"وأما الزنا وكل نجاسة أو طمع فلا يسم بينكم كما يليق بقديسين، ولا القباحة ولا كلام السفاهة والهزل التي لا تليق، بل لا بالحري الشكر" (أف5: 3، 4)

استأذن أبشالوم أباه الملك دواد في الذهاب إلى حبرون فقال له الملك اذهب بسلام فذهب، ومن هناك دبر كيف يغتصب من أبيه الملك، وأرسل أبشالوم إلى أخيتوفل مشير أبيه لكي يساعده في الاستيلاء على المملكة، وكانت الفتنة شديدة وكان الشعب يتزايد وراء أبشالوم فأخبروا داود فقرر الهرب ومعه أهل بيته ومحبيه وترك داود عشر نساء سراري (جواري) لحفظ البيت، فخرج الملك وكل الشعب المحب وراءه تاركين القصر، ولما دخل أبشالوم أورشليم سأل أخيتوفل المشورة لأنه كان مشهوراً بحكمته فأشار عليه قائلاً:" ادخل إلى سراري أبيك اللواتي تركهن لحفظ البيت فيسمع كل إسرائيل أنك صرت مكروهاً من أبيك فتتشدد أيدي جميع الذين معك"

  • كان جميع الشعب يدركون مدى محبة داود الشديدة لابنه أبشالوم ولربما اعتقدوا أنه قد يأتي يوم يتصالح الملك وابنه ولكن أخيتوفل أراد بمشورته الشريرة أن يظهر أبشالوم للجميع عدم محبته وبغضته الشديدة لأبيه، أشارعليه أن يصنع الشر بسراري داود أبيه لكي يكرهه ابوه عندما يعلم قباحة ما فعله. تخيل أخيتوفل أن الشعب التابع لأبشالوم سيتشجع- عندئذ- لمساندة أبشالوم لأنهم بذلك قد تأكدوا من هوة الخلاف والكراهية بين الأب وابنه.
  • إن التصرفات والإهانات القبيحة لا تصدر من المحب أبداً لأن المحب حتى وإن غضب أو احتد فهو يخشى أن يسيء لأحبائه. هو أمين ومحب لهم تحت كل الظروف، وهو يرى أن اختلافه مع أحبائه مؤقت وقريباً سيزول ويعود الود، وعندما يختلف مع أحد لا يريد أن يسيء إليه لأنه يختلف لأجل أمر معين. أما شخص من يختلف معه فهو محبوب إليه ولا يحتمل أن يحزنه بالإساءة له، وهو لايريد أن يزيد من هوة الخلاف لكنه يريد أن ينهي الخلاف سريعاً، لذلك فهو حريص ألا يوجه للآخرين إساءات موجعة سواء بالكلام أو بالتصرفات.

أخي....أختي:

درب ذاتك على حسن معاملة الجميع وبالأخص من هو قريب إليك (زوج،زوجة، أخ، أخت، أحد الوالدين أو الأصدقاء) وإن اختلفت مع غيرك فليكن رد فعلك منضبطاً فلا تتفوه بألفاظ لا تليق، ولا تحاول تحقير غيرك بوصفه أو اتهامه بأمور أو صفات مخزية، ولا تجرح غيرك بالإيذاء البدني أو النفسي. وبالإجمال لا يليق بك كابن لله أن تفعل أو تتكلم بما هو قبيح لأن المولود من الله محب البشر القدوس يمنع نفسه عن كل شر وشبه شر.