الإصحاح السادس والأربعون

 

الشرائع الموجودة هنا لم ينفذوها بعد عودتهم من السبى بل إتبعوا شريعة موسى. ونظروا لهذه الشرائع وهذا الهيكل على أنهم أشياء سرية وليست حرفية وهى للأجيال القادمة

 

آية (1):- " 1« هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: بَابُ الدَّارِ الدَّاخِلِيَّةِ الْمُتَّجِهُ لِلْمَشْرِقِ يَكُونُ مُغْلَقًا سِتَّةَ أَيَّامِ الْعَمَلِ، وَفِي السَّبْتِ يُفْتَحُ. وَأَيْضًا فِي يَوْمِ رَأْسِ الشَّهْرِ يُفْتَحُ. "

هذا الباب الشرقى الذى للدار الداخلية خاص بالملك المسيح. لاحظ أن الباب الذى ذكر فى 44 : 1 هو الباب الخارجى. أما المذكور هنا فهو الباب الداخلى. فالباب الخارجى دخل منه المسيح مرة بتجسده. وبعدها يكون مغلقاً وهذا كان إشارة للعذراء. أما هذا الباب الداخلى فلا يفتح إلا فى السبت ورأس الشهر فهذا يشير للراحة التى يعطيها لنا أى السبت ففى السبت إستراح الله ويشير للبداية الجديدة للبشرية أى رأس الشهر. إذاً هذا الباب يشير لصليبه وقيامته وعمله الكفارى الذى به بدأنا بداية جديدة. وهذه الذبيحة الكفارية هى عمل المسيح وحده ولذلك فمن هذا الباب لا يدخل أحد سواه (آية 8)

هذه تساوى " قد دست المعصرة وحدى ومن الشعوب لم يكن أحد معى "أش 3:63

 

آية (2):- " 2وَيَدْخُلُ الرَّئِيسُ مِنْ طَرِيقِ رِوَاقِ الْبَابِ مِنْ خَارِجٍ وَيَقِفُ عِنْدَ قَائِمَةِ الْبَابِ، وَتَعْمَلُ الْكَهَنَةُ مُحْرَقَتَهُ وَذَبَائِحَهُ السَّلاَمِيَّةَ، فَيَسْجُدُ عَلَى عَتَبَةِ الْبَابِ ثُمَّ يَخْرُجُ. أَمَّا الْبَابُ فَلاَ يُغْلَقُ إِلَى الْمَسَاءِ."

وذبيحة المسيح كان فيها منتهى الطاعة "أطاع للموت موت الصليب فى 2 : 8" وهذه تساوى تماماً فيسجد على عتبة الباب ثم يخرج أى قيامته وصعوده وجلوسه عن يمين الآب. وتعمل الكهنة محرقته = هذا ما صنعه قيافا فقد قدموه محرقة لسلامتنا. وعمل ذبيحته مستمر لنهاية الأيام حتى مجيئه الثانى = أما الباب فلا يغلق إلى المساء

 

آية (3):- " 3وَيَسْجُدُ شَعْبُ الأَرْضِ عِنْدَ مَدْخَلِ هذَا الْبَابِ قُدَّامَ الرَّبِّ فِي السُّبُوتِ وَفِي رُؤُوسِ الشُّهُورِ."

وشعب الأرض يسجد عند مدخل هذا الباب = إيمان العالم بصليب المسيح وعبادتهم له.

فى السبوت = أى فى راحتهم التى حققها لهم وفى بداية الشهور = بداياتهم مع المسيح

 

الآيات (4-7):- "  4وَالْمُحْرَقَةُ الَّتِي يُقَرِّبُهَا الرَّئِيسُ لِلرَّبِّ فِي يَوْمِ السَّبْتِ: سِتَّةُ حُمْلاَنٍ صَحِيحَةٍ وَكَبْشٌ صَحِيحٌ. 5وَالتَّقْدِمَةُ إِيفَةٌ لِلْكَبْشِ، وَلِلْحُمْلاَنِ تَقْدِمَةُ عَطِيَّةِ يَدِهِ، وَهِينُ زَيْتٍ لِلإِيفَةِ. 6وَفِي يَوْمِ رَأْسِ الشَّهْرِ: ثَوْرٌ ابْنُ بَقَرٍ صَحِيحٌ وَسِتَّةُ حُمْلاَنٍ وَكَبْشٌ تَكُونُ صَحِيحَةً. 7وَيَعْمَلُ تَقْدِمَةً إِيفَةً لِلثَّوْرِ وَإِيفَةً لِلْكَبْشِ. أَمَّا لِلْحُمْلاَنِ فَحَسْبَمَا تَنَالُ يَدُهُ، وَلِلإِيفَةِ هِينُ زَيْتٍ."

مرة أخرى موازين للعطايا تشير لعدالة هذه الذبيحة. وما علينا أن نقدمه لله كذبائح

 

الآيات (8-9):- " 8«وَعِنْدَ دُخُولِ الرَّئِيسِ يَدْخُلُ مِنْ طَرِيقِ رِوَاقِ الْبَابِ، وَمِنْ طَرِيقِهِ يَخْرُجُ. 9وَعِنْدَ دُخُولِ شَعْبِ الأَرْضِ قُدَّامَ الرَّبِّ فِي الْمَوَاسِمِ، فَالدَّاخِلُ مِنْ طَرِيقِ بَابِ الشِّمَالِ لِيَسْجُدَ يَخْرُجُ مِنْ طَرِيقِ بَابِ الْجَنُوبِ، وَالدَّاخِلُ مِنْ طَرِيقِ بَابِ الْجَنُوبِ يَخْرُجُ مِنْ طَرِيقِ بَابِ الشِّمَالِ. لاَ يَرْجعُ مِنْ طَرِيقِ الْبَابِ الَّذِي دَخَلَ مِنْهُ، بَلْ يَخْرُجُ مُقَابِلَهُ. "

الداخل من بوابة يخرج من أخرى = وفائدة هذا البقاء فترة أطول وفى هدوء داخل المقادس لنتعرف عليها فى تأمل هادئ. وفى خلال عبادتنا نظل دائماً نندفع للأمام ولا نفكرفى العودة إلى وراء "ننسى ما هو وراء ونمتد إلى ما هو قدام". وهكذا كانت الأربعة المخلوقات الحية لا تدور عند سيرها (حز 1، 10)

 

آية (10):- "10وَالرَّئِيسُ فِي وَسْطِهِمْ يَدْخُلُ عِنْدَ دُخُولِهِمْ، وَعِنْدَ خُرُوجِهِمْ يَخْرُجُونَ مَعًا.

هذا هو سر فرحنا الدائم المسيح الرئيس فى وسطنا فى عبادتنا "إذا إجتمع إثنين أو ثلاثة بإسمى أكون فى وسطهم " راجع أيضاً مت 28 : 20

 

آية (11):- "11وَفِي الأَعْيَادِ وَفِي الْمَوَاسِمِ تَكُونُ التَّقْدِمَةُ إِيفَةً لِلثَّوْرِ وَإِيفَةً لِلْكَبْشِ. وَلِلْحُمْلاَنِ عَطِيَّةُ يَدِهِ، وَلِلإِيفَةِ هِينُ زَيْتٍ. "

 

آية (12):- " 12وَإِذَا عَمِلَ الرَّئِيسُ نَافِلَةً، مُحْرَقَةً أَوْ ذَبَائِحَ سَلاَمَةٍ، نَافِلَةً لِلرَّبِّ، يُفْتَحُ لَهُ الْبَابُ الْمُتَّجِهُ لِلْمَشْرِقِ، فَيَعْمَلُ مُحْرَقَتَهُ وَذَبَائِحَهُ السَّلاَمِيَّةَ كَمَا يَعْمَلُ فِي يَوْمِ السَّبْتِ ثُمَّ يَخْرُجُ. وَبَعْدَ خُرُوجِهِ يُغْلَقُ الْبَابُ.  "

نافلة = عطية إختيارية. وهذه يقدمها الرئيس. "لى سلطان أضعها وأن آخذها

(يو 10 : 18)

 

الآيات (13-15):- " 13وَتَعْمَلُ كُلَّ يَوْمٍ مُحْرَقَةً لِلرَّبِّ حَمَلاً حَوْلِيًّا صَحِيحًا. صَبَاحًا صَبَاحًا تَعْمَلُهُ. 14وَتَعْمَلُ عَلَيْهِ تَقْدِمَةً صَبَاحًا صَبَاحًا سُدْسَ الإِيفَةِ، وَزَيْتًا ثُلُثَ الْهِينِ لِرَشِّ الدَّقِيقِ. تَقْدِمَةً لِلرَّبِّ، فَرِيضَةً أَبَدِيَّةً دَائِمَةً. 15وَيَعْمَلُونَ الْحَمَلَ وَالتَّقْدِمَةَ وَالزَّيْتَ صَبَاحًا صَبَاحًا مُحْرَقَةً دَائِمَةً."

التقدمات الصباحية بينما فى شريعة موسى كان هناك تقدمة صباحية وتقدمة مسائية فالعهد القديم كان فى ظلال المساء منتظراً إشراق شمس البر ولكننا نحن الآن فى نهار شمس البر وهو مشرق دائماً فى كنيسته لذلك لا تقام قداسات ليلاً.

 

الآيات (16-18):- " 16« هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: إِنْ أَعْطَى الرَّئِيسُ رَجُلاً مِنْ بَنِيهِ عَطِيَّةً، فَإِرْثُهَا يَكُونُ لِبَنِيهِ. مُلْكُهُمْ هِيَ بِالْوَرَاثَةِ. 17فَإِنْ أَعْطَى أَحَدًا مِنْ عَبِيدِهِ عَطِيَّةً مِنْ مِيرَاثِهِ فَتَكُونُ لَهُ إِلَى سَنَةِ الْعِتْقِ، ثُمَّ تَرْجعُ لِلرَّئِيسِ. وَلكِنَّ مِيرَاثَهُ يَكُونُ لأَوْلاَدِهِ. 18وَلاَ يَأْخُذُ الرَّئِيسُ مِنْ مِيرَاثِ الشَّعْبِ طَرْدًا لَهُمْ مِنْ مُلْكِهِمْ. مِنْ مُلْكِهِ يُورِثُ بَنِيهِ، لِكَيْلاَ يُفَرَّقَ شَعْبِي، الرَّجُلُ عَنْ مِلْكِهِ»."

قانون الميراث. قارن مع رو 8 "أن كنا أولاداً فإننا ورثة أيضاً ورثة الله ووارثون مع المسيح رو 8 : 16، 17". وهكذا نحن أولاد الله والله يعطينا ميراثاً من ملكه (18). والأبناء فقط يرثون للأبد (16) أما العبد فيتمتع ببركات مؤقتة مادية.

 

الآيات (19-24):- " 19ثُمَّ أَدْخَلَنِي بِالْمَدْخَلِ الَّذِي بِجَانِبِ الْبَابِ إِلَى مَخَادِعِ الْقُدْسِ الَّتِي لِلْكَهَنَةِ الْمُتَّجِهَةِ لِلشِّمَالِ، وَإِذَا هُنَاكَ مَوْضِعٌ عَلَى الْجَانِبَيْنِ إِلَى الْغَرْبِ. 20وَقَالَ لِي: «هذَا هُوَ الْمَوْضِعُ الَّذِي تَطْبُخُ فِيهِ الْكَهَنَةُ ذَبِيحَةَ الإِثْمِ وَذَبِيحَةَ الْخَطِيَّةِ، وَحَيْثُ يَخْبِزُونَ التَّقْدِمَةَ، لِئَلاَّ يَخْرُجُوا بِهَا إِلَى الدَّارِ الْخَارِجِيَّةِ لِيُقَدِّسُوا الشَّعْبَ». 21ثُمَّ أَخْرَجَنِي إِلَى الدَّارِ الْخَارِجِيَّةِ وَعَبَّرَنِي عَلَى زَوَايَا الدَّارِ الأَرْبَعِ، فَإِذَا فِي كُلِّ زَاوِيَةٍ مِنَ الدَّارِ دَارٌ. 22فِي زَوَايَا الدَّارِ الأَرْبَعِ دُورٌ مُصَوَّنَةٌ طُولُهَا أَرْبَعُونَ وَعَرْضُهَا ثَلاَثُونَ. لِلزَّوَايَا الأَرْبَعِ قِيَاسٌ وَاحِدٌ. 23وَمُحِيطَةٌ بِهَا حَافَةٌ حَوْلَ الأَرْبَعَةِ، وَمَطَابِخُ مَعْمُولَةٌ تَحْتَ الْحَافَاتِ الْمُحِيطَةِ بِهَا. 24ثُمَّ قَالَ لِي: «هذَا بَيْتُ الطَّبَّاخِينَ حَيْثُ يَطْبُخُ خُدَّامُ الْبَيْتِ ذَبِيحَةَ الشَّعْبِ». "

راجع الرسم فى مقدمة الإصحاح( 42). فالرب حدد مواضع للكهنة للطبخ فى مخادعهم فى الدار الداخلية. كما حدد مواضع أخرى فى أطراف الدار الخارجية فى الأربعة أركان . كما حدد أماكن للخبيز. وشتان بين من يدخل الدار الداخلية وبين من يبقى فى الدار الخارجية. فالدار الداخلية تشير للعمق والخارجية تشير للسطحيات لكن الله فى محبته لا يترك أحد جائعاً ما دام قد دخل إلى الشركة مع السيد المسيح إنه يعطى الجميع من مقدساته. ولكن يليق بنا أن ندخل دوماً للداخل فتكون لنا شركة حياة داخلية معه وشبع من مقدساته. ولا يخرجوا بالتقدمة إلى الدار الخارجية ليقدسوا الشعب = حتى يفهم هذا القول راجع حجى 2 : 11، 12 فيبدو أن بعض الكهنة إتخذوا من المقدسات وسائل للتجارة. يأخذون المقدسات للشعب ليلمسها الشعب ويوهمونهم أنهم بهذا يتقدسون ويتقاضون عن هذا أجراً والمعنى لا تتاجروا بالمقدسات.

المطابخ = هناك مطابخ للكهنة، وهناك مطابخ فى كل ركن من الأربع أركان (راجع الرسومات فى مقدمة إصحاح 42 وأيضاً الرسم المقابل لتفسير الآيات 27:40-37. والمطابخ هى أماكن إعداد الطعام للشبع. والمعنى أن على الكاهن فى خلوته أن يشبع بالمسيح، ليعطى الشبع للمؤمنين، والشبع بالمسيح متاح للعالم أجمع، هذا معنى وجود المطابخ فى ال 4 أركان، فرقم 4 يشير للعمومية.

آية 22 :- 40 × 30 =40( مدة يعقبها بركة أو تأديب 30 (رقم النضج). والخدمة هدفها أن ينضج المؤمن. ولكن الله يعطى فرصة محددة.