الإصحاح الحادي والستون

 

عمل المسيح كما نراه في هذا الإصحاح هو:

1- مبشر: بالإنجيل للبائسين والمتواضعين.

2- شافى: منكسرى القلوب من الخطية وأثارها.

3- محرر : هو أُرسِل كملك يحرر شعبه ويعتقهم وكان كورش رمزاً له. وكان رمزاً لهذا سنة اليوبيل، السنة المقبولة التي يتم فيها تحرير العبيد وعتق المرهونات. في هذه السنة المقبولة حين أتى المسيح حررنا بنعمته.

4- معزى: لمن ينوح على خطيته وليس لمن ينوح على العالم، من يجلس في التراب تائباً يقيمه من التراب ويعطيه جمالاً، ودهن فرح أي ثمار الروح.

5- زارع: فالكنيسة هي حقل الرب والمؤمنون أشجار مثمرة، بثمار بر. ليتمجد الله في قديسيه.

6- بكر: ليعطينا ميراث الأبكار، أي السماء وميراث الأبكار هو الضِعْف.

 

الآيات (1-3):- "1رُوحُ السَّيِّدِ الرَّبِّ عَلَيَّ، لأَنَّ الرَّبَّ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ، أَرْسَلَنِي لأَعْصِبَ مُنْكَسِرِي الْقَلْبِ، لأُنَادِيَ لِلْمَسْبِيِّينَ بِالْعِتْقِ، وَلِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ. 2لأُنَادِيَ بِسَنَةٍ مَقْبُولَةٍ لِلرَّبِّ، وَبِيَوْمِ انْتِقَامٍ لإِلَهِنَا. لأُعَزِّيَ كُلَّ النَّائِحِينَ. 3لأَجْعَلَ لِنَائِحِي صِهْيَوْنَ، لأُعْطِيَهُمْ جَمَالاً عِوَضًا عَنِ الرَّمَادِ، وَدُهْنَ فَرَحٍ عِوَضًا عَنِ النَّوْحِ، وَرِدَاءَ تَسْبِيحٍ عِوَضًا عَنِ الرُّوحِ الْيَائِسَةِ، فَيُدْعَوْنَ أَشْجَارَ الْبِرِّ، غَرْسَ الرَّبِّ لِلتَّمْجِيدِ. "

هذا هو الجزء الذي دُفِع للمسيح ليقرأه في الهيكل (لو 4 : 16- 21) فقرأ ووقف عند كلمة بِسَنَةٍ مَقْبُولَةٍ لِلرَّبِّ. ولم يكمل بعدها، لأن ما قبلها يشير للمجيء الأول، السنة المقبولة، وحتى الآن فنحن في السنة المقبولة، وكل من يتوب يقبل. وما بعدها... وَبِيَوْمِ انْتِقَامٍ لإِلَهِنَا = هذا سيكون في المجيء الثاني، والمسيح لم يقرأه فالوقت لم يحن بعد. رُوحُ السَّيِّدِ الرَّبِّ عَلَيَّ = فهو حبل به بالروح القدس وحل عليه الروح القدس ليمسحه = مَسَحَنِي أي كرسه وخصصه لعمله الكهنوتي الملوكي النبوى. وحل عليه الروح القدس لحسابنا فالروح القدس حل على المؤمنين بالميرون ليجدد طبيعتهم ولم يكن ممكناً أن يحل على المؤمنين ما لم يحل على جسد المسيح، وجسد المسيح أي كنيسته. لأَجْعَلَ لِنَائِحِي صِهْيَوْنَ = النائحون بمعنى التائبين المتذللين أمام الرب الذين يحزنون على خطاياهم وهؤلاء يعطيهم المسيح جمال روحي ناشئ عن فرح الروح القدس داخلهم = دُهْنَ فَرَحٍ هؤلاء يسبحون دائماً. واللباس يدل على حالة لابسه فما يعبر عن الفرح الداخلي التسبيح الدائم. وَيُدْعَوْنَ أَشْجَارَ الْبِرِّ = شبه برهم بالأشجار لأنه ثابت ومتين كشجرة، ولأنه ينمو ويتسع، وهو غرس الرب فيهم. وبرهم هذا يظهر للناس جميلاً مثمراً كشجرة.

 

آية (4):- "4وَيَبْنُونَ الْخِرَبَ الْقَدِيمَةَ. يُقِيمُونَ الْمُوحِشَاتِ الأُوَلَ، وَيُجَدِّدُونَ الْمُدُنَ الْخَرِبَةَ، مُوحِشَاتِ دَوْرٍ فَدَوْرٍ. "

كما أقيمت أورشليم الجديدة على أنقاض القديمة، هكذا نحن بالمعمودية، يموت الإنسان العتيق فينا ويولد ويقوم إنسان جديد، المسيحية جددت وأصلحت الإنسان الذي خربته الخطية.

 

الآيات (5-6):- "5وَيَقِفُ الأَجَانِبُ وَيَرْعَوْنَ غَنَمَكُمْ، وَيَكُونُ بَنُو الْغَرِيبِ حَرَّاثِيكُمْ وَكَرَّامِيكُمْ. 6أَمَّا أَنْتُمْ فَتُدْعَوْنَ كَهَنَةَ الرَّبِّ، تُسَمَّوْنَ خُدَّامَ إِلهِنَا. تَأْكُلُونَ ثَرْوَةَ الأُمَمِ، وَعَلَى مَجْدِهِمْ تَتَأَمَّرُونَ. "

الأَجَانِبُ = أي الذين ليسوا يهوداً. وهؤلاء الأجانب سيكون فيهم كَهَنَة وَرْعَاه وحَرَّاثِين وَكَرَّامِين في حقل الرب. فالكرمة أصبحت للكل والزيتونة القديمة طعمت بالأمم. وحقل الرب الجديد أي الكنيسة يحرث فيه الجميع ويعملون كشركاء للروح القدس. أمَّا أَنْتُمْ فَتُدْعَوْنَ كَهَنَةَ الرَّبِّ = كل المؤمنين لهم كهنوت روحي عام أي تقديم ذبائح صلاة وتسبيح. وتَأْكُلُونَ ثَرْوَةَ الأُمَمِ، = كل ثروات الأمم من طاقات وجهد أبنائها ومجدهم سيصبح ملكاً للكنيسة تتباهى به. وَعَلَى مَجْدِهِمْ تَتَأَمَّرُونَ = تتآمرون أي تتباهون، الكنيسة تستخدم كل هذا لمجدها وتتباهى به.

 

آية (7):- "7عِوَضًا عَنْ خِزْيِكُمْ ضِعْفَانِ، وَعِوَضًا عَنِ الْخَجَلِ يَبْتَهِجُونَ بِنَصِيبِهِمْ. لِذلِكَ يَرِثُونَ فِي أَرْضِهِمْ ضِعْفَيْنِ. بَهْجَةٌ أَبَدِيَّةٌ تَكُونُ لَهُمْ. "

الخيرات الموعود بها هي ضِعْفين عن كل خزيهم السابق كما حدث مع أيوب فالله يعطى بسخاء ولا يعير. ونصيب الضعف هو نصيب البكر. ونحن صرنا أبكاراً في المسيح البكر. وصارت الكنيسة تسمى كنيسة أبكار (عب 12 : 23).

 

آية (8):- "8«لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ مُحِبُّ الْعَدْلِ، مُبْغِضُ الْمُخْتَلِسِ بِالظُّلْمِ. وَأَجْعَلُ أُجْرَتَهُمْ أَمِينَةً، وَأَقْطَعُ لَهُمْ عَهْدًا أَبَدِيًّا. "

الرب يعلن أنه عادل وفى عدله قام بعمل الفداء  فهو مُبْغِضُ الْمُخْتَلِسِ بِالظُّلْمِ أي إبليس الذي إختلس أولاده منه، فاستعادهم الله بالفداء. وَأَجْعَلُ أُجْرَتَهُمْ أَمِينَةً = أمين هو الله الذي أعطانا ميراثاً سماوياً أبدياً وفرحاً على الأرض.

 

آية (9):- "9وَيُعْرَفُ بَيْنَ الأُمَمِ نَسْلُهُمْ، وَذُرِّيَّتُهُمْ فِي وَسَطِ الشُّعُوبِ. كُلُّ الَّذِينَ يَرَوْنَهُمْ يَعْرِفُونَهُمْ أَنَّهُمْ نَسْلٌ بَارَكَهُ الرَّبُّ»."

يُعْرَفُ بَيْنَ الأُمَمِ نَسْلُهُمْ= النسل هم كل من يؤمن بالمسيح ويتصور المسيح فيه. "يا أولادي الذين أتمخض بهم إلي أن يتصور المسيح فيهم"،كان هذا هو هدف خدمة بولس الرسول، أن يتصور المسيح فيمن يخدمهم. ومن يتصور المسيح فيه سُيعرف بسهوله بين الأمم لنوره وسط الظلمة. والأمم هنا المقصود بهم الذين لم يعرفوا المسيح بعد، ومازالوا في مملكة الظلمة.

 

الآيات (10-11):- "10فَرَحًا أَفْرَحُ بِالرَّبِّ. تَبْتَهِجُ نَفْسِي بِإِلهِي، لأَنَّهُ قَدْ أَلْبَسَنِي ثِيَابَ الْخَلاَصِ. كَسَانِي رِدَاءَ الْبِرِّ، مِثْلَ عَرِيسٍ يَتَزَيَّنُ بِعِمَامَةٍ، وَمِثْلَ عَرُوسٍ تَتَزَيَّنُ بِحُلِيِّهَا. 11لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الأَرْضَ تُخْرِجُ نَبَاتَهَا، وَكَمَا أَنَّ الْجَنَّةَ تُنْبِتُ مَزْرُوعَاتِهَا، هكَذَا السَّيِّدُ الرَّبُّ يُنْبِتُ بِرًّا وَتَسْبِيحًا أَمَامَ كُلِّ الأُمَمِ. "

تكون لنا صورة الله، فنلبس البر، بر المسيح، ونتزين كعروس تتزين لعريسها، ومن يلبسه الرب هكذا فليسبح. وفى (10) نرى تسبيح الكنيسة، فالكنيسة بعد أن عرفت مكانها عند المسيح سبحت " فَرَحًا أَفْرَحُ بِالرَّبِّ " هذه بهجة أبدية.

آية (11) الكنيسة هنا مشبهة بالأرض، إذا نظرنا إليها وهى يابسة بلا خضرة نظن أن هذا هو حالها، ولكن الله هو الذي ينبتها ويكسيها بالمزروعات والأزهار والثمار. فلنسبح الله الذي يكسو كنيسته ثياب البر.