الإصحاح الثالث والعشرون

 

الآيات (1-3):- "1وَأَرْسَلَ الْمَلِكُ، فَجَمَعُوا إِلَيْهِ كُلَّ شُيُوخِ يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ. 2وَصَعِدَ الْمَلِكُ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ وَجَمِيعُ رِجَالِ يَهُوذَا وَكُلُّ سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ مَعَهُ، وَالْكَهَنَةُ وَالأَنْبِيَاءُ وَكُلُّ الشَّعْبِ مِنَ الصَّغِيرِ إِلَى الْكَبِيرِ، وَقَرَأَ فِي آذَانِهِمْ كُلَّ كَلاَمِ سِفْرِ الشَّرِيعَةِ الَّذِي وُجِدَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ. 3وَوَقَفَ الْمَلِكُ عَلَى الْمِنْبَرِ وَقَطَعَ عَهْدًا أَمَامَ الرَّبِّ لِلذَّهَابِ وَرَاءَ الرَّبِّ، وَلِحِفْظِ وَصَايَاهُ وَشَهَادَاتِهِ وَفَرَائِضِهِ بِكُلِّ الْقَلْبِ وَكُلِّ النَّفْسِ، لإِقَامَةِ كَلاَمِ هذَا الْعَهْدِ الْمَكْتُوبِ فِي هذَا السِّفْرِ. وَوَقَفَ جَمِيعُ الشَّعْبِ عِنْدَ الْعَهْدِ. "

جَمِيعُ رِجَالِ يَهُوذَا = المقصود نواب الشعب وشيوخهم. ومع أن الرد الذى وصل من النبية كان غير مشجع إلا أنه عمل وإجتهد ولم ييأس وهو يعمل ما عليه أى واجبه والله يفعل ما يريده. ولاحظ أن يوشيا هو الذى قرأ فهو يعتبر أن قراءة الكتاب كرامة له ولم يطلب من احد أن يقرأ له. وَوَقَفَ جَمِيعُ الشَّعْبِ عِنْدَ الْعَهْدِ = أى أعلنوا رضاهم وطاعتهم وإلتزامهم وما سيأتى من إصلاحات يوشيا يظهر إلى أى مدى تفشى الفساد فى يهوذا.

 

الآيات (4-9):- "4وَأَمَرَ الْمَلِكُ حِلْقِيَّا الْكَاهِنَ الْعَظِيمَ، وَكَهَنَةَ الْفِرْقَةِ الثَّانِيَةِ، وَحُرَّاسَ الْبَابِ أَنْ يُخْرِجُوا مِنْ هَيْكَلِ الرَّبِّ جَمِيعَ الآنِيَةِ الْمَصْنُوعَةِ لِلْبَعْلِ وَلِلسَّارِيَةِ وَلِكُلِّ أَجْنَادِ السَّمَاءِ، وَأَحْرَقَهَا خَارِجَ أُورُشَلِيمَ فِي حُقُولِ قَدْرُونَ، وَحَمَلَ رَمَادَهَا إِلَى بَيْتِ إِيلَ. 5وَلاَشَى كَهَنَةَ الأَصْنَامِ الَّذِينَ جَعَلَهُمْ مُلُوكُ يَهُوذَا لِيُوقِدُوا عَلَى الْمُرْتَفَعَاتِ فِي مُدُنِ يَهُوذَا وَمَا يُحِيطُ بِأُورُشَلِيمَ، وَالَّذِينَ يُوقِدُونَ: لِلْبَعْلِ، لِلشَّمْسِ، وَالْقَمَرِ، وَالْمَنَازِلِ، وَلِكُلِّ أَجْنَادِ السَّمَاءِ. 6وَأَخْرَجَ السَّارِيَةَ مِنْ بَيْتِ الرَّبِّ خَارِجَ أُورُشَلِيمَ إِلَى وَادِي قَدْرُونَ وَأَحْرَقَهَا فِي وَادِي قَدْرُونَ، وَدَقَّهَا إِلَى أَنْ صَارَتْ غُبَارًا، وَذَرَّى الْغُبَارَ عَلَى قُبُورِ عَامَّةِ الشَّعْبِ. 7وَهَدَمَ بُيُوتَ الْمَأْبُونِينَ الَّتِي عِنْدَ بَيْتِ الرَّبِّ حَيْثُ كَانَتِ النِّسَاءُ يَنْسِجْنَ بُيُوتًا لِلسَّارِيَةِ. 8وَجَاءَ بِجَمِيعِ الْكَهَنَةِ مِنْ مُدُنِ يَهُوذَا، وَنَجَّسَ الْمُرْتَفَعَاتِ حَيْثُ كَانَ الْكَهَنَةُ يُوقِدُونَ، مِنْ جَبْعَ إِلَى بِئْرِ سَبْعٍ، وَهَدَمَ مُرْتَفَعَاتِ الأَبْوَابِ الَّتِي عِنْدَ مَدْخَلِ بَابِ يَشُوعَ رَئِيسِ الْمَدِينَةِ الَّتِي عَنِ الْيَسَارِ فِي بَابِ الْمَدِينَةِ. 9إِلاَّ أَنَّ كَهَنَةَ الْمُرْتَفَعَاتِ لَمْ يَصْعَدُوا إِلَى مَذْبَحِ الرَّبِّ فِي أُورُشَلِيمَ بَلْ أَكَلُوا فَطِيرًا بَيْنَ إِخْوَتِهِمْ. "

كَهَنَةَ الْفِرْقَةِ الثَّانِيَةِ= وفى (18:25) ذكر الكاهن الثانى ويبدو أن الكاهن العظيم أو رئيس الكهنة كان له نواب والنواب كانوا هم الفرقة الثانية. وَأَحْرَقَهَا خَارِجَ أُورُشَلِيمَ = لئلا يدنس أورشليم برمادها. وحقول قدرون كان بها مقبرة لعامة الشعب وتقع شرق أورشليم وبجانبها وادى إبن هنوم وتوفة وكان وادى إبن هنوم وتوفة مناطق متنزهات وعبادة أصنام وتقديم ذبائح لمولك وأجازة الأطفال فى النار فنجسها يوشيا بطرحه فيها رماد أنية العبادة الصنمية. ومن زمان يوشيا فصاعداً صارت مزبلة ترمى فيها كناسة أورشليم وتحرق فيها. وتصب فيها بواليع البلد. ثم أخذت إسم جهنم وصارت كناية عن موضع العقاب (مت 22:5 + 46:25). إِلَى بَيْتِ إِيلَ = إلى مكان خارج يهوذا كلها ولأن بيت إيل كانت مقر عبادة العجلين الذين أقامهما يربعام إبن نباط فهو أراد تلويث هذه العبادة وتنجيسها. لاَشَى = أى طردهم حتى لا يمارسوا عبادتهم الوثنية. وَالْمَنَازِلِ = هناك عبادة للكواكب أسموها المنازل، لأنهم زعموا ان الألهه نزلوا وسكنوا فيها (سكنوا فى هذه الكواكب والبروج) أَخْرَجَ السَّارِيَةَ = أى تمثال عشتاروث الذى أقامه منسى (7:21 + 2 اى 15:33). بُيُوتً السَّارِيَةِ = هى بيوت زنا وكان النساء ينسجن خيام تجرى فيها هذه الأعمال القبيحة ويضعون فى الخيام تماثيل السارية. وَجَاءَ بِجَمِيعِ الْكَهَنَةِ = إلى أورشليم حتى لا يوقدون بعد فى المرتفعات بل فى أورشليم مكان العبادة الواحد. مِنْ جَبْعَ إِلَى بِئْرِ سَبْعٍ = أى من اقصى شمال يهوذا حتى أقصى جنوبها. مُرْتَفَعَاتِ الأَبْوَابِ = كانوا يوقدون على سطوح البيوت وكان عند أبواب المدينة أبراج وهى تحولت إلى معابد وثنية فسميت مرتفعات لأنها فى أبراج عند أبواب المدينة. ويبدو أن هذا كان عند باب يسمى باب يشوع. إلاَّ أَنَّ كَهَنَةَ = لم يمارسوا خدمة الكهنوت أنهم كانوا سابقاً كهنة مرتفعات ولكنهم أكلوا من التقدمات لكونهم من بنى هرون فكانوا مثل الكهنة الذين بهم عيوب (لا 21:21-23) وكان خبز التقدمات فَطِيرًا (لا 16:6-18).

ملحوظة :

 توجد كلمتين عبريتين بمعنى كهنة

1.    كوهانيم = الكهنة الذين يخدمون الرب.

2.    كيماريم = وهم كهنة الأصنام (هى مشتقة من اللون الأسود الذى كانوا يلبسونه فى عباداتهم). وهؤلاء هم الذين لاشاهم يوشيا آية (5).

 

الآيات (10-14):- "10وَنَجَّسَ تُوفَةَ الَّتِي فِي وَادِي بَنِي هِنُّومَ لِكَيْ لاَ يُعَبِّرَ أَحَدٌ ابْنَهُ أَوِ ابْنَتَهُ فِي النَّارِ لِمُولَكَ. 11وَأَبَادَ الْخَيْلَ الَّتِي أَعْطَاهَا مُلُوكُ يَهُوذَا لِلشَّمْسِ عِنْدَ مَدْخَلِ بَيْتِ الرَّبِّ عِنْدَ مُخْدَعِ نَثْنَمْلَكَ الْخَصِيِّ الَّذِي فِي الأَرْوِقَةِ، وَمَرْكَبَاتُ الشَّمْسِ أَحْرَقَهَا بِالنَّارِ. 12وَالْمَذَابحُ الَّتِي عَلَى سَطْحِ عُلِّيَّةِ آحَازَ الَّتِي عَمِلَهَا مُلُوكُ يَهُوذَا، وَالْمَذَابحُ الَّتِي عَمِلَهَا مَنَسَّى فِي دَارَيْ بَيْتِ الرَّبِّ، هَدَمَهَا الْمَلِكُ، وَرَكَضَ مِنْ هُنَاكَ وَذَرَّى غُبَارَهَا فِي وَادِي قَدْرُونَ. 13وَالْمُرْتَفَعَاتُ الَّتِي قُبَالَةَ أُورُشَلِيمَ، الَّتِي عَنْ يَمِينِ جَبَلِ الْهَلاَكِ، الَّتِي بَنَاهَا سُلَيْمَانُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ لِعَشْتُورَثَ رَجَاسَةِ الصِّيدُونِيِّينَ، وَلِكَمُوشَ رَجَاسَةِ الْمُوآبِيِّينَ، وَلِمَلْكُومَ كَرَاهَةِ بَنِي عَمُّونَ، نَجَّسَهَا الْمَلِكُ. 14وَكَسَّرَ التَّمَاثِيلَ وَقَطَّعَ السَّوَارِيَ وَمَلأَ مَكَانَهَا مِنْ عِظَامِ النَّاسِ. "

وَنَجَّسَ تُوفَةَ = توفة هى موقدة أو مكان الإحراق لأنه فيها كانوا يحرقون الذبائح. وكان فيها تمثال مجوف نحاسى لمولك إله بنى عمون وكانوا يوقدون جوفه بنار حامية تجعله يصل لدرجة الإحمرار ثم يقدمون ضحاياهم على يدى هذا التمثال وكان هناك طريقتين:

1.    إجازة الطفل بين يدى التمثال ويسمونها "عبروا أطفالهم فى النار" وهذه علامة تكريس أو تخصيص الطفل للإله مولك ويعتبرون هذا نوعاً من البركة لهم ولأطفالهم.

2.    تقديم الطفل نفسه ضحية بوضعه على يد التمثال فيحترق حياً وسميت توفة من توف اى طبلة لأنهم كانوا يقرعون الطبول بشدة لكى لا يسمع أحد صراخ الأطفال. وتوفة فى الجزء الجنوبى الشرقى من وادى إبن هنوم أو وادى هنوم وهم قبيلة من الكنعانين. (أش 33:30). وَأَبَادَ الْخَيْلَ = كان اليونانيون والرومان يشبهون الشمس براكب فى مركبة وكان يستعملون فى إحتفالاتهم الدينية مركبات الشمس، والمركبة هى مركبة يجرها الخيول. فعابدو الشمس يتصورون أن مركباتهم تخرج كل صباح لتقابل الشمس ولذلك إستعملوا الجياد لسرعتها ورشاقتها رمزاً للشمس. وكان عابدى الشمس يركبون هذه الخيول إكراماً للشمس. وجاء يوشيا وأحرق مركبات الشمس وأباد الخيل أى إمتنع عن إعطائها لمركبات الشمس كأسلافه من ملوك يهوذا، أو هو أعدم هذه الخيول التى أصبح لها عند الشمس دلالات مقدسة. وقد يكون نَثْنَمْلَكَ = هو الخصى المتوكل على الخيل وكان مكان الخيل عند مخدعه عند مدخل بيت الرب.

سَطْحِ عُلِّيَّةِ آحَازَ = معناه أن أحاز قد بنى علية على أحد أبنية الهيكل وكانوا على سطحها قد عملوا مذابح لعبادة الأجرام السماوية. وَرَكَضَ مِنْ هُنَاكَ = دليل على رغبته فى إتمام العمل وكان دار بيت الرب مشرفاً على وادى قدرون. جَبَلِ الْهَلاَكِ = قبالة أورشليم وهو القسم الجنوبى لجبل الزيتون ودعى هكذا لكونه مكان معابد الأصنام التى بناها سليمان فى شيخوخته لأجل نساءه. من عظام الناس عظام الأموات نجاسة وعلامة الموت والفساد. ولقد زعم عبدة الألهه المذكورة أنها مصدر الحياة والخصب وكثرة المواليد.

ولكن لماذا وضع عِظَامِ النَّاسِ لينجس المرتفعات ؟ لو لم يفعل هذا لعاد الناس وبنوها مرة ثانية فهدمها فى نظرهم لن يفقدها قدسيتها. ووضع العظام على هذه المذابح لتنجيسها يشبه وضع حريق مخلفات الوثنية وإلقائها فى بيت إيل لينجس بيت إيل فلا تعود تستعمل كهيكل للرب. ووضع العظام على المذابح المحطمة والألهه المكسورة التى سحقها. هو مزج الألهه الميتة بالعظام الميتة فكلاهما سواء. وكانوا يعتبرون أن وضع عظام ميت على شىء هو أكبر وأعظم نجاسة لهذا الشىء.

 

الآيات (15-20):- "15وَكَذلِكَ الْمَذْبَحُ الَّذِي فِي بَيْتِ إِيلَ فِي الْمُرْتَفَعَةِ الَّتِي عَمِلَهَا يَرُبْعَامُ بْنُ نَبَاطَ الَّذِي جَعَلَ إِسْرَائِيلَ يُخْطِئُ، فَذَانِكَ الْمَذْبَحُ وَالْمُرْتَفَعَةُ هَدَمَهُمَا وَأَحْرَقَ الْمُرْتَفَعَةَ وَسَحَقَهَا حَتَّى صَارَتْ غُبَارًا، وَأَحْرَقَ السَّارِيَةَ. 16وَالْتَفَتَ يُوشِيَّا فَرَأَى الْقُبُورَ الَّتِي هُنَاكَ فِي الْجَبَلِ، فَأَرْسَلَ وَأَخَذَ الْعِظَامَ مِنَ الْقُبُورِ وَأَحْرَقَهَا عَلَى الْمَذْبَحِ، وَنَجَّسَهُ حَسَبَ كَلاَمِ الرَّبِّ الَّذِي نَادَى بِهِ رَجُلُ اللهِ الَّذِي نَادَى بِهذَا الْكَلاَمِ. 17وَقَالَ: «مَا هذِهِ الصُّوَّةُ الَّتِي أَرَى؟» فَقَالَ لَهُ رِجَالُ الْمَدِينَةِ: «هِيَ قَبْرُ رَجُلِ اللهِ الَّذِي جَاءَ مِنْ يَهُوذَا وَنَادَى بِهذِهِ الأُمُورِ الَّتِي عَمِلْتَ عَلَى مَذْبَحِ بَيْتِ إِيلَ». 18فَقَالَ: «دَعُوهُ. لاَ يُحَرِّكَنَّ أَحَدٌ عِظَامَهُ». فَتَرَكُوا عِظَامَهُ وَعِظَامَ النَّبِيِّ الَّذِي جَاءَ مِنَ السَّامِرَةِ. 19وَكَذَا جَمِيعُ بُيُوتِ الْمُرْتَفَعَاتِ الَّتِي فِي مُدُنِ السَّامِرَةِ الَّتِي عَمِلَهَا مُلُوكُ إِسْرَائِيلَ لِلإِغَاظَةِ، أَزَالَهَا يُوشِيَّا، وَعَمِلَ بِهَا حَسَبَ جَمِيعِ الأَعْمَالِ الَّتِي عَمِلَهَا فِي بَيْتِ إِيلَ. 20وَذَبَحَ جَمِيعَ كَهَنَةِ الْمُرْتَفَعَاتِ الَّتِي هُنَاكَ عَلَى الْمَذَابحِ، وَأَحْرَقَ عِظَامَ النَّاسِ عَلَيْهَا، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى أُورُشَلِيمَ.

كون أن يوشيا يصل إلى بَيْتِ إِيلَ نفهم منه أن تسلط أشور على الأرض كان قد ضعف فهو جاء وأصلح بلا مانع من حكام أشور. وتاريخياً ففى فترة يوشيا كانت مملكة أشور موشكة على السقوط وكان ملك اشور مشغولاً بحروبه فى الشمال مما أعطى ليوشيا تسلطاً وقتياً على أرض إسرائيل. وَأَحْرَقَ الْمُرْتَفَعَةَ = هو أحرق ما كان خشباً وسحق الحجارة وأحرقها على الذبائح = هو أحرق العظام قبل هدم المذبح لينجسه. رَجُلُ اللهِ الَّذِي نَادَى = (1مل 2:13) ويوشيا يبدو أنه لم يكن يعرف النبوة إلا بعد أن تممها. النَّبِيِّ الَّذِي مِنَ السَّامِرَةِ = كان النبى من بيت إيل وهى إحدى مدن السامرة (1 مل 11:13). فيوشيا أكرم هذا النبى بسبب نبوته وأكرم النبى الذى إحتمى به ولم يعبث بقبره إحتراماً للنبى الذى إحتمى به.

 

الآيات (21-23):-  "21وَأَمَرَ الْمَلِكُ جَمِيعَ الشَّعْبِ قَائِلاً: «اعْمَلُوا فِصْحًا لِلرَّبِّ إِلهِكُمْ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي سِفْرِ الْعَهْدِ هذَا». 22إِنَّهُ لَمْ يُعْمَلْ مِثْلُ هذَا الْفِصْحِ مُنْذُ أَيَّامِ الْقُضَاةِ الَّذِينَ حَكَمُوا عَلَى إِسْرَائِيلَ، وَلاَ فِي كُلِّ أَيَّامِ مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ وَمُلُوكِ يَهُوذَا. 23وَلكِنْ فِي السَّنَةِ الثَّامِنَةَ عَشَرَةَ لِلْمَلِكِ يُوشِيَّا، عُمِلَ هذَا الْفِصْحُ لِلرَّبِّ فِي أُورُشَلِيمَ. "

فِصْحًا لِلرَّبِّ = ما يميز فصح يوشيا كثرة الذبائح (2اى 1:35-19). فِي السَّنَةِ الثَّامِنَةَ عَشَرَةَ = أى فى نفس السنة التى تم فيها ترميم الهيكل والعثور على سفر الشريعة وتجديد العهد وهدم العبادة الوثنية فى يهوذا والسامرة. وفى مقارنة بيت يوشيا وياهو نجد أن ياهو دمر هيكل البعل وكذلك يوشيا لكن يوشيا بعد أن دمر عبادة الأوثان أقام الفصح ليطيع الشريعة وهذه هى التوبة الحقيقية إزالت السلبيات والأمتناع عنها وممارسة الفضائل الإيجابية.

 

الايات (24-25):- "24وَكَذلِكَ السَّحَرَةُ وَالْعَرَّافُونَ وَالتَّرَافِيمُ وَالأَصْنَامُ وَجَمِيعُ الرَّجَاسَاتِ الَّتِي رُئِيَتْ فِي أَرْضِ يَهُوذَا وَفِي أُورُشَلِيمَ، أَبَادَهَا يُوشِيَّا لِيُقِيمَ كَلاَمَ الشَّرِيعَةِ الْمَكْتُوبَ فِي السِّفْرِ الَّذِي وَجَدَهُ حِلْقِيَّا الْكَاهِنُ فِي بَيْتِ الرَّبِّ. 25وَلَمْ يَكُنْ قَبْلَهُ مَلِكٌ مِثْلُهُ قَدْ رَجَعَ إِلَى الرَّبِّ بِكُلِّ قَلْبِهِ وَكُلِّ نَفْسِهِ وَكُلِّ قُوَّتِهِ حَسَبَ كُلِّ شَرِيعَةِ مُوسَى، وَبَعْدَهُ لَمْ يَقُمْ مِثْلُهُ. "

التَّرَافِيمُ= كلمة عبرانية تعنى ألهه بيتية يضعونها كبركة فى البيوت وهذا نوع من الوثنية.

 

الآيات (26-27):- "26وَلكِنَّ الرَّبَّ لَمْ يَرْجعْ عَنْ حُمُوِّ غَضَبِهِ الْعَظِيمِ، لأَنَّ غَضَبَهُ حَمِيَ عَلَى يَهُوذَا مِنْ أَجْلِ جَمِيعِ الإِغَاظَاتِ الَّتِي أَغَاظَهُ إِيَّاهَا مَنَسَّى. 27فَقَالَ الرَّبُّ: «إِنِّي أَنْزِعُ يَهُوذَا أَيْضًا مِنْ أَمَامِي كَمَا نَزَعْتُ إِسْرَائِيلَ، وَأَرْفُضُ هذِهِ الْمَدِينَةَ الَّتِي اخْتَرْتُهَا أُورُشَلِيمَ وَالْبَيْتَ الَّذِي قُلْتُ يَكُونُ اسْمِي فِيهِ»."

خطايا منسى جعلت الشعب يخطىء فأحب هذه العبادات الوثنية وبينما تاب منسى إستمر الشعب فى محبته للخطية وكانت إصلاحات يوشيا إصلاحات من فوق وبقى الشعب على ما هو عليه

 

الآيات (28-30):- "28وَبَقِيَّةُ أُمُورِ يُوشِيَّا وَكُلُّ مَا عَمِلَ، أَمَا هِيَ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ الأَيَّامِ لِمُلُوكِ يَهُوذَا؟ 29فِي أَيَّامِهِ صَعِدَ فِرْعَوْنُ نَخْوُ مَلِكُ مِصْرَ عَلَى مَلِكِ أَشُّورَ إِلَى نَهْرِ الْفُرَاتِ. فَصَعِدَ الْمَلِكُ يُوشِيَّا لِلِقَائِهِ، فَقَتَلَهُ فِي مَجِدُّو حِينَ رَآهُ. 30وَأَرْكَبَهُ عَبِيدُهُ مَيْتًا مِنْ مَجِدُّو، وَجَاءُوا بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَدَفَنُوهُ فِي قَبْرِهِ. فَأَخَذَ شَعْبُ الأَرْضِ يَهُوآحَازَ بْنَ يُوشِيَّا وَمَسَحُوهُ وَمَلَّكُوهُ عِوَضًا عَنْ أَبِيهِ. "

لم يذكر الكتاب شىء عن ال 13 سنة الأخيرة من حكم يوشيا لكن غالباً كانت فى سلام وخلالها سقطت مملكة أشور وقامت مملكة بابل. فِرْعَوْنُ نَخْوُ = وجد هذا الفرعون أن فرصة سقوط أشور وقيام بابل الدولة الجديدة هى فرصة سانحة لغزو سوريا وما بين النهرين. فَصَعِدَ الْمَلِكُ يُوشِيَّا = ربما فهم يوشيا أنه إن يقاوم ملك مصر فإن مملكته ستسقط بيد ملك مصر ولكن نجد أن نخو أخبر يوشيا أنه لا يريد حرباً معه بل يريد ملك أشور، لكننا نجد أن يوشيا لم يصدقه (2اى 20:35-27) وكان كلام نخو هو كلام صحيح إلا أن يوشيا لم يعرف وكان ذلك بسماح من الله الذى فضل أن ينهى حياته لأنه كان سيبدأ فى تأديب أورشليم. وسياسياً فنخو كان يريد الإستيلاء على ما كانت أشور تمتلكه قبل أن يشتد عود بابل فتأخذ هى كل ميراث اشور ويوشيا كان قد أستولى على الكثير من اراضى إسرائيل وضمها له وإستقرت مملكته وخاف أن يضيع إستقلاله. ونجد أن يوشيا أخطأ فى عدم إستشارة الله ولا الأنبياء ولا الأوريم لكن الله سمح بهذا وفى آية (30) فَقَتَلَهُ فِي مَجِدُّو = الكلمة الأصلية لقتله هنا جُرح جرحاً مميتاً وهو حمل لأورشليم ومات هناك (2 اى 24:35). وبعد يوشيا لم تر أورشليم يوماً جيداً بل جاءت المصائب واحدة تلو الأخرى إلى أن دمرت نهائياً بعد 22 سنة.

 

الآيات (31-37):- "31كَانَ يَهُوآحَازُ ابْنَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ فِي أُورُشَلِيمَ، وَاسْمُ أُمِّهِ حَمُوطَلُ بِنْتُ إِرْمِيَا مِنْ لِبْنَةَ. 32فَعَمِلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ حَسَبَ كُلِّ مَا عَمِلَهُ آبَاؤُهُ. 33وَأَسَرَهُ فِرْعَوْنُ نَخْوُ فِي رَبْلَةَ فِي أَرْضِ حَمَاةَ لِئَلاَّ يَمْلِكَ فِي أُورُشَلِيمَ، وَغَرَّمَ الأَرْضَ بِمِئَةِ وَزْنَةٍ مِنَ الْفِضَّةِ وَوَزْنَةٍ مِنَ الذَّهَبِ. 34وَمَلَّكَ فِرْعَوْنُ نَخْوُ أَلِيَاقِيمَ بْنَ يُوشِيَّا عِوَضًا عَنْ يُوشِيَّا أَبِيهِ، وَغَيَّرَ اسْمَهُ إِلَى يَهُويَاقِيمَ، وَأَخَذَ يَهُوآحَازَ وَجَاءَ إِلَى مِصْرَ فَمَاتَ هُنَاكَ. 35وَدَفَعَ يَهُويَاقِيمُ الْفِضَّةَ وَالذَّهَبَ لِفِرْعَوْنَ، إِلاَّ أَنَّهُ قَوَّمَ الأَرْضَ لِدَفْعِ الْفِضَّةِ بِأَمْرِ فِرْعَوْنَ. كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ تَقْوِيمِهِ. فَطَالَبَ شَعْبَ الأَرْضِ بِالْفِضَّةِ وَالذَّهَبِ لِيَدْفَعَ لِفِرْعَوْنَ نَخْوٍ.

36كَانَ يَهُويَاقِيمُ ابْنَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ إِحْدَى عَشَرَةَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ، وَاسْمُ أُمِّهِ زَبِيدَةُ بِنْتُ فِدَايَةَ مِنْ رُومَةَ. 37وَعَمِلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ حَسَبَ كُلِّ مَا عَمِلَ آبَاؤُهُ. "

كَانَ يَهُوآحَازُ ثالث أبناء يوشيا (الكبير إلياقيم (يهو ياقيم) والأكبر يوحانان (1أى 16:3) وربما إختاروا الأصغر فهم تصوروا أنه الأكفأ. ويهوأحاز له إسم أخر هو شلوم. وكان الرابع هو متنياً أو صدقياً. ثَلاَثَةَ أَشْهُر= بينما ذهب فرعون نخو إلى كركميش ورجع. فإنه ترك جيشه ورجع إلى مصر ثم ذهب ثانياً إلى كركميش وتقابل مع نبوخذ نصر وإنكسر فى الحرب وإستولى نبوخذ نصر على كل ما كان لمصر من نهر الفرات إلى نهر مصر (7:24) ونجد أن فرعون خلع يهوأحاز كنوع من إظهار السلطة على يهوذا فشعب يهوذا كانوا قد ملكوه دون إستشارته. والعجيب أن الكتاب يسجل على يهوأحاز أنه فى خلال هذه المدة الصغيرة عمل الشر فى عينى الرب وهذا دليل على أن إصلاحات يوشيا كانت من فوق حتى أن اولاده كانوا أشرار. ولقد تجاوب الشعب مع شر يهوأحاز. وفى (35) قَوَّمَ الأَرْضَ = أى أن كل فرد يدفع نصيبه بحسب ما يملك من أرض. ولقد أخذ يهوياقيم الفضة من شعب الأرض وكان يهوياقيم شريراً ظالماً (ار 13:22-19+ 20:26 –23 + 20:36 –32) ولأول مرة يرث الأخ أخيه على عرش داود. وفرعون لم يكن ينوى أن يهاجم يهوذا لكن بعد إنتصاره على يوشيا فلماذا لا يفرض عليهم الضريبة ويتحكم فيهم. ولو صار أولاد يوشيا مثل أبيهم لكانوا قد عوملوا معاملة كريمة من فرعون ولكن لشرورهم سمح الله لهم بالذل فأحدهم سُبى إلى مصر والأخر صار خاضعاً فى ذل يدفع الجزية ولنرى عاقبة الخطية فسابقاً سلب بنو إسرائيل المصريين والآن بسبب الخطية نجد المصريين يسلبون بنى إسرائيل ويسببون لهم الفقر. ويَهُويَاقِيمُ = يهوه يقيم وأَلِيَاقِيمَ = الله يقيم وفرعون غير الإسم ليهوياقيم نوعاً من إظهار السلطة لكن هناك فضل لنخو فهو غير الإسم لإسم دينى وكان هذا بإرشاد من رجال إسرائيل وهذا عكس ما فعلوه فى بابل فهم غيروا الأسماء لأسماء وثنية (دانيال والفتية).

ملحوظة:

سليمان : هو بانى الهيكل رمزاً للمسيح بانى الكنيسة

حزقيا : طال عمره 15 سنة رمزاً للمسيح الذى قام من الأموات فإمتد عمره.

يوشيا : مات خارج أورشليم فى حربه مع الأعداء رمزاً للمسيح الذى مات خارج أورشليم.