الإصحاح التاسع عشر

 

الآيات (1-3):- "1وَرَجَعَ يَهُوشَافَاطُ مَلِكُ يَهُوذَا إِلَى بَيْتِهِ بِسَلاَمٍ إِلَى أُورُشَلِيمَ. 2وَخَرَجَ لِلِقَائِهِ يَاهُو بْنُ حَنَانِي الرَّائِي وَقَالَ لِلْمَلِكِ يَهُوشَافَاطَ: «أَتُسَاعِدُ الشِّرِّيرَ وَتُحِبُّ مُبْغِضِي الرَّبِّ؟ فَلِذلِكَ الْغَضَبُ عَلَيْكَ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ. 3غَيْرَ أَنَّهُ وُجِدَ فِيكَ أُمُورٌ صَالِحَةٌ لأَنَّكَ نَزَعْتَ السَّوَارِيَ مِنَ الأَرْضِ وَهَيَّأْتَ قَلْبَكَ لِطَلَبِ اللهِ»."

ياهو بن حنانى:- حنانى أبوه هو الذى وبخ الملك أسا (10:16) وياهو رأى أبوه فى السجن بسبب عمله هذا. ولكن ياهو لم يهتم وفعل نفس الشىء فكلمة الله لا تقيد.

وياهو وبخ بعشا ملك إسرائيل (1 مل 1:16-4) على أننا نرى أن يهوشافاط قد سمع كلام النبى وإعتبره كلام الرب ولكنه لم يستطع أن يخلص نفسه من أثار سياسته السيئة فهو قد زوج إبنه من إبنة اخاب فأدخل الشر إلى بيته. وهو زوج إبنه لعثليا، و هذه ربما تعتبر نوعاً من الزيجات السياسية أى لعقد نوع من المعاهدة مع إسرائيل. وهذا سبب لهُ التزامات عسكرية طالما عانى منها وأنقذه الله وعاد بالسلام إلى بيته بينما مات أخاب. ولكن عثليا بقيت هناك وبقى الشر معها ونجد أن إبنه يهورام يقتل جميع إخوته بالسيف ومعهم بعض رجال إسرائيل ورؤسائها وعمل الشر فى عينى الرب. ثم مات بعد آلام كثيرة ولم تمتنع عثليا عن مشوراتها الرديئة فأكملت مع إبنها اخزيا حتى قُتل ثم قتلت هى كل النسل الملكى لترث. وكان أصل كل هذه الشرور إتحاد يهوشافاط بأخاب وهذا معنى كلام النبى.

 

الآيات (4-11):- "4وَأَقَامَ يَهُوشَافَاطُ فِي أُورُشَلِيمَ، ثُمَّ رَجَعَ وَخَرَجَ أَيْضًا بَيْنَ الشَّعْبِ مِنْ بِئْرِ سَبْعٍ إِلَى جَبَلِ أَفْرَايِمَ وَرَدَّهُمْ إِلَى الرَّبِّ إِلهِ آبَائِهِمْ. 5وَأَقَامَ قُضَاةً فِي الأَرْضِ فِي كُلِّ مُدُنِ يَهُوذَا الْمُحَصَّنَةِ فِي كُلِّ مَدِينَةٍ فَمَدِينَةٍ. 6وَقَالَ لِلْقُضَاةِ: «انْظُرُوا مَا أَنْتُمْ فَاعِلُونَ، لأَنَّكُمْ لاَ تَقْضُونَ لِلإِنْسَانِ بَلْ لِلرَّبِّ، وَهُوَ مَعَكُمْ فِي أَمْرِ الْقَضَاءِ. 7وَالآنَ لِتَكُنْ هَيْبَةُ الرَّبِّ عَلَيْكُمُ. احْذَرُوا وَافْعَلُوا. لأَنَّهُ لَيْسَ عِنْدَ الرَّبِّ إِلهِنَا ظُلْمٌ وَلاَ مُحَابَاةٌ وَلاَ ارْتِشَاءٌ». 8وَكَذَا فِي أُورُشَلِيمَ أَقَامَ يَهُوشَافَاطُ مِنَ اللاَّوِيِّينَ وَالْكَهَنَةِ وَمِنْ رُؤُوسِ آبَاءِ إِسْرَائِيلَ لِقَضَاءِ الرَّبِّ وَالدَّعَاوِي. وَرَجَعُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ. 9وَأَمَرَهُمْ قَائِلاً: «هكَذَا تَفْعَلُونَ بِتَقْوَى الرَّبِّ بِأَمَانَةٍ وَقَلْبٍ كَامِل. 10وَفِي كُلِّ دَعْوَى تَأْتِي إِلَيْكُمْ مِنْ إِخْوَتِكُمُ السَّاكِنِينَ فِي مُدُنِهِمْ، بَيْنَ دَمٍ وَدَمٍ، بَيْنَ شَرِيعَةٍ وَوَصِيَّةٍ مِنْ جِهَةِ فَرَائِضَ أَوْ أَحْكَامٍ، حَذِّرُوهُمْ فَلاَ يَأْثَمُوا إِلَى الرَّبِّ فَيَكُونَ غَضَبٌ عَلَيْكُمْ وَعَلَى إِخْوَتِكُمْ. هكَذَا افْعَلُوا فَلاَ تَأْثَمُوا. 11وَهُوَذَا أَمَرْيَا الْكَاهِنُ الرَّأْسُ عَلَيْكُمْ فِي كُلِّ أُمُورِ الرَّبِّ، وَزَبَدْيَا بْنُ يَشْمَعِئِيلَ الرَّئِيسُ عَلَى بَيْتِ يَهُوذَا فِي كُلِّ أُمُورِ الْمَلِكِ، وَالْعُرَفَاءُ اللاَّوِيُّونَ أَمَامَكُمْ. تَشَدَّدُوا وَافْعَلُوا، وَلْيَكُنِ الرَّبُّ مَعَ الصَّالِحِ»."

فى (4) رجع وخرج = يهوشافاط فى أول ملكه أرسل بعض من رؤسائه وبعض من اللاويين والكهنة لتعليم الشعب لكنه هنا خرج بنفسه ليطمئن أن الحكم بالعدل فى كل مكان وعمل يهوشافاط هذا هو نوع من التوبة فهو لم يعد يهتم بالمحالفات السياسية بل إهتم ببلده وأن يقيم العدل فيها فأخذ يقيم نظام قضائى ليحقق العدل حسب الشريعة من بئر سبع إلى جبل أفرايم = أى فى كل مكان من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال. وفى (5) أقام قضاة = ربما كان العدد غير كافٍ فأقام قضاة جدد، أو كانوا مرتشين فأقام قضاة عادلين نزهاء. مدن يهوذا المحصنة = كانت هذه المدن مراكز حربية ومراكز محاكم مدنية أيضاً. وفى (8) وكذا فى أورشليم = هى محكمة عليا تحت رعاية الملك شخصياً ترفع إليها القضايا الصعبة. لقضاء الرب والدعاوى = هذا تمييز بين القضاء الدينى والمدنى. وفى (11) يتخصص أمريا للقضاء الدينى وزبديا على القضاء المدنى.