الإصحاح العاشر

 

آية (1):- "1اَلذُّبَابُ الْمَيِّتُ يُنَتِّنُ وَيُخَمِّرُ طِيبَ الْعَطَّارِ. جَهَالَةٌ قَلِيلَةٌ أَثْقَلُ مِنَ الْحِكْمَةِ وَمِنَ الْكَرَامَةِ. "

الذباب الميت ينتن ويخمر طيب العطار= انتهى الإصحاح السابق بقوله أن "خاطئ واحد يفسد خيراً جزيلاً". وهذا مثال على ذلك. وهذا تحذير من الصداقات الشريرة. فمن يحيا في المسيح وتكون له حكمة روحية، تفوح منه رائحة المسيح "أنتم رائحة المسيح الزكية" ولكن هذه الرائحة الزكية تضيع بسرعة لو تسلل لحياة الشخص بعض الجهالة حتى لو قليلة "إحذروا الثعالب الصغيرة المفسدة الكروم" (نش15:2). والمثال هنا بأن عطار أعد طيباً ثميناً بجهد شاق، ثم سقط فيه بعض الذباب الصغير فينتن ويختمر ويفسد كل التعب وكل المواد التي استخدمها، هكذا كل تهاون مع الجهالة مهما بدت تافهة فهو يحطم ما ناله الإنسان الروحي من حكمة وكرامة روحية خلال جهاد شاق. ينتن= بسبب جراثيمه ويخمر= فخميرة صغيرة من الجهالة يمكنها أن تفسد عجيناً كاملاً من الحكمة. وجاهل واحد قادر أن يفسد عمل حكماء كثيرين. وقيل عن إبليس "بعلزبوب" أي ملك الذباب ومن يتعبد له يصير ذبابة ميتة. جهالة قليلة أثقل من الحكمة= في الإنجليزية تترجم هكذا "هكذا تفعل جهالة قليلة بمن اشتهر بالحكمة والكرامة" وفي اليسوعية "قليل من الحماقة يفسد نفائس الحكمة والمجد".

 

الآيات (2-3):- "2قَلْبُ الْحَكِيمِ عَنْ يَمِينِهِ، وَقَلْبُ الْجَاهِلِ عَنْ يَسَارِهِ. 3أَيْضًا إِذَا مَشَى الْجَاهِلُ فِي الطَّرِيقِ يَنْقُصُ فَهْمُهُ، وَيَقُولُ لِكُلِّ وَاحِدٍ: إِنَّهُ جَاهِلٌ."

قلب الحكيم عن يمينه= اليمين هو الصلاح، فالحكيم يهتم بكل قلبه بأن يسلك بالبر والصلاح فينعم بيمين الله. واليمين يقصد به الاهتمام بالسماويات واليسار يقصد به الارتباك بالزمنيات. ينقص فهمه= الجاهل يعيش في جهله طوال رحلة عمره= في الطريق. لذلك لا تزيده الأيام حكمة بل يفقد مع الزمن حتى الفهم الطبيعي "من له يعطي فيزداد ومن ليس له فالذي عنده يؤخذ منه" (مت29:25). وجهله يصير ظاهراً لكل الناس= يقول لكل واحد أنه جاهل وربما تقصد الآية أن الجاهل يتهم كل من يقابله بأنه جاهل وهو وحده الحكيم الذي يعلم.

 

الآيات الآتية فيها نصائح للحاكم ونصائح للمحكوم

 

آية (4):- "4إِنْ صَعِدَتْ عَلَيْكَ رُوحُ الْمُتَسَلِّطِ، فَلاَ تَتْرُكْ مَكَانَكَ، لأَنَّ الْهُدُوءَ يُسَكِّنُ خَطَايَا عَظِيمَةً. "

روح المتسلط= أي غضب عليك. فلا تترك مكانك= أي لا تستعفِ من مأموريتك وتتخلى عن دورك وخدمتك لشعبك. وكن هادئاً لأن الهدوء يسكن خطايا كثيرة= الأفضل أن نهدأ أمام الرؤساء فلربما هدوءنا يتسبب في ندمهم على خطاياهم وغضبهم الذي سيكتشفون أنه بلا سبب، فيهدأ الملك بهدوئك وتكون لك فرصة أن يسمعك. وهذه النصيحة موجهة لكل مرؤوس مع رئيسه ولكل ابن مع والده. فليخضع الصغير للكبير.

 

آية (5):- " 5يُوجَدُ شَرٌّ رَأَيْتُهُ تَحْتَ الشَّمْسِ، كَسَهْوٍ صَادِرٍ مِنْ قِبَلِ الْمُتَسَلِّطِ: "

سهو صادر من قبل المتسلط= هنا نصيحة للحاكم حتى يدقق في كل قرار، فالقرار الخاطئ الصادر عن سهو قد يكون سبب ضرر لآلاف من الناس وهلاكهم "مثل قرار أحشويروش الملك ضد اليهود استجابة لمؤامرة هامان". ومن المؤلم أن نجد رئيساً يستخف بأخطائه ويعتبر أنها سهو ولا يدري كم الظلم الذي سيقع على الأبرياء بسبب قرار خاطئ.

 

آية (6):- "6الْجَهَالَةُ جُعِلَتْ فِي مَعَالِيَ كَثِيرَةٍ، وَالأَغْنِيَاءُ يَجْلِسُونَ فِي السَّافِلِ. "

إنه لأمر رهيب أن يحتل الأردياء أماكن الصدارة (كما عظم أحشويروش هامان الشرير). وهذا مثل من أمثلة أخطاء الحاكم التي قد تكون سهواً أو تكون مجاملة لأحد عبيده الجهلاء، أن يعلى مركز أحد الجهلاء بدون استحقاق. ولكن لأن عبده هذا كان يتملقه. ولكن هذا الخطأ سيسبب بلايا كثيرة لشعب الملك. وقد يسمح الله بهذا لتأديب الشعب.

 

آية (7):- "7قَدْ رَأَيْتُ عَبِيدًا عَلَى الْخَيْلِ، وَرُؤَسَاءَ مَاشِينَ عَلَى الأَرْضِ كَالْعَبِيدِ. "

شئ رديء أن هناك حكماء يقفون خلف الصفوف ويحتل الأردياء المراكز القيادية.

تأمل: كثيراً ما يسود الظلم والفوضى حياة البشر عبر العصور ولكن لنثق أن الأمور هي في يد الله ضابط الكل يدبرها كلها للخير. فإبليس يعيث في الأرض فساداً ولكن الله دائماً قادر أن يخرج من الجافي حلاوة. ولكن في الحياة الأخرى فوق الشمس لن يوجد سوى النور والعدل والحب والمجد. وإبليس لا يكف عن مهاجمة أولاد الله وبكل الوسائل ليفقدهم هذا المجد المعَّد لهم، فإذا ثار عليك روح المتسلط الذي هو إبليس (قد يكون هذا بأن يسقط الإنسان في خطية أو يثير الدنيا ضده فيشعر بظلم) فماذا نفعل؟ لا تترك مكانك (4)= لا تيأس من رحمة الله القادرة أن تعيدك بالتوبة إلى مكانك لأن الذي ييأس سيغادر مكانه منحرفاً لخطايا أكثر، مندفعاً في طريق الشر فيجلب سخط الله عليه. ومن يهدأ أمام الله سيرحم نفسه من السقوط في خطايا كثيرة.

 

الآيات (8-11):- " 8مَنْ يَحْفُرْ هُوَّةً يَقَعُ فِيهَا، وَمَنْ يَنْقُضْ جِدَارًا تَلْدَغْهُ حَيَّةٌ. 9مَنْ يَقْلَعْ حِجَارَةً يُوجَعْ بِهَا. مَنْ يُشَقِّقُ حَطَبًا يَكُونُ فِي خَطَرٍ مِنْهُ. 10إِنْ كَلَّ الْحَدِيدُ وَلَمْ يُسَنِّنْ هُوَ حَدَّهُ، فَلْيَزِدِ الْقُوَّةَ. أَمَّا الْحِكْمَةُ فَنَافِعَةٌ لِلإِنْجَاحِ. 11إِنْ لَدَغَتِ الْحَيَّةُ بِلاَ رُقْيَةٍ، فَلاَ مَنْفَعَةَ لِلرَّاقِي. "

نجد هنا نصائح لكلا الحاكم والمحكوم، وسليمان هنا يحذر المحكوم من أن يثور ضد الحاكم الظالم محاولاً قلب نظام الحكم بثورة وعنف وتدبير المؤامرات فكل تدبير شرير سينقلب على من دبّرهُ. وسليمان ينصح باستخدام اللسان الحلو والحكمة، فلا يكفي للمصلح أن يكون غيوراً، بل عليه أن يكون حكيماً. وفي نفس الوقت فالكلام يعتبر تحذير للحاكم من أن يستمر في ظلمه، فهو إن ظلم شعبه سيسقط هو بشره، فعدل الله يلاحق الجميع حكام ورعية. من يحفر هوة يقع فيها= هذا ما حدث مع هامان، فقد صلب على الصليب الذي أعده لمردخاي. والصليب الذي أعده إبليس للمسيح، حطمه هو نفسه وبدد سلطانه على المؤمنين. ومن ينقض جداراً تلدغه حية= من ينقض جداراً تلدغه حية معششة فيه ومختفية فيه. وهذه توجه لمن يحاول أن يهدم أركان سلامة الملك الذي أقامه الله ويضعه تحت حمايته. وتوجه لكل من يحاول أن يُدمِّر حياة وسلامة أقربائه، ولكل من يهتم بالهدم عوض البناء، فهؤلاء تلدغهم حية الحسد والبغضة ويموت ويهلك أبدياً. من يقلع حجارة يُوجع بها= من يقلع حجارة بيت قريبه تقع عليه وتصيبه. وهذه موجهة لمن يحاول أن يهدم نظام الحكم. ولكل من يحاول تغيير نظام ما بالعنف فسيسقط على رأسه ويكون أول من يتوجع. من يشقق حطباً يكون في خطر منه= شق الحطب قد يشير لمحاولة إغتيال الحاكم (سواء عملياً أو أدبياً) أو تشير لمحاولة إيذاء أي إنسان، فمثل هذا ستؤذيه الشظايا، أو يُؤذيه سلاح الآلة التي يستخدمها إذ ينفلت. وهكذا كل كلام عنيف ضد أحد سيؤذي المتكلم. إن كَلَّ الحديد ولم يسنن هو حَدّه فليزد القوة= الحكمة تعلمنا أن نسنن الآلة التي نستعملها حتى لا نضطر لزيادة القوة عند شق الحطب. فزيادة القوة تعرضنا لأن تنخلع الآلة. الحديدة من الفأس ونصاب بأذى. وهذا يشير لتهذيب لساننا، فاللسان الحلو مع الحاكم أفضل من أعمال الثورة والعنف ضده، بل هذا ينطبق مع أي إنسان، وكما أن سن الحديد سيوفر على الحطاب تعبه، هكذا حكمة الإنسان ولسانه المهذب تسهل عمله. فلنستعمل روح الوداعة والحب في محاولاتنا لأي إصلاح. ثم يحذرنا من أن اللسان الخبيث كلدغات الحية القاتلة، مطالباً إيانا أن تكون لشفاهنا مسحة النعمة حتى لا ننطق بجهالة. إن لدغت الحية بلا رقية فلا منفعة للراقي= إن الثائر كالحية يلدغ، فلنرقِهِ بكلمات الوداعة والحب الحكيم قبل أن يلدغنا، كما فعل يعقوب في مقابلته مع عيسو (تك13:32-21) وكما فعلت أبيجايل مع داود (1صم18:25-35). وفكرة رَقْيْ الحيات يستعملها سكان القرى، حين يجدون أن حية مختبئة في جحر، فيستدعون متخصص يغني ويضرب على المزمار والطبلة فتخرج الحية على أصوات الغناء فيمسكها ويخلع أسنانها لكي لا تضر أحد، وهكذا لو رَقَيْتَ العنيف بكلمات حكمة عذبة تحطم أنياب شره قبلما يقتلك. أما إن تركته يلدغك فلا ينفع الرقي بعد أن يسرى السم في جسمك، والحكمة تعلمنا أن نرقي الحية عوضاً عن أن نهاجمها فتلدغنا، فالرقية هي التي تسكن غضب الثائر وتصرف شره.

 

الآيات (12-15):- "12كَلِمَاتُ فَمِ الْحَكِيمِ نِعْمَةٌ، وَشَفَتَا الْجَاهِلِ تَبْتَلِعَانِهِ. 13اِبْتِدَاءُ كَلاَمِ فَمِهِ جَهَالَةٌ، وَآخِرُ فَمِهِ جُنُونٌ رَدِيءٌ. 14وَالْجَاهِلُ يُكَثِّرُ الْكَلاَمَ. لاَ يَعْلَمُ إِنْسَانٌ مَا يَكُونُ. وَ مَاذَا يَصِيرُ بَعْدَهُ مَنْ يُخْبِرُهُ؟ 15تَعَبُ الْجُهَلاَءِ يُعْيِيهِمْ، لأَنَّهُ لاَ يَعْلَمُ كَيْفَ يَذْهَبُ إِلَى الْمَدِينَةِ "

عكس الحكيم الذي يتكلم بوداعة، نجد الجاهل الذي يتكلم كثيراً، دون إدراك لعواقب الأمور. فكلمات الحكيم تكشف عما في قلبه من نعمة وحكمة. وكلمات الجاهل تكشف عما في قلبه من فساد. وكلمات النعمة من الحكيم ترضى الناس وتقنعهم وتجذب محبتهم، أما شفتا الجاهل تبتلعانه= أي كلماته الرديئة تجلبان عليه الهلاك، وسيكون كلامه سبباً لمشاكل كثيرة تبتلعه، بل قد تؤدي لهلاكه أبدياً، وهنا على الأرض كلامه سيؤاخذ عليه ويدينه.(مت37:12 + مز8:64+ 1مل23:2). والجاهل ابتداء فمه جهالة وآخر فمه جنون رديء= هو يتقدم من أمر بسيط إلي شر اعظم ، يبدأ بالخطأ، ولأنه متهور فهو يندفع ويهيج نفسه بكلامه، فيقول في الآخر كلاماً صعباً متهوراً يقترب من الجنون ويصبح غير قادراً أن يسيطر على كلماته. وهو يكثر الكلام دون إدراك لعواقب الأمور، وهو يتكلم كثيراً في أمور يعلمها وأمور لا يعلمها، بل يتكلم في أمور لا يعلمها أحسن العلماء، بل يتكلم عما سيكون في المستقبل وعن أمور غامضة لا يعرفها أحد= لا يعلم إنسان ما يكون، وماذا سيصير بعده من يخبره= الحقيقة أنه لا يعلم إنسان تماماً كل ما يحدث حوله في عصره وهو حي، ولا يعلم ماذا سيحدث بعد أن يموت. ولو عرف إنسان جهله بالحاضر والمستقبل لصمت، لذلك فالحكماء لا يتكلمون كثيراً. تعب الجهلاء يعييهم= لأن الجاهل يتكلم كثيراً يسقط في الإعياء بسبب تعبه النفسي وشعوره بالفشل والظلم، فهو بنى كثيراً ولكن على الرمال (تكلم كثيراً ولكن على أسس واهية فهو لا يعلم). وهو كمن يجمع مالاً في كيس مثقوب. هو يسعى كثيراً ولكن لأغراض لا طائل تحتها، وهو لا يستطيع أن يكمل عملاً واحداً، وتخور قوته. ويفقد طريقه إلى المدينة= لأنه لا يعلم كيف يذهب إلى المدينة= هو لا يستطيع أن ينجز عملاً حتى لو كان الذهاب إلى مدينة (يبدو أن القول لا يعلم كيف يذهب إلى المدينة كانت مثلاً شائعاً) وروحياً فالخاطئ الجاهل يعجز عن معرفة الطريق للمدينة السماوية ويبقى خارجاً عن مدينة الله.

 

الآيات (16-17):- "16وَيْلٌ لَكِ أَيَّتُهَا الأَرْضُ إِذَا كَانَ مَلِكُكِ وَلَدًا، وَرُؤَسَاؤُكِ يَأْكُلُونَ فِي الصَّبَاحِ. 17طُوبَى لَكِ أَيَّتُهَا الأَرْضُ إِذَا كَانَ مَلِكُكِ ابْنَ شُرَفَاءَ، وَرُؤَسَاؤُكِ يَأْكُلُونَ فِي الْوَقْتِ لِلْقُوَّةِ لاَ لِلسَّكْرِ."

هذه موجهة للملوك والرؤساء. ملكك ولداً= أي غير ناضج في تصرفاته كأحاز ومنسى، هو قد يكون كبيراً سناً ولكنه ولد في تصرفاته كرحبعام. يأكلون في الصباح= كانت العادة قديماً أن يبدأوا يومهم بالعمل ويأكلون عند الظهر، فالصباح وقت العمل، وللحكام هو وقت الجلوس للقضاء، أما من يبدأ يومه بالأكل تاركاً عمله فهؤلاء يعبدون بطونهم غير مبالين بشعبهم. ابن شرفاء= بفضائله وليس بنسبه. يأكلون في الوقت= أي بعد إنتهاء أعمالهم.

تأمل: الأرض تشير لجسدنا. والجسد الذي لإنسان غير ناضج يعبد بطنه وشهواته يسقط تحت اللعنة "ملعونة الأرض بسببك" فمن يطلب حياة اللهو والتسيب ينبت جسده شوك الخطية والدنس، أما من يهتم بالعمل الجاد ويذكر أنه ابن الله= ابن شرفاء، ويجاهد يتحول جسده إلى جنة الله الحاملة ثمار الروح القدس.

 

الآيات (18-19):- "18بِالْكَسَلِ الْكَثِيرِ يَهْبِطُ السَّقْفُ، وَبِتَدَلِّي الْيَدَيْنِ يَكِفُ الْبَيْتُ. 19لِلْضَّحِكِ يَعْمَلُونَ وَلِيمَةً، وَالْخَمْرُ تُفَرِّحُ الْعَيْشَ. أَمَّا الْفِضَّةُ فَتُحَصِّلُ الْكُلَّ. "

هنا تحذير للملك من الكسل، والاهتمام بالولائم والأكل والشرب وإهمال رعيته، فبهذا ستهدم مملكته. فكما ينهار البيت إذا أهملت صيانته، هكذا تنهار المملكة بسبب عدم عناية رؤسائها. وهكذا كل خادم مهمل تنهار رعيته. والحكام الظالمين ليس فقط يهملون رعيتهم بل هم يظلمونهم بكثرة الضرائب ويقبلون الرشاوي من كل أحد ليقيموا الولائم ويشربون الخمر، للضحك يعملون وليمة= أي يعملوا ولائم ليضحكوا ويلهوا ويشربون ويأكلون. والخمر تفرح العيش= هذا الحاكم يستمر مستغرقاً في لذاته متصوراً أنه بهذا يفرح ولكنه فجأة بسبب إهماله سيجد مملكته وقد إنهارت، ولا يستطيع بعد أن يجد فضة يفعل بها مسراته فقد هبط سقف مملكته وإنهار البيت= لأنه أهمل رعايته. بينما لو كان قد قام بعمله بجدية لوجد الفضة التي يعيش بها ويفرح وتفرح مملكته= أما الفضة فتحصل الكل هذا موجه لكل إنسان ليهتم ببيته وأسرته ويعمل ويجد فيفرح الجميع. وروحياً فكل من يجاهد سيفرح أما الكسول فسينهار بناؤه الروحي.

 

آية (20):- "20لاَ تَسُبَّ الْمَلِكَ وَلاَ فِي فِكْرِكَ، وَلاَ تَسُبَّ الْغَنِيَّ فِي مَضْجَعِكَ، لأَنَّ طَيْرَ السَّمَاءِ يَنْقُلُ الصَّوْتَ، وَذُو الْجَنَاحِ يُخْبِرُ بِالأَمْرِ."

ولا في فكرك= كل خطية تبدأ في الفكر، لذا يلزم مطاردتها من البداية. ولا يليق بنا كشعب الله أن نسب أحداً حتى لو في أفكارنا، خاصة أصحاب السلطة. ولندرك أن ما نفعله خفية سيفتضح علانية، وربما عنى بطير السماء= الجواسيس الواشين. لكن إن كنا أمناء في أعماقنا فلن نخاف أحد. ولنعلم أن ما نفكر فيه فلساننا سينبئ به وسينقل هذا للملك. ولا داعي للتذمر على الملك ولا سبه فكل ما نقول سيصل إليه، ولنترك لله إصلاح الأمور إن أراد. وإذا فهمنا ان الملك يملك بموافقة الله ( رو 13 ) فهل نسب الملك.