الإصحاح السابع والأربعون

 

الأيات (1-7):-" - 1كَلِمَةُ الرَّبِّ الَّتِي صَارَتْ إِلَى إِرْمِيَا النَّبِيِّ عَنِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ قَبْلَ ضَرْبِ فِرْعَوْنَ غَزَّةَ: 2«هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هَا مِيَاهٌ تَصْعَدُ مِنَ الشِّمَالِ وَتَكُونُ سَيْلاً جَارِفًا، فَتُغَشِّي الأَرْضَ وَمِلأَهَا، الْمَدِينَةَ وَالسَّاكِنِينَ فِيهَا، فَيَصْرُخُ النَّاسُ، وَيُوَلْوِلُ كُلُّ سُكَّانِ الأَرْضِ. 3مِنْ صَوْتِ قَرْعِ حَوَافِرِ أَقْوِيَائِهِ، مِنْ صَرِيرِ مَرْكَبَاتِهِ وَصَرِيفِ بَكَرَاتِهِ لاَ تَلْتَفِتُ الآبَاءُ إِلَى الْبَنِينَ، بِسَبَبِ ارْتِخَاءِ الأَيَادِي. 4بِسَبَبِ الْيَوْمِ الآتِي لِهَلاَكِ كُلِّ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، لِيَنْقَرِضَ مِنْ صُورَ وَصَيْدُونَ كُلُّ بَقِيَّةٍ تُعِينُ، لأَنَّ الرَّبَّ يُهْلِكُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، بَقِيَّةَ جَزِيرَةِ كَفْتُورَ. 5أَتَى الصُّلْعُ عَلَى غَزَّةَ. أُهْلِكَتْ أَشْقَلُونُ مَعَ بَقِيَّةِ وَطَائِهِمْ. حَتَّى مَتَى تَخْمِشِينَ نَفْسَكِ. 6آهِ، يَا سَيْفَ الرَّبِّ، حَتَّى مَتَى لاَ تَسْتَرِيحُ؟ انْضَمَّ إِلَى غِمْدِكَ! اهْدَأْ وَاسْكُنْ. 7كَيْفَ يَسْتَرِيحُ وَالرَّبُّ قَدْ أَوْصَاهُ عَلَى أَشْقَلُونَ، وَعَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ هُنَاكَ وَاعَدَهُ؟»."

الفلسطينين أعداء تقليديين للشعب اليهودى وهم تواضعوا جداً أيام داود ويبدو أنهم ظهروا كقوة مرة ثانية بعد ذلك. والتأريخ لهذه النبوة فى أية (1) قبل أن يضرب فرعون غزة. وهيرودوتس المؤرخ الشهير يقول إن فرعون فتح غزة بعد موقعة مجدو التى قُتِلَ فيها الملك يوشيا أى سنة 608. فهذه النبوة قيلت قبل أن يخرب فرعون فلسطين أى وهى فى قوتها وحيث لم يتوقع أحد ذلك أخبر به أرمياء. وكان ضرب مصر لفلسطين مقدمة للخراب الشامل بواسطة نبوخذ نصر. وهذه عادة الله أن تكون هناك ضربة محدودة تسبق الضربة الكبيرة فتكون الأولى كإنذار للتوبة فإن لم تحدث التوبة تجىء الضربة الثانية الكبيرة. وبمقارنة الأيات (عا 7:9 + تث 23:2 + 1 صم 14:30 + حز 16:25) نجد أن جزيرة كفتور = جزيرة كريت (4) وأن الفلسطينيين خرجوا أصلاً من جزيرة كريت وأتوا وسكنوا السواحل الجنوبية. وفى تك 14:10 نجد هناك قرابة بين كفتوريم وفلشتيم فهم من أولاد مصرايم إبن حام. أما كنعان الإبن الأكبر لحام فقد سكن فى الأرض الشمالية (فينيقية) وكان هناك تحالف بينها. فصور وصيدون (4) هى مدن فينيقية غنية وقوية وإعتادت أن تساعد الفلسطينيين ولكن نجد هنا خراب الكل المعين والمعان فكل من إعتمد على ذراع بشر يخرب. وروحياً فالفلسطينيين يرمزون لأهل العالم الموجودين فى أرض البركة ولكنهم لم يعرفوا الله. فهم بالرغم من قربهم لأورشليم وللهيكل ولكن هم بلا إيمان، ويشبهون من هم لم يعرفوا المسيح بالرغم من كونهم بجانب هيكله. وهؤلاء يصبحون أعداء لشعب الله. وفى (2) ها مياه =  تشير للشعوب الكثيرة العدد (رؤ 15:17) وتشير لمآسى قوية ورهيبة (مزمور 1:69) وهنا تعنى كلاهما فجيش بابل مكوَن من شعوب كثيرة وسيأتى بدمار وويلات شديدة. وغالباً تحققت هذه النبوة بعد خراب أورشليم. وفى (3) وصف لحالة الرعب من هذا الهجوم. وفى (5) غزة مازالت هى غزة وأشقلون هى عسقلان. أتى الصلع على غزة = قد تعنى أن الفلسطينيين عادوا وإحتلوا غزة بعد ما كانت غزة لفترات طويلة من أملاك إسرائيل

 (يش 41:10 + قض 18:1 + 1 مل 24:4). والشعر يرمز لقوة الإتكال على الله (شمشون) ويرمز للمجد (شعر المرأة) فالصلع يرمز لإنعدام كليهما. إذاً المعنى أن الفلسطينيين سيكونون فى ضعف حتى لو إمتلكوا. أو يكون المعنى أن البابليين الصلع أتوا وإحتلوا غزة والبابليين بالرغم من قوتهم فهم بلا مجد فهم يرمزون للشياطين. أو تكون الأية رمزاً لشعب فقد مجده وإحتل غزة. ويبدو أن عذابهم سيطول = حتى متى تخمشين نفسك = وهذه عادة وثنية، وفى الحزن يخمشون أنفسهم وكلمة وطائهم = واديهم وفى (6) دعوة من أرمياء للسيف أن يكف وهو يتكلم كإنسان ولكن هو سيف الرب.   

 وقد أوصاه (7).