الإصحاح الثانى والعشرون

 

الآيات (1-12):- "1وَأَقَامُوا ثَلاَثَ سِنِينَ بِدُونِ حَرْبٍ بَيْنَ أَرَامَ وَإِسْرَائِيلَ. 2وَفِي السَّنَةِ الثَّالِثَةِ نَزَلَ يَهُوشَافَاطُ مَلِكُ يَهُوذَا إِلَى مَلِكِ إِسْرَائِيلَ. 3فَقَالَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ لِعَبِيدِهِ: «أَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَامُوتَ جِلْعَادَ لَنَا وَنَحْنُ سَاكِتُونَ عَنْ أَخْذِهَا مِنْ يَدِ مَلِكِ أَرَامَ؟» 4وَقَالَ لِيَهُوشَافَاطَ: «أَتَذْهَبُ مَعِي لِلْحَرْبِ إِلَى رَامُوتَ جِلْعَادَ؟» فَقَالَ يَهُوشَافَاطُ لِمَلِكِ إِسْرَائِيلَ: «مَثَلِي مَثَلُكَ. شَعْبِي كَشَعْبِكَ، وَخَيْلِي كَخَيْلِكَ». 5ثُمَّ قَالَ يَهُوشَافَاطُ لِمَلِكِ إِسْرَائِيلَ: «اسْأَلِ الْيَوْمَ عَنْ كَلاَمِ الرَّبِّ». 6فَجَمَعَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ الأَنْبِيَاءَ، نَحْوَ أَرْبَعِ مِئَةِ رَجُل وَقَالَ لَهُمْ: «أَأَذْهَبُ إِلَى رَامُوتَ جِلْعَادَ لِلْقِتَالِ أَمْ أَمْتَنِعُ؟» فَقَالُوا: «اصْعَدْ فَيَدْفَعَهَا السَّيِّدُ لِيَدِ الْمَلِكِ». 7فَقَالَ يَهُوشَافَاطُ: «أَمَا يُوجَدُ هُنَا بَعْدُ نَبِيٌّ لِلرَّبِّ فَنَسْأَلَ مِنْهُ؟» 8فَقَالَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ لِيَهُوشَافَاطَ: « إِنَّهُ يُوجَدُ بَعْدُ رَجُلٌ وَاحِدٌ لِسُؤَالِ الرَّبِّ بِهِ، وَلكِنِّي أُبْغِضُهُ لأَنَّهُ لاَ يَتَنَبَّأُ عَلَيَّ خَيْرًا بَلْ شَرًّا، وَهُوَ مِيخَا بْنُ يَمْلَةَ». فَقَالَ يَهُوشَافَاطُ: «لاَ يَقُلِ الْمَلِكُ هكَذَا». 9فَدَعَا مَلِكُ إِسْرَائِيلَ خَصِيًّا وَقَالَ: «أَسْرِعْ إِلَيَّ بِمِيخَا بْنِ يَمْلَةَ». 10وَكَانَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوشَافَاطُ مَلِكُ يَهُوذَا جَالِسَيْنِ كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى كُرْسِيِّهِ، لاَبِسَيْنِ ثِيَابَهُمَا فِي سَاحَةٍ عِنْدَ مَدْخَلِ بَابِ السَّامِرَةِ، وَجَمِيعُ الأَنْبِيَاءِ يَتَنَبَّأُونَ أَمَامَهُمَا. 11وَعَمِلَ صِدْقِيَّا بْنُ كَنْعَنَةَ لِنَفْسِهِ قَرْنَيْ حَدِيدٍ وَقَالَ: «هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: بِهذِهِ تَنْطَحُ الأَرَامِيِّينَ حَتَّى يَفْنَوْا». 12وَتَنَبَّأَ جَمِيعُ الأَنْبِيَاءِ هكَذَا قَائِلِينَ: «اصْعَدْ إِلَى رَامُوتَ جِلْعَادَ وَأَفْلِحْ، فَيَدْفَعَهَا الرَّبُّ لِيَدِ الْمَلِكِ»."

أتى هذا الإصحاح بعد 3 سنوات من الإصحاح السابق أى أن أخاب تمتع بالسلام 3 سنوات نتيجة إنسحاقه أمام الله ولكنه عاد لشره.

رَامُوتَ جِلْعَادَ من المدن التى وعد بنهدد أن يعيدها لملك إسرائيل ولكنه لم يفعل. ثَلاَثَ سِنِينَ بِدُونِ حَرْبٍ = بعد الحرب المذكورة فى إصحاح (20). نَزَلَ يَهُوشَافَاطُ = أورشليم أعلى من السامرة بألف قدم. ولكن الكلمة تعنى أكثر أن أورشليم مرتفعة روحيا عن السامرة ،هو إذا نزول روحى ليهوشافاط الملك البار. وهنا نجد أول إجتماع سلمى لملك من إسرائيل وملك من يهوذا. وكان يهوشافاط قد أخذ عثليا إبنة أخاب زوجة لإبنه يهورام قبل ذلك (2 أى 2،1:18)

ونجد هنا أخاب يغوى يهوشافاط أن يحارب معه (2 أى 2،1:18) وربما وافق يهوشافاط على أن يحارب أرام نتيجة الضغط أو لأنه خاف أيضا من أرام إن غلب أرام إسرائيل فبذلك يصبحون على حدود يهوذا. وراموت جلعاد فى سبط جاد وأخذها أرام وقصد أخاب إستردادها. ونلاحظ أن يهوشافاط قد أخطأ إذ سأل الرب بعد أن كان قد إتخذ قرارا بالحرب وعلى هذا وبخه ياهو النبى (2 أى 1:19-3). ولكن يهوشافاط كملك متدين لاحظ أن أنبياء أخاب لا يذكروا إسم الرب فى كلامهم فشك فيهم فهم قالوا يَدْفَعَهَا السَّيِّدُ لِيَدِ الْمَلِكِ= وليس هذا هو أسلوب الأنبياء الذى يعرفه يهوشافاط وشعر أنهم أنبياء كذبة فسأل عن نبى حقيقى. وفى (8) لاَ يَقُلِ الْمَلِكُ هكَذَا = لم يوافقه يهوشافاط على كراهيته لرجال الرب لكن للأسف إكتفى يهوشافاط بهذا القول ولم ينفذ ما قاله فيما بعد ذلك ولكن هذا نتيجة الصداقات الشريرة فنجد الإنسان يسير فى موكب الأشرار دون تفكير ويهوشافاط كرجل متدين يعرف تأثير الأنبياء الحقيقيين على نفسه، فهم بكلامهم يعطونه سلام وراحة. لكن كل أنبياء أخاب فشلوا فى أن يعطوه هذا الشعور بالراحة لذلك بحث عن من يعطيه هذا السلام. وفى (6) الأنبياء الكذبة ال 400 ربما هم كهنة وأنبياء أشيرا الذين خبأتهم إيزابل يوم الكرمل (يوم قتل إيليا أنبياء البعل)

قَرْنَيْ الحَدِيدٍ = إشارة للملكين أخاب ويهوشافاط.

 

الآيات (13-28):- "13وَأَمَّا الرَّسُولُ الَّذِي ذَهَبَ لِيَدْعُوَ مِيخَا فَكَلَّمَهُ قَائِلاً: «هُوَذَا كَلاَمُ جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ بِفَمٍ وَاحِدٍ خَيْرٌ لِلْمَلِكِ، فَلْيَكُنْ كَلاَمُكَ مِثْلَ كَلاَمِ وَاحِدٍ مِنْهُمْ، وَتَكَلَّمْ بِخَيْرٍ». 14فَقَالَ مِيخَا: «حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ، إِنَّ مَا يَقُولُهُ لِيَ الرَّبُّ بِهِ أَتَكَلَّمُ». 15وَلَمَّا أَتَى إِلَى الْمَلِكِ قَالَ لَهُ الْمَلِكُ: «يَا مِيخَا، أَنَصْعَدُ إِلَى رَامُوتَ جِلْعَادَ لِلْقِتَالِ، أَمْ نَمْتَنِعُ؟» فَقَالَ لَهُ: «اصْعَدْ وَأَفْلِحْ فَيَدْفَعَهَا الرَّبُّ لِيَدِ الْمَلِكِ». 16فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ: «كَمْ مَرَّةٍ اسْتَحْلَفْتُكَ أَنْ لاَ تَقُولَ لِي إِلاَّ الْحَقَّ بِاسْمِ الرَّبِّ». 17فَقَالَ: «رَأَيْتُ كُلَّ إِسْرَائِيلَ مُشَتَّتِينَ عَلَى الْجِبَالِ كَخِرَافٍ لاَ رَاعِيَ لَهَا. فَقَالَ الرَّبُّ: لَيْسَ لِهؤُلاَءِ أَصْحَابٌ، فَلْيَرْجِعُوا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى بَيْتِهِ بِسَلاَمٍ». 18فَقَالَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ لِيَهُوشَافَاطَ: «أَمَا قُلْتُ لَكَ إِنَّهُ لاَ يَتَنَبَّأُ عَلَيَّ خَيْرًا بَلْ شَرًّا؟» 19وَقَالَ: «فَاسْمَعْ إِذًا كَلاَمَ الرَّبِّ: قَدْ رَأَيْتُ الرَّبَّ جَالِسًا عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَكُلُّ جُنْدِ السَّمَاءِ وُقُوفٌ لَدَيْهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ. 20فَقَالَ الرَّبُّ: مَنْ يُغْوِي أَخْآبَ فَيَصْعَدَ وَيَسْقُطَ فِي رَامُوتَ جِلْعَادَ؟ فَقَالَ هذَا هكَذَا، وَقَالَ ذَاكَ هكَذَا. 21ثُمَّ خَرَجَ الرُّوحُ وَوَقَفَ أَمَامَ الرَّبِّ وَقَالَ: أَنَا أُغْوِيهِ. وَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: بِمَاذَا؟ 22فَقَالَ: أَخْرُجُ وَأَكُونُ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ. فَقَالَ: إِنَّكَ تُغْوِيهِ وَتَقْتَدِرُ، فَاخْرُجْ وَافْعَلْ هكَذَا. 23وَالآنَ هُوَذَا قَدْ جَعَلَ الرَّبُّ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِكَ هؤُلاَءِ، وَالرَّبُّ تَكَلَّمَ عَلَيْكَ بِشَرّ». 24فَتَقَدَّمَ صِدْقِيَّا بْنُ كَنْعَنَةَ وَضَرَبَ مِيخَا عَلَى الْفَكِّ وَقَالَ: «مِنْ أَيْنَ عَبَرَ رُوحُ الرَّبِّ مِنِّي لِيُكَلِّمَكَ؟» 25فَقَالَ مِيخَا: «إِنَّكَ سَتَرَى فِي ذلِكَ الْيَوْمِ الَّذِي تَدْخُلُ فِيهِ مِنْ مِخْدَعٍ إِلَى مِخْدَعٍ لِتَخْتَبِئَ». 26فَقَالَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ: «خُذْ مِيخَا وَرُدَّهُ إِلَى آمُونَ رَئِيسِ الْمَدِينَةِ، وَإِلَى يُوآشَ ابْنِ الْمَلِكِ، 27وَقُلْ هكَذَا قَالَ الْمَلِكُ: ضَعُوا هذَا فِي السِّجْنِ، وَأَطْعِمُوهُ خُبْزَ الضِّيقِ وَمَاءَ الضِّيقِ حَتَّى آتِيَ بِسَلاَمٍ». 28فَقَالَ مِيخَا: «إِنْ رَجَعْتَ بِسَلاَمٍ فَلَمْ يَتَكَلَّمِ الرَّبُّ بِي». وَقَالَ: «اسْمَعُوا أَيُّهَا الشَّعْبُ أَجْمَعُونَ»."

بحسب التقليد اليهودى فميخا هو الذى حذره بأنه سيموت لأنه ترك بنهدد أى هو الذى لبس العصابة وتنكر أمامه (1 مل 35:20-43) ويكمل التقليد اليهودى أن أخاب إغتاظ منه وسجنه طيلة هذه السنوات الثلاث وحتى هذه اللحظة. والآن حينما طلبه يهوشافاط أرسل أخاب ليأتى به من سجنه وهذا يفسر كيف وجدوه بسرعة وبعد أن أجاب أخاب إجابة لم تعجب أخاب رده إلى سجنه = خُذْ مِيخَا وَرُدَّهُ إِلَى آمُونَ.

وفى (15) نجد رد ميخا فيه شىء من التهكم على أخاب فهو يتكلم كما أمره رسول أخاب (آية 12) والملك لاحظ هذا فقال فى (16) كَمْ مَرَّةٍ اسْتَحْلَفْتُكَ = إذا هما تقابلا كثيرا من قبل وفى (17) لاَ رَاعِيَ لَهَا = إشارة لقتل الملك وتشتت جيشه. ونجد هنا النبوة دقيقة جدا فهو لم يرى جيش إسرائيل يذبح فهذا لم يحدث بل رأى موت أخاب فقط وفى (18) أَمَا قُلْتُ لَكَ = قال أخاب هذا ليظهر ليهوشافاط أن ميخا مغرض فى نبوته وهو لا يتكلم بالحق. وإبتداء من (آية 19-23) يتكلم ميخا عن رؤيا رآها. وهو قد رأى الرَّبَّ جَالِسًا عَلَى كُرْسِيِّهِ. ومن يرى الله على عرشه هل يهتم بملكين أرضيين على عروشهم الأرضية. من يرى الله سيهتم أن يرضيه ولا يرضى ملوك سيموتوا إن آجلا أو عاجلا إنما هو واقف أمام الله الجالس على عرشه وملائكته حوله يخدمونه وينفذون مشيئته والملائكة عن يمينه وعن يساره. وقوات الشر لا تتحرك سوى بسماح منه ومع أنه لا يوافق على شرهم إنما هو يسمح لهم ببعض التصرفات لتأديب شعبه وتنفيذ أغراضه. من يغوى أخاب الله لا يغوى أحد لكنه جزاء ضلاله يستحق العقاب وهو يرفض أن يسمع كلام الله ولأنبياء الله بل يصغى للأنبياء الكذبة والله أعطاه حسب قلبه (مز 4:20) فسمح لروح مضل (شيطان) أن يضله فهو يريد هذا ويريد أن يسمع هذا الكلام وإذا سمع صوت الرب رفضه فتركه الله لقلبه ثُمَّ خَرَجَ الرُّوحُ = أى روح الضلال.  مِنْ مِخْدَعٍ إِلَى مِخْدَعٍ = ربما حدث هذا فعلا وطاردته إيزابل أو جنود الجيش المهزوم العائد إذ إكتشفوا كذبه. وفى (27) خُبْزَ الضِّيقِ وَمَاءَ الضِّيقِ أى قليل خبز وقليل ماء وفى (28) اسْمَعُوا أَيُّهَا الشَّعْبُ = أى إشهدوا أننى حذرته وقد رفض.

 

الآيات (29-40):- "29فَصَعِدَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوشَافَاطُ مَلِكُ يَهُوذَا إِلَى رَامُوتَ جِلْعَادَ. 30فَقَالَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ لِيَهُوشَافَاطَ: «إِنِّي أَتَنَكَّرُ وَأَدْخُلُ الْحَرْبَ، وَأَمَّا أَنْتَ فَالْبَسْ ثِيَابَكَ». فَتَنَكَّرَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ وَدَخَلَ الْحَرْبَ. 31وَأَمَرَ مَلِكُ أَرَامَ رُؤَسَاءَ الْمَرْكَبَاتِ الَّتِي لَهُ، الاثْنَيْنِ وَالثَّلاَثِينَ، وَقَالَ: «لاَ تُحَارِبُوا صَغِيرًا وَلاَ كَبِيرًا إِلاَّ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ وَحْدَهُ». 32فَلَمَّا رَأَى رُؤَسَاءُ الْمَرْكَبَاتِ يَهُوشَافَاطَ، قَالُوا: «إِنَّهُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ» فَمَالُوا عَلَيْهِ لِيُقَاتِلُوهُ، فَصَرَخَ يَهُوشَافَاطُ. 33فَلَمَّا رَأَى رُؤَسَاءُ الْمَرْكَبَاتِ أَنَّهُ لَيْسَ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ رَجَعُوا عَنْهُ. 34وَإِنَّ رَجُلاً نَزَعَ فِي قَوْسِهِ غَيْرَ مُتَعَمِّدٍ وَضَرَبَ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ بَيْنَ أَوْصَالِ الدِّرْعِ. فَقَالَ لِمُدِيرِ مَرْكَبَتِهِ: «رُدَّ يَدَكَ وَأَخْرِجْنِي مِنَ الْجَيْشِ لأَنِّي قَدْ جُرِحْتُ». 35وَاشْتَدَّ الْقِتَالُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، وَأُوقِفَ الْمَلِكُ فِي مَرْكَبَتِهِ مُقَابِلَ أَرَامَ، وَمَاتَ عِنْدَ الْمَسَاءِ، وَجَرَى دَمُ الْجُرْحِ إِلَى حِضْنِ الْمَرْكَبَةِ. 36وَعَبَرَتِ الرَّنَّةُ فِي الْجُنْدِ عِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ قَائِلاً: «كُلُّ رَجُل إِلَى مَدِينَتِهِ، وَكُلُّ رَجُل إِلَى أَرْضِهِ». 37فَمَاتَ الْمَلِكُ وَأُدْخِلَ السَّامِرَةَ فَدَفَنُوا الْمَلِكَ فِي السَّامِرَةِ. 38وَغُسِلَتِ الْمَرْكَبَةُ فِي بِرْكَةِ السَّامِرَةِ فَلَحَسَتِ الْكِلاَبُ دَمَهُ، وَغَسَلُوا سِلاَحَهُ. حَسَبَ كَلاَمِ الرَّبِّ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ. 39وَبَقِيَّةُ أُمُورِ أَخْآبَ وَكُلُّ مَا فَعَلَ، وَبَيْتُ الْعَاجِ الَّذِي بَنَاهُ، وَكُلُّ الْمُدُنِ الَّتِي بَنَاهَا، أَمَا هِيَ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ الأَيَّامِ لِمُلُوكِ إِسْرَائِيلَ؟ 40فَاضْطَجَعَ أَخْآبُ مَعَ آبَائِهِ، وَمَلَكَ أَخَزْيَا ابْنُهُ عِوَضًا عَنْهُ. "

 فى (29) كان خطأ عجيب من يهوشافاط أن يصعد للحرب بعد ما سمعه من ميخا وربما أسباب ذلك

 1- مجاملة لأخاب صهره

 2- وعده السابق الذى أخطأ وأعطاه لأخاب

 3- ربما شك فعلا فى إخلاص ميخا إذ رأى بغض أخاب الشديد له. وفى(30) إِنِّي أَتَنَكَّرُ... وَأَمَّا أَنْتَ فَالْبَسْ ثِيَابَكَ = هى خدعة واضحة من أخاب ليهوشافاط حتى لا يكتشف جنود أرام وجود أخاب فهو غير مرتدى لملابسه الملوكية. ولكنه يعرض حياة يهوشافاط  للخطر. لأن يهوشافاط بملابسه يظهر أنه القائد بينما أخاب فى ملابس جندى عادى. أخاب يعرف أنه مستهدف من ملك أرام فخدع يهوشافاط لكنه هل يخدع الله الذى أصدر أمرا على فم ميخا بان أخاب يموت. ربما فكر أخاب أن موته يعنى كسر الجيش كله لذلك تنكر لكن لماذا لم يفكر فى حياة يهوشافاط، إذا هى خدعة وعجيب أن ينخدع بها يهوشافاط. ولكن صداقة الأشرار تفقد الانسان الحكيم حكمته.  فَصَرَخَ يَهُوشَافَاطُ = هو إما صرخ للرب وإما ليجمع جيشه حوله والرب ساعده وهرب الأراميون لأنهم إنما يفتشون عن ملك إسرائيل (2 أى 31:18) بَيْنَ أَوْصَالِ الدِّرْعِ = بين درع الصدر ودروع الرجلين أى فى بطنه. وفى (35) وَأُوقِفَ الْمَلِكُ فِي مَرْكَبَتِهِ = هو طلب أن يخرج لكن الجيش رفض حتى لا يتشتت الجيش كله إذا عرفوا أن ملكهم قد مات فأوقفوه فى مركبته حتى المساء حتى مات. وفى (36) كُلُّ رَجُل إِلَى مَدِينَتِهِ = تحققت نبوة ميخا وتشتت الجيش إذ أصبح بلا راع. وربما كان سبب خداع أخاب ليهوشافاط وتنكر أخاب أنه فى قرارة نفسه كان يعلم أن ميخا صادق وستتم نبوته ولكن لغشاوة عينيه تصور أنه إذا تخفى ينجو وهل ينجو من الله. وكان أخاب يجب أن يموت فى الحرب لا أن يقع أسيرا فلربما أطلقه ملك أرام حيا ردا للجميل وهذا لا يتفق مع قرار الله. ويموت بواسطة سهم طائش لا يقصده ولكنه كان فى يد الله أى أن السهم كان فى يد الله. وفى الآيات (38،37) حَسَبَ كَلاَمِ الرَّبِّ = قارن مع (1 مل 19:21) فالكلاب لحست دم نابوت فى يزرعيل ودماء أخاب سالت فى بركة السامرة وهناك إحتمالين:-

1.    أن النبوة تمت حرفيا وتكون بركة السامرة هى بركة خارج يزرعيل كانت تستخدمها الزوانى ثم دخلت ضمن أملاك الملك. وأسماها الملك بركة السامرة على إسم عاصمته وعندها رجم نابوت وعندها غسلوا مركبة أخاب عند رجوعهم بجثته قبل دخولهم السامرة حتى تدخل المركبة بجثة الملك وهى نظيفة أمام الشعب الواقف ليستقبل جثة ملكه قبل الجنازة. وهذه القصة أو هذا التصور حسب التقليد اليهودى وهو الأرجح. وعبارة وَغَسَلُوا سِلاَحَهُ = الأصل العبرى يمكن ترجمته وإغتسلت الزوانى فى نفس المكان وهكذا ترجمتها السبعينية والقول يدل على تدنيس دم الملك الذى أدخل العبادة الوثنية التى تتضمن الزنا إلى بلاده.

2.    أن النبوة تمت معنويا وأن الكلاب لحست دم أخاب فى مكان خارج مدينة السامرة كما لحست الكلاب دم نابوت خارج مدينة يزرعيل وفى (39) بَيْتُ الْعَاجِ = ليس كله من العاج بل هو مرصع ومزين بالعاج.

 

الآيات (41-53):- "41وَمَلَكَ يَهُوشَافَاطُ بْنُ آسَا عَلَى يَهُوذَا فِي السَّنَةِ الرَّابِعَةِ لأَخْآبَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ. 42وَكَانَ يَهُوشَافَاطُ ابْنَ خَمْسٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ خَمْسًا وَعِشْرِينَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ، وَاسْمُ أُمِّهِ عَزُوبَةُ بِنْتُ شَلْحِي. 43وَسَارَ فِي كُلِّ طَرِيقِ آسَا أَبِيهِ. لَمْ يَحِدْ عَنْهَا، إِذْ عَمِلَ الْمُسْتَقِيمَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ. إِلاَّ أَنَّ الْمُرْتَفَعَاتِ لَمْ تُنْتَزِعْ، بَلْ كَانَ الشَّعْبُ لاَ يَزَالُ يَذْبَحُ وَيُوقِدُ عَلَى الْمُرْتَفَعَاتِ. 44وَصَالَحَ يَهُوشَافَاطُ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ. 45وَبَقِيَّةُ أُمُورِ يَهُوشَافَاطَ وَجَبَرُوتُهُ الَّذِي أَظْهَرَهُ، وَكَيْفَ حَارَبَ، أَمَاهِيَ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ الأَيَّامِ لِمُلُوكِ يَهُوذَا؟ 46وَبَقِيَّةُ الْمَأْبُونِينَ الَّذِينَ بَقُوا فِي أَيَّامِ آسَا أَبِيهِ أَبَادَهُمْ مِنَ الأَرْضِ. 47وَلَمْ يَكُنْ فِي أَدُومَ مَلِكٌ. مَلَكَ وَكِيلٌ. 48وَعَمِلَ يَهُوشَافَاطُ سُفُنَ تَرْشِيشَ لِتَذْهَبَ إِلَى أُوفِيرَ لأَجْلِ الذَّهَبِ، فَلَمْ تَذْهَبْ، لأَنَّ السُّفُنَ تَكَسَّرَتْ فِي عِصْيُونَ جَابِرَ. 49حِينَئِذٍ قَالَ أَخَزْيَا بْنُ أَخْآبَ لِيَهُوشَافَاطَ: «لِيَذهَبْ عَبِيدِي مَعَ عَبِيدِكَ فِي السُّفُنِ». فَلَمْ يَشَأْ يَهُوشَافَاطُ. 50وَاضْطَجَعَ يَهُوشَافَاطُ مَعَ آبَائِهِ، وَدُفِنَ مَعَ آبَائِهِ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ أَبِيهِ، فَمَلَكَ يَهُورَامُ ابْنُهُ عِوَضًا عَنْهُ.

51أَخَزْيَا بْنُ أَخْآبَ مَلَكَ عَلَى إِسْرَائِيلَ فِي السَّامِرَةِ فِي السَّنَةِ السَّابِعَةَ عَشَرَةَ لِيَهُوشَافَاطَ مَلِكِ يَهُوذَا. مَلَكَ عَلَى إِسْرَائِيلَ سَنَتَيْنِ. 52وَعَمِلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، وَسَارَ فِي طَرِيقِ أَبِيهِ وَطَرِيقِ أُمِّهِ، وَطَرِيقِ يَرُبْعَامَ بْنِ نَبَاطَ الَّذِي جَعَلَ إِسْرَائِيلَ يُخْطِئُ، 53وَعَبَدَ الْبَعْلَ وَسَجَدَ لَهُ وَأَغَاظَ الرَّبَّ إِلهَ إِسْرَائِيلَ، حَسَبَ كُلِّ مَا فَعَلَ أَبُوهُ. "

نلاحظ دائما ذكر إسم أم الملك لأنهن كن لهن سلطة وإحترام. الْمُرْتَفَعَاتِ لَمْ تُنْتَزِعْ = لأن الشعب كان قد تعود عليها. وفى (44) صَالَحَ يَهُوشَافَاطُ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ إلا أن هذا الصلح وهذه المصاهرة بينهما كان لها مشاكل كثيرة:

1.    الحرب الفاشلة ضد أرام وتعرض يهوشافاط للموت.

2.    تسلط بيت أخاب (ممثلا فى بنته عثليا) على عرش يهوذا (أهمية إختيار الزوجة).

3.    أدخلت عثليا عبادة البعل إلى يهوذا.

4.    تسلط بيت أخاب على يهورام إبن يهوشافاط (2 أى 6:21 + 12،3:22).

5.    كسر سفن يهوذا

آية 47:- وَلَمْ يَكُنْ فِي أَدُومَ مَلِكٌ. مَلَكَ وَكِيلٌ = هذا شرح لما سيأتى فى موضوع السفن فى آية(48) فالطريق إلى عصيون جابر يمر فى وسط آدوم فلو كان هناك ملك على أدوم لما إستطاع يهوذا أن يمر فيها. ولكنهم مروا إذ كان هناك وكيل من قبل يهوذا على أدوم. وإما قصة السفن فهى كالآتى:-

كان هناك بعثتين للسفن وفى البعثة الأولى إشترك رجال أخزيا مع رجال يهوشافاط فتكسرت السفن فبنى يهوشافاط غيرها وعند ما طلب أخزيا أن يشترك رجاله فى البعثة الثانية أو الرحلة الثانية رفض يهوشافاط فهو كان قد تعلم الدرس من الرحلة الأولى التى غالبا قد تكسرت فيها السفن نتيجة عاصفة شديدة رأى فيها يهوشافاط غضب الله. والآن علم يهوشافاط أن الإشتراك مع الأشرار ضار فى كل شىء، فى الزواج وفى الحرب وفى التجارة. ونلاحظ إزدهار يهوذا فى وقت الملوك الصالحين أمثال يهوشافاط وأسا أبيه. وراجع (2 أى 35:20-37) لترى أن هناك نبيا أعطى الدرس ليهوشافاط أن البركة تنعدم من العمل إذا إشترك فيه الأشرار. وفى (52) طَرِيقِ أَبِيهِ وَطَرِيقِ أُمِّهِ = أى عبادة البعل. وَطَرِيقِ يَرُبْعَامَ = أى عبادة العجلين.