المزمور التاسع والثمانون

 

عادة تبدأ المزامير بالشكوى، وتنتهي بالتسبيح على التعزيات والاستجابة الإلهية ولكن هذا المزمور له إتجاه عكسي، فهو يبدأ بتسبيح الله على إحساناته القديمة ومعاملاته مع شعبه واختياره ووعوده لداود بتثبيت مملكته. ثم يبدأ الشكوى أن حال شعب الله الآن مؤلِّم بعد أن اختفى كرسي داود. لذلك نحدد ميعاد كتابة المزمور بأنه بعد السبي. ثم يصرخ المرنم لله بان يذكر وعوده لداود ويعيد أمجاده لشعبه.

والكنيسة في أي محنة عليها أن تصلي بنفس الأسلوب، لقد أعطى الله لكنيسته أمجاداً كثيرة ولكن حال الكنيسة الآن يختلف عن حال كنيسة الآباء بسبب خطايانا لذلك فلنصرخ ونصلي لله بلا يأس ليعيد مراحمه لنا، ولنؤسس صلواتنا على عهد المسيح وعلى استحقاقات دم المسيح، كما اسس المرنم صراخه على وعود الله لداود أبو المسيح بالجسد.

 

الآيات (1-7):- "1بِمَرَاحِمِ الرَّبِّ أُغَنِّي إِلَى الدَّهْرِ. لِدَوْرٍ فَدَوْرٍ أُخْبِرُ عَنْ حَقِّكَ بِفَمِي. 2لأَنِّي قُلْتُ: «إِنَّ الرَّحْمَةَ إِلَى الدَّهْرِ تُبْنَى. السَّمَاوَاتُ تُثْبِتُ فِيهَا حَقَّكَ». 3«قَطَعْتُ عَهْدًا مَعَ مُخْتَارِي، حَلَفْتُ لِدَاوُدَ عَبْدِي: 4إِلَى الدَّهْرِ أُثَبِّتُ نَسْلَكَ، وَأَبْنِي إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ كُرْسِيَّكَ». سِلاَهْ. 5وَالسَّمَاوَاتُ تَحْمَدُ عَجَائِبَكَ يَا رَبُّ، وَحَقَّكَ أَيْضًا فِي جَمَاعَةِ الْقِدِّيسِينَ. 6لأَنَّهُ مَنْ فِي السَّمَاءِ يُعَادِلُ الرَّبَّ. مَنْ يُشْبِهُ الرَّبَّ بَيْنَ أَبْنَاءِ اللهِ؟ 7إِلهٌ مَهُوبٌ جِدًّا فِي مُؤَامَرَةِ الْقِدِّيسِينَ، وَمَخُوفٌ عِنْدَ جَمِيعِ الَّذِينَ حَوْلَهُ."

المرنم يسبح الله على مراحمه، الرَّحْمَةَ إِلَى الدَّهْرِ تُبْنَى = المرنم يرى الآن أن الصورة سوداء وكرسي داود قد سقط. ولكنه بإيمان يرى مراحم الله أنها إلى الأبد= لأَنِّي قُلْتُ = هو في إيمانه بمحبة الله رأى أن هذا الوضع لا يمكن له أن يستمر، فلقد وعد الله داود. ووعده ومراحمه ثابتة لا تسقط، بل هي تزداد من يوم إلى يوم كأنها بناء يبنى، بل سيستمر هذا البناء إلى الأبد في أورشليم السماوية. والآن حتى وأن كانت مظلة داود ساقطة لكن الله سيعود ويبنيها (عا11:9). والسَّمَاوَاتُ تُثْبِتُ فِيهَا حَقَّكَ = أي حتى لو كنا نرى هنا الآن بعض الظلم والآلام تقع على القديسين، وهذا يسبب لنا بعض الإحباط، ولكن وعود الله لن تسقط وسنرى تحقيقها في السماء. قَطَعْتُ عَهْدًا مَعَ مُخْتَارِي.. إلَى الدَّهْرِ أُثَبِّتُ نَسْلَكَ= هذا الكلام قيل لداود فعلاً (2صم12:2-14) والمرنم يعتمد عليه ليستعيد شعب الرب أمجاده. ولكن مختار الرب حقيقة هو المسيح ابن داود. وهذا هو من يقال عنه أن نسله أي مؤمنيه وكنيسته تثبت إلى الدهر. السَّمَاوَاتُ تَحْمَدُ عَجَائِبَكَ فنحن الأرضيون لا نستوعب كل أعمالك العجيبة بسبب أن عيوننا طمستها محبة العالم. مُؤَامَرَةِ الْقِدِّيسِينَ، = أي جماعاتهم يمجدون الله، جماعات القديسين أو الملائكة.

 

الآيات (8-14):- "8يَا رَبُّ إِلهَ الْجُنُودِ، مَنْ مِثْلُكَ ؟ قَوِيٌّ، رَبٌّ، وَحَقُّكَ مِنْ حَوْلِكَ. 9أَنْتَ مُتَسَلِّطٌ عَلَى كِبْرِيَاءِ الْبَحْرِ. عِنْدَ ارْتِفَاعِ لُجَجِهِ أَنْتَ تُسَكِّنُهَا. 10أَنْتَ سَحَقْتَ رَهَبَ مِثْلَ الْقَتِيلِ. بِذِرَاعِ قُوَّتِكَ بَدَّدْتَ أَعْدَاءَكَ. 11لَكَ السَّمَاوَاتُ. لَكَ أَيْضًا الأَرْضُ. الْمَسْكُونَةُ وَمِلْؤُهَا أَنْتَ أَسَّسْتَهُمَا. 12الشِّمَالُ وَالْجَنُوبُ أَنْتَ خَلَقْتَهُمَا. تَابُورُ وَحَرْمُونُ بِاسْمِكَ يَهْتِفَانِ. 13لَكَ ذِرَاعُ الْقُدْرَةِ. قَوِيَّةٌ يَدُكَ. مُرْتَفِعَةٌ يَمِينُكَ. 14الْعَدْلُ وَالْحَقُّ قَاعِدَةُ كُرْسِيِّكَ. الرَّحْمَةُ وَالأَمَانَةُ تَتَقَدَّمَانِ أَمَامَ وَجْهِكَ."

المرنم يسبح الله على قدرته وأعماله. فهو قادر أن يسكن أمواج البحر الهائج وهذا صنعه المسيح. أَنْتَ سَحَقْتَ رَهَبَ = رهب تعني متكبر، وهي تشير إلى مصر. والله سحق مصر بضربات عشر وسحق جيشها تحت مياه البحر الأحمر. وكان هذا رمزاً لسحق الشيطان المتكبر بواسطة المسيح = بِذِرَاعِ قُوَّتِكَ بَدَّدْتَ أَعْدَاءَكَ. والله خلق كل ما في السماء والأرض، الكل له. وأعلى ما في الأرض من جبال يعجز أمامها الإنسان فهي صنعة يدي الله، وذكر المرنم قمتين من أعلى قمم كنعان وهما تَابُورُ وَحَرْمُونُ. وأحد الجبلين يقع في الشرق والجبل الآخر في الغرب. ولاحظ قوله من قبل الشِّمَالُ وَالْجَنُوبُ. أي الكل لله. وجبل تابور هو جبل التجلي. وهنا نرى الجبل يهتف لأنه سمع صوت الآب يشهد للابن.

الآيات (15-18):- "15طُوبَى لِلشَّعْبِ الْعَارِفِينَ الْهُتَافَ. يَا رَبُّ، بِنُورِ وَجْهِكَ يَسْلُكُونَ. 16بِاسْمِكَ يَبْتَهِجُونَ الْيَوْمَ كُلَّهُ، وَبِعَدْلِكَ يَرْتَفِعُونَ. 17لأَنَّكَ أَنْتَ فَخْرُ قُوَّتِهِمْ، وَبِرِضَاكَ يَنْتَصِبُ قَرْنُنَا. 18لأَنَّ الرَّبَّ مِجَنُّنَا، وَقُدُّوسَ إِسْرَائِيلَ مَلِكُنَا."

المرنم يطوب الشعب الذي عرف الرب وفهم مراحمه وصار يسبحه، لأنهم رأوا أن الله بقوته هذه غير المتناهية هو سندهم وقوتهم وحمايتهم لأنه ملكهم وهم رعيته.

 

الآيات (19-37):- "19حِينَئِذٍ كَلَّمْتَ بِرُؤْيَا تَقِيَّكَ وَقُلْتَ: «جَعَلْتُ عَوْنًا عَلَى قَوِيٍّ. رَفَعْتُ مُخْتَارًا مِنْ بَيْنِ الشَّعْبِ. 20وَجَدْتُ دَاوُدَ عَبْدِي. بِدُهْنِ قُدْسِي مَسَحْتُهُ. 21الَّذِي تَثْبُتُ يَدِي مَعَهُ. أَيْضًا ذِرَاعِي تُشَدِّدُهُ. 22لاَ يُرْغِمُهُ عَدُوٌّ، وَابْنُ الإِثْمِ لاَ يُذَلِّلُهُ. 23وَأَسْحَقُ أَعْدَاءَهُ أَمَامَ وَجْهِهِ، وَأَضْرِبُ مُبْغِضِيهِ. 24أَمَّا أَمَانَتِي وَرَحْمَتِي فَمَعَهُ، وَبِاسْمِي يَنْتَصِبُ قَرْنُهُ. 25وَأَجْعَلُ عَلَى الْبَحْرِ يَدَهُ، وَعَلَى الأَنْهَارِ يَمِينَهُ. 26هُوَ يَدْعُونِي: أَبِي أَنْتَ، إِلهِي وَصَخْرَةُ خَلاَصِي. 27أَنَا أَيْضًا أَجْعَلُهُ بِكْرًا، أَعْلَى مِنْ مُلُوكِ الأَرْضِ. 28إِلَى الدَّهْرِ أَحْفَظُ لَهُ رَحْمَتِي. وَعَهْدِي يُثَبَّتُ لَهُ. 29وَأَجْعَلُ إِلَى الأَبَدِ نَسْلَهُ، وَكُرْسِيَّهُ مِثْلَ أَيَّامِ السَّمَاوَاتِ. 30إِنْ تَرَكَ بَنُوهُ شَرِيعَتِي وَلَمْ يَسْلُكُوا بِأَحْكَامِي، 31إِنْ نَقَضُوا فَرَائِضِي وَلَمْ يَحْفَظُوا وَصَايَايَ، 32أَفْتَقِدُ بِعَصًا مَعْصِيَتَهُمْ، وَبِضَرَبَاتٍ إِثْمَهُمْ. 33أَمَّا رَحْمَتِي فَلاَ أَنْزِعُهَا عَنْهُ، وَلاَ أَكْذِبُ مِنْ جِهَةِ أَمَانَتِي. 34لاَ أَنْقُضُ عَهْدِي، وَلاَ أُغَيِّرُ مَا خَرَجَ مِنْ شَفَتَيَّ. 35مَرَّةً حَلَفْتُ بِقُدْسِي، أَنِّي لاَ أَكْذِبُ لِدَاوُدَ: 36نَسْلُهُ إِلَى الدَّهْرِ يَكُونُ، وَكُرْسِيُّهُ كَالشَّمْسِ أَمَامِي. 37مِثْلَ الْقَمَرِ يُثَبَّتُ إِلَى الدَّهْرِ. وَالشَّاهِدُ فِي السَّمَاءِ أَمِينٌ». سِلاَهْ."

المرنم هنا يشير للرؤيا التي رآها ناثان النبي بخصوص داود وولادته لسليمان وذكرت كلماتها في (2صم12:7-17). ولكن هذه الكلمات المذكورة هنا مخصصة للمسيح ففيها كثير لا يمكن أن يقال عن داود أو سليمان بل عن المسيح فقط. حِينَئِذٍ كَلَّمْتَ بِرُؤْيَا تَقِيَّكَ = يشير لرؤيا ناثان جَعَلْتُ عَوْنًا عَلَى قَوِيٍّ = اختار الله داود الذي رآه قوياً ودعمه ليصير ملكاً على شعبه وهذه تقال عن المسيح الإله القدير القوي. وبعد تجسده خضع لضعف بشريتنا فجاع وعطش وتألم، بل جاءته ملائكة تقويه (لو43:22). فالله أعانه ليتم عمل الخلاص. والمسيح كان إنساناً كاملاً = مُخْتَارًا مِنْ بَيْنِ الشَّعْبِ. وفي (20) داود مُسِحَ والمسيح مُسِحَ بحلول الروح القدس عليه. عَبْدِي = أخلى ذاته أخذاً صورة عبد (في7:2). ذِرَاعِي تُشَدِّدُهُ = الله أعطى لداود قوة ضد أعدائه. وقيل هذا عن المسيح (يو10:14). ولم يوجد عدو أذل داود (22) والشيطان جَرَّب المسيح وغلبه المسيح. أَجْعَلُ عَلَى الْبَحْرِ يَدَهُ = سلطان المسيح على العالم. وَعَلَى الأَنْهَارِ يَمِينَهُ = هم الرسل الذين نشروا الكرازة بقوة. هُوَ يَدْعُونِي أَبِي = هذه عن المسيح الابن بالطبيعة. إِلهِي = بحسب الجسد يدعو الآب إلهه (يو17:20). أَجْعَلُهُ بِكْرًا = هذه لا تقال عن داود وهو الصغير بين أخوته، إنما عن المسيح (رو29:8). وصارت كنيسته أخوة له بل جعلهم ملوكاً= أَعْلَى مِنْ مُلُوكِ الأَرْضِ (رؤ5:1،6). إِلَى الدَّهْرِ أَحْفَظُ لَهُ رَحْمَتِي = رحمة الله لكنيسة المسيح هي إلى الدهر، وهي تعطي للكنيسة كعطية باسم المسيح. وقوله إِلَى الدَّهْرِ فيه إشارة للكنيسة وليس لمملكة داود التي انتهت سنة 586ق.م. وَأَجْعَلُ إِلَى الأَبَدِ نَسْلَهُ = نسل داود انتهى بموت صدقيا آخر ملوك يهوذا. ونسل المسيح هم المؤمنين نسله الروحي (عب13:2). وعرش المسيح في قلوبهم فيحولها إلى سماء وعرشه وسط كنيسته لا نهاية له لأن كنيسته تنتقل من الأرض إلى السموات. وابتداء من آية (30) نسمع عن الآب الذي يؤدب أبناءه إن أخطأوا وتعوجوا. وهذا ما حدث مع نسل داود وما يحدث مع المؤمنين الآن. كُرْسِيُّهُ كَالشَّمْسِ = داود بدأ حكمه بحوالي 10 قرون قبل الميلاد تقريباً، والشمس كانت قبله بآلاف ملايين السنين، أما كرسي المسيح النوراني فهو أزلى وقبل الشمس نفسها. والمسيح مشبه بشمس البر (ملاخي) وكنيسته التي تستمد ضوءها منه مشبهة بالقمر= مِثْلَ الْقَمَرِ يُثَبَّتُ إِلَى الدَّهْرِ = وكنيسة المسيح هي أيضاً ثابتة طالما الأرض والقمر موجودان.

 

الآيات (38-45):- "38لكِنَّكَ رَفَضْتَ وَرَذَلْتَ غَضِبْتَ عَلَى مَسِيحِكَ. 39نَقَضْتَ عَهْدَ عَبْدِكَ نَجَّسْتَ تَاجَهُ فِي التُّرَابِ. 40هَدَمْتَ كُلَّ جُدْرَانِهِ جَعَلْتَ حُصُونَهُ خَرَابًا. 41أَفْسَدَهُ كُلُّ عَابِرِي الطَّرِيقِ صَارَ عَارًا عِنْدَ جِيرَانِهِ. 42رَفَعْتَ يَمِينَ مُضَايِقِيهِ، فَرَّحْتَ جَمِيعَ أَعْدَائِهِ. 43أَيْضًا رَدَدْتَ حَدَّ سَيْفِهِ، وَلَمْ تَنْصُرْهُ فِي الْقِتَالِ. 44أَبْطَلْتَ بَهَاءَهُ، وَأَلْقَيْتَ كُرْسِيَّهُ إِلَى الأَرْضِ. 45قَصَّرْتَ أَيَّامَ شَبَابِهِ غَطَّيْتَهُ بِالْخِزْيِ. سِلاَهْ."

وصف للحالة المحزنة التي صار عليها كرسي داود بالذات بعد سقوط أورشليم وأسر ملوكها بواسطة ملوك بابل، وحرق وتدمير الهيكل وأورشليم كلها. ولذلك نفهم أن الوعود التي قيلت لداود باستمرار كرسيه للأبد كانت للمسيح وكنيسته.

 

الآيات (46-52):- "46حَتَّى مَتَى يَا رَبُّ تَخْتَبِئُ كُلَّ الاخْتِبَاءِ؟ حَتَّى مَتَى يَتَّقِدُ كَالنَّارِ غَضَبُكَ؟ 47اذْكُرْ كَيْفَ أَنَا زَائِلٌ، إِلَى أَيِّ بَاطِل خَلَقْتَ جَمِيعَ بَنِي آدَمَ! 48أَيُّ إِنْسَانٍ يَحْيَا وَلاَ يَرَى الْمَوْتَ؟ أَيٌّ يُنَجِّي نَفْسَهُ مِنْ يَدِ الْهَاوِيَةِ؟ سِلاَهْ. 49أَيْنَ مَرَاحِمُكَ الأُوَلُ يَا رَبُّ، الَّتِي حَلَفْتَ بِهَا لِدَاوُدَ بِأَمَانَتِكَ؟ 50اذْكُرْ يَا رَبُّ عَارَ عَبِيدِكَ الَّذِي أَحْتَمِلُهُ فِي حِضْنِي مِنْ كَثْرَةِ الأُمَمِ كُلِّهَا، 51الَّذِي بِهِ عَيَّرَ أَعْدَاؤُكَ يَا رَبُّ، الَّذِينَ عَيَّرُوا آثَارَ مَسِيحِكَ. 52مُبَارَكٌ الرَّبُّ إِلَى الدَّهْرِ. آمِينَ فَآمِينَ."

هي صرخة المرنم ليعيد الله مراحمه لشعبه، ويوقف غضبه عليهم. وقوله أَنَا زَائِلٌ. إِلَى أَيِّ بَاطِل خَلَقْتَ جَمِيعَ بَنِي آدَمَ = أي عمرنا قصير يا رب، فإذا لم تعف عن ذنوبنا في فترة حياتنا فسنهلك وتكون يا رب قد خلقتنا باطلاً. فلو خلق البشر لكي يكون مصيرهم الجحيم فباطل كانت خلقتهم. وفي (48) امتدت نظرة النبي من عقوبة الله لبيت داود إلى عقوبة الله للإنسان ككل. ولقد رأى أن البشر كلهم لهم نفس المصير وهو الموت. ولا يستطيع أحد أن ينجي نفسه من الهاوية. والمرنم يصرخ للرب ليرفع عار البشر عنهم. الَّذِي أَحْتَمِلُهُ فِي حِضْنِي = العار الذي لحقه ولحق كل البشر هو مؤلم للغاية، فهو ليس ضد البشر فقط، بل ضد الله وهذا ما يؤلم المرنم. كأن الله لا يجد طريقة ينقذ بها عبيده. هذا العار يحمله المرنم في حضنه كمن يحمل ثقلاً رهيباً وهؤلاء الأعداء عَيَّرُوا آثَارَ مَسِيحِكَ = أي المؤمنين بكلامك (آثارك) وهم يسيرون على أثارك. والأعداء مازالوا يعيروننا أين مسيحكم فيخلصكم. ويختم بقوله مُبَارَكٌ الرَّبُّ.