الإصحاح الثامن عشر

 

الآيات (1-6):- "1وَبَعْدَ أَيَّامٍ كَثِيرَةٍ كَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَى إِيلِيَّا فِي السَّنَةِ الثَّالِثَةِ قَائِلاً: «اذْهَبْ وَتَرَاءَ لأَخْآبَ فَأُعْطِيَ مَطَرًا عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ». 2فَذَهَبَ إِيلِيَّا لِيَتَرَاءَى لأَخْآبَ. وَكَانَ الْجُوعُ شَدِيدًا فِي السَّامِرَةِ، 3فَدَعَا أَخْآبُ عُوبَدْيَا الَّذِي عَلَى الْبَيْتِ، وَكَانَ عُوبَدْيَا يَخْشَى الرَّبَّ جِدًّا. 4وَكَانَ حِينَمَا قَطَعَتْ إِيزَابَلُ أَنْبِيَاءَ الرَّبِّ أَنَّ عُوبَدْيَا أَخَذَ مِئَةَ نَبِيٍّ وَخَبَّأَهُمْ خَمْسِينَ رَجُلاً فِي مُغَارَةٍ وَعَالَهُمْ بِخُبْزٍ وَمَاءٍ. 5وَقَالَ أَخْآبُ لِعُوبَدْيَا: «اذْهَبْ فِي الأَرْضِ إِلَى جَمِيعِ عُيُونِ الْمَاءِ وَإِلَى جَمِيعِ الأَوْدِيَةِ، لَعَلَّنَا نَجِدُ عُشْبًا فَنُحْيِيَ الْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَلاَ نُعْدَمَ الْبَهَائِمَ كُلَّهَا». 6فَقَسَمَا بَيْنَهُمَا الأَرْضَ لِيَعْبُرَا بِهَا. فَذَهَبَ أَخْآبُ فِي طَرِيق وَاحِدٍ وَحْدَهُ، وَذَهَبَ عُوبَدْيَا فِي طَرِيق آخَرَ وَحْدَهُ. "

نرى الآن أحد أسباب هذا الجدب فإن أخاب وإيزابل قطعا أنبياء الرب أى قتلوهم. وهناك رأى بأن إيزابل إنتهزت فرصة إختفاء إيليا وأنه السبب فى منع المطر فقتلت أنبياء الرب (كما فعل الرومان بعد ذلك حين كانوا يقتلون المسيحيين إذا إمتنع المطر). وسواء هذا الرأى أو ذاك أى أن الجدب سببه قتل أنبياء الرب أو أن إيزابل قتلت أنبياء الرب بسبب الجدب فكلاهما يشيران لوحشية عباد البعل. إلا أن الله له رجاله فى كل مكان. ونجد هنا عُوبَدْيَا الَّذِي عَلَى الْبَيْتِ = فهو وكيل أعمال أخاب ونجده رجلا مؤمنا خبأ 100 من أنبياء الله كل 50 فى مغارة. وَخَبَّأَهُمْ 50 رَجُلاً فِي مُغَارَةٍ. وفى نسخ أخرى (الكتاب بشواهد) خمسين خمسين. أى كل 50 منهم فى مغارة. فالله يسمح بإنتقال البعض وإستشهادهم وله القدرة على إنقاذ من يريد. وعجيب أن يختار ملك شرير مثل أخاب رجلا بارا مثل عوبديا فى هذا المنصب ولكن المؤمنين لهم شهرتهم وهم محل ثقة الجميع مثل دانيال فى بابل ثم فارس،ويوسف فى مصر ونفهم من أمر الله لإيليا فى آية (1) تَرَاءَ لأَخْآبَ فَأُعْطِيَ مَطَرًا = أن الله رأى أن الشعب إستفاد من التجربة ومن عطشهم عرفوا السبب فى ذلك وأنهم خانوا الرب وأصبحوا مستعدين للتوبة والإيمان. وفى (6) قَسَمَا بَيْنَهُمَا الأَرْضَ = دليل ندرة العشب وهناك ملحوظتين:

1.    إيزابل حاولت قتل أنبياء الرب ولكن الله له طرقه فى حفظ أولاده فنجد أن الله له7000 ركبة لم تنحنى لبعل (18:19). وأنه أبقى 100 من أنبيائه عن طريق عوبديا.

2.    يقول هنا فِي السَّنَةِ الثَّالِثَةِ آية (1) وفى( يع 17:5) يقول أن المطر إمتنع ثلاث سنين و ستة اشهر. والحل سهل فإنذار إيليا كان قبل فترة المطر بستة أشهر وأن المطر إنقطع فترة قبل إنذار إيليا.

 

الآيات (7-16):- "7وَفِيمَا كَانَ عُوبَدْيَا فِي الطَّرِيقِ، إِذَا بِإِيلِيَّا قَدْ لَقِيَهُ فَعَرَفَهُ، وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ وَقَالَ: «أَأَنْتَ هُوَ سَيِّدِي إِيلِيَّا؟» 8فَقَالَ لَهُ: «أَنَا هُوَ. اذْهَبْ وَقُلْ لِسَيِّدِكَ: هُوَذَا إِيلِيَّا». 9فَقَالَ: «مَا هِيَ خَطِيَّتِي حَتَّى إِنَّكَ تَدْفَعُ عَبْدَكَ لِيَدِ أَخْآبَ لِيُمِيتَنِي؟ 10حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ إِلهُكَ، إِنَّهُ لاَ تُوجَدُ أُمَّةٌ وَلاَ مَمْلَكَةٌ لَمْ يُرْسِلْ سَيِّدِي إِلَيْهَا لِيُفَتِّشَ عَلَيْكَ، وَكَانُوا يَقُولُونَ: إِنَّهُ لاَ يُوجَدُ. وَكَانَ يَسْتَحْلِفُ الْمَمْلَكَةَ وَالأُمَّةَ أَنَّهُمْ لَمْ يَجِدُوكَ. 11وَالآنَ أَنْتَ تَقُولُ: اذْهَبْ قُلْ لِسَيِّدِكَ هُوَذَا إِيلِيَّا. 12وَيَكُونُ إِذَا انْطَلَقْتُ مِنْ عَنْدِكَ، أَنَّ رُوحَ الرَّبِّ يَحْمِلُكَ إِلَى حَيْثُ لاَ أَعْلَمُ. فَإِذَا أَتَيْتُ وَأَخْبَرْتُ أَخْآبَ وَلَمْ يَجِدْكَ فَإِنَّهُ يَقْتُلُنِي، وَأَنَا عَبْدُكَ أَخْشَى الرَّبَّ مُنْذُ صَبَايَ. 13أَلَمْ يُخْبَرْ سَيِّدِي بِمَا فَعَلْتُ حِينَ قَتَلَتْ إِيزَابَلُ أَنْبِيَاءَ الرَّبِّ، إِذْ خَبَّأْتُ مِنْ أَنْبِيَاءِ الرَّبِّ مِئَةَ رَجُل، خَمْسِينَ خَمْسِينَ رَجُلاً فِي مُغَارَةٍ وَعُلْتُهُمْ بِخُبْزٍ وَمَاءٍ؟ 14وَأَنْتَ الآنَ تَقُولُ: اذْهَبْ قُلْ لِسَيِّدِكَ: هُوَذَا إِيلِيَّا، فَيَقْتُلُنِي». 15فَقَالَ إِيلِيَّا: «حَيٌّ هُوَ رَبُّ الْجُنُودِ الَّذِي أَنَا وَاقِفٌ أَمَامَهُ، إِنِّي الْيَوْمَ أَتَرَاءَى لَهُ». 16فَذَهَبَ عُوبَدْيَا لِلِقَاءِ أَخْآبَ وَأَخْبَرَهُ، فَسَارَ أَخْآبُ لِلِقَاءِ إِيلِيَّا. "

 فى (12) رُوحَ الرَّبِّ يَحْمِلُكَ = هم فتشوا عنه طوال هذه السنين ولم يجدوه فظن أن روح الرب هو الذى إختطفه وخبأه حتى لا يجده أخاب. وظن أنه بعد أن يتركه يرجع روح الرب ويحمله ثانية لأنه واثق أن أخاب لابد وسيقتله حين يراه لذلك لابد أن يحميه روح الرب. وفى (13) يخبر إيليا بما فعله مع أنبياء الرب ليظهر لإيليا أنه غير موافق على أفعال أخاب فلا يتعرض لسخط إيليا وعقابه. ويرجو إيليا أيضا أن لا يعرضه لعقوبة أخاب إن عاد روح الرب وإختطف إيليا ثانية.

 

الآيات (17-28):- "17وَلَمَّا رَأَى أَخْآبُ إِيلِيَّا قَالَ لَهُ أَخْآبُ: «أَأَنْتَ هُوَ مُكَدِّرُ إِسْرَائِيلَ؟» 18فَقَالَ: «لَمْ أُكَدِّرْ إِسْرَائِيلَ، بَلْ أَنْتَ وَبَيْتُ أَبِيكَ بِتَرْكِكُمْ وَصَايَا الرَّبِّ وَبِسَيْرِكَ وَرَاءَ الْبَعْلِيمِ. 19فَالآنَ أَرْسِلْ وَاجْمَعْ إِلَيَّ كُلَّ إِسْرَائِيلَ إِلَى جَبَلِ الْكَرْمَلِ، وَأَنْبِيَاءَ الْبَعْلِ أَرْبَعَ الْمِئَةِ وَالْخَمْسِينَ، وَأَنْبِيَاءَ السَّوَارِي أَرْبَعَ الْمِئَةِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ عَلَى مَائِدَةِ إِيزَابَلَ». 20فَأَرْسَلَ أَخْآبُ إِلَى جَمِيعِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَجَمَعَ الأَنْبِيَاءَ إِلَى جَبَلِ الْكَرْمَلِ. 21فَتَقَدَّمَ إِيلِيَّا إِلَى جَمِيعِ الشَّعْبِ وَقَالَ: «حَتَّى مَتَى تَعْرُجُونَ بَيْنَ الْفِرْقَتَيْنِ؟ إِنْ كَانَ الرَّبُّ هُوَ اللهَ فَاتَّبِعُوهُ، وَإِنْ كَانَ الْبَعْلُ فَاتَّبِعُوهُ». فَلَمْ يُجِبْهُ الشَّعْبُ بِكَلِمَةٍ. 22ثُمَّ قَالَ إِيلِيَّا لِلشَّعْبِ: «أَنَا بَقِيتُ نَبِيًّا لِلرَّبِّ وَحْدِي، وَأَنْبِيَاءُ الْبَعْلِ أَرْبَعُ مِئَةٍ وَخَمْسُونَ رَجُلاً. 23فَلْيُعْطُونَا ثَوْرَيْنِ، فَيَخْتَارُوا لأَنْفُسِهِمْ ثَوْرًا وَاحِدًا وَيُقَطِّعُوهُ وَيَضَعُوهُ عَلَى الْحَطَبِ، وَلكِنْ لاَ يَضَعُوا نَارًا. وَأَنَا أُقَرِّبُ الثَّوْرَ الآخَرَ وَأَجْعَلُهُ عَلَى الْحَطَبِ، وَلكِنْ لاَ أَضَعُ نَارًا. 24ثُمَّ تَدْعُونَ بِاسْمِ آلِهَتِكُمْ وَأَنَا أَدْعُو بِاسْمِ الرَّبِّ. وَالإِلهُ الَّذِي يُجِيبُ بِنَارٍ فَهُوَ اللهُ». فَأَجَابَ جَمِيعُ الشَّعْبِ وَقَالُوا: «الْكَلاَمُ حَسَنٌ». 25فَقَالَ إِيلِيَّا لأَنْبِيَاءِ الْبَعْلِ: «اخْتَارُوا لأَنْفُسِكُمْ ثَوْرًا وَاحِدًا وَقَرِّبُوا أَوَّلاً، لأَنَّكُمْ أَنْتُمُ الأَكْثَرُ، وَادْعُوا بِاسْمِ آلِهَتِكُمْ، وَلكِنْ لاَ تَضَعُوا نَارًا». 26فَأَخَذُوا الثَّوْرَ الَّذِي أُعْطِيَ لَهُمْ وَقَرَّبُوهُ، وَدَعَوْا بِاسْمِ الْبَعْلِ مِنَ الصَّبَاحِ إِلَى الظُّهْرِ قَائِلِينَ: «يَا بَعْلُ أَجِبْنَا». فَلَمْ يَكُنْ صَوْتٌ وَلاَ مُجِيبٌ. وَكَانُوا يَرْقُصُونَ حَوْلَ الْمَذْبَحِ الَّذِي عُمِلَ. 27وَعِنْدَ الظُّهْرِ سَخِرَ بِهِمْ إِيلِيَّا وَقَالَ: «ادْعُوا بِصَوْتٍ عَال لأَنَّهُ إِلهٌ! لَعَلَّهُ مُسْتَغْرِقٌ أَوْ فِي خَلْوَةٍ أَوْ فِي سَفَرٍ! أَوْ لَعَلَّهُ نَائِمٌ فَيَتَنَبَّهَ!» 28فَصَرَخُوا بِصَوْتٍ عَال، وَتَقَطَّعُوا حَسَبَ عَادَتِهِمْ بِالسُّيُوفِ وَالرِّمَاحِ حَتَّى سَالَ مِنْهُمُ الدَّمُ. "

بِتَرْكِكُمْ وَصَايَا الرَّبِّ = لأن الشعب كله ترك الرب وساروا وراء العجول.

وَبِسَيْرِكَ وَرَاءَ الْبَعْلِيمِ = هذه خطية أخاب الخاصة فهو الذى أدخل هذه العبادة ولاحظ قوة إيليا فى كلامه مع الملك وأنه يأمر الملك وأخاب يطيع فهو أى أخاب كان خائفا من قوة روحية هو غير قادر أن يراها أو يفهمها لكنه شاعرا بها. وفى (19) أَنْبِيَاءَ الْبَعْلِ = أى كهنة البعل فهم يدعون أنهم يقدرون أن يكلموه ويستعطفوه فَلَمْ يُجِبْهُ الشَّعْبُ بِكَلِمَةٍ = لأنهم شعروا بأن كلامه صحيح. وكون إيليا يقدم ذبيحته بعد فشل أنبياء البعل فهذا سيكون له تأثير عظيم على الناس. الذى يجيب بنار لأن عبدة البعل إدعوا بأنه إله الشمس والنار، ولم يتكلم فى موضوع المطر حتى يتم الإتفاق أولا على من هو الإله الحقيقى الذى يطلبون منه المطر وعموما فالله لا ينزع الضربة قبل أن تؤتى ثمارها ونقدم توبة عن خطيتنا فهو يرجع إلينا بعد أن نرجع إليه. وإيليا إختار جبل الكرمل لأن الكنعانيون وعبدة البعل يعتبرونه أرضا مقدسة لآلهتهم. ونلاحظ أن الديانات الوثنية ديانات مجاملة فمن السهل فى نظرهم التوفيق بين البعل ويهوة فى نظام عبادة واحد. ولكن إيليا رفض هذا تماما ففى نظره أن عبادة البعل وحده أفضل من إهدار كرامة الله بعبادتهم المشتركة. وهذا ينطبق الآن على كل من يريد أن يعبد الله بمنطق " ساعة لقلبك وساعة لربك ".

فهو يذهب للكنيسة وباقى الأسبوع غارق فى لذاته أو همومه وقلبه بعيدا عن الله.

 

الآيات (29-40):- "29وَلَمَّا جَازَ الظُّهْرُ، وَتَنَبَّأُوا إِلَى حِينِ إِصْعَادِ التَّقْدِمَةِ، وَلَمْ يَكُنْ صَوْتٌ وَلاَ مُجِيبٌ وَلاَ مُصْغٍ، 30قَالَ إِيلِيَّا لِجَمِيعِ الشَّعْبِ: «تَقَدَّمُوا إِلَيَّ». فَتَقَدَّمَ جَمِيعُ الشَّعْبِ إِلَيْهِ. فَرَمَّمَ مَذْبَحَ الرَّبِّ الْمُنْهَدِمَ. 31ثُمَّ أَخَذَ إِيلِيَّا اثْنَيْ عَشَرَ حَجَرًا، بِعَدَدِ أَسْبَاطِ بَنِي يَعْقُوبَ، الَّذِي كَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَيْهِ قَائِلاً: «إِسْرَائِيلَ يَكُونُ اسْمُكَ» 32وَبَنَى الْحِجَارَةَ مَذْبَحًا بِاسْمِ الرَّبِّ، وَعَمِلَ قَنَاةً حَوْلَ الْمَذْبَحِ تَسَعُ كَيْلَتَيْنِ مِنَ الْبَزْرِ. 33ثُمَّ رَتَّبَ الْحَطَبَ وَقَطَّعَ الثَّوْرَ وَوَضَعَهُ عَلَى الْحَطَبِ، وَقَالَ: «امْلأُوا أَرْبَعَ جَرَّاتٍ مَاءً وَصُبُّوا عَلَى الْمُحْرَقَةِ وَعَلَى الْحَطَبِ». 34ثُمَّ قَالَ: «ثَنُّوا» فَثَنَّوْا. وَقَالَ: «ثَلِّثُوا» فَثَلَّثُوا. 35فَجَرَى الْمَاءُ حَوْلَ الْمَذْبَحِ وَامْتَلأَتِ الْقَنَاةُ أَيْضًا مَاءً. 36وَكَانَ عِنْدَ إِصْعَادِ التَّقْدِمَةِ أَنَّ إِيلِيَّا النَّبِيَّ تَقَدَّمَ وَقَالَ: «أَيُّهَا الرَّبُّ إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَإِسْرَائِيلَ، لِيُعْلَمِ الْيَوْمَ أَنَّكَ أَنْتَ اللهُ فِي إِسْرَائِيلَ، وَأَنِّي أَنَا عَبْدُكَ، وَبِأَمْرِكَ قَدْ فَعَلْتُ كُلَّ هذِهِ الأُمُورِ. 37اسْتَجِبْنِي يَا رَبُّ اسْتَجِبْنِي، لِيَعْلَمَ هذَا الشَّعْبُ أَنَّكَ أَنْتَ الرَّبُّ الإِلهُ، وَأَنَّكَ أَنْتَ حَوَّلْتَ قُلُوبَهُمْ رُجُوعًا». 38فَسَقَطَتْ نَارُ الرَّبِّ وَأَكَلَتِ الْمُحْرَقَةَ وَالْحَطَبَ وَالْحِجَارَةَ وَالتُّرَابَ، وَلَحَسَتِ الْمِيَاهَ الَّتِي فِي الْقَنَاةِ. 39فَلَمَّا رَأَى جَمِيعُ الشَّعْبِ ذلِكَ سَقَطُوا عَلَى وُجُوهِهِمْ وَقَالُوا: «الرَّبُّ هُوَ اللهُ! الرَّبُّ هُوَ اللهُ!». 40فَقَالَ لَهُمْ إِيلِيَّا: «أَمْسِكُوا أَنْبِيَاءَ الْبَعْلِ وَلاَ يُفْلِتْ مِنْهُمْ رَجُلٌ». فَأَمْسَكُوهُمْ، فَنَزَلَ بِهِمْ إِيلِيَّا إِلَى نَهْرِ قِيشُونَ وَذَبَحَهُمْ هُنَاكَ. "

قبول الله للذبيحة هنا يعنى 1) صدق إيليا 2) غفران خطايا شعبه.

فلا غفران ولا صلح إلا بدم الذبيحة وكما سقط المطر بعد إصعاد الذبيحة إنسكب الروح القدس على الكنيسة بعد ذبيحة الصليب.

وفى (29) تَنَبَّأُوا أى كرروا إسم البعل فى صلواتهم وصرخوا بصوت عظيم فى صلواتهم مع الرقص وسفك دمائهم مَذْبَحَ الرَّبِّ الْمُنْهَدِمَ = هدمه أخاب ومنع السجود للرب وترميم إيليا للمذبح علامة الرجوع إلى شريعة الرب. وهو لذلك رمم مذبح سبق إستخدامه للرب ولم يبنى مذبحا جديدا. وفى (31) 12 حَجَرًا = هذا إشارة أن الشعب هو شعب واحد حتى لو إنقسموا إلى شعبين لأسباب سياسية وهذا أيضا معنى قوله إِسْرَائِيلَ يَكُونُ اسْمُكَ = أى أن الأسباط كلهم من أب واحد هو إسرائيل هكذا دعاه الله ودعاهم الله ليكونوا شعبه الواحد. وأيضا بكلامه هذا يظهر لهم كيف إنحطوا إلى هذه الدرجة وليقارنوا بين مجد يعقوب أبيهم وإنحطاطهم هم، وهم نسله. الْقَنَاةُ مملؤه مَاءً = حتى لا يظن أحد أنه خبأ نارا تحتها وذلك لأن كهنة الوثنيين كانوا يخدعون البسطاء بأنهم يحفرون حول مذابحهم ويشعلون النار بطرق خفية لتلتهم الذبيحة فيظن البسطاء أن النار الإلهية أكلتها وفى (32) تَسَعُ كَيْلَتَيْنِ ْبَزْرِ = أى أن عمق القناة كعمق مكيال يسع كيلتين. وبعد كل هذا الماء لا يمكن لأحد أن يدعى أن النار طبيعية فكيف تلحس كل هذا الماء. الكيلة = 3 جالون.

ملحوظة :- كهنة الأوثان لهم طرقهم الملتوية فى أن يخدعوا البسطاء كما ذكرنا الآن ولكن لا يمكن أن نتصور أنهم يقبلون أن يقفوا هذا الموقف الصعب أمام إيليا وأمام الملك وكل الشعب بدون أن يكون لهم ما يستندون عليه. ونحن لا يمكن أن ننكر قوة السحر وأن الشيطان يمكنه بسهولة أن يشترك مع كهنة الأوثان فى خداع الناس. وأن هؤلاء الكهنة كان بإمكانهم وبقوة شيطانية أن ينزلوا نارا من السماء وحدث هذا فى أيام موسى وكان السحرة يقومون بأشياء شبيهة بما يفعله موسى. وفى الأيام الأخيرة سيأتى ضد المسيح ويصنع نفس الشىء وسيكون له سلطان أن ينزل نارا من السماء (رؤ 13:13). وهذا بقوة إبليس فهو له قدرة إبليس (رؤ 2:13). ولكن لماذا لم يتمكن كهنة البعل وأنبياؤه أن يصنعوا هذا الآن؟ لأن إيليا موجود = إيليا الآن له سلطان الله وأمام الله يخزى إبليس ومن يتبعه. وبنفس المفهوم إلتهمت حية موسى حيات السحرة. ولماذا كانت قوة إبليس قبل ذلك قادرة على خداع الناس؟ الإجابة ببساطة لأن الناس يريدون إبليس ولكن مع وجود إيليا وبسلطانه الروحى الجبار ومع توبة الشعب وإشتياقهم لأن يعرفوا الحقيقة ولرجوعهم إلى الله لم يتمكن أنبياء البعل ولا سيدهم إبليس من أن ينزلوا نارا.

حَوَّلْتَ قُلُوبَهُمْ رُجُوعًا = هذا يثبت أن عمل الله قد إكتمل بتحويل قلوب الشعب وفى (38) النَارُ َأَكَلَتِ الْحِجَارَةَ = هذا يشير أن الله يود لو أزالوا كل المذابح التى على المرتفعات حتى التى بأسمه و يعودوا للمذبح الوحيد الذى فى أورشليم. وفى (40) يذبح إيليا أنبياء البعل ولكن هرب منهم جزء. وهناك من يقول أنه ذبح كهنة البعل من اليهود وترك كهنة البعل الصيدونيين فنحن نرى 400 منهم بعد ذلك. وهؤلاء كان لهم وظيفة آخرى فهم الذين ضللوا أخاب بعد ذلك (إصحاح 22) ومات ولحست الكلاب دمه.

 

الآيات (41-46):- "41وَقَالَ إِيلِيَّا لأَخْآبَ: «اصْعَدْ كُلْ وَاشْرَبْ، لأَنَّهُ حِسُّ دَوِيِّ مَطَرٍ». 42فَصَعِدَ أَخْآبُ لِيَأْكُلَ وَيَشْرَبَ، وَأَمَّا إِيلِيَّا فَصَعِدَ إِلَى رَأْسِ الْكَرْمَلِ وَخَرَّ إِلَى الأَرْضِ، وَجَعَلَ وَجْهَهُ بَيْنَ رُكْبَتَيْهِ. 43وَقَالَ لِغُلاَمِهِ: «اصْعَدْ تَطَلَّعْ نَحْوَ الْبَحْرِ». فَصَعِدَ وَتَطَلَّعَ وَقَالَ: «لَيْسَ شَيْءٌ». فَقَالَ: «ارْجعْ» سَبْعَ مَرَّاتٍ. 44وَفِي الْمَرَّةِ السَّابِعَةِ قَالَ: «هُوَذَا غَيْمَةٌ صَغِيرَةٌ قَدْرُ كَفِّ إِنْسَانٍ صَاعِدَةٌ مِنَ الْبَحْرِ». فَقَالَ: «اصْعَدْ قُلْ لأَخْآبَ: اشْدُدْ وَانْزِلْ لِئَلاَّ يَمْنَعَكَ الْمَطَرُ». 45وَكَانَ مِنْ هُنَا إِلَى هُنَا أَنَّ السَّمَاءَ اسْوَدَّتْ مِنَ الْغَيْمِ وَالرِّيحِ، وَكَانَ مَطَرٌ عَظِيمٌ. فَرَكِبَ أَخْآبُ وَمَضَى إِلَى يَزْرَعِيلَ. 46وَكَانَتْ يَدُ الرَّبِّ عَلَى إِيلِيَّا، فَشَدَّ حَقْوَيْهِ وَرَكَضَ أَمَامَ أَخْآبَ حَتَّى تَجِيءَ إِلَى يَزْرَعِيلَ. "

اصْعَدْ كُلْ = إيليا يعلم أن أخاب لا يهتم سوى بهذا وهو ربما نزل مع إيليا ليرى ذبح كهنة البعل. وإيليا بالإيمان يقول له إذهب فهناك حِسُّ دَوِيِّ مَطَرٍ = وهى كلمة إيمان فلم يكن بعد أى علامة. وفى (42) لاحظ أن أخاب ذهب ليأكل ويشرب بينما إيليا يصعد ليصلى. ومع أن الله وعد إيليا بالمطر إلا أن إيليا لا يستطيع أن يكف عن الصلاة. وكانت صلاته كصلاة يعقوب " لا أتركك إن لم تباركنى " وهى صلاة بلا يأس فنجد الغلام يذهب 6 مرات ولا يجد أى علامة وفى (46) وَكَانَتْ يَدُ الرَّبِّ عَلَى إِيلِيَّا = هذه الآية لها تفسيران

 1) إيليا فى محبته ظل يجرى متابعا عربة أخاب مظهرا له محبته حتى يتأثر قلبه فيترك عبادة البعل ويرجع للرب. حَتَّى تَجِيءَ إِلَى يَزْرَعِيلَ = فهو وصل مع المركب إلى يزرعيل لكنه رفض دخولها

 2) أن الروح أعطى لإيليا قوة مثل ما نسمع عن السواح الآن فإنطلق إلى يزرعيل وسبق الملك وحينما وصل الملك وجد إيليا هناك وقد سبقه وكان هذا إثباتا آخر لأخاب أن إيليا مرسل من الله. هو فعل هذا ليعطى قوة لأخاب فى مواجهة إيزابل الشريرة.