتحت المعمودية لنصير أولاداً لله. والمعمودية هي بعمل الروح القدس والبئر تشير لكل أعمال الروح القدس هذا الذي أنسكب علي الكنيسة بعمل المسيح (الأسرار).

4.    القطعان الرابضة في إنتظار مجئ يعقوب وراحيل هم كل من سبق وجاء قبل التجسد وربما ثلاثة ليرمزوا إلي 1) الأباء السابقين للناموس الموسوي (هابيل… يوسف) وهؤلاء يمثلون الناموس الطبيعي 2) رجال الناموس الموسوي برموزه 3) الأنبياء. كل هؤلاء كانوا ينتظرون علي رجاء مجئ المسيح. والله تكلم مع الأباء بطرق متنوعة عب 2،1:1فكلمهم بالرؤي وبالناموس والنبوات وحين جاء ملء الزمان جاء المسيح وأرسل الروح القدس. ودحرجة الحجر ربما تشير للملاك الذي دحرج الحجر ليعلن قيامة المسيح.

5.    أخبر يعقوب راحيل أنه اخو أبيها=هو إعلان المسيح عن قرابته لنا بتجسده وفدائه والمصالحة التي صنعها بين أبيه السماوي وبيننا وقال لأبان "انت عظمي ولحمي" أف 30:5.

6.    رفع الحجر= يشير أيضا لرفع حجر الظلال والرموز ويعلن كمال الحق ويشير أيضاً لأن المسيح بموته داس الموت وأعطانا القيامة والحياة.

7.    يعقوب قَبَل راحيل= إعلاناً عن حبه وهذا ماعمله المسيح فأعلن حبه بصليبه.

8.    حين أعلن ذاته لها أدخلته بيت أبيها وسكن عندهم علامة الشركة معه كل أيام غربتنا حتي يدخل بنا إلي سمواته. ووجود يعقوب كضيف في بيت خاله لفترة تشير لأن المسيح كان كضيف سماوي في الأرض حتي يقتني عروسه.

9.    ليئة= تعني معياة ربما بسبب مرض عينيها وراحيل تعني شاة. وليئة هنا تشير لشعب اليهود ذو النظر الكليل فهم لم يروه كمخلص ورفضوه أما المسيح فقبلهم فترة من الزمان حتي يحصل علي كنيسته (هي الشاة وهو الراعي) هي ذات العيون القوية الجميلة التي عرفته وأحبته وإختارته لأنه هو أحبها اولاً. عموماً كان المسيح هو حجر الزاوية الذي ربط بين الشعبين (أف 8:2). هذا ويلاحظ أن المسيح جاء من سبط يهوذا ابن ليئة فهو من نسل اليهود (رمزهم ليئة) بالجسد.

10.  من محبة يعقوب لراحيل قيل "كانت في عينيه كأيام قليلة بسبب محبته له". وقيل عن المسيح " لا يوجد حب أعظم من هذا أن يبذل أحد نفسه عن أحبائه" وقيل عن القديسين "لم يحبوا حياتهم حتي الموت رؤ 11:12 وقال بولس الرسول "من يفصلني عن محبة المسيح أشدة أم ضيق …إذا هي محبة متبادلة.

 

الأيات (3-13):- "3فَكَانَ يَجْتَمِعُ إِلَى هُنَاكَ جَمِيعُ الْقُطْعَانِ فَيُدَحْرِجُونَ الْحَجَرَ عَنْ فَمِ الْبِئْرِ وَيَسْقُونَ الْغَنَمَ، ثُمَّ يَرُدُّونَ الْحَجَرَ عَلَى فَمِ الْبِئْرِ إِلَى مَكَانِهِ. 4فَقَالَ لَهُمْ يَعْقُوبُ: «يَا إِخْوَتِي، مِنْ أَيْنَ أَنْتُمْ؟» فَقَالُوا: «نَحْنُ مِنْ حَارَانَ». 5فَقَالَ لَهُمْ: «هَلْ تَعْرِفُونَ لاَبَانَ ابْنَ نَاحُورَ؟» فَقَالُوا: «نَعْرِفُهُ». 6فَقَالَ لَهُمْ: «هَلْ لَهُ سَلاَمَةٌ؟» فَقَالُوا: «لَهُ سَلاَمَةٌ. وَهُوَذَا رَاحِيلُ ابْنَتُهُ آتِيَةٌ مَعَ الْغَنَمِ». 7فَقَالَ: «هُوَذَا النَّهَارُ بَعْدُ طَوِيلٌ. لَيْسَ وَقْتَ اجْتِمَاعِ الْمَوَاشِي. اِسْقُوا الْغَنَمَ وَاذْهَبُوا ارْعَوْا». 8فَقَالُوا: «لاَ نَقْدِرُ حَتَّى تَجْتَمِعَ جَمِيعُ الْقُطْعَانِ وَيُدَحْرِجُوا الْحَجَرَ عَنْ فَمِ الْبِئْرِ، ثُمَّ نَسْقِي الْغَنَمَ».9وَإِذْ هُوَ بَعْدُ يَتَكَلَّمُ مَعَهُمْ أَتَتْ رَاحِيلُ مَعَ غَنَمِ أَبِيهَا، لأَنَّهَا كَانَتْ تَرْعَى. 10فَكَانَ لَمَّا أَبْصَرَ يَعْقُوبُ رَاحِيلَ بِنْتَ لاَبَانَ خَالِهِ، وَغَنَمَ لاَبَانَ خَالِهِ، أَنَّ يَعْقُوبَ تَقَدَّمَ وَدَحْرَجَ الْحَجَرَ عَنْ فَمِ الْبِئْرِ وَسَقَى غَنَمَ لاَبَانَ خَالِهِ. 11وَقَبَّلَ يَعْقُوبُ رَاحِيلَ وَرَفَعَ صَوْتَهُ وَبَكَى. 12وَأَخْبَرَ يَعْقُوبُ رَاحِيلَ أَنَّهُ أَخُو أَبِيهَا، وَأَنَّهُ ابْنُ رِفْقَةَ، فَرَكَضَتْ وَأَخْبَرَتْ أَبَاهَا. 13فَكَانَ حِينَ سَمِعَ لاَبَانُ خَبَرَ يَعْقُوبَ ابْنِ أُخْتِهِ أَنَّهُ رَكَضَ لِلِقَائِهِ وَعَانَقَهُ وَقَبَّلَهُ وَأَتَى بِهِ إِلَى بَيْتِهِ. فَحَدَّثَ لاَبَانَ بِجَمِيعِ هذِهِ الأُمُورِ. "

 

أية (14):- " 14فَقَالَ لَهُ لاَبَانُ: «إِنَّمَا أَنْتَ عَظْمِي وَلَحْمِي». فَأَقَامَ عِنْدَهُ شَهْرًا مِنَ الزَّمَانِ."    

أقام يعقوب عند لابان شهراً. فكانت العادة أن يستضيف الإنسان ضيفه بحد أقصي شهر. بعد ذلك يصير كواحد من العائلة ويشاركهم حياتهم بما فيها من عمل وينال أجرة عن عمله (أية 15).

 

الأيات (15-22):- "15ثُمَّ قَالَ لاَبَانُ لِيَعْقُوبَ: «أَلأَنَّكَ أَخِي تَخْدِمُنِي مَجَّانًا؟ أَخْبِرْنِي مَا أُجْرَتُكَ». 16وَكَانَ لِلاَبَانَ ابْنَتَانِ، اسْمُ الْكُبْرَى لَيْئَةُ وَاسْمُ الصُّغْرَى رَاحِيلُ. 17وَكَانَتْ عَيْنَا لَيْئَةَ ضَعِيفَتَيْنِ، وَأَمَّا رَاحِيلُ فَكَانَتْ حَسَنَةَ الصُّورَةِ وَحَسَنَةَ الْمَنْظَرِ. 18وَأَحَبَّ يَعْقُوبُ رَاحِيلَ، فَقَالَ: «أَخْدِمُكَ سَبْعَ سِنِينٍ بِرَاحِيلَ ابْنَتِكَ الصُّغْرَى». 19فَقَالَ لاَبَانُ: «أَنْ أُعْطِيَكَ إِيَّاهَا أَحْسَنُ مِنْ أَنْ أُعْطِيَهَا لِرَجُل آخَرَ. أَقِمْ عِنْدِي». 20فَخَدَمَ يَعْقُوبُ بِرَاحِيلَ سَبْعَ سِنِينٍ، وَكَانَتْ فِي عَيْنَيْهِ كَأَيَّامٍ قَلِيلَةٍ بِسَبَبِ مَحَبَّتِهِ لَهَا. 21ثُمَّ قَالَ يَعْقُوبُ لِلاَبَانَ: «أَعْطِنِي امْرَأَتِي لأَنَّ أَيَّامِي قَدْ كَمُلَتْ، فَأَدْخُلَ عَلَيْهَا». 22فَجَمَعَ لاَبَانُ جَمِيعَ أَهْلِ الْمَكَانِ وَصَنَعَ وَلِيمَةً."

 

أية (23):- " 23وَكَانَ فِي الْمَسَاءِ أَنَّهُ أَخَذَ لَيْئَةَ ابْنَتَهُ وَأَتَى بِهَا إِلَيْهِ، فَدَخَلَ عَلَيْهَا. "    

لم يكن الخداع صعباً فالعروس تزف ليلاً وهي مرتدية برقع أحمر. وكما خدع يعقوب أبوه إسحق هكذا فعل به لابان خاله. ثم خدعه أولاده في موضوع يوسف. فكان في حياته معذباً.

 

الأيات (24-26):- "24وَأَعْطَى لاَبَانُ زِلْفَةَ جَارِيَتَهُ لِلَيْئَةَ ابْنَتِهِ جَارِيَةً. 25وَفِي الصَّبَاحِ إِذَا هِيَ لَيْئَةُ، فَقَالَ لِلاَبَانَ: «مَا هذَا الَّذِي صَنَعْتَ بِي؟ أَلَيْسَ بِرَاحِيلَ خَدَمْتُ عِنْدَكَ؟ فَلِمَاذَا خَدَعْتَنِي؟». 26فَقَالَ لاَبَانُ: «لاَ يُفْعَلُ هكَذَا فِي مَكَانِنَا أَنْ تُعْطَى الصَّغِيرَةُ قَبْلَ الْبِكْرِ. "

 

أية (27):- " 27أَكْمِلْ أُسْبُوعَ هذِهِ، فَنُعْطِيَكَ تِلْكَ أَيْضًا، بِالْخِدْمَةِ الَّتِي تَخْدِمُنِي أَيْضًا سَبْعَ سِنِينٍ أُخَرَ»."    

كانت العادة أن يحتفل العريس بعروسه لمدة أسبوع (مثل شهر العسل عندنا).

 

الأيات (28-29):- "28فَفَعَلَ يَعْقُوبُ هكَذَا. فَأَكْمَلَ أُسْبُوعَ هذِهِ، فَأَعْطَاهُ رَاحِيلَ ابْنَتَهُ زَوْجَةً لَهُ. 29وَأَعْطَى لاَبَانُ رَاحِيلَ ابْنَتَهُ بِلْهَةَ جَارِيَتَهُ جَارِيَةً لَهَا."

 

الأيات (30-31):- "30فَدَخَلَ عَلَى رَاحِيلَ أَيْضًا، وَأَحَبَّ أَيْضًا رَاحِيلَ أَكْثَرَ مِنْ لَيْئَةَ. وَعَادَ فَخَدَمَ عِنْدَهُ سَبْعَ سِنِينٍ أُخَرَ. 31وَرَأَى الرَّبُّ أَنَّ لَيْئَةَ مَكْرُوهَةٌ فَفَتَحَ رَحِمَهَا، وَأَمَّا رَاحِيلُ فَكَانَتْ عَاقِرًا."

كلمة مكروهة في أصلها أنها محبوبة بدرجة أقل ويتضح هذا من الآيتين والله الذي سمح لها بأن تكون عينها هكذا عوضها بكثرة البنين. وليئة بأبنائها الكثيرين تشير لليهود الذين كانوا مخصبين أما راحيل العاقر فتشير للأمم الذين كانوا في حالة عقم ثم أثمروا.

 

الأيات (32-35):- "32فَحَبِلَتْ لَيْئَةُ وَوَلَدَتِ ابْنًا وَدَعَتِ اسْمَهُ «رَأُوبَيْنَ»، لأَنَّهَا قَالَتْ: «إِنَّ الرَّبَّ قَدْ نَظَرَ إِلَى مَذَلَّتِي. إِنَّهُ الآنَ يُحِبُّنِي رَجُلِي». 33وَحَبِلَتْ أَيْضًا وَوَلَدَتِ ابْنًا، وَقَالَتْ: «إِنَّ الرَّبَّ قَدْ سَمِعَ أَنِّي مَكْرُوهَةٌ فَأَعْطَانِي هذَا أَيْضًا». فَدَعَتِ اسْمَهُ «شِمْعُونَ». 34وَحَبِلَتْ أَيْضًا وَوَلَدَتِ ابْنًا، وَقَالَتِ: «الآنَ هذِهِ الْمَرَّةَ يَقْتَرِنُ بِي رَجُلِي، لأَنِّي وَلَدْتُ لَهُ ثَلاَثَةَ بَنِينَ». لِذلِكَ دُعِيَ اسْمُهُ «لاَوِيَ». 35وَحَبِلَتْ أَيْضًا وَوَلَدَتِ ابْنًا وَقَالَتْ: «هذِهِ الْمَرَّةَ أَحْمَدُ الرَّبَّ». لِذلِكَ دَعَتِ اسْمَهُ «يَهُوذَا». ثُمَّ تَوَقَّفَتْ عَنِ الْوِلاَدَةِ."

ليئة حينما شعرت أنها مكروهة لجأت إلي الله وإتضح هذا في تسمية أولادها فنسبتهم كلهم لله فهي أسمت البكر رأوبين= إبن الرؤيا أي الله رأي مذلتي فوهبني أبنا حتي يحبني زوجي وأسمت الثاني شمعون= الله سمعني إذ كنت مكروهة فشمعون تعني مستمع وأسمت الثالث لاوي أي مقترن بي وتعني الأن يقترن بي زوجي والرابع يهوذا= يعترف أو يحمد فهي تشكر الله علي عطيته. وليئة التي تمثل اليهود أنجبت البكر فهم بالنسبة لله الأخ الأكبر فهم أسبق من المسيحيين في معرفة الله ولكن سحبت منهم البكورية وأصبحت لهم البكورية الجسدية فقط بحكم الزمن أما البكورية الروحية فصارت للشعب المسيحي. ومن ليئة جاء لاوي أى الكهنوت، كهنوت العهد القديم وجاء من ليئة يهوذا أبو المسيح بالجسد. ويقول الكتاب ثم توقفت عن الولادة فهذا هو كل دور شعب اليهود أن يأتي منهم المسيح وبعد ذلك لا يوجد لهم أي دور في خطة الخلاص سوي أن يؤمنوا بالمسيح. وقد تشير إلي انهم برفضهم السيد المسيح توقفوا عن الإنجاب الروحي. علي أننا نجد ان ليئة بعد ذلك عادت وأنجبت يساكر وزبولون وقد يكون هذا إشارة لقبول اليهود الإيمان المسيحي في أواخر الأيام.

 

إسحق ويعقوب

إن كان يعقوب يشير للمسيح الذى نزل للأرض ليأخذ عروستين ( اليهود والأمم) وكان موت راحيل فى الطريق يشير لموتنا الآن بالجسد فى طريقنا للسماء فإسحق يشير المسيح الموجود الآن فى السماء وعروسته الواحدة ( رفقة) تذهب له، يأتى بها له الروح القدس. وهى واحدة وحيدة، فهكذا هى عروس المسيح. وهذه ستكون حية فى السماء للأبد فى حياة أبدية، لذلك لا يذكر خبر موتها.