ولد بمدينة الاسكندرية سنة 296م من والدين مصريين ..\"1\" \"يدلك على قبطية اثناسيوس للقديس انطونيوس الذى لم يكن يعرف غير اللغة القبطية ..ولما كان اثناسيوس برومية بعث لرهبان مصر برسالة مكتوبة بلغتهم ولغته القبطية
..وقال مؤلف كتاب \" الدار المنظوم \" ص 30 وهو مارونى \"ان اثناسيوس لما كان يكتب باللغة اليونانية احصى بين ابناء الكنيسة اليونانية مع كونه قبطيا
 \" ,وقال العلامة ستانلى \" ان اوصاف شعره تشبه اوصاف شعر الموميات المصرية المحنطة اى \" شعر خفيف اسمر اللون ضارب الى الحمرة \"ولا عبرة بأن اسمه قد يغرى على الحكم بأنه يونانى اذ نجد فى التاريخ اسما يونانيا بحتا مثل \" انطون \" قد تسمى به لا مشاحة فى انه قبطى صميم \"  الكرمة 9 : 4 ص 184 \" .
..كان والدى اثناسيوس مصريين وثنيين ,كانا معتبرين لكثرة غناهما وشريف نسبهما , وكان وحيدا لهما , وتوفى والده وهو صغير , وحينما بلغ سن الرشد اخذت والدته تحسن له الزواج الا انه كان يرفض حتى انها سلطت عليه احدى البغيات لتفسد عفته فلم تفلح لان اثناسيوس كان يحب عشرة الله والاتقياء الذين نذروا انفسهم للرب ,ورغب هو ايضا ان يكون واحدا منهم وبعد ذلك امنت امه وتعمدت على يد البطريرك الكسندروس .
..وذات يوم بينما كان البابا الكسندروس منتظرا مجئ بعض الاكليروس لتناول الطعام معهم وكان جالسا فى الشرفة كان بعض الغلمان يلعبون وكان ضمنهم اثناسيوس وكان يعمدهم اثناسيوس, ولما سألهم البطريرك ماذا يفعلون عرف ان اثناسيوس يعمد بعض الوثنين بطريقة صحيحة ,وبعد مناقشات دارت بين البطريرك والاكليروس اتفق رأيهم على الاعتراف بصحة ذلك العماد والاكتفاء بأجراء خدمة التثبيت للمتعمدين
ثم رشحوا اثناسيوس بعد ذلك لرتبة الكهنوت ...واصبح اثناسيوس تلميذا لقداسة البابا الكسندروس واخذه من امه ووضعه فى البطريركية واعتنى به وبتهذيبه وتثقيفه بالعلوم ,فبرع اثناسيوس براعة عجيبة ونال حظا وافرا من العلوم اللاهوتية والفلسفية حتى فاق اهل عصره فضلا عما كان متوشحا به من التقوى والقداسة ...
وقيل ايضا انه كان تلميذا للقديس انطونيوس ابى الرهبان واقتبس عنه فضائل النساك والمتعبدين ...وعندما كان اثناسيوس تلميذا اصدر سنة 318م رسالة الى الوثنين دلت على غزارة مادته وقوة حجته فكان ذلك سببا فى ان اعجب به البابا الكسندروس فرسمه شماسا وبعد ذلك صار رئيس شمامسة الكرسى البطريركى سنة 319م ,ثم صار مساعد البطريرك يحيل عليه المشكلات والمعضلات ليكشف عن غوامضها ...وفى هذه الاثناء ظهرت مواهب اثناسيوس مع حداثة سنة وهو الذى حضر المجمع الاسكندرى سنة 319موامضى كرئيس شمامسة رسالة بطريركة ضد ارسيوسكما وجد اسمه محرا فى اكثر الرسائل البطريركية
 ...ثم تقدم فى الحرب ضد اريوس واستصحبه البطريرك معه الى مجمع نيقية ,وهناك اخذ اثناسيوس رئيس الشمامسة ومشير البطريرك يفند اراء الاريوسيين ويبطل ادلتهم ويدحض براهينهم واظهر من الغيرة على ازلية المسيح ما جعله موضوع اعجاب اباء مجمع نيقية كلهم فأندهشوا من حذاقة لبه وصحة فكره حتى قيل ان قسطنطين الملك قال له قبل انفضاض المجمع كأنه يتنبأ له \" انت بطل كنيسة الله \"
 ...وقال سقراط المؤرخ الكنسى\" ان فصاحة اثناسيوس فى المجمع النيقاوى قد جرت عليه كل البلايا التى صادفته فى حياته \"مع ان اباء المجمع احتجوا على وجوده بصفته رئيس شمامسة فقط لكنه بعد افتتاح الجلسة صار يتكلم ويحاج خصومه كأنه هو بابا الاسكندرية بعينه ...وبعد نياحة البابا الكسندروس انتخب اثناسيوس خلفا له بناء على وصيته , ومع ان اثناسيوس حاول الافلات من عبئ هذه الوظيفة الا ان الكنيسة لم تجد من يليق لها اكثر منه فبحثوا عنه كثيرا حتى وجدوه فى مكان اختبأ به فأحضروه بفرح شديد ورفعوه الى رتبة البطريركية فى اواخر سنة 326م ,
 وفى شهر بشنس سنة 43 فى عهد قسطنطين قيصر وكان عمره وقتئذ 28 سنة ووضع عليه الايدى لاول مرة خمسون اسقفا من اساقفة الكراسى المجاورة وقد حاول الاريوسيون ان يمنعوا انتخابه خوفا من مقاومته لهم فلم يفلحوا ....هذا هو اثناسيوس بطل الارثوذكسية العظيم الذى قيل ان الله انتخبه ليريه كم ينبغى ان يتألم من اجل اسمه
فذهبوا الى الملك قسطنطين الكبير بأن ارتسامه لم يكن قانونيا ولكن كثيرين من الارثوذكسين اثبتوا حقيقة ارتسامه ومنهم القديس \"\"\"\" باخوميوس الناسك المصرى \"\"\"\" الذى حين ارتقا البابا اثناسيوس الى الكرسى رأى رؤيا وفيها قال روح الله :\" انى قد اقمت اثناسيوس عمودا ونورا لكنيستى وستناله شدائد وتلقى عليه تهم كثيرة لاجل مناضلته عن حق الديانة .. الا انه بالقوة الالهية يظفر بكل التجارب ويبشر الكنائس بحق الانجيل \"وقد اخذت بشائر هذه النبوة تظهر حالما استلم هذا الحبر عصا الرعاية .....فأنه اخذ ينشر كلمة الانجيل داخل وخارج القطر ..
وكان اول اثمار ومجهوداته
تأسيس كنيسة الحبشة ورسامة فرومتيوس اسقفا عليها سنة 330 م الامر الذى سنفصله فى اعمال ابطال الكنيسة القبطية بقسم مشاهير الكنيسة ...وقد قام البابا برحلة يتفقد فيها رعايه وذهب الى اسوان وهناك استقبله الراهبيين باخوميوس وبلامون بالمزامير ...وقد ابتدأ جهاد هذا البطل بسبب عودة المنازعات بشأن القضية الاريوسية ....وذلك ان \" كونسطاسيا \" شقيقة الملك اوصت اخاها وهى على فراش الموت بقس اريوسى اعتنت به دائما لانه كان ابا اعترافها , فلما فاز هذا الكاهن الاريوسى برضاء الملك اخذ يقنعه بمساعدة اوسابيوس اسقف قيصرية ببراءة اريوس وانه نفى ظلما ...فجازت المكيدة على قسطنطين واستدعى اريوس من منفاه وقدم للملك صورة ايمان ملتوى حسب الظاهر ارثوذكسية , فرضى قسطنطين بقبوله وارسله الى اساقفة اورشليم فقبلوه فى شركتهم اكراما لخاطر الملك , ثم عفى الملك عن كل الاريوسيين ..ثم اجتمع اسقف نيكوميديا واسقف نيقية الاريوسيين وعقدوا اجتماع بعزل بعض الاساقفة الارثوذكسيين بحجة انهم من اتباع سابليوس وارسلوا توصية الملك بأن ايمان اريوس ارثوذكسى الى البابا اثناسيوس لكى يقبل اريوس فى شركة الكنيسة ...فلما وصل المكتوب الى البابا الاسكندرى رفض رفضا باتا واعتبر الملك واساقفة نيكوميديا ونيقية مخالفين لقوانين الكنيسة ...
.ثم طرد البابا اثناسيوس اريوس من الاسكندرية فرجع الى الملك بخيبة امل , ثم ارسل البابا اثناسيوس رسالة الى الملك قسطنطين قال فيها :\" انه لا يمكنه ان يقبل فى كنيسته رؤوس الهراطقة المحرومين من المجمع النيقاوى وان الكنيسة عموما لا تقبل فى شركتها اناسا ينكرون الوهية يسوع المسيح \" ...فتوهم الملك انه يفعل ذلك لاختلاف شخصى بينه وبين اريوس
.. وكان الاريوسيون يسعون سعيا ليلطخوا صوره البابا عند الملك ..فأشاعوا بأن اثناسيوس وضع على مدينة مصر ضريبة جديدة لربح كنيسته ولعمل حلل بيضاء من الكتان \" توانى \" للآكليروس ...ولكن عناية الله سخرت له كاهنين كانا عند الملك وهما \"\"\" اليبيوس ومكاريوس \"\"\" فبرأه من هذه التهمة
 ثم حضر بعض من حزب ميليتس من الاسكندرية ووشت بالبطريرك ايضا بأنه ارسل مبلغا وافيرا من المال الى فليومنوس عدو المملكة والذى كان عازما ان يملك على مصر واقاموا ثلاثة شهود ادعو ذلك
.ومن دعاوى الاريوسيين عليه ايضا انه كسر كأسا مكرسة وهدم كنيسة ...فلآجل ذلكامر الملك بأن يحضر البطريرك اثناسيوس ويبرئ نفسه من التهم..فحضر البابا وكذب كل هذه الاشاعات ,فرده الملك الى كنيسته ومدحه فى رسالة وقال عنه انه رجل متنور من الله وان الكنيسة فى احتياج اليه لانه عالى الهمة ومحب للسلام ...ولم يكتفى الاريوسين بذلك ولم يتركوا الباباوتم اتهامه بعدة اتهامات
وعقد مجمع لمحاسبته لفحص التهم الموجهه اليهواضطر القديس اثناسيوس ان يحضر هذا المجمع بأمر من الملك واخذ معه 48 اسقفا من اساقفته وانعقد المجمع فى سنة 334م وكان اعضاء هذا المجمع اكثرهم من الاريوسيين واناب عن الملك يونيسوس من كبار الموظفين
فجاء القديس اثناسيوس الى المجمع ولكنه لم يجد كرسيا له ويجب عليه الوقوف ,فلما رأى القديس بوتامون اسقف هراقيا بأن البابا اثناسيوس واقفا كمتهم نهض من كرسيه وبعين تذرف الدموع قال لآوسابيوس القيصرى :\" من يحتمل ان تكون انت جالسا على كرسى التقدم واثناسيوس يقف كرجل مذنب .. الا تذكر اننى القيت واياك فى السجن فى زمن اضطهاد الوثنيون من اجل الايمان عدمت عينى اليمنى وانت خرجت سالما من السجن ...فكيف امكنك الخروج سالما \"..ثم تبعه القديس \" بفنوتيوس \" واخذ معه القديس مكسيموس اسقف اورشليم وخرجا من المجمع والدموع فى عيونهم ...فلم يهتم الاريوسيون بذلك
بل شرعوا يعددون ما اخترعوه من التهم الفاسدة ضد القديس اثناسيوس ...اما التهم التى وجهت الى اثناسيوس فهى
:+ انه اقترف الفسق مع بتول راهبة وادخلوا امرأة زانية ادعت فى مجمعهم بأن اثناسيوس اغتصبها وسلبها بكارتها ....فنهض تيموثاوس قس الاسكندرية موهما اياها بأنه هو اثناسيوس اذ لم تكن تعرفه وقال لها :\" انا ايتها المرأة الذى زنيت بك كرها \" ...فأجابته ... نعم انت يا اثناسيوس اغويتنى وافقدتنى عفتى التى نذرتها للرب ... ثم اجهشت فى البكاء ....الامر الذى اضحك الارثوذكسيين واخجل الاريوسيين
.+ ثم ادعوا على اثناسيوس بأنه ساحر وانه دس السم لشخص اسمه ارسانيوس اسقف هبسيل \" شطب \" وقام اثناسيوس بقطع ذراع هذا الاسقف بعد موته واستخدامها فى السحر ...فأرسل اثناسيوس شماسا لكى يبحث عن ارسانيوس لانه يعلم انه مختفى فى الصعيد ..واما ارسانيوس هذا فقدم توبة حقيقية وترك الاريوسيين وتم تخبئته لحين حضوره الى المجمع لتبرئة القديس اثناسيوس .
وفى اليوم التالى اخذو يحتجون بشدة على البطريرك لانه قتل ارسانيوس واخذوا يرفعون اليد المبتورة ويشتكون على اثناسيوس ... فقوقف القديس فى الوسط وقال ...هل يوجد فيكم من يعرف ارسانيوس .. اجابوا انهم يعرفونه ...وكان ارسانيوس مختفى فى وسط المجمع .فقام ارسانيوس فى الوسط ثم نزع البابا اثناسيوس رداء ارسانيوس عنه واظهر يديه صحيحتين ثم قال ...لمن هذه اليد الثالثة المقطوعة ؟؟؟؟ فخجلوا الاريوسيين وهرب الذى دبر هذه المكيدة واسمه يوحنا وقالوا هذا دليل على قوة سحر اثناسيوس وحاولوا قتل اثناسيوس الرسولى وكادوا يفتكون به لولا الامير ديونيسيوس خلصه من ايديهم وانقذ حياته ...
واما التهمة الاخرى التى اتهموا بها اثناسيوس ظلما ..اتهمامه بهتك حرمة الاسرار المقدسة وهدم كنيسة اسخيراس الهرطقى وحرق الكتب وتحطيم كأسا مكرسة .. .وطالب الاريوسيين بتجريد البابا اثناسيوس من رتبته الكهنوتية وعزله عن الكرسى المرقسى ... وقام الاريوسيين بتدشين كنيسة كان اقامها القيصر قسطنطين فى اورشليم سنى 335م
وتنيح البابا اثانسيوس في يوم 15 بشنس