الإصحاح الخامس عشر

 

الآيات (1-8):- "1وَفِي السَّنَةِ الثَّامِنَةِ عَشَرَةَ لِلْمَلِكِ يَرُبْعَامَ بْنِ نَبَاطَ، مَلَكَ أَبِيَامُ عَلَى يَهُوذَا. 2مَلَكَ ثَلاَثَ سِنِينٍ فِي أُورُشَلِيمَ، وَاسْمُ أُمِّهِ مَعْكَةُ ابْنَةُ أَبْشَالُومَ. 3وَسَارَ فِي جَمِيعِ خَطَايَا أَبِيهِ الَّتِي عَمِلَهَا قَبْلَهُ، وَلَمْ يَكُنْ قَلْبُهُ كَامِلاً مَعَ الرَّبِّ إِلهِهِ كَقَلْبِ دَاوُدَ أَبِيهِ. 4وَلكِنْ لأَجْلِ دَاوُدَ أَعْطَاهُ الرَّبُّ إِلهُهُ سِرَاجًا فِي أُورُشَلِيمَ، إِذْ أَقَامَ ابْنَهُ بَعْدَهُ وَثَبَّتَ أُورُشَلِيمَ. 5لأَنَّ دَاوُدَ عَمِلَ مَا هُوَ مُسْتَقِيمٌ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ وَلَمْ يَحِدْ عَنْ شَيْءٍ مِمَّا أَوْصَاهُ بِهِ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِهِ، إِلاَّ فِي قَضِيَّةِ أُورِيَّا الْحِثِّيِّ. 6وَكَانَتْ حَرْبٌ بَيْنَ رَحُبْعَامَ وَيَرُبْعَامَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِهِ. 7وَبَقِيَّةُ أُمُورِ أَبِيَامَ وَكُلُّ مَا عَمِلَ، أَمَا هِيَ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ الأَيَّامِ لِمُلُوكِ يَهُوذَا؟ وَكَانَتْ حَرْبٌ بَيْنَ أَبِيَامَ وَيَرُبْعَامَ. 8ثُمَّ اضْطَجَعَ أَبِيَامُ مَعَ آبَائِهِ، فَدَفَنُوهُ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ، وَمَلَكَ آسَا ابْنُهُ عِوَضًا عَنْهُ. "

مَعْكَةُ ابْنَةُ أَبْشَالُومَ = إبنة ابشالوم إسمها ثامار (2 صم 27:14) وقد تزوجت ثامار بأوريئيل فولدت له ميخايا أو معكة (2 أى 2:13) فكانت معكة إبنة إبنة ابشالوم. وفى (6) حَرْبٌ بَيْنَ رَحُبْعَامَ وَيَرُبْعَامَ = بدأت الحرب بين رحبعام ويربعام (30:14) وإستمرت أيام أبيا وقوله هنا بين رحبعام أى أبيا إبن رحبعام كأنه يقول حرب بين بيت رحبعام وبين يربعام. والحرب التى دارت بين أبيا بن رحبعام وبين يربعام(2 أى 10:13-12) نجد أبيا إتكل فيها على الرب فنصره الرب لكن قلبه لم يكن كاملا مع الله فى (4) سِرَاجًا فِي أُورُشَلِيمَ وكانوا يطفئون السراج فى حالة موت صاحب البيت إذا المعنى دوام حياة الشخص أى إستمرار بيت داود.

 

الآيات (9-15):- "9وَفِي السَّنَةِ الْعِشْرِينَ لِيَرُبْعَامَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ، مَلَكَ آسَا عَلَى يَهُوذَا. 10مَلَكَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ، وَاسْمُ أُمِّهِ مَعْكَةُ ابْنَةُ أَبْشَالُومَ. 11وَعَمِلَ آسَا مَا هُوَ مُسْتَقِيمٌ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ كَدَاوُدَ أَبِيهِ، 12وَأَزَالَ الْمَأْبُونِينَ مِنَ الأَرْضِ، وَنَزَعَ جَمِيعَ الأَصْنَامِ الَّتِي عَمِلَهَا آبَاؤُهُ، 13حَتَّى إِنَّ مَعْكَةَ أُمَّهُ خَلَعَهَا مِنْ أَنْ تَكُونَ مَلِكَةً، لأَنَّهَا عَمِلَتْ تِمْثَالاً لِسَارِيَةٍ، وَقَطَعَ آسَا تِمْثَالَهَا وَأَحْرَقَهُ فِي وَادِي قَدْرُونَ. 14وَأَمَّا الْمُرْتَفَعَاتُ فَلَمْ تُنْزَعْ، إِلاَّ إِنَّ قَلْبَ آسَا كَانَ كَامِلاً مَعَ الرَّبِّ كُلَّ أَيَّامِهِ. 15وَأَدْخَلَ أَقْدَاسَ أَبِيهِ وَأَقْدَاسَهُ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ مِنَ الْفِضَّةِ وَالذَّهَبِ وَالآنِيَةِ. "

فى (10) مَلَكَ 41 سَنَةً فنلاحظ أن عمر ملوك يهوذا الصالحين كان طويلا فهم أكرموا أبيهم السماوى فطالت أيام حياتهم على الأرض. وإسم أمه معكة واضح أن معكة هى جدته (قارن مع آية 2) ولكن يبدو أنها كانت إمرأة متسلطة قوية فذكرت هى ولم تذكر أمه الحقيقية. وربما هى التى ربته كولى للعهد وكانت معكة هذه عابدة للأوثان وَادِي قَدْرُونَ = إلى جهة الشرق من أورشليم وليس فيه ماء إلا فى فصل الشتاء وكانوا يطرحون فيه النجاسات (2 مل 4:23 + 2 أى 16:29 + 14:30) وَأَمَّا الْمُرْتَفَعَاتُ = هو نزع بعضها وليس كلها (2 أى 3:14) أو هو نزعها فأعادوا بنائها. وكانت بعض المرتفعات لعبادة الرب ولكن هذا أيضا ممنوع ومخالف للشريعة فموسى أوصى بالعبادة فى مكان واحد. وَأَدْخَلَ أَقْدَاسَ أَبِيهِ = أى غنيمة الحرب التى أخذها أبيه أبيام فى حربه مع يربعام وهذا ليعوض أسا على ما كان شيشق قد أخذه فى زمن رحبعام وسميت أقداس لأنه قدسها لله.

 

الآيات (16-24):- "16وَكَانَتْ حَرْبٌ بَيْنَ آسَا وَبَعْشَا مَلِكِ إِسْرَائِيلَ كُلَّ أَيَّامِهِمَا. 17وَصَعِدَ بَعْشَا مَلِكُ إِسْرَائِيلَ عَلَى يَهُوذَا وَبَنَى الرَّامَةَ لِكَيْ لاَ يَدَعَ أَحَدًا يَخْرُجُ أَوْ يَدْخُلُ إِلَى آسَا مَلِكِ يَهُوذَا. 18وَأَخَذَ آسَا جَمِيعَ الْفِضَّةِ وَالذَّهَبِ الْبَاقِيَةِ فِي خَزَائِنِ بَيْتِ الرَّبِّ وَخَزَائِنِ بَيْتِ الْمَلِكِ وَدَفَعَهَا لِيَدِ عَبِيدِهِ، وَأَرْسَلَهُمُ الْمَلِكُ آسَا إِلَى بَنْهَدَدَ بْنِ طَبْرِيمُونَ بْنِ حَزْيُونَ مَلِكِ أَرَامَ السَّاكِنِ فِي دِمَشْقَ قَائِلاً: 19«إِنَّ بَيْنِي وَبَيْنَكَ وَبَيْنَ أَبِي وَأَبِيكَ عَهْدًا. هُوَذَا قَدْ أَرْسَلْتُ لَكَ هَدِيَّةً مِنْ فِضَّةٍ وَذَهَبٍ، فَتَعَالَ انْقُضْ عَهْدَكَ مَعَ بَعْشَا مَلِكِ إِسْرَائِيلَ فَيَصْعَدَ عَنِّي». 20فَسَمِعَ بَنْهَدَدُ لِلْمَلِكِ آسَا وَأَرْسَلَ رُؤَسَاءَ الْجُيُوشِ الَّتِي لَهُ عَلَى مُدُنِ إِسْرَائِيلَ، وَضَرَبَ عُيُونَ وَدَانَ وَآبَلَ بَيْتِ مَعْكَةَ وَكُلَّ كِنَّرُوتَ مَعَ كُلِّ أَرْضِ نَفْتَالِي. 21وَلَمَّا سَمِعَ بَعْشَا كَفَّ عَنْ بِنَاءِ الرَّامَةِ وَأَقَامَ فِي تِرْصَةَ. 22فَاسْتَدْعَى الْمَلِكُ آسَا كُلَّ يَهُوذَا. لَمْ يَكُنْ بَرِيءٌ. فَحَمَلُوا كُلَّ حِجَارَةِ الرَّامَةِ وَأَخْشَابِهَا الَّتِي بَنَاهَا بَعْشَا، وَبَنَى بِهَا الْمَلِكُ آسَا جَبْعَ بَنْيَامِينَ وَالْمِصْفَاةَ. 23وَبَقِيَّةُ كُلِّ أُمُورِ آسَا وَكُلُّ جَبَرُوتِهِ وَكُلُّ مَا فَعَلَ وَالْمُدُنِ الَّتِي بَنَاهَا، أَمَا هِيَ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ الأَيَّامِ لِمُلُوكِ يَهُوذَا؟ غَيْرَ أَنَّهُ فِي زَمَانِ شَيْخُوخَتِهِ مَرِضَ فِي رِجْلَيْهِ. 24ثُمَّ اضْطَجَعَ آسَا مَعَ آبَائِهِ، وَدُفِنَ مَعَ آبَائِهِ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ أَبِيهِ، وَمَلَكَ يَهُوشَافَاطُ ابْنُهُ عِوَضًا عَنْهُ. "

وَكَانَتْ حَرْبٌ بَيْنَ آسَا وَبَعْشَا = وفى (2 أى 1:14) أن الأرض استراحت 10 سنين فى أول ملك أسا أى لم تكن هناك حرب عظيمة حتى وقت هذه الحرب. وفى (2 أى 1:16). أن هذه الحرب كانت فى السنة ال 36 لملك أسا وظاهرياً فإن هذا يبدو مستحيلاً لأن بعشا ملك فى السنة الثالثة لملك أسا (آية 29،28) وقد ملك بعشا 24 سنة (آية 33) وبذلك يكون بعشا قد مات فى السنة 27 لأسا ولكن كما ذكرنا فى المقدمة فلم يكن هناك نظام واحد للتأريخ متفق عليه بين الكتاب فكاتب الأيام حين يقول السنة 36 يقصد منذ إنفصال العشرة أسباط عن يهوذا وبذلك تكون السنة 36 للإنفصال موافقة للسنة 16 لملك أسا وفى (17) نجد أن بعشا هاجم الرامة = فى أرض بنيامين وهو على هضبة عالية على شمال أورشليم بحوالى 10 كم وكان حلول بعشا فيها تهديد لأورشليم ذاتها لِكَيْ لاَ يَدَعَ أَحَدًا يَخْرُجُ أَوْ يَدْخُلُ = أى قطع العلاقات التجارية بين يهوذا وإسرائيل منع الذين أرادوا اللجوء إلى يهوذا أو العابدين الذين يذهبون لأورشليم من سكان إسرائيل، فضلاً عن أن هذا يعتبر خطوة إستعداد للهجوم على أورشليم. ونجد أسا قد تصرف بذكاء سياسى فهو قد تحالف مع ملك أرام وأرسل له هدايا ليكسر حلفه مع ملك إسرائيل ويضربه ولقد حدث هذا فعلا ونجحت الخطة لكن كان هناك عدة أخطاء لآسا:-

1.    هو دفع بنهدد لكسر معاهدة بينه وبين إسرائيل.

2.    إعتماده على ذراع بشر.

3.    أرسل المقدسات لبنهدد الملك الوثنى.

4.    ولذلك وبخه حنانى الرائى (2 أى 7:16-10) لأنه إستند على أرام. فغضب أسا وسجن الرائى ولذلك نفهم لماذا أدبه الرب بمرض فى رجليه (آية 23).

وفى (18) حَزْيُونَ هو غالبا رزون خصم سليمان وفى (19) بَيْنِي وَبَيْنَكَ عَهْدًا = أى صلح بينه وبين بنهدد كما كان بين بنهدد وأبيه أبيام وقد وافق لأنه سيأخذ بضع مدن من إسرائيل وفى (21) كَفَّ عَنْ بِنَاءِ الرَّامَةِ = فهو لا يقدر أن يحارب عدوين فى وقت واحد. وفى (22) لَمْ يَكُنْ بَرِيءٌ = أى لم يستثنى أو يعفى أحد من هذا العمل القومى.

 

الآيات (25-34):- "25وَمَلَكَ نَادَابُ بْنُ يَرُبْعَامَ عَلَى إِسْرَائِيلَ فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ لآسَا مَلِكِ يَهُوذَا، فَمَلَكَ عَلَى إِسْرَائِيلَ سَنَتَيْنِ. 26وَعَمِلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، وَسَارَ فِي طَرِيقِ أَبِيهِ وَفِي خَطِيَّتِهِ الَّتِي جَعَلَ بِهَا إِسْرَائِيلَ يُخْطِئُ. 27وَفَتَنَ عَلَيْهِ بَعْشَا بْنُ أَخِيَّا مِنْ بَيْتِ يَسَّاكَرَ، وَضَرَبَهُ بَعْشَا فِي جِبَّثُونَ الَّتِي لِلْفِلِسْطِينِيِّينَ. وَكَانَ نَادَابُ وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ مُحَاصِرِينَ جِبَّثُونَ. 28وَأَمَاتَهُ بَعْشَا فِي السَّنَةِ الثَّالِثَةِ لآسَا مَلِكِ يَهُوذَا وَمَلَكَ عِوَضًا عَنْهُ. 29وَلَمَّا مَلَكَ ضَرَبَ كُلَّ بَيْتِ يَرُبْعَامَ. لَمْ يُبْقِ نَسَمَةً لِيَرُبْعَامَ حَتَّى أَفْنَاهُمْ، حَسَبَ كَلاَمِ الرَّبِّ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ عَنْ يَدِ عَبْدِهِ أَخِيَّا الشِّيلُونِيِّ، 30لأَجْلِ خَطَايَا يَرُبْعَامَ الَّتِي أَخْطَأَهَا وَالَّتِي جَعَلَ بِهَا إِسْرَائِيلَ يُخْطِئُ بِإِغَاظَتِهِ الَّتِي أَغَاظَ بِهَا الرَّبَّ إِلهَ إِسْرَائِيلَ. 31وَبَقِيَّةُ أُمُورِ نَادَابَ وَكُلُّ مَا عَمِلَ، أَمَا هِيَ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ الأَيَّامِ لِمُلُوكِ إِسْرَائِيلَ؟ 32وَكَانَتْ حَرْبٌ بَيْنَ آسَا وَبَعْشَا مَلِكِ إِسْرَائِيلَ كُلَّ أَيَّامِهِمَا.

33فِي السَّنَةِ الثَّالِثَةِ لآسَا مَلِكِ يَهُوذَا، مَلَكَ بَعْشَا بْنُ أَخِيَّا عَلَى جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ فِي تِرْصَةَ أَرْبَعًا وَعِشْرِينَ سَنَةً. 34وَعَمِلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، وَسَارَ فِي طَرِيقِ يَرُبْعَامَ وَفِي خَطِيَّتِهِ الَّتِي جَعَلَ بِهَا إِسْرَائِيلَ يُخْطِئُ. "

نلاحظ كثرة الفتن فى إسرائيل فبينما إستمر كرسى داود فى يهوذا 400 سنة أتت 9 أسرات للحكم فى إسرائيل فى مدة 250 سنة وفى(27) جِبَّثُونَ = هى فى أرض دان على حدود أرض الفلسطينيين وكان الفلسطينيين قد أخذوها. وحاول ناداب أن يسترجعها ولقد إستمرت هذه الحرب حتى زمان عمرى أى بعد 26 سنة. وفى (32) حَرْبٌ بَيْنَ آسَا وَبَعْشَا كُلَّ أَيَّامِهِمَا = هى حروب مناوشات لأن الحرب الكبيرة كانت فى السنة 16 لأسا.

الحروب المستمرة بين يهوذا وإسرائيل أضعفت كليهما وذلك لحساب الملوك المجاورين.