أرواح الشهداء هي أرواح قديسة لها صورة الله في المحبة. تطهرت قلوبهم من الحقد والكراهية، لكنهم ينتظرون مُلكَ الرب يسوع، وخضوع جميع أعدائه تحت قدميه، فليس من المعقول إذاً أنهم يحقدون وينتظرون النقمة والتشفي بعد أن فازوا برضا الله. لكنهم ينتظرون سيادة الله وملكوته الأبدي.19 والآن لنتناول من خلال النقاط التالية شرح ذلك تفصيلاً:

أولاً: الشهداء لا يخصون قاتليهم بالذات، ودليل ذلك ما يلي:

  • الشهداء لا يطالبون بالانتقام ممن قد تاب وغفر له الرب خطاياه:

ليست هذه مطالبة بالانتقام من كل القاتلين لهؤلاء الشهداء القديسين، ولعلنا نتساءل هل القديس إسطفانوس رئيس الشماسة، وأول الشهداء يطلب الانتقام من القديس بولس الرسول؛ لأنه كان محرضاً وراضياً بقتله؟! بالطبع لا؛ لأنه قد غفر له بحب منذ زمان بعيد قائلاً لله من لأجله: "... «يَارَبُّ، لاَ تُقِمْ لَهُمْ هذِهِ الْخَطِيَّةَ» ..." (أع٧: ٦٠). إن توبة القديس بولس قد أراحت قلبه، وجعلته صديقاً وأخاً له. وهل يغامر القديس إسطفانوس، ويطلب انتقاماً فلا يغفر له بحسب قول الرب الصادق: "فَإِنَّهُ إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَّلاَتِهِمْ، يَغْفِرْ لَكُمْ أَيْضًا أَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ. وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا لِلنَّاسِ زَّلاَتِهِمْ، لاَ يَغْفِرْ لَكُمْ أَبُوكُمْ أَيْضًا زَّلاَتِكُمْ." (مت٦: ١٤- ١٥). وهل هذه الأرواح الطاهرة يمكن أن تُخِطأ هكذا في السماء.؟!

  • الشهداء لا يخصون قاتليهم الذين مازال الرب يتمهل عليهم بل يطلبون توبتهم وخلاصهم: دليل ذلك طلبة القديس إسطفانوس السابقة لأجل مضطهديه، الذين لم يفقد القديسين الرجاء في توبتهم في يوم من الأيام، وبالفعل تحقق رجاءه بتوبة معلمنا بولس الرسول. إن الشهداء القديسون يطلبون خلاص الكل، ولا يريدون هلاك أحد حتى لو كان ذلك قاتلهم، وهل هم يتضرعون لله قائلين: "لتكن مشيئتك". ؟ وفي نفس الوقت يطلبون انتقاماً من إخوتهم الذين مازال الرب يطيل أناته عليهم ويقتادهم للتوبة كقول معلمنا بولس الرسول: "أَمْ تَسْتَهِينُ بِغِنَى لُطْفِهِ وَإِمْهَالِهِ وَطُولِ أَنَاتِهِ، غَيْرَ عَالِمٍ أَنَّ لُطْفَ اللهِ إِنَّمَا يَقْتَادُكَ إِلَى التَّوْبَةِ؟" (رو٢: ٤). لقد أعلن القديس بولس الرسول عن مسرة قلبه لخلاص إخوته الذين ظلموه واضطهدوه قائلاً: "فَإِنِّي كُنْتُ أَوَدُّ لَوْ أَكُونُ أَنَا نَفْسِي مَحْرُومًا مِنَ الْمَسِيحِ لأَجْلِ إِخْوَتِي أَنْسِبَائِي حَسَبَ الْجَسَدِ،" (رو٩: ٣).
  • لم يطلبوا النقمة من قاتليهم بصفة شخصية، بل من "الساكنين على الأرض" فمن هم هؤلاء؟: قول الشهداء الساكنين على الأرض لا يعني بالضرورة قاتليهم، بل يعني بالأولى الأرضيين المتمسكين بشرور الأرض، وذلك لما يلي:

١.  ليس منطقياً أن يكون هؤلاء الأشرار مازالوا على قيد الحياة: فقد يكون من ظلم هؤلاء الشهداء قد ماتوا منذ زمن طويل لأن قولهم: "حتى متى أيها السيد..." تعني أن انتظار الشهداء قد طال، وتعني أيضاً أن هؤلاء الأشرار لم يتوبوا، لأنهم لو تابوا لصاروا في عداد القديسين كمعلمنا بولس الرسول، أو قد يكونون قد ماتوا وهلكوا بشرورهم غير تائبين ولهذا نسبوا لسكان الأرض.

٢. هم الأشرار الهالكون: بالبحث عن هذه العبارة في سفر الرؤيا والتي تكررت في سفر الرؤيا عدة مرات نجد أن استعمالها قد ارتبط بضربات، وعقاب الأشرار المؤكد هلاكهم، الذين أسماؤهم ليست مكتوبة في سفر الحياة (أتباع إبليس رئيس هذا العالم)، ومن أمثلة الشواهد المؤكدة على ذلك ما يلي:

     "فَسَيَسْجُدُ لَهُ جَمِيعُ السَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ، الَّذِينَ لَيْسَتْ أَسْمَاؤُهُمْ مَكْتُوبَةً مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ فِي سِفْرِ حَيَاةِ الْخَرُوفِ الَّذِي ذُبِحَ." (رؤ١٣: ٨).

"الْوَحْشُ الَّذِي رَأَيْتَ، كَانَ وَلَيْسَ الآنَ، وَهُوَ عَتِيدٌ أَنْ يَصْعَدَ مِنَ  الْهَاوِيَةِ وَيَمْضِيَ إِلَى الْهَلاَكِ. وَسَيَتَعَجَّبُ السَّاكِنُونَ عَلَى الأَرْضِ، الَّذِينَ لَيْسَتْ أَسْمَاؤُهُمْ مَكْتُوبَةً فِي سِفْرِ الْحَيَاةِ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، حِينَمَا يَرَوْنَ الْوَحْشَ أَنَّهُ كَانَ وَلَيْسَ الآنَ، مَعَ أَنَّهُ كَائِنٌ." (رؤ١٧: ٨).

الاستنتاج:

الشهداء القديسون لا يطلبون النقمة بصفة محددة كل واحد من قاتله، بل يطلبون النقمة  بصفة عمومية من الأشرار الظالمين الذين لا رجاء فيهم. إنهم يطلبون سرعة مجيء يوم الدينونة.

ثانياً: طلب النقمة من الأشرار الهالكين هو مطلب عادل وحق؟!:

  • الله يُقَدّرُ آلام المظلومين: لا يلوم الله من يصرخ له من الظلم والقهر؛ لأنه تألم مجرباً مثلنا، لكنه يعضده ويسنده في ضيقه، ويستجيب لصراخه كقول الكتاب: «لاَ تَظْلِمْ أَجِيرًا مِسْكِينًا وَفَقِيرًا مِنْ إِخْوَتِكَ أَوْ مِنَ الْغُرَبَاءِ الَّذِينَ فِي أَرْضِكَ، فِي أَبْوَابِكَ. فِي يَوْمِهِ تُعْطِيهِ أُجْرَتَهُ، وَلاَ تَغْرُبْ عَلَيْهَا الشَّمْسُ، لأَنَّهُ فَقِيرٌ وَإِلَيْهَا حَامِلٌ نَفْسَهُ، لِئَلاَّ يَصْرُخَ عَلَيْكَ إِلَى الرَّبِّ فَتَكُونَ عَلَيْكَ خَطِيَّةٌ." (تث٢٤: ١٤- ١٥). يحذر الله من مضايقة المساكين، وظلمهم. إن صراخ الشهداء في هذه الآيات يعبر عن شوق الشهداء لإنهاء مملكة ودولة الشر، التي مازالت تسود حتى وقت صراخهم. إنهم يتضرعون إلى الله ليسرع في مجيئه.
  • مشيئة الله تتحقق بإنفاذ عدالته: المطالبة بتحقيق عدالة الله أمر لا يخالف مشيئة الله، الذي عَلَّمنا أن نطلب في الصلاة من أجل مجيء وسيادة ملك الله بحسب قوله لتلاميذه القديسين: "... مَتَى صَلَّيْتُمْ فَقُولُوا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ، لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ، لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذلِكَ عَلَى الأَرْضِ." (لو١١: ٢). إن سيادة ملكوت الله لا تتحقق إلا بدينونة وهلاك الشيطان واتباعه.
  • طلب العدالة أمر مقدس لا علاقة له بالكراهية والأحقاد: لقد علمنا الكتاب ألا ننتقم لأنفسنا بل نترك أمر مجازاة الأشرار لعدل الله في يوم الغضب (الدينونة) قائلاً: "لاَ تَنْتَقِمُوا لأَنْفُسِكُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، بَلْ أَعْطُوا مَكَانًا لِلْغَضَبِ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ:«لِيَ النَّقْمَةُ أَنَا أُجَازِي يَقُولُ الرَّبُّ. فَإِنْ جَاعَ عَدُوُّكَ فَأَطْعِمْهُ. وَإِنْ عَطِشَ فَاسْقِهِ. لأَنَّكَ إِنْ فَعَلْتَ هذَا تَجْمَعْ جَمْرَ نَارٍ عَلَى رَأْسِهِ». لاَ يَغْلِبَنَّكَ الشَّرُّ بَلِ اغْلِبِ الشَّرَّ بِالْخَيْرِ." (رو١٢: ١٩- ٢١). ونلاحظ أن قول الوحي الإلهي لا تنتقموا لأنفسكم جاء بعده قوله: "بل أعطوا مكاناً للغضب". إن عدم الانتقام للنفس لا يمنع من تسليم الأمر لله، وهذا بدليل قوله اعطوا مكاناً للغضب أي اتركوا لله الدينونة. إننا  نثق أن الله سَيُجَازي الأشرار بحسب أعمال ظلمهم. أما نحن أولاده فعلينا أن نحب أعدائنا ونُطعِمَهُم إذا جاعوا... ولا تعارض بين تسليم الأمر لله الذي نؤمن بعدالته، وبين الغفران والحب للأعداء ما دام الله مازال متمهلاً  عليهم (لم يأت وقت دينونته بعد). لقد قيل عن الرب يسوع: "الَّذِي إِذْ شُتِمَ لَمْ يَكُنْ يَشْتِمُ عِوَضًا، وَإِذْ تَأَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يُهَدِّدُ بَلْ كَانَ يُسَلِّمُ لِمَنْ يَقْضِي بِعَدْل." (١بط٢: ٢٣). إذاً فتسليم أمر إدانة الأشرار لله هو تطبيق طبيعي لحقيقة إيماننا بالله كديان عادل.

ثالثاً: طلبة الشهداء هي مجد الله :

  • يتمجد الله بإعلان عدالته يوم الدينونة: لقد تجلى مجد الله بتجسده من خلال خدمته وتعاليمه، ثم من خلال آلامه، وصلبه وفدائه. وبالإجمال أظهر التجسد بر الله ورحمته وقداسته وحبه، وإتضاعه و… و… أما يوم دينونة الله، أو يوم الرب كما يُسَميه الكتاب المقدس فهو يوم مجد الله بسبب عدالته وغلبته. لقد وصف القديس يوحنا الرائي فرحة الملائكة والقوات السمائية قائلاً: وَسَمِعْتُ مَلاَكَ الْمِيَاهِ يَقُولُ:«عَادِلٌ أَنْتَ أَيُّهَا الْكَائِنُ وَالَّذِي كَانَ وَالَّذِي يَكُونُ، لأَنَّكَ حَكَمْتَ هكَذَا. لأَنَّهُمْ سَفَكُوا دَمَ قِدِّيسِينَ وَأَنْبِيَاءَ... «نَعَمْ أَيُّهَا الرَّبُّ الإِلهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ! حَق وَعَادِلَةٌ هِيَ أَحْكَامُكَ». (رؤ١٦: ٥- ٧).
  • يوم الدينونة هو يوم نصرة الحق والقداسة: يشتاق كل مؤمن أن يرى الحق والحب والقداسة، والبر الذي آمن به ينتصر على الشر والعنف، والمكر. لقد انتظر كثيرون وعد الله بانتصار الحملان بوداعتهم على الذئاب المفترسة، إنهم منتظرون يوم الرب الذي فيه تفوز الحملان بالحياة الأبدية وينهزم الأشرار خاضعين عند قدمي الرب يسوع حمل الله، الذي بلا عيب. نعم سنفرح لفناء الشر، وليس لهلاك الأشرار. وسنفرح بالله وبحكمته المقدسة، وتدبير خلاصه الذي انتصر على الشر. أنه يوم النصرة والفرح الذي يشتهيه هؤلاء الشهداء القديسين، وفيه يرتلون ترنيمة الغلبة مع موسى النبي قائلين:"... عَظِيمَةٌ وَعَجِيبَةٌ هِيَ أَعْمَالُكَ أَيُّهَا الرَّبُّ الإِلهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ! عَادِلَةٌ وَحَق هِيَ طُرُقُكَ يَا مَلِكَ الْقِدِّيسِينَ! مَنْ لاَ يَخَافُكَ يَارَبُّ وَيُمَجِّدُ اسْمَكَ؟ لأَنَّكَ وَحْدَكَ قُدُّوسٌ، لأَنَّ جَمِيعَ الأُمَمِ سَيَأْتُونَ وَيَسْجُدُونَ أَمَامَكَ، لأَنَّ أَحْكَامَكَ قَدْ أُظْهِرَتْ». (رؤ١٥: ٣- ٤).
  • الوحي الإلهي سبق ونطق بمجد يوم الرب العظيم:

رأى داود النبي بروح النبوة يوم الرب فتهلل بلسان الشهداء والقديسون في المزمور التاسع معطياً المجد لله. لقد عدد النبي أسباب فرحه وشوقه لهذا اليوم. وفيما يلي نوجز تلك الأسباب:

١. لأنه يوم إقامة الحقوق: "عِنْدَ رُجُوعِ أَعْدَائِي إِلَى خَلْفٍ، يَسْقُطُونَ وَيَهْلِكُونَ مِنْ قُدَّامِ وَجْهِكَ" (مز٩: ٣).

٢. إنه يوم جلوس الله قاضياً لتحقيق العدالة وإزالة المظالم: لقد قبل الشهداء الظلم لأجل الرب الديان العادل وهم فرحون على رجاء المجد الآتي، لكن ما ظلموا به لن يمحى بدون إقامة الحق: " لأَنَّكَ أَقَمْتَ حَقِّي وَدَعْوَاي جَلَسْتَ عَلَى الْكُرْسِيِّ قَاضِيًا عَادِلاً.” (مز٩: ٤).

٣. إنه يوم إهلاك الشرير ومحو اسمه، وخرابه إلى الأبد لتصبح الأرض للرب ولمسيحه: " انْتَهَرْتَ الأُمَمَ. أَهْلَكْتَ الشِّرِّيرَ. مَحَوْتَ اسْمَهُمْ إِلَى الدَّهْرِ وَالأَبَدِ. اَلْعَدُوُّ تَمَّ خَرَابُهُ إِلَى الأَبَدِ... " (مز٩: ٥- ٦).

٤. يوم الفرح باستجابة الرب وبتحقيق وعوده بالنصرة: " رَنِّمُوا لِلرَّبِّ السَّاكِنِ فِي صِهْيَوْنَ، أَخْبِرُوا بَيْنَ الشُّعُوبِ بِأَفْعَالِهِ. لأَنَّهُ مُطَالِبٌ بِالدِّمَاءِ. ذَكَرَهُمْ. لَمْ يَنْسَ صُرَاخَ الْمَسَاكِينِ." (مز ٩: ١١- ١٢). إن دماء الأبرار تصرخ لله ومازالت تصرخ. كقول الرب لقايين الشرير: "... مَاذَا فَعَلْتَ؟ صَوْتُ دَمِ أَخِيكَ صَارِخٌ إِلَيَّ مِنَ الأَرْضِ" (تك٤: ١٠). لن تكف دماء المظلومين عن الصراخ حتى تتحقق عدالة الله ودينونته.

٥. إنه يوم الخلاص والنجاة من الهلاك الأبدي الذي أعده العدو الشرير للصديقين، وهو أيضاً هو يوم خلاص من العدو الشرير إلى الأبد:"... يَا رَافِعِي مِنْ أَبْوَاب ِالْمَوْتِ، لِكَيْ أُحَدِّثَ بِكُلِّ تَسَابِيحِكَ فِي أَبْوَابِ ابْنَةِ صِهْيَوْنَ، مُبْتَهِجًا بِخَلاَصِكَ. تَوَرَّطَتِ الأُمَمُ فِي الْحُفْرَةِ الَّتِي عَمِلُوهَا. فِي الشَّبَكَةِ الَّتِي أَخْفَوْهَا انْتَشَبَتْ أَرْجُلُهُمْ.". (مز9: ١٣- ١٥).

الخلاصة:

إن الله هو الكامل في رحمته، وهو الكامل أيضاً في عدالته. أما نحن كأبناء لله فعلينا أن نثبت وجوهنا نحوه لنعرف مشيئته ولنعمل مرضاته. نحن نثق في الله القدوس، ولذلك نغفر للمسيئين إلينا كما أوصانا الرب، ونطعم ونسقي عدونا؛ لأن الرب أوصانا بحبه، ونحن أيضاً نمجد عدالة الله ونطلبها لمن قد امتلأ كأس غضب الله من نحوه. فإن قضى الرب بهلاك الشيطان وأعوانه الأشرار بحسب دينونته العادلة فمن هذا الذي يجرؤ أن يدعي أن له حباً أو شفقة أكثر من الله أو يجرؤ على  التشكيك في عدالة الله، الذي شهد الكتاب لكماله قائلاً: "حَاشَا! بَلْ لِيَكُنِ اللهُ صَادِقًا وَكُلُّ إِنْسَانٍ كَاذِبًا. كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «لِكَيْ تَتَبَرَّرَ فِي كَلاَمِكَ، وَتَغْلِبَ مَتَى حُوكِمْتَ".(رو٣: ٤). إننا نسلم أمر الشيطان وأعوانه من الظَلّمة والقَتلة لعدالة الله في يوم الدينونة، وما علينا نحن غير التمتع بصلاحه وتمجيد حكمته وأحكامه في فرح، وهذا ما فعله هؤلاء الشهداء الذين طلبوا مجد الله بإدانتهم للشر وطلب سرعة انتهاء وفناء سلطان ملكهم إلى الأبد.