الإصحاح الثالث

 

آية (1):- "1وَقَالَ الرَّبُّ لِي: «اذْهَبْ أَيْضًا أَحْبِبِ امْرَأَةً حَبِيبَةَ صَاحِبٍ وَزَانِيَةً، كَمَحَبَّةِ الرَّبِّ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ وَهُمْ مُلْتَفِتُونَ إِلَى آلِهَةٍ أُخْرَى وَمُحِبُّونَ لأَقْرَاصِ الزَّبِيبِ»." 

المرأة المذكورة هنا هي نفس المرأة المذكورة في الإصحاح الأول وقد تكون هربت من بيت الزوجية وباعت نفسها للفساد. فصارت عبدة وفقدت حريتها وعاد النبي وحررها واشتراها. والأمر هنا أَحْبِبِ = أي لا أن يتزوجها فقط بل عليه أن يحبها، يحب هذه الزانية، هذا يؤكد محبة الله لشعبه وشوقه للاتحاد به وكأن الله يقول لهوشع هل تقدر أن تحب امرأة كهذه مع كل ما فعلته. ولكنني أنا الله أحب إسرائيل رغم كل ما تفعله. وهناك رأى بأن هذه المرأة حين عرفها هوشع أولاً كانت طاهرة وعفيفة ثم انحرفت وصارت من ناذرات أنفسهن للزنا في هياكل الأوثان، ولقد تزوجها هوشع ولكنها تركته وخانته وذهبت لهياكل الأوثان. وهذا يماثل ما حدث مع شعب إسرائيل، فلقد اختار الله أباء إسرائيل شعبا ًله وهم إبراهيم واسحق ويعقوب وكانوا طاهرين ولكن أولادهم خانوه وعبدوا الأوثان، وبعد أن حررهم من أرض مصر وصاروا له شعباً عادوا وزنوا من ورائه. وَمُحِبُّونَ لأَقْرَاصِ الزَّبِيبِ = هذه هي تقدمات إسرائيل لأصنامهم كأن البعل أعطاهم هذه الكروم.

 

آية (2):- "2فَاشْتَرَيْتُهَا لِنَفْسِي بِخَمْسَةَ عَشَرَ شَاقِلَ فِضَّةٍ وَبِحُومَرَ وَلَثَكِ شَعِيرٍ. "

ثمن العبد 30 شاقل فضة (خر32:21) والثمن المدفوع هنا 15 شاقلاً مع حومر ولثك شعير = وهذا أقل من ثمن العبد فهي بالخطية فقدت كرامتها ومجدها. بل كان تقييمها بالشعير أكل الفقراء والحيوانات. وقارن هذا بأن الله أعطاهم أرضاً تفيض لبناً وعسلاً وحنطة (مز16:81) وشراء هوشع لها يشير لشراء المسيح لنا بدمه. واللثك = 1/2    حومر (نوع من المكاييل).

 

آية (3):- "3وَقُلْتُ لَهَا: «تَقْعُدِينَ أَيَّامًا كَثِيرَةً لاَ تَزْنِي وَلاَ تَكُونِي لِرَجُل، وَأَنَا كَذلِكَ لَكِ»."

كان الله يمكنه رفضهم نهائياً حسب الناموس. وهو هنا يعرض عرضاً جديداً فهم أصبحوا له شعباً وهو لهم إلهاً. وَأَنَا كَذلِكَ لَكِ. ولكن عليها أن تقعد أياماً كثيرة في عزلة، كأرملة مهجورة حزينة. هذا يذكرنا بقصة مريم في برصها حين تحدت موسى أخيها فأبقاها الله 7 أيام في برصها (عد14:12). وكان عليها في خلال هذه المدة أن تذكر خطاياها وتخجل وتشعر بقيمة تحريرها.وعليهم أن لا يعودوا لزناهم وأنطبق هذا بالنسبة لليهود في السبي، وبالرغم من أن الله أرسلهم للسبي فهو لم يرفضهم. وهذا ينطبق الآن عليهم لأنهم رفضوا المسيح فلم يعد الله عريساً لهم، وهم الآن كما في أيام السبي محرومين من ممارسة شعائرهم الدينية وعبادتهم ومؤسساتهم الدينية.

 

آية (4):- "4لأَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ سَيَقْعُدُونَ أَيَّامًا كَثِيرَةً بِلاَ مَلِكٍ، وَبِلاَ رَئِيسٍ، وَبِلاَ ذَبِيحَةٍ، وَبِلاَ تِمْثَال، وَبِلاَ أَفُودٍ وَتَرَافِيمَ. "

هذا ما حدث في السبي فكانوا بلا ملك وبلا هيكل. وَبِلاَ أَفُودٍ = ملابس رئيس الكهنة. وغالباً فألاَفُودٍ وَتَرَافِيمَ هم الأوريم والتميم اللذين كان بها رئيس الكهنة يستشير الرب، وهما حجارتين بلونين مختلفين يوضعان على صدرة رئيس الكهنة، ومعنى ما سبق أنهم سيكونوا بلا كهنوت.

 بِلاَ تِمْثَال = الكلمة الأصلية "نصب" أو "عمود" مثل النصب الذي أقامه يعقوب حين رأي السلم والمعنى أنهم سيكونوا بلا علاقات تشير لرؤى من السماء. فالنصب يكون تذكاراً لمثل هذه الرؤي.

 

آية (5):- "5بَعْدَ ذلِكَ يَعُودُ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَيَطْلُبُونَ الرَّبَّ إِلهَهُمْ وَدَاوُدَ مَلِكَهُمْ، وَيَفْزَعُونَ إِلَى الرَّبِّ وَإِلَى جُودِهِ فِي آخِرِ الأَيَّامِ. "

بعد فترة الحرمان هذه يعودون كعروس لله. وقد تم هذا جزئياً في عودة اليهود من السبي. وقد تشير هذه الآية لإيمان اليهود بالمسيح في أواخر الأيام بعد طول مدة رفضهم لهُ. وقد تعني طول هذه المدة = أياماً كثيرة لا تكوني لرجل مع أنها لا تزنى = أي لا تعبد الأوثان ولكنها رافضة للمسيح. وَدَاوُدَ مَلِكَهُمْ = قطعاً هذه تشير للمسيح أصل وذرية داود. وَيَفْزَعُونَ إِلَى الرَّبِّ = حينما يشرق نور التوبة في قلوبهم يشعرون بالظلمة التي كانت فيهم أو كانوا هم فيها. يَفْزَعُونَ هذه مثل "تمموا خلاصكم بخوف ورعدة" (في12:2) وقد تعني أنه مع ضيق الأيام الأخيرة وفزعهم من هذا الضيق سيلجأون للمسيح في فزع مؤمنين أن هذا الضيق سببه أنهم تركوا المسيح وصلبوه.