الإصحاح الثانى والثلاثون

 

أتى لأرمياء فى سجنه، عمه ليبيع لهُ حقله وذلك بسبب الحصار، فعم أرمياء قطعاً محتاج للمال فى هذه الضيقة، بالإضافة لحالة اليأس التى تسود الجميع بسبب الحصار البابلى، فتصوروا أن بابل ستأخذ الأرض ويستولوا على كل شىء. وأرمياء قام بالشراء فعلاً بموافقة الله وذلك إثباتاً لنبواته أن مدة الحصار محدودة وسيذهب البابليين تاركين الأرض لأصحابها. ولكن أرمياء لم يضع يدهُ على الأرض بسبب 1) سجنه 2) بسبب السبى البابلى. وكتب أرمياء نسختين من صك الشراء 1) مفتوحة يقرأها أى إنسان 2) مغلقة ومحفوظة فى إناء وخزفى لأنه يعلم أن السبى سيبقى لعشرات السنين. وهذه القصة مليئة بالرموز.

1.            أرمياء نفسه هو رمز للمسيح، وألام أرمياء البرىء البار رمز لألام المسيح.

2.            الحقل الذى قام أرمياء بشرائه، هو رمز للكنيسة التى إشتراها المسيح بدمه، وكان عند اليهود، شراء الحقل بهذا الأسلوب يسمى فداء.

3.            لم يضع المسيح يده بالكامل على كنيسته، بحسب قول بولس الرسول "على أننا الأن لسنا نرى الكل بعد مخضعاً لهُ" (عب8:2). وأرمياء لم يضع يده على الحقل بسبب السبى وبسبب سجنه، ولن يفك السبى قبل 70 عاماً والمسيح لن يخضع الكل لهُ، ويضع يدهُ بالكامل على كنيسته إلا بعد إنتهاء هذا العالم بصورته الحالية، فطالما نحن فى الجسد لن نستطيع إرضاء الله بالكامل.

4.            أرمياء قام بالشراء وهو فى السجن، والمسيح قام بالفداء وهو فى الجسد.

5.            كان هناك نسختين لصك الشراء واحدة مقروءة والثانية مغلقة، وصك الفداء أى عمل المسيح واضح ومقروء للمؤمنين ومختوم غير مفهوم لغير المؤمنين أو أن المختوم رمز للعربون الذى نحصل عليه الأن من أفراح السماء، والمفتوح هو إشارة لأمجاد السماء التى سنحصل عليها حين نرى الله وجهاً لوجه.

6.            الإناء الخزفى إشارة لجسدنا الحالى 2 كو 7:4 نحصل فيه على سكنى عربون الروح "عربون الروح" (2كو22:1).

 

الأيات (1-15):-" 1اَلْكَلِمَةُ الَّتِي صَارَتْ إِلَى إِرْمِيَا مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ،فِي السَّنَةِ الْعَاشِرَةِ لِصِدْقِيَّا مَلِكِ يَهُوذَا، هِيَ السَّنَةُ الثَّامِنَةُ عَشَرَةَ لِنَبُوخَذْرَاصَّرَ، 2وَكَانَ حِينَئِذٍ جَيْشُ مَلِكِ بَابِلَ يُحَاصِرُ أُورُشَلِيمَ، وَكَانَ إِرْمِيَا النَّبِيُّ مَحْبُوسًا فِي دَارِ السِّجْنِ الَّذِي فِي بَيْتِ مَلِكِ يَهُوذَا، 3لأَنَّ صِدْقِيَّا مَلِكَ يَهُوذَا حَبَسَهُ قَائِلاً: «لِمَاذَا تَنَبَّأْتَ قَائِلاً: هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هأَنَذَا أَدْفَعُ هذِهِ الْمَدِينَةَ لِيَدِ مَلِكِ بَابِلَ، فَيَأْخُذُهَا؟ 4وَصِدْقِيَّا مَلِكُ يَهُوذَا لاَ يُفْلِتُ مِنْ يَدِ الْكَلْدَانِيِّينَ بَلْ إِنَّمَا يُدْفَعُ لِيَدِ مَلِكِ بَابِلَ، وَيُكَلِّمُهُ فَمًا لِفَمٍ وَعَيْنَاهُ تَرَيَانِ عَيْنَيْهِ، 5وَيَسِيرُ بِصِدْقِيَّا إِلَى بَابِلَ فَيَكُونُ هُنَاكَ حَتَّى أَفْتَقِدَهُ، يَقُولُ الرَّبُّ. إِنْ حَارَبْتُمُ الْكَلْدَانِيِّينَ لاَ تَنْجَحُونَ».

6فَقَالَ إِرْمِيَا: «كَلِمَةُ الرَّبِّ صَارَتْ إِلَيَّ قَائِلَةً: 7هُوَذَا حَنَمْئِيلُ بْنُ شَلُّومَ عَمِّكَ يَأْتِي إِلَيْكَ قَائِلاً: اشْتَرِ لِنَفْسِكَ حَقْلِي الَّذِي فِي عَنَاثُوثَ، لأَنَّ لَكَ حَقَّ الْفِكَاكِ لِلشِّرَاءِ». 8فَجَاءَ إِلَيَّ حَنَمْئِيلُ ابْنُ عَمِّي حَسَبَ كَلِمَةِ الرَّبِّ إِلَى دَارِ السِّجْنِ، وَقَالَ لِي: «اشْتَرِ حَقْلِي الَّذِي فِي عَنَاثُوثَ الَّذِي فِي أَرْضِ بِنْيَامِينَ، لأَنَّ لَكَ حَقَّ الإِرْثِ، وَلَكَ الْفِكَاكُ. اشْتَرِهِ لِنَفْسِكَ». فَعَرَفْتُ أَنَّهَا كَلِمَةُ الرَّبِّ. 9فَاشْتَرَيْتُ مِنْ حَنَمْئِيلَ ابْنِ عَمِّي الْحَقْلَ الَّذِي فِي عَنَاثُوثَ، وَوَزَنْتُ لَهُ الْفِضَّةَ، سَبْعَةَ عَشَرَ شَاقِلاً مِنَ الْفِضَّةِ. 10وَكَتَبْتُهُ فِي صَكّ وَخَتَمْتُ وَأَشْهَدْتُ شُهُودًا، وَوَزَنْتُ الْفِضَّةَ بِمَوَازِينَ. 11وَأَخَذْتُ صَكَّ الشِّرَاءِ الْمَخْتُومَ حَسَبَ الْوَصِيَّةِ وَالْفَرِيضَةِ وَالْمَفْتُوحَ. 12وَسَلَّمْتُ صَكَّ الشِّرَاءِ لِبَارُوخَ بْنِ نِيرِيَّا بْنِ مَحْسِيَا أَمَامَ حَنَمْئِيلَ ابْنِ عَمِّي، وَأَمَامَ الشُّهُودِ الَّذِينَ أَمْضَوْا صَكَّ الشِّرَاءِ أَمَامَ كُلِّ الْيَهُودِ الْجَالِسِينَ فِي دَارِ السِّجْنِ. 13وَأَوْصَيْتُ بَارُوخَ أَمَامَهُمْ قَائِلاً: 14«هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ إِلهُ إِسْرَائِيلَ: خُذْ هذَيْنِ الصَّكَّيْنِ، صَكَّ الشِّرَاءِ هذَا الْمَخْتُومَ، وَالصَّكَّ الْمَفْتُوحَ هذَا، وَاجْعَلْهُمَا فِي إِنَاءٍ مِنْ خَزَفٍ لِكَيْ يَبْقَيَا أَيَّامًا كَثِيرَةً. 15لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ إِلهُ إِسْرَائِيلَ: سَيَشْتَرُونَ بَعْدُ بُيُوتًا وَحُقُولاً وَكُرُومًا فِي هذِهِ الأَرْضِ»."

نجد هنا أن الملك سجن أرمياء بسببب نبواته ضدَه وضد أورشليم. وهذه الأحداث جَرَت فى السنة العاشرة لصدقيا. وبدأ الحصار فى السنة التاسعة لهُ وسقطت المدينة فى السنة الحادية عشرة. وكان المفروض أن يُقَدم الملك توبة بدلاً من أن يسجن صوت الحق وطبعاً التهمة الموجهة للنبى أنه يضعف معنويات الشعب. ولكن يبدو أن أرمياء كان لهُ شىء من الحرية أثناء فترة حبسه (كما حدث مع بولس الرسول فى رومية أع30:28) فأمكن لأصحابه وأقرباؤه أن يزوروه وإستطاع هو القيام بأعمال البيع والشراء. وغالباً فالملك قد حما النبى بسجنه هذا حتى لا يقتله رجال الملك (التفصيلات أصحاح37) (1-5). أما الأيات (6-15) فنجد فيها قصه اخرى عن شرائه ارض بمشورة الله ليثبت أنه فى وقت محدد ستنتهى هذه الألام وغالبا فقريب إرميا هذا كان يحتاج لهذا المبلغ من المال فقام ببيع أرضه لمن لهُ حق الشراء. فغالباً كان هو الولى الأقرب الذى له حق الفكاك وحق الإرث. وكان للأقرباء دون غيرهم هذا الحق، حق شراء الأرض وكان عليهم أيضاً حسب العرف والرأى العام واجب الشراء إذا كان القريب صاحب الأرض فى ضيقة مالية. ولكن هل يبدو منطقياً أن يشترى أحد فى هذه الظروف والكل ذاهب إلى السبى وأورشليم محاصرة والعدو سيستولى على كل شىء فتكون كل الأراضى عديمة القيمة. ولكن هنا إعلان عن ثقة إرمياء فى وعود الله بالعودة من السبى وليعلن هذا لكل الشعب. ونسمع هنا عن صكين أحدهما مختوم والآخر مفتوح = المختوم هو بعد أن يتم لفة وغلقه يختم والمفتوح مفتوحاً لكل من يريد أن يقرأ (هو أصل وصورة والأصل مختوم) ووضعهما فى إناء خزف = لأنه يريد حفظهما 70 سنة حتى العودة من السبى. ووضع الصك فى إناء خزف كى يبقى طويلاً. كانت عادة مألوفة بدليل ما وُجد فى مغارات بقرب بحر لوط لنسخ من أسفار العهد القديم ظلت مختزنة فى بطن الأرض أكثر من ألفى سنة.

 

الأيات (16-25):-" 16ثُمَّ صَلَّيْتُ إِلَى الرَّبِّ بَعْدَ تَسْلِيمِ صَكِّ الشِّرَاءِ لِبَارُوخَ بْنِ نِيرِيَّا قَائِلاً: 17«آهِ، أَيُّهَا السَّيِّدُ الرَّبُّ، هَا إِنَّكَ قَدْ صَنَعْتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِقُوَّتِكَ الْعَظِيمَةِ، وَبِذِرَاعِكَ الْمَمْدُودَةِ. لاَ يَعْسُرُ عَلَيْكَ شَيْءٌ. 18صَانِعُ الإِحْسَانِ لأُلُوفٍ، وَمُجَازِي ذَنْبِ الآبَاءِ فِي حِضْنِ بَنِيهِمْ بَعْدَهُمُ، الإِلهُ الْعَظِيمُ الْجَبَّارُ، رَبُّ الْجُنُودِ اسْمُهُ. 19عَظِيمٌ فِي الْمَشُورَةِ، وَقَادِرٌ فِي الْعَمَلِ، الَّذِي عَيْنَاكَ مَفْتُوحَتَانِ عَلَى كُلِّ طُرُقِ بَنِي آدَمَ لِتُعْطِيَ كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ طُرُقِهِ، وَحَسَبَ ثَمَرِ أَعْمَالِهِ. 20الَّذِي جَعَلْتَ آيَاتٍ وَعَجَائِبَ فِي أَرْضِ مِصْرَ إِلَى هذَا الْيَوْمِ، وَفِي إِسْرَائِيلَ وَفِي النَّاسِ، وَجَعَلْتَ لِنَفْسِكَ اسْمًا كَهذَا الْيَوْمِ، 21وَأَخْرَجْتَ شَعْبَكَ إِسْرَائِيلَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ بِآيَاتٍ وَعَجَائِبَ، وَبِيَدٍ شَدِيدَةٍ وَذِرَاعٍ مَمْدُودَةٍ وَمَخَافَةٍ عَظِيمَةٍ، 22وَأَعْطَيْتَهُمْ هذِهِ الأَرْضَ الَّتِي حَلَفْتَ لآبَائِهِمْ أَنْ تُعْطِيَهُمْ إِيَّاهَا، أَرْضًا تَفِيضُ لَبَنًا وَعَسَلاً. 23فَأَتَوْا وَامْتَلَكُوهَا، وَلَمْ يَسْمَعُوا لِصَوْتِكَ، وَلاَ سَارُوا فِي شَرِيعَتِكَ. كُلُّ مَا أَوْصَيْتَهُمْ أَنْ يَعْمَلُوهُ لَمْ يَعْمَلُوهُ، فَأَوْقَعْتَ بِهِمْ كُلَّ هذَا الشَّرِّ. 24هَا الْمَتَارِسُ! قَدْ أَتَوْا إِلَى الْمَدِينَةِ لِيَأْخُذُوهَا، وَقَدْ دُفِعَتِ الْمَدِينَةُ لِيَدِ الْكَلْدَانِيِّينَ الَّذِينَ يُحَارِبُونَهَا بِسَبَبِ السَّيْفِ وَالْجُوعِ وَالْوَبَإِ، وَمَا تَكَلَّمْتَ بِهِ فَقَدْ حَدَثَ، وَهَا أَنْتَ نَاظِرٌ. 25وَقَدْ قُلْتَ أَنْتَ لِي أَيُّهَا السَّيِّدُ الرَّبُّ: اشْتَرِ لِنَفْسِكَ الْحَقْلَ بِفِضَّةٍ وَأَشْهِدْ شُهُودًا، وَقَدْ دُفِعَتِ الْمَدِينَةُ لِيَدِ الْكَلْدَانِيِّينَ»."

يبدو أن إرمياء فهم خطأ من طلب الله شراء الأرض أن الله مزمِع أن يصنع أعجوبة ويُهلك جيش بابل قريباً. فيقول لا يَعْسُر عليك أمر. وكان منطقه أنت قُلْتَ لى إشتر لنفسك الحقل (25) فما معنى أن أشترى الحقل إذا كانت المدينة ستسقط فى يد الكلدانيين. وهنا واضح شك أرمياء فى خراب المدينة، أو رجاؤه فى أن الله سيخلصها وهذه هى شهوة قلبه. ولذلك ذهبت أحلامه لعقد مقارنة مع خروج الأباء من مصر. وربما تصَور فى (23،18) أن الله جازاهم على أعمالهم ولكنه إكتفى بهذا.

 

الأيات (26-44):-" 26ثُمَّ صَارَتْ كَلِمَةُ الرَّبِّ إِلَى إِرْمِيَا قَائِلَةً: 27«هأَنَذَا الرَّبُّ إِلهُ كُلِّ ذِي جَسَدٍ. هَلْ يَعْسُرُ عَلَيَّ أَمْرٌ مَا؟ 28لِذلِكَ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هأَنَذَا أَدْفَعُ هذِهِ الْمَدِينَةَ لِيَدِ الْكَلْدَانِيِّينَ وَلِيَدِ نَبُوخَذْرَاصَّرَ مَلِكِ بَابِلَ فَيَأْخُذُهَا. 29فَيَأْتِي الْكَلْدَانِيُّونَ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ هذِهِ الْمَدِينَةَ، فَيُشْعِلُونَ هذِهِ الْمَدِينَةَ بِالنَّارِ، وَيُحْرِقُونَهَا وَالْبُيُوتَ الَّتِي بَخَّرُوا عَلَى سُطُوحِهَا لِلْبَعْلِ وَسَكَبُوا سَكَائِبَ لآلِهَةٍ أُخْرَى لِيُغِيظُونِي. 30لأَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَنِي يَهُوذَا إِنَّمَا صَنَعُوا الشَّرَّ فِي عَيْنَيَّ مُنْذُ صِبَاهُمْ. لأَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنَّمَا أَغَاظُونِي بِعَمَلِ أَيْدِيهِمْ، يَقُولُ الرَّبُّ. 31لأَنَّ هذِهِ الْمَدِينَةَ قَدْ صَارَتْ لِي لِغَضَبِي وَلِغَيْظِي مِنَ الْيَوْمِ الَّذِي فِيهِ بَنَوْهَا إِلَى هذَا الْيَوْمِ، لأَنْزِعَهَا مِنْ أَمَامِ وَجْهِي 32مِنْ أَجْلِ كُلِّ شَرِّ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَنِي يَهُوذَا الَّذِي عَمِلُوهُ لِيُغِيظُونِي بِهِ، هُمْ وَمُلُوكُهُمْ وَرُؤَسَاؤُهُمْ وَكَهَنَتُهُمْ وَأَنْبِيَاؤُهُمْ وَرِجَالُ يَهُوذَا وَسُكَّانُ أُورُشَلِيمَ. 33وَقَدْ حَوَّلُوا لِي الْقَفَا لاَ الْوَجْهَ. وَقَدْ عَلَّمْتُهُمْ مُبَكِّرًا وَمُعَلِّمًا، وَلكِنَّهُمْ لَمْ يَسْمَعُوا لِيَقْبَلُوا أَدَبًا. 34بَلْ وَضَعُوا مَكْرُهَاتِهِمْ فِي الْبَيْتِ الَّذِي دُعِيَ بِاسْمِي، لِيُنَجِّسُوهُ. 35وَبَنَوْا الْمُرْتَفِعَاتِ لِلْبَعْلِ الَّتِي فِي وَادِي ابْنِ هِنُّومَ، لِيُجِيزُوا بَنِيهِمْ وَبَنَاتِهِمْ فِي النَّارِ لِمُولَكَ، الأَمْرَ الَّذِي لَمْ أُوصِهِمْ بِهِ، وَلاَ صَعِدَ عَلَى قَلْبِي، لِيَعْمَلُوا هذَا الرِّجْسَ، لِيَجْعَلُوا يَهُوذَا يُخْطِئُ.

36«وَالآنَ لِذلِكَ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ عَنْ هذِهِ الْمَدِينَةِ الَّتِي تَقُولُونَ إِنَّهَا قَدْ دُفِعَتْ لِيَدِ مَلِكِ بَابِلَ بِالسَّيْفِ وَالْجُوعِ وَالْوَبَإِ: 37هأَنَذَا أَجْمَعُهُمْ مِنْ كُلِّ الأَرَاضِي الَّتِي طَرَدْتُهُمْ إِلَيْهَا بِغَضَبِي وَغَيْظِي وَبِسُخْطٍ عَظِيمٍ، وَأَرُدُّهُمْ إِلَى هذَا الْمَوْضِعِ، وَأُسَكِّنُهُمْ آمِنِينَ. 38وَيَكُونُونَ لِي شَعْبًا وَأَنَا أَكُونُ لَهُمْ إِلهًا. 39وَأُعْطِيهِمْ قَلْبًا وَاحِدًا وَطَرِيقًا وَاحِدًا لِيَخَافُونِي كُلَّ الأَيَّامِ، لِخَيْرِهِمْ وَخَيْرِ أَوْلاَدِهِمْ بَعْدَهُمْ. 40وَأَقْطَعُ لَهُمْ عَهْدًا أَبَدِيًّا أَنِّي لاَ أَرْجِعُ عَنْهُمْ لأُحْسِنَ إِلَيْهِمْ، وَأَجْعَلُ مَخَافَتِي فِي قُلُوبِهِمْ فَلاَ يَحِيدُونَ عَنِّي. 41وَأَفْرَحُ بِهِمْ لأُحْسِنَ إِلَيْهِمْ، وَأَغْرِسَهُمْ فِي هذِهِ الأَرْضِ بِالأَمَانَةِ بِكُلِّ قَلْبِي وَبِكُلِّ نَفْسِي. 42لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: كَمَا جَلَبْتُ عَلَى هذَا الشَّعْبِ كُلَّ هذَا الشَّرِّ الْعَظِيمِ، هكَذَا أَجْلِبُ أَنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ الْخَيْرِ الَّذِي تَكَلَّمْتُ بِهِ إِلَيْهِمْ. 43فَتُشْتَرَى الْحُقُولُ فِي هذِهِ الأَرْضِ الَّتِي تَقُولُونَ إِنَّهَا خَرِبَةٌ بِلاَ إِنْسَانٍ وَبِلاَ حَيَوَانٍ، وَقَدْ دُفِعَتْ لِيَدِ الْكَلْدَانِيِّينَ. 44يَشْتَرُونَ الْحُقُولَ بِفِضَّةٍ، وَيَكْتُبُونَ ذلِكَ فِي صُكُوكٍ، وَيَخْتِمُونَ وَيُشْهِدُونَ شُهُودًا فِي أَرْضِ بِنْيَامِينَ وَحَوَالَيْ أُورُشَلِيمَ، وَفِي مُدُنِ يَهُوذَا وَمُدُنِ الْجَبَلِ وَمُدُنِ السَّهْلِ وَمُدُنِ الْجَنُوبِ، لأَنِّي أَرُدُّ سَبْيَهُمْ، يَقُولُ الرَّبُّ»."

ولكن الله يرد عليه بأن المدينة ستسقط أولاً لشرورها. أى أن السبب فى سقوطها خطاياهم مثل تبخيرهم للبعل على السطوح أى بلا خجل وليس فى الخفاء. وأداروا لله ظهورهم دليل على منتهى الإستهانة بالله. ولكن الله سوف يعيدهم ثانية بعد مدَة من الزمن. وسيضع الله خوفه فى قلوبهم. ولنلاحظ أن الخادم يضع فى عقولنا أفكاراً جيدة لكن الله وحده هو الذى يضع فى القلب. وبل يعطيهم الله قلباً واحداً. وهذا القلب الواحد لا يمكن أن يكون إلا فى طاعة الله وأن يبحث الإنسان عن مجد الله ناظرين لله وحده. والقلب الواحد معناه أن الكل سيكونون واحداً فى المسيح (يهود وأمم). وفى (44،43) الله يقنع أرمياء أن شراؤه للأرض التى لم يراها من قريبه والتى سيأخذها ملك بابل. لابد أن يثق فى أنها ستكون لهُ بالإيمان. وهذا ما يجب علينا أن نثق فيه. أن لنا كنعان سماوية حتى لو لم نراها الأن وعلينا أن نجاهد قانونياً حتى لا يمحى إسمنا من سفر الحياة الأبدية فنخسر كنعان السماوية.