الإصحاح الخامس والستون

 

الإصحاحين (65، 66) يوجهوننا نحو السموات الجديدة والأرض الجديدة الذين سيقودنا إليهما الإيمان بالمسيح. والله يعلن دعوته لكل البشر للتمتع بالحياة الجديدة التي تبدأ هنا على الأرض. ونرى أيضاً الفصل والتمييز بين ما هو صالح وما هو شرير. فالمسيح جاء لأجل هذا. وفى هذا الإصحاح نجد توقع قبول الأمم للنداء الإنجيلي.

 

آية (1) أصغيت إلى الذين لم يسالوا وجدت من الذين لم يطلبوني قلت هاأنذا هاأنذا لأمة لم تسم باسمي.

ورفض اليهود لعنادهم وعدم إيمانهم آيات (2- 7) ثم خلاص البقية منهم بجلبهم للإيمان بالمسيح آيات

 (8- 10) ثم أحكام الله ستتعقب اليهود المرفوضين،  آيات (11- 16) ثم البركات المحفوظة للكنيسة المسيحية التي ستكون فرحها ومجدها آيات (17-25)

 

الآيات (1-2):- "1«أَصْغَيْتُ إِلَى الَّذِينَ لَمْ يَسْأَلُوا. وُجِدْتُ مِنَ الَّذِينَ لَمْ يَطْلُبُونِي. قُلْتُ: هأَنَذَا، هأَنَذَا. لأُمَّةٍ لَمْ تُسَمَّ بِاسْمِي. 2بَسَطْتُ يَدَيَّ طُولَ النَّهَارِ إِلَى شَعْبٍ مُتَمَرِّدٍ سَائِرٍ فِي طَرِيق غَيْرِ صَالِحٍ وَرَاءَ أَفْكَارِهِ. "

هذه الآيات فسرها بولس الرسول برفض اليهود وقبول الأمم (رو 1 : 20، 21) ولقد علق بولس الرسول أن إشعياء كان جريئاً حين واجه اليهود بهذا، أنهم سوف يُرفضون وأكمل أن هذا تتميماً لنبوة موسى "أغيظكم بأمة غبية (تث 32 :21) الَّذِينَ لَمْ يَسْأَلُوا = هم الأمم وهم أيضاً الذين لَمْ يَطْلُبُوه  فهم لم يعرفوه لكي يطلبوه أو يسألوه ولكنه هو عرفهم بنفسه وقال لهم هأَنَذَا. أما اليهود الذين بسَطْتُ لهم يَدَيَّ = وذلك بفيض نعمه عليهم وبقيادته لهم بأنبيائه. وبمعجزاته، ثم جاء لهم وأرسل لهم تلاميذه. فهو بسط يديه لهم ليحتضنهم ويقبلهم ويعطيهم علامات محبته بل في صليبه ظل باسطاً لهم يديه بالحب ليحتضن الكل. وكان هذا طُولَ النَّهَارِ = أي طول عمر الكنيسة فالله سيقبل إليه كل من يرجع إليه ولكنهم شَعْبٍ مُتَمَرِّدٍ يسَيِرٍون وَرَاءَ أَفْكَارِهِم = أي شهواتهم الأرضية وخطاياهم.

 

آية (3):- "3شَعْبٍ يُغِيظُنِي بِوَجْهِي. دَائِمًا يَذْبَحُ فِي الْجَنَّاتِ، وَيُبَخِّرُ عَلَى الآجُرِّ. "

يُغِيظُنِي بِوَجْهِي = أي بوقاحة وبلا حياء وهم بدأو في هذا من أول أيام النبي في عبادة الأصنام ثم في تحديهم للمسيح وصلبه ثم في إصرارهم إلى هذا اليوم في رفضه يبَخِّرُ عَلَى الآجُرِّ= قارن هذا بما أعطاه لهم الله أن البخور يكون أمام المذبح الذهبي. والآجُرّ هو ما يغطى به أسطح المنازل فهم وضعوا أصنامهم ومذابحها فوق بيوتهم (2 مل 23، 12).

 

آية (4):- "4يَجْلِسُ فِي الْقُبُورِ، وَيَبِيتُ فِي الْمَدَافِنِ. يَأْكُلُ لَحْمَ الْخِنْزِيرِ، وَفِي آنِيَتِهِ مَرَقُ لُحُومٍ نَجِسَةٍ. "

يَجْلِسُ فِي الْقُبُورِ = لسؤال أرواح الموتى. وهم لم يسألوا الرب. وَيَبِيتُ فِي الْمَدَافِنِ فهم ظنوا أن أرواح الموتى تظهر لهم في الليل أو بواسطة أحلام. ويَأْكُلُ لَحْمَ الْخِنْزِيرِ = فالخنزير نجس بحكم الشريعة ولكنها طبيعة العصيان والتمرد التي أصبحت فيهم.

 

آية (5):- "5يَقُولُ: قِفْ عِنْدَكَ. لاَ تَدْنُ مِنِّي لأَنِّي أَقْدَسُ مِنْكَ. هؤُلاَءِ دُخَانٌ فِي أَنْفِي، نَارٌ مُتَّقِدَةٌ كُلَّ النَّهَارِ. "

بالرغم من خطاياهم فهم في كبرياء يقولون للآخرين قِفْ عِنْدَكَ لاَ تَدْنُ مِنِّي حتى لا تنجسني فأنا أقدس منك. وهؤلاء المتكبرون يثيرون ضيق الله كدخان في أنفه. وكانت هذه خطية الكتبة والفريسيين أيام المسيح.

 

الآيات (6-7):- "6هَا قَدْ كُتِبَ أَمَامِي. لاَ أَسْكُتُ بَلْ أُجَازِي. أُجَازِي فِي حِضْنِهِمْ، 7آثَامَكُمْ وَآثَامَ آبَائِكُمْ مَعًا قَالَ الرَّبُّ، الَّذِينَ بَخَّرُوا عَلَى الْجِبَالِ، وَعَيَّرُونِي عَلَى الآكَامِ، فَأَكِيلُ عَمَلَهُمُ الأَوَّلَ فِي حِضْنِهِمْ»."

هَا قَدْ كُتِبَ أَمَامِي = لنعرف أن الله لا ينسى. أُجَازِي فِي حِضْنِهِمْ = فالخطية تحرق يد الخاطئ ومن يحتضن الخطية تحرقه.

 

الآيات (8-10):- "8هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «كَمَا أَنَّ السُّلاَفَ يُوجَدُ فِي الْعُنْقُودِ، فَيَقُولُ قَائِلٌ: لاَ تُهْلِكْهُ لأَنَّ فِيهِ بَرَكَةً. هكَذَا أَعْمَلُ لأَجْلِ عَبِيدِي حَتَّى لاَ أُهْلِكَ الْكُلَّ. 9بَلْ أُخْرِجُ مِنْ يَعْقُوبَ نَسْلاً وَمِنْ يَهُوذَا وَارِثًا لِجِبَالِي، فَيَرِثُهَا مُخْتَارِيَّ، وَتَسْكُنُ عَبِيدِي هُنَاكَ. 10فَيَكُونُ شَارُونُ مَرْعَى غَنَمٍ، وَوَادِي عَخُورَ مَرْبِضَ بَقَرٍ، لِشَعْبِي الَّذِينَ طَلَبُونِي. "

وهذا شرحه بولس الرسول في رو (11 : 1-5) وهو مبدأ قبول البقية. فالله لم يرفضهم نهائياً. وشبههم الله هنا بكرمة تبدو أنها جفت وتستحق أن تقلع، ولكن عين الكرام الخبير تكشف أن بعض الأغصان مازال فيها عصارتها وتبشر بمحصول فيبقى عليها. ولقد رفض اليهود المسيح، ولكن قلة منهم قبلوه، هم البقية وستكون في نهآية الأيام، بقية تؤمن. وما هي مواصفات هذه البقية ؟ هم عَبِيدِي = هم يعبدون الله وليس شهواتهم الأرضية. وِشَعْبِي الَّذِينَ طَلَبُونِي = فهم أصبحوا يطلبون الله ومن يطلب الله لابد ويستجيب له الله ، وهؤلاء ستكون لهم إقامة سعيدة فهم سيرثون في جبال الله وأين ؟ من وادي شارون على الحد الغربي وإلى وادي عخور على الحد الشرقي للأرض. هي الأرض المقدسة، أرض ميراث الرب كلها، والآن الأرض كلها للرب.

 

آية (11):- "11«أَمَّا أَنْتُمُ الَّذِينَ تَرَكُوا الرَّبَّ وَنَسُوا جَبَلَ قُدْسِي، وَرَتَّبُوا لِلسَّعْدِ الأَكْبَرِ مَائِدَةً، وَمَلأُوا لِلسَّعْدِ الأَصْغَرِ خَمْرًا مَمْزُوجَةً،"

أَمَّا أَنْتُمُ = هذا الكلام موجه لليهود ويوجهه إشعياء لقومه ومن سيأتي بعدهم الذين سيعبدون النجوم = اِلسَّعْدِ الأَكْبَرِ والأَصْغَرِ. وهى عبادة فيها سكر وعربدة . وحتى يومنا

هذا فهناك من يؤمن بالأبراج وحظك اليوم ويتفاءلون ويتشاءمون.

 

آية (12):- "12فَإِنِّي أُعَيِّنُكُمْ لِلسَّيْفِ، وَتَجْثُونَ كُلُّكُمْ لِلذَّبْحِ، لأَنِّي دَعَوْتُ فَلَمْ تُجِيبُوا، تَكَلَّمْتُ فَلَمْ تَسْمَعُوا، بَلْ عَمِلْتُمُ الشَّرَّ فِي عَيْنَيَّ، وَاخْتَرْتُمْ مَا لَمْ أُسَرَّ بِهِ. "

فإني أعينكم = والمعنى المقصود في الترجمة الأصلية أنني أُعَيِن العدو الذي سيهلك بالسيف، فالسيف ليس عشوائياً يقتل، بل هو في يد الله. والسيف تركه الله عليهم لأنه تكلم = بواسطة أو في إبنه الكلمة فلم يجيبوا بل عملوا الشر = صلبوه.

 

الآيات (13-14):- "13لِذلِكَ هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هُوَذَا عَبِيدِي يَأْكُلُونَ وَأَنْتُمْ تَجُوعُونَ. هُوَذَا عَبِيدِي يَشْرَبُونَ وَأَنْتُمْ تَعْطَشُونَ. هُوَذَا عَبِيدِي يَفْرَحُونَ وَأَنْتُمْ تَخْزَوْنَ. 14هُوَذَا عَبِيدِي يَتَرَنَّمُونَ مِنْ طِيبَةِ الْقَلْبِ وَأَنْتُمْ تَصْرُخُونَ مِنْ كآبَةِ الْقَلْبِ، وَمِنِ انْكِسَارِ الرُّوحِ تُوَلْوِلُونَ. "

مقارنة بين حال عبيد الرب ورافضى الرب. فعبيد الرب مكتفين قانعين حتى في الطعام والشراب وأفراح السماء لهم أفراح أبدية، وأما هؤلاء الذين وضعوا أمالهم في الأرض فهم في عطش وحزن وجوع، يجرون ويلهثون وراء هذه الأرض الفانية. أما عبيد الرب فهم يشتركون فرحين في مائدة الرب الدسمة فيفرحون ويشبعون ويسبحون.

 

الآيات (15-16):- "15وَتُخْلِفُونَ اسْمَكُمْ لَعْنَةً لِمُخْتَارِيَّ، فَيُمِيتُكَ السَّيِّدُ الرَّبُّ وَيُسَمِّي عَبِيدَهُ اسْمًا آخَرَ. 16فَالَّذِي يَتَبَرَّكُ فِي الأَرْضِ يَتَبَرَّكُ بِإِلهِ الْحَقِّ، وَالَّذِي يَحْلِفُ فِي الأَرْضِ يَحْلِفُ بِإِلهِ الْحَقِّ، لأَنَّ الضِّيقَاتِ الأُولَى قَدْ نُسِيَتْ، وَلأَنَّهَا اسْتَتَرَتْ عَنْ عَيْنَيَّ. "

هناك فرق أيضاً بين عبيد الرب والخطاة من ناحية الذكرى والسمعة ، فإسم من عبد الأوثان ثم صلبوا المسيح سيترك لَعْنَةً. وسوف يُهمل ويكون استخدامه بائساً وسيئاً. فكان هناك مثل أوروبي "يجعلك الله بائساً كاليهود " ويكون كل هذا كإنذار ليتساءلوا لماذا نحن كذلك، ويكون هناك خوف من أن تنزل اللعنات على الناس مثلما تنزل على اليهود، فالله تركهم للعنة = وَيُمِيتُكَ السَّيِّدُ الرَّبُّ. أما عبيد الرب فذكراهم دائماً بالبركة، والله سيدعوهم باسم آخر، فإسم شعب الله اليوم مسيحيين وهم جسد المسيح. وتحت هذا الاسم سيكون لهم كل بركات ومميزات العهد الجديد. ولن يكون هذا الشعب واحد في الأرض بل لكل الأرض فَالَّذِي يَتَبَرَّكُ فِي الأَرْضِ كلها يَتَبَرَّكُ بِإِلهِ الْحَقِّ = والمسيح هو الحق، وهؤلاء سوف ينسبون كل نجاح لهم وكل تعزية لله وهؤلاء سينسون أيضاً كل آلام الماضي في أفراح الحاضر. والله هو الذي سيجعلهم ينسون مشاكل الماضي، بل الله يقول إنها اسْتَتَرَتْ عَنْ عَيْنَيَّه أي أزيلت. فهو في كل ضيقنا تضايق، وإذا كان مازال هناك مشاكل لكانت بقيت أمام عينيه، فهو يحس بالآلام التي نحسها ويرتاح حينما نرتاح، وهنا على الأرض يتحقق جزء من هذا وأما تحقيقه الكامل فهو في السماء.

 

آية (17):- "17«لأَنِّي هأَنَذَا خَالِقٌ سَمَاوَاتٍ جَدِيدَةً وَأَرْضًا جَدِيدَةً، فَلاَ تُذْكَرُ الأُولَى وَلاَ تَخْطُرُ عَلَى بَال. "

هذه الآية وجدت تحقيقها جزئياً أولاً فى عودة اليهود من السبي لأرض جديدة بلا أوثان وسماء جديدة أي بعلاقة جديدة بينهم وبين الله. ثم ثانياً في الكنيسة فصارت الكنيسة هي الأرض الجديدة فأعضائها من المؤمنين في حب يتعاملون مع بعضهم، وهى السماء الجديد أي في علاقة حب بين هؤلاء المؤمنين وبين الله، بل هي علاقة بنوة نقول لله فيها " يا أبانا الذي في السموات " ولكن الآية ستتحقق كلياً في الحياة الأبدية فهي بحق الأرض الجديدة والسموات الجديدة (رؤ 21 : 1)

 

آية (18):- "18بَلِ افْرَحُوا وَابْتَهِجُوا إِلَى الأَبَدِ فِي مَا أَنَا خَالِقٌ، لأَنِّي هأَنَذَا خَالِقٌ أُورُشَلِيمَ بَهْجَةً وَشَعْبَهَا فَرَحًا. "

فرح القديسين بالرب فرح أبدى فكل ما سيخلقه الله جديداً سيكون مصدر فرح لقديسيه ومن تألم مع الكنيسة سيفرح (رو 8 : 17)

 

آية (19):- "19فَأَبْتَهِجُ بِأُورُشَلِيمَ وَأَفْرَحُ بِشَعْبِي، وَلاَ يُسْمَعُ بَعْدُ فِيهَا صَوْتُ بُكَاءٍ وَلاَ صَوْتُ صُرَاخٍ. "

إذا طبقنا هذه الآية على الأرض فيكون المعنى أننا لن نحزن على الأرضيات الفانية ولكن تطبيقها الكامل سيكون في السماء.

 

آية (20):- "20لاَ يَكُونُ بَعْدُ هُنَاكَ طِفْلُ أَيَّامٍ، وَلاَ شَيْخٌ لَمْ يُكْمِلْ أَيَّامَهُ. لأَنَّ الصَّبِيَّ يَمُوتُ ابْنَ مِئَةِ سَنَةٍ، وَالْخَاطِئُ يُلْعَنُ ابْنَ مِئَةِ سَنَةٍ. "

لن يَكُونُ بَعْدُ هُنَاكَ طِفْلُ أَيَّامٍ = بعد المسيح انتهى سلطان الموت فلم يعد يقال "قد أعدمت بقية سني" أو "من النول يقطعني" (أش 38 : 10،12) وقائلها هو حزقيا الملك حينما أخبره النبي بموته فإعتبر ذلك بمثابة أنه يموت ناقص عمر بلغة هذه الأيام. فكلمة طفل أيام هي المضاد لكلمة يموت شبعان أيام التي قيلت كثيراً فيمن عمروا طويلاً. ولا يقال اليوم بعد المسيح أن فلان مات ناقص عمر لأنه:

1) العمر محدد من الله.

2) ليس موت لعبيدك يا رب بل هو إنتقال. فالذي مات ذهب إلى السماء ولا مقارنة بين السماء والأرض خاصة بعد أن قال بولس آيته الشهيرة "لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح ذاك أفضل جداً "

لأَنَّ الصَّبِيَّ يَمُوتُ ابْنَ مِئَةِ سَنَةٍ وَالْخَاطِئُ يُلْعَنُ ابْنَ مِئَةِ سَنَةٍ = الصبي هنا في مقابل الخاطئ وكلاهما يعيش 100 سنة ثم يموت. ولكن الصبي قيل عنه يموت، أي ينتقل من حياة على الأرض إلى حياة في السماء. وأما الخاطئ فقيل عنه يلعن فهو كان ميتاً بالخطية على الأرض وإنتقل إلى جهنم بعد موته وهى مكان لعنة.

من هو الصبي ؟ قال السيد المسيح "إن لم ترجعوا وتكونوا مثل هؤلاء الأطفال فلن تدخلوا ملكوت السموات". فمن تعلق بالمسيح وأنار المسيح حياته يستعيد بساطة الأطفال فيكون صالحاً لملكوت السموات ومن لم يتعلق بالمسيح فلن تشفى طبيعته (لاحظ أن المسيح هو طبيب أنفسنا) وسيظل كما هو بطبيعة العصيان والخطية وكلاهما يموت.. ولكن الصبي وهذا من تم شفاؤه يموت وتحمله الملائكة (لعازر) والخاطئ يموت وتحمله الشياطين لمكان اللعنة الأبدية (الغنى)

ولكن كلاهما عاش 100 سنه فما هي هذه ال 100 سنه. هي مدة حياتهما على الأرض وتمثل رمزياً ب 100 سنه فرقم 100 يشير للكمال فهم أتموا ما حدده لهم الله من عمر. وهو أيضاً يشير للمكافأة أو المجازاة عن الأعمال "كل من ترك أباً أو أماً....  يأخذ 100 ضعف " فكل من الصبي والخاطئ أتم حياته وأخذ نصيبه على أعماله وأحدهم ذهب للسماء والآخر للجحيم ليلعن. والبعض يفسر الآية على أن هناك أطفال يموتون في عمر صغير ولكن بعد أن قضوا حياة كلها قداسة وامتلأوا من كل حكمة فهؤلاء كأنهم عاشوا 100 سنة، أو كأنهم في حكمة الشيوخ. أما الخطاة الذين يعيشون في العالم ولا يشبعون منه فحتى لو عاشوا 100 سنة فهم لن يشبعوا ويموتون ويلعنون لخطاياهم. إذاً طول العمر ليس المقياس بل كيف نعيش عمرنا هذا هو المقياس. 

ونفهم الان ان الله خلقنا لمدة محددة تكفي لنتمم العمل الصالح الي خلقنا لنعمله (اف 2 : 10 ) اذن ليس المهم طول مدة العمر ، بل كيف مجدنا الله خلال مدة حياتنا . إذن طول مدة عمر الانسان ما عادت تعبيراً عن رضي الله . ونفهم ان الله خلال مدة حياتنا يعمل هو ايضا يعمل علي اعدادنا وتنقيتنا لنؤهل لذلك المكان الذي ذهب اليه السيد المسيح كسابق ليعد لنا المكان .

 

الآيات (21-23):- "21وَيَبْنُونَ بُيُوتًا وَيَسْكُنُونَ فِيهَا، وَيَغْرِسُونَ كُرُومًا وَيَأْكُلُونَ أَثْمَارَهَا. 22لاَ يَبْنُونَ وَآخَرُ يَسْكُنُ، وَلاَ يَغْرِسُونَ وَآخَرُ يَأْكُلُ. لأَنَّهُ كَأَيَّامِ شَجَرَةٍ أَيَّامُ شَعْبِي، وَيَسْتَعْمِلُ مُخْتَارِيَّ عَمَلَ أَيْدِيهِمْ. 23لاَ يَتْعَبُونَ بَاطِلاً وَلاَ يَلِدُونَ لِلرُّعْبِ، لأَنَّهُمْ نَسْلُ مُبَارَكِي الرَّبِّ، وَذُرِّيَّتُهُمْ مَعَهُمْ. "

الله سيبارك عمل أياديهم، ويجنون ما يتمنونه، وبلغة ما كان يحدث قديماً فحين كانوا يخطئون كان الله يسلط عليهم أمة تؤدبهم، بأن تطردهم من بيوتهم وتسكن فيها وتأكل محاصيلهم (راجع سفر القضاة) ولكن الآن في عهد النعمة فلا سلطان لأحد علينا حتى ولا الشياطين. وكَأَيَّامِ شَجَرَةٍ أَيَّامُ شَعْبِي = مثل شجرة البلوط التي وإن قطعت أوراقها تعود وتستعيد شكلها ثانية، ونحن نستعيد شكلنا بالتوبة ونزدهر من جديد، وعندما نموت بالجسد نقوم مرة ثانية والي حياة ابدية ففى الترجمة السبعينية تترجم الاية  كَأَيَّامِ شَجَرَةٍ الحياة = وشجرة الحياة هي المسيح، أي سيكون المسيح لنا شجرة حياتنا "لي الحياة هي المسيح " وفيه سنتمتع بكل التعزيات الروحية، ولكن لما حياة ابدية. وَلاَ يَلِدُونَ لِلرُّعْبِ = الله سيجعل أولادهم مصدر تعزية لهم بأن يجعلهم يسيرون في طريق الحياة، طريق الحق وتكون أيامهم فرحة.

 

آية (24):- "24وَيَكُونُ أَنِّي قَبْلَمَا يَدْعُونَ أَنَا أُجِيبُ، وَفِيمَا هُمْ يَتَكَلَّمُونَ بَعْدُ أَنَا أَسْمَعُ. "

هناك إتصال جيد بينهم وبين الله، والله يتوقع ما يصلون لأجله، كما قابل الأب الابن الضال في طريقه.

 

آية (25):- "25الذِّئْبُ وَالْحَمَلُ يَرْعَيَانِ مَعًا، وَالأَسَدُ يَأْكُلُ التِّبْنَ كَالْبَقَرِ. أَمَّا الْحَيَّةُ فَالتُّرَابُ طَعَامُهَا. لاَ يُؤْذُونَ وَلاَ يُهْلِكُونَ فِي كُلِّ جَبَلِ قُدْسِي، قَالَ الرَّبُّ»."

ويكون هناك اتصال جيد بينهم وبين بعضهم فالله أرسلنا كحملان وسط ذئاب ولو آمن هؤلاء الذئاب لصار الكل حملان. وطبع البشر سيتغير، ومن منهم كالأسد يأكل الدماء سيصير كالبقر آكل تبن. أما الشيطان فمقيد بسلسلة والتراب طعامه. ومن عاش للأرضيات يصير تراباً أي طعاماً لإبليس.