الإصحاح الثانى

 

فى الأيات الأولى يُظهر ان غضب الله هو المسئول عما حدث (من هنا نفهم أهمية الصليب لنا، إذ نزع غضب الله الرهيب عنا) فالله هو المسئول عن كل ما يحدث (عا6:3) إذاً ما دفع اورشليم للخراب الكلى ليس هو العدو الذى يأتى من خارج متصَرفا بوحى إرادته الذاتية، بل  هو الرب نفسه الذى كان قد أقام طويلاً فى وسطها. وتابوت العهد هو موطىء قدميه.

 

آية (1):- " 1كَيْفَ غَطَّى السَّيِّدُ بِغَضَبِهِ ابْنَةَ صِهْيَوْنَ بِالظَّلاَمِ! أَلْقَى مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ فَخْرَ إِسْرَائِيلَ، وَلَمْ يَذْكُرْ مَوْطِئَ قَدَمَيْهِ فِي يَوْمِ غَضَبِهِ. "

قارن مع ما حدث فى مصر فكان الظلام فى كل مكان ما عدا الأرض التى يسكنها الشعب. اما الأن فالله تركهم لغضبه لذلك هم فى ظلام وهبطوا للأرض بعد أن كانوا فى السماء. ولأن الكنيسة الأن فى وسطها السيد المسيح فهى سماوية تصلى "أبانا الذى فى السموات" وسيرتها هى فى السماويات. وصهيون كانت مشرقة أولاً والأن بعد أن غطاها الظلام بطريقة مخيفة لم تعد قادرة أن ترى وجه الله. وإختفى مجدها وعظمتها. وكان قديماً الله لهم كعمود من نور ينير عليهم وتكون الظلمة على المصريين ولكنه إستدار الأن فصار ضدهم، فصاروا هم فى ظلام. وكانت عبادتهم سابقاً فى هيكلهم ترفعهم للسماء وتجعل لهم مركزاً ممتازاً فى أعين جيرانهم، كل هذا إختفى الأن فالله القاهم للأرض، وخَرب هيكلهم = فخر إسرائيل وموطىء قدمى الله (1اى2:28) وهذا هو نفس التهديد فى سفر الرؤيا تُبْ... وإلا فإنى آتيك عن قريب وأزحزح منارتك (رؤ5:2) ولاحظ تكرار كلمة غضب فى الأيات 6،3،2،1 لذلك فما أمامنا الأن صورة مخيفة لغضب الله وتأديبه.

 

آية (2):- " 2ابْتَلَعَ السَّيِّدُ وَلَمْ يَشْفِقْ كُلَّ مَسَاكِنِ يَعْقُوبَ. نَقَضَ بِسَخَطِهِ حُصُونَ بِنْتِ يَهُوذَا. أَوْصَلَهَا إِلَى الأَرْضِ. نَجَّسَ الْمَمْلَكَةَ وَرُؤَسَاءَهَا."

إبتلع السيد = كانوا قديماً محصنين لأن الله كان سوراً لهم أما الأن فإبتلعهم العدو فهم بلا حماية. وحصونهم نقضها. ونجس المملكة = بدخول الأمم الوثنيين فيها ودوسهم إياها.

 

آية (3):- " 3عَضَبَ بِحُمُوِّ غَضَبِهِ كُلَّ قَرْنٍ لإِسْرَائِيلَ. رَدَّ إِلَى الْوَرَاءِ يَمِينَهُ أَمَامَ الْعَدُوِّ، وَاشْتَعَلَ فِي يَعْقُوبَ مِثْلَ نَارٍ مُلْتَهِبَةٍ تَأْكُلُ مَا حَوَالَيْهَا. "

عَضب = قطع وأمات كل قرن = القرن رمز للقوة. فهم فى مجتمع رعاة. والرعاة يعرفون أن قرون الكبش هى قوته. رد إلى الوراء يمينه أمام العدو= اليمين رمز للقوة. فالله هو الذى أعطى للعدو سلطاناً ضد أورشليم. هكذا قال السيد لبيلاطس "لم يكن لك سلطان إن لم تكن قد أعطيت من فوق" (يو11:19). وإشتعل مثل نار ملتهبة = النار تحرق طالما وجدت وقوداً والوقود هنا هو الخطية كما إحترقت سدوم من قبل لخطيتها. ونشكر ربنا يسوع الذى أزال هذه العداوة والغضب بدمه.

 

آية (4):- " 4مَدَّ قَوْسَهُ كَعَدُوٍّ. نَصَبَ يَمِينَهُ كَمُبْغِضٍ وَقَتَلَ كُلَّ مُشْتَهَيَاتِ الْعَيْنِ فِي خِبَاءِ بِنْتِ صِهْيَوْنَ. سَكَبَ كَنَارٍ غَيْظَهُ."

بسبب الخطية تحول الله من صديق إلى عدو يمد قوسه ضد الشعب. ولكن لاحظ قوله كعدو فالله لا يعادى للأبد، بل يؤدب ويظهر فى تأديبه كعدو. كل مشتهيات العين = خيراتها وجمالها.

 

آية (5):- " 5صَارَ السَّيِّدُ كَعَدُوٍّ. ابْتَلَعَ إِسْرَائِيلَ. ابْتَلَعَ كُلَّ قُصُورِهِ. أَهْلَكَ حُصُونَهُ، وَأَكْثَرَ فِي بِنْتِ يَهُوذَا النَّوْحَ وَالْحُزْنَ."

حين تصبح القصور مكانا للخطية يبتلعها الله أى يُدَمرها.

 

آية (6):- " 6وَنَزَعَ كَمَا مِنْ جَنَّةٍ مَظَلَّتَهُ. أَهْلَكَ مُجْتَمَعَهُ. أَنْسَى الرَّبُّ فِي صِهْيَوْنَ الْمَوْسِمَ وَالسَّبْتَ، وَرَذَلَ بِسَخَطِ غَضَبِهِ الْمَلِكَ وَالْكَاهِنَ. "

نزع كما من جنة مظلته = التشبيه هنا هو كما لو كان هناك حارس حديقة لهُ مظلة اى خيمة ولكن حين تنتهى مدة إقامته أو فى الليل ينزع خيمته من أوتادها. والخيمة هنا هى هيكل الرب وحين دنسوه فهو حرمهم منهُ. أهلك مجتمعه = ليس فقط الهيكل بل المجامع ومدارس الأنبياء والكهنة وكل نظامهم وطقوسهم. بل وكرسى داود الملك مسيح الرب. ولاحظ أن من يدنس السبوت والأعياد وأماكن الله المقدسة يحرمه الله منها.

 

آية (7):- " 7كَرِهَ السَّيِّدُ مَذْبَحَهُ. رَذَلَ مَقْدِسَهُ. حَصَرَ فِي يَدِ الْعَدُوِّ أَسْوَارَ قُصُورِهَا. أَطْلَقُوا الصَّوْتَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ كَمَا فِي يَوْمِ الْمَوْسِمِ."

حين نجسوا مذبح الله بخطاياهم كره الله مذبحة. كما كره رائحة بخورهم (أش13:1) + (عا21:5).

حصر فى يد العدو أسوار قصورها = أي أسلمها للعدو.

وهكذا هي مترجمة في الإنجليزية. أطلقوا الصيحات في بيت الرب كما في يوم الموسم= العدو أطلق صيحات الفرح إذ دخل بيت الرب منتصراً، كما كان الشعب يطلق أصوات الفرح في الأعياد.

 

آية (8):- " 8قَصَدَ الرَّبُّ أَنْ يُهْلِكَ سُورَ بِنْتِ صِهْيَوْنَ. مَدَّ الْمِطْمَارَ. لَمْ يَرْدُدْ يَدَهُ عَنِ الإِهْلاَكِ، وَجَعَلَ الْمِتْرَسَةَ وَالسُّورَ يَنُوحَانِ. قَدْ حَزِنَا مَعًا. "

مد المطمار = المطمار هو أداة تستخدم فى البناء. ولكن ما معنى إستخدامها هنا فى الهدم، معناه أنه وجد البناء مائلا فهدمه، أى وجد أورشليم خاطئة فهدمها وقد تفهم الآية على أن ضربات الله محسوبة بدقة وليست عشوائية. هو لم يردد يده عن الإهلاك لأنه قصد هذا ولكننا نجد يده تحفظ أرمياء وعبد ملك الكوشى ومساكين الأرض الذين لم يكن لهم دور فى الظلم بل كانوا مظلومين. المترسة = التروس وسائل دفاع فى الحروب، وحين لا تستطيع التروس ولا الأسوار أن تدافع عن الشعب تنوح.

مدَّ المطمار= المطمار خيط في نهايته ثقل رصاص يعلق بجانب الحائط الذي تم بناءه، فإن وجد مائلاً يُهدم. والله وجد أورشليم خاطئة فقرر أن يهدمها.

 

آية (9):- " 9تَاخَتْ فِي الأَرْضِ أَبْوَابُهَا. أَهْلَكَ وَحَطَّمَ عَوَارِضَهَا. مَلِكُهَا وَرُؤَسَاؤُهَا بَيْنَ الأُمَمِ. لاَ شَرِيعَةَ. أَنْبِيَاؤُهَا أَيْضًا لاَ يَجِدُونَ رُؤْيَا مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ. "

تاخت فى الأرض أبوابها = أى سقطت ليس لمستوى الأرض فقط بل غاصت فى الأرض كما تغوص رجلا رجل فى الطين فلا يستطيع السير. هكذا فقدت الأبواب وظيفتها. لا شريعة = فلماذا يبقى لهم الله شريعة وهم يحتقرونها. والأنبياء لا يجدون رؤيا = فهم أعطوا أذانهم لصوت شهواتهم وتنبأوا كذباً ولذلك هم لا يسمعون صوت الله الأن. فمن إحتقر نبوات الأنبياء الحقيقيين مثل أرمياء لا يسمعه الله نبوات بعد ذلك. ومن يحتقر خدام الله يحرمه الله من خدامه.

 

آية (10):- " 10شُيُوخُ بِنْتِ صِهْيَوْنَ يَجْلِسُونَ عَلَى الأَرْضِ سَاكِتِينَ. يَرْفَعُونَ التُّرَابَ عَلَى رُؤُوسِهِمْ. يَتَنَطَّقُونَ بِالْمُسُوحِ. تَحْنِي عَذَارَى أُورُشَلِيمَ رُؤُوسَهُنَّ إِلَى الأَرْضِ."

قارن هذه الأية بـ (أش16:3). فالشيوخ خلعوا أرديتهم ولبسوا المسوح، خلعوا لباس القضاء وجلسوا فى التراب، لا يقضون لأحد بل هم فى حزن. وياليتهم فعلوا هذا مبكراً.

 

آية (11):- " 11كَلَّتْ مِنَ الدُّمُوعِ عَيْنَايَ. غَلَتْ أَحْشَائِي. انْسَكَبَتْ عَلَى الأَرْضِ كَبِدِي عَلَى سَحْقِ بِنْتِ شَعْبِي، لأَجْلِ غَشَيَانِ الأَطْفَالِ وَالرُّضَّعِ فِي سَاحَاتِ الْقَرْيَةِ."

الأحشاء تشير لمركز العواطف وكذلك الكبد، كما يقال اليوم " قلبى يئن على كذا...".

ومع أن خراب أورشليم كان فيه تحرير أرمياء ورفع مكانته إلا أنه لمحبته لشعبه لم يكف عن البكاء.

 

آية (12):- " 12يَقُولُونَ لأُمَّهَاتِهِمْ: «أَيْنَ الْحِنْطَةُ وَالْخَمْرُ؟» إِذْ يُغْشَى عَلَيْهِمْ كَجَرِيحٍ فِي سَاحَاتِ الْمَدِينَةِ، إِذْ تُسْكَبُ نَفْسُهُمْ فِي أَحْضَانِ أُمَّهَاتِهِمْ."

الأطفال يسألون عن الحنطة والخمر = الحنطة ليأكلوا والخمر يداوا به جراحاتهم ولأنه لا حنطة ولا خمر فهم يموتون = تُسكَب نفسهم فى أحضان أمهاتهم. والحنطة والخمر يشيران لجسد المسيح ودمه اللذان يعطيان نمواً للأطفال روحياً، وعزاءً وفرحاً وحياة للكل لذلك يقول السيد "من يأكلنى يحيا بى" (يو57:6) لا يوجد سلام وحياة سوى فى الشركة مع المسيح.

 

آية (13):- " 13بِمَاذَا أُنْذِرُكِ؟ بِمَاذَا أُحَذِّرُكِ؟ بِمَاذَا أُشَبِّهُكِ يَا ابْنَةَ أُورُشَلِيمَ؟ بِمَاذَا أُقَايِسُكِ فَأُعَزِّيكِ أَيَّتُهَا الْعَذْرَاءُ بِنْتَ صِهْيَوْنَ؟ لأَنَّ سَحْقَكِ عَظِيمٌ كَالْبَحْرِ. مَنْ يَشْفِيكِ؟ "

بماذا أقايسك فأعزيك = كثيراً ما نعزَى إنسان حين تُلم به مصيبة بأن هناك مصائب أكبر من هذه. ولكن النبى هنا لا يجد مصيبة اكبر من مصيبة أورشليم فيعزيها بها. وهى بحسب الفكر البشرى الأن بلا أمل. فسحقها عظيم كأن البحر طغا عليها وغمرها.

 

آية (14):- " 14أَنْبِيَاؤُكِ رَأَوْا لَكِ كَذِبًا وَبَاطِلاً، وَلَمْ يُعْلِنُوا إِثْمَكِ لِيَرُدُّوا سَبْيَكِ، بَلْ رَأَوْا لَكِ وَحْيًا كَاذِبًا وَطَوَائِحَ. "

أنبياؤها الكذبة عوضاً عن أن يدعونها للتوبة رأوا لها طوائح = أى بنبواتهم الكاذبة طوحوا بها بعيداً للسبى. ولو كانوا قد تابوا لما ذهبوا للسبى.

 

آية (15):- " 15يُصَفِّقُ عَلَيْكِ بِالأَيَادِي كُلُّ عَابِرِي الطَّرِيقِ. يَصْفِرُونَ وَيَنْغُضُونَ رُؤُوسَهُمْ عَلَى بِنْتِ أُورُشَلِيمَ قَائِلِينَ: «أَهذِهِ هِيَ الْمَدِينَةُ الَّتِي يَقُولُونَ إِنَّهَا كَمَالُ الْجَمَالِ، بَهْجَةُ كُلِّ الأَرْضِ؟» "

بعد أن كان لأورشليم شكل مجيد وإسم كبير كانوا يحسدونها عليه، أصبح الأن جيرانها يشمتون فيها ويضحكون عليها ويفرحون بما غنموه منها. وهذا العار إحتمله المسيح عنا فبعد ان أخذ جسداً مخلياً ذاته فى صورة عبد صُلب وفى صليبه قيل عنه نفس هذا الكلام.

راجع (مت39:27-44). وهى كانت كمال الجمال حين كان الله فيها وهكذا كانت فى أعين الأخرين.

 

آية (16):- " 16يَفْتَحُ عَلَيْكِ أَفْوَاهَهُمْ كُلُّ أَعْدَائِكِ. يَصْفِرُونَ وَيَحْرِقُونَ الأَسْنَانَ. يَقُولُونَ: «قَدْ أَهْلَكْنَاهَا. حَقًّا إِنَّ هذَا الْيَوْمَ الَّذِي رَجَوْنَاهُ. قَدْ وَجَدْنَاهُ! قَدْ رَأَيْنَاهُ». "

هؤلاء الأعداء ظنوا أنهم بقوتهم أهلكوها ولم يعلموا أن السبب هو أن الله أسلمها ليدهم.

بل ظنوا أن هذا هو يومهم الذى ترجوه.

 

آية (17):- " 17فَعَلَ الرَّبُّ مَا قَصَدَ. تَمَّمَ قَوْلَهُ الَّذِي أَوْعَدَ بِهِ مُنْذُ أَيَّامِ الْقِدَمِ. قَدْ هَدَمَ وَلَمْ يَشْفِقْ وَأَشْمَتَ بِكِ الْعَدُوَّ. نَصَبَ قَرْنَ أَعْدَائِكِ. "

قوة أعداء أورشليم كانت من الرب بل هم سيف الرب. والله سبق وحذرهم بهذا (لا16:26) + (تث 15:28).

 

الآيات (18-19):- " 18صَرَخَ قَلْبُهُمْ إِلَى السَّيِّدِ. يَا سُورَ بِنْتِ صِهْيَوْنَ اسْكُبِي الدَّمْعَ كَنَهْرٍ نَهَارًا وَلَيْلاً. لاَ تُعْطِي ذَاتَكِ رَاحَةً. لاَ تَكُفَّ حَدَقَةُ عَيْنِكِ. 19قُومِي اهْتِفِي فِي اللَّيْلِ فِي أَوَّلِ الْهُزُعِ. اسْكُبِي كَمِيَاهٍ قَلْبَكِ قُبَالَةَ وَجْهِ السَّيِّدِ. ارْفَعِي إِلَيْهِ يَدَيْكِ لأَجْلِ نَفْسِ أَطْفَالِكِ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِمْ مِنَ الْجُوعِ فِي رَأْسِ كُلِّ شَارِعٍ."

قلب الشعب صرخ ولكنها صرخة حزن وشكوى وليست توبة. لذلك يطلب منهم النبى أن لا يكفوا عن الصلاة والإتجاه إلى الله بالتوبة فهذا طريق الشفاء. اسكبى كمياه قلبك أى صلواتك بدموع بإستمرار ليلاً ونهاراً. يا سور بنت صهيون: إسكبى الدمع هما جملتان بينهما فاصلة. والمعنى أن هدم سور أورشليم أثار عواطف النبى جداً وكأنه فى حزنه يناجيه ياسور بنت صهيون ما العمل لقد فقدنا الحماية فالسور الحقيقى الذى يحمينا هو الله وهو تركنا. فماذا نعمل؟ والرد إسكبى الدمع ليلاً ونهاراً. والله بالتأكيد سيستجيب لأجل اللجاجة. قومى إهتفى فى الليل فى أول الهزع = ساعات النهار 12 ساعة والليل 12 ساعة والليل يبدأ الساعة 6 مساء وينتهى الساعة 6 صباحاً وهو مقسم إلى 4 هزع، الهزيع الأول يبدأ من الساعة 6 إلى الساعة 9 اى ثلاث ساعات وهكذا الباقى كل هزيع 3 ساعات ويسمى الهزيع محرس لأنَ الحراسة تكون ليلاً فى نوبات المحرس الأول والثانى... ألخ.

والمعنى أنه بينما الناس تستعد للنوم إستعدوا أنتم للصلاة وطلب مراحم الله.

 

آية (20):- " 20«اُنْظُرْ يَا رَبُّ وَتَطَلَّعْ بِمَنْ فَعَلْتَ هكَذَا؟ أَتَأْكُلُ النِّسَاءُ ثَمَرَهُنَّ، أَطْفَالَ الْحَضَانَةِ؟ أَيُقْتَلُ فِي مَقْدِسِ السَّيِّدِ الْكَاهِنُ وَالنَّبِيُّ؟ "

أسوأ ما نسمعه عن المجاعات أن تأكل الأم أطفالها ولكن العقوبة من جنس الخطية ألم يُقدموا أولادهم ضحايا حية للإله مولوك، وكانوا يلقونهم فى النيران أحياء. وكان ما حدث تحقيقاً لنبوة موسى النبى (تث53:28) وهذا ما حدث فى حصار السامرة (2مل29:6).

 

الآيات (21-22):- " 21اضْطَجَعَتْ عَلَى الأَرْضِ فِي الشَّوَارِعِ الصِّبْيَانُ وَالشُّيُوخُ. عَذَارَايَ وَشُبَّانِي سَقَطُوا بِالسَّيْفِ. قَدْ قَتَلْتَ فِي يَوْمِ غَضَبِكَ. ذَبَحْتَ وَلَمْ تَشْفِقْ. 22قَدْ دَعَوْتَ كَمَا فِي يَوْمِ مَوْسِمٍ مَخَاوِفِي حَوَالَيَّ، فَلَمْ يَكُنْ فِي يَوْمِ غَضَبِ الرَّبِّ نَاجٍ وَلاَ بَاق. اَلَّذِينَ حَضَنْتُهُمْ وَرَبَّيْتُهُمْ أَفْنَاهُمْ عَدُوِّي»."

صورة للهلاك الجماعى. الصبيان والشيوخ مقتولين على الأرض، بل فى داخل المقادس حيث التمسوا الحماية. بل حتى العذارى الذين فى كل معركة كانوا يتركوهن. ولكن هذا قتل جماعى بأمر من الله. وكانوا كذبائح فى يوم مَوْسِم من كثرتهم. فالموت نتيجة الخطية الطبيعية.