الإصحاح الثاني عشر

 

هنا تسبحة من فداه المسيح بدمه وآية (2) ترددها الكنيسة في تسبحة البصخة ليلة ويوم الجمعة العظيمة "قوتي وتسبحتي هو الرب وقد صار لي خلاصاً مقدساً" وكما سبح اليهود وموسي بعد خروجهم من مصر، هكذا هذا الإصحاح تسبحة بعد أخبار الخلاص، فقد رأينا ميلاد الرب من عذراء ومجيئه كنور، رأيناه طفلاً مولوداً  ورأيناه ملكا علي شعبه وإلهاً قديراً ورئيس للسلام ومنتقما من أعدائه، حل عليه روح الرب لحسابنا. بعد كل هذا يحق لنا أن نسبح والتسابيح هي لغة المتحررين، والفرح هو الثمرة الأولي للخلاص والحرية.

 

آية (1):- "1وَتَقُولُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ: «أَحْمَدُكَ يَا رَبُّ، لأَنَّهُ إِذْ غَضِبْتَ عَلَيَّ ارْتَدَّ غَضَبُكَ فَتُعَزِّينِي. "

ذلِكَ الْيَوْمِ = يوم الخلاص. وَتَقُولُ = يقولها بالمفرد فالشعب جسد واحد وروح واحد. غَضِبْتَ عَلَيَّ = الله يغضب علي الخطية. وارْتَدَّ غَضَبُكَ = غضب الله ارتد بالفداء. فَتُعَزِّينِي = غضب الله تحول إلي تعزية بحلول الروح المعزي.

 

آية (2):- "2هُوَذَا اللهُ خَلاَصِي فَأَطْمَئِنُّ وَلاَ أَرْتَعِبُ، لأَنَّ يَاهَ يَهْوَهَ قُوَّتِي وَتَرْنِيمَتِي وَقَدْ صَارَ لِي خَلاَصًا»."

اللهُ خَلاَصِي = لم يقل مخلصي. فالمخلص يخلص مرة واحدة ولكن قوله خلاص تعني أن عمله مستمر بوجود الله معنا. يَاهَ يَهْوَهَ = اسمان للجلالة بمعني واحد والتكرار يشير لله السرمدي الذي لا يتغير. ويَاهَ تصغير يَهْوَهَ وتستعمل في الشعر. وترديد اسم الله يكسبنا قوة ويعطينا حماية، قارن مع قول السيد المسيح إحفظهم في إسمك (يو 11:17).

 

آية (3):- "3فَتَسْتَقُونَ مِيَاهًا بِفَرَحٍ مِنْ يَنَابِيعِ الْخَلاَصِ. "

المسيح هو الصخرة التي تفجر منها الماء. والماء هو الروح القدس.

 

آية (4):- "4وَتَقُولُونَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ: «احْمَدُوا الرَّبَّ. ادْعُوا بِاسْمِهِ. عَرِّفُوا بَيْنَ الشُّعُوبِ بِأَفْعَالِهِ. ذَكِّرُوا بِأَنَّ اسْمَهُ قَدْ تَعَالَى. "

عَرِّفُوا = من عرف عمل المسيح الفدائي يكرز ويبشر به ويشهد له.

 

الآيات (5-6):- "5رَنِّمُوا لِلرَّبِّ لأَنَّهُ قَدْ صَنَعَ مُفْتَخَرًا. لِيَكُنْ هذَا مَعْرُوفًا فِي كُلِّ الأَرْضِ. 6صَوِّتِي وَاهْتِفِي يَا سَاكِنَةَ صِهْيَوْنَ، لأَنَّ قُدُّوسَ إِسْرَائِيلَ عَظِيمٌ فِي وَسَطِكِ»."

حلول الله وسط شعبه سبب فرح وترنيم وتسبيح لهم.