نطق الرسول العظيم بولس مسوقًا بالروح بكل ما جاء في رسالته إلى أهل كورنثوس، وقد وجه الرسول حديثه لأربعة فئات من أهل كورنثوس هم:

الفئة الأولى، المتزوجون المؤمنون

وقد أكد لهم ضرورة الالتزام بوصية الرب يسوع المسيح القائلة: "بعدم الطلاق لكل سبب"، والتي وردت في بشارة القديس متى، ولهذا قال لهم في العدد العاشر: "فأوصيهم لا أنا بل الرب".

الفئة الثانية، مَن آمن مِن المتزوجين دون إيمان شريكه في الزيجة

وقد أكد لهم الرسول أن استمرارهم في حياتهم الزوجية ليس محرمًا (ليس زنا) كما ظن البعض، وترك لهم وصية ملزمة، وأمر إلهي بعدم مفارقة شريك الزيجة، ولهذا قال لهم: "فأقول لهم أنا لا الرب"، وذلك ليبين لهم أن هذه الوصية جديدة غير وصية الرب التي تأمر بالطلاق في حالة الزنا، لأن حياة المؤمن مع غير المؤمن في هذه الحالة تكون مقدسة كقول الرسول: "لأَنَّ الرَّجُلَ غَيْرَ الْمُؤْمِنِ مُقَدَّسٌ فِي الْمَرْأَةِ، وَالْمَرْأَةُ غَيْرُ الْمُؤْمِنَةِ مُقَدَّسَةٌ فِي الرَّجُلِ. وَإِلاَّ فَأَوْلاَدُكُمْ نَجِسُونَ، وَأَمَّا الآنَ فَهُمْ مُقَدَّسُونَ" (١كو٧: ١٤).

الفئة الثالثة، هم مَن لم يتزوج بعد من الرجال والنساء

وهؤلاء أعطاهم الرسول مشورة أو رأيًا إلهيًا غير ملزم، ومع أن ما قاله الرسول غير ملزم لكنه نافع جدًا لمن سيحيا به، لأن رأي القديس موحى به من الله؛ إله المشورة والرأي السديد كقول الكتاب: "لِي الْمَشُورَةُ وَالرَّأْيُ. أَنَا الْفَهْمُ. لِي الْقُدْرَةُ" (أم٨: ١٤).

الفئة الرابعة، هم الأرامل

وقد قدم لهم الرسول نفس النصيحة السابقة الخاصة بالعذارى. فيما يلي نشرح ذلك تفصيلًا من خلال النقاط التالية:

أولًا: الوحي الإلهي في المسيحية

لفظة "موحى به" مستمد من استنشاق أو تنفس الهواء، فهو يعني: أنه متنفس به من الله، ولذا يسمى الوحي الإلهي بأنفاس الله أي مستمد من الله كقول الكتاب: "كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحى بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ" (٢تي٣: ١٦).

وقد جاءت الكلمة في الترجمة الإنجليزية inspired وهي تخص تنفس الكائنات الحية.

هو إعلان الله لبني البشر، وقد يأتي هذا الوحي بصورة مباشرة ككلام الله لشعب إسرائيل من فوق جبل سيناء، أو أقواله التي نقلها لشعبه بعدما أخبر بها موسى النبي أو غيره من أنبياء، أو أوحى بها لأنبيائه في أحلام أو رؤى، أو بأي طريقة روحية أخرى قد لا ندركها، ولكن روح الله يفتح ذهن الكاتب أو النبي أو الرسول، ويرشده ويساعده على انتقاء الألفاظ من أول حرف وحتى أخر حرف في رسالته.

إن الوحي الإلهي يختلف عن إلهام الموهوبين، لأن الموهوبين يعبرون عن فكر وآراء بشرية، أما الوحي الإلهي فهو يعبر عن إعلان إلهي خالص كقول الكتاب: "لأَنَّهُ لَمْ تَأْتِ نُبُوَّةٌ قَطُّ بِمَشِيئَةِ إِنْسَانٍ، بَلْ تَكَلَّمَ أُنَاسُ اللهِ الْقِدِّيسُونَ مَسُوقِينَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ" (٢بط١: ٢١).

ثانيًا: معلمنا بولس الرسول والوحي الإلهي

أكد معلمنا بولس الرسول أن تعليمه وكرازته كانت بوحي وقوة روح الله القدوس، وليست بحكم أو إلهام بشري أو فلسفة بشرية قائلًا: "وَكَلاَمِي وَكِرَازَتِي لَمْ يَكُونَا بِكَلاَمِ الْحِكْمَةِ الإِنْسَانِيَّةِ الْمُقْنِعِ، بَلْ بِبُرْهَانِ الرُّوحِ وَالْقُوَّةِ، لِكَيْ لاَ يَكُونَ إِيمَانُكُمْ بِحِكْمَةِ النَّاسِ بَلْ بِقُوَّةِ اللهِ" (١كو٢: ٤- ٥).

وقد أكد معلمنا بولس العظيم بأنه رسول يسوع المسيح، الذي يشهد بما رآه وسمعه وعرفه قائلًا: "أَلَسْتُ أَنَا رَسُولًا؟ أَلَسْتُ أَنَا حُرًّا؟ أَمَا رَأَيْتُ يَسُوعَ الْمَسِيحَ رَبَّنَا؟ أَلَسْتُمْ أَنْتُمْ عَمَلِي فِي الرَّبِّ؟ إِنْ كُنْتُ لَسْتُ رَسُولًا إِلَى آخَرِينَ، فَإِنَّمَا أَنَا إِلَيْكُمْ رَسُولٌ! لأَنَّكُمْ أَنْتُمْ خَتْمُ رِسَالَتِي فِي الرَّبِّ" (١كو٩: ١- ٢).

لقد أرسله الرب ليشهد له، وليس ليبدي رأيًا خاصًا به، كقول الرب له عندما ظهر له، وهو في طريقه لدمشق: "وَلكِنْ قُمْ وَقِفْ عَلَى رِجْلَيْكَ لأَنِّي لِهذَا ظَهَرْتُ لَكَ، لأَنْتَخِبَكَ خَادِمًا وَشَاهِدًا بِمَا رَأَيْتَ وَبِمَا سَأَظْهَرُ لَكَ بِهِ" (أع٢٦: ١٦). لقد عاين الرسول العظيم الكثير من الإعلانات والرؤى السماوية، التي تؤهله للخدمة كرسول وشاهد لله كقوله: "إِنَّهُ لاَ يُوافِقُنِي أَنْ أَفْتَخِرَ فَإِنِّي آتِي إِلَى مَنَاظِرِ الرَّبِّ وَإِعْلاَنَاتِهِ. أَعْرِفُ إِنْسَانًـــــــــــا فِي الْمَسِيحِ قَبْلَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً. أَفِي الْجَسَدِ؟ لَسْتُ أَعْلَمُ، أَمْ خَارِجَ الْجَسَدِ؟ لَسْتُ أَعْلَمُ. اللهُ يَعْلَمُ. اخْتُطِفَ هذَا إِلَى السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ" (٢كو١٢: ١- ٢).

إن الرسول العظيم بولس هو أحد رجال الله القديسين كإشعياء النبي وإرميا وغيرهم.. وقد هيئه الله وأيده بروحه القدوس، بل أفرزه من بطن أمه ليكرز ويكتب بأقوال الله المقدسة كقوله: "وَلكِنْ لَمَّا سَرَّ اللهَ الَّذِي أَفْرَزَنِي مِنْ بَطْنِ أُمِّي، وَدَعَانِي بِنِعْمَتِهِ أَنْ يُعْلِنَ ابْنَهُ فِيَّ لأُبَشِّرَ بِهِ بَيْنَ الأُمَمِ، لِلْوَقْتِ لَمْ أَسْتَشِرْ لَحْمًـــــا وَدَمًــــا" (غل١: 15- ١٦).

ثالثًا: العدد العاشر يتكلم عن وصية أو أمر إلهي

  • النص الإنجيلي

"وَأَمَّا الْمُتَزَوِّجُونَ، فَأُوصِيهِمْ، لاَ أَنَا بَلِ الرَّبُّ، أَنْ لاَ تُفَارِقَ الْمَرْأَةُ رَجُلَهَا، وَإِنْ فَارَقَتْهُ، فَلْتَلْبَثْ غَيْرَ مُتَزَوِّجَةٍ، أَوْ لِتُصَالِحْ رَجُلَهَا. وَلاَ يَتْرُكِ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ" (١كو٧: ١٠- ١١).

  • مصطلحات هامة في النص

كلمة "فأوصيهم لا أنا بل الرب" التي وردت بالنص مشتقة من كلمة وصية، والتي تترجم بالإنجليزية (command) وتعني يأمر، وكلمة وصية تترجم بالإنجليزية commandment، وهي مصطلح يطلق على أوامر الله الموحى بها للبشر كالوصايا العشر التي أعطاها الله لشعبه على يد موسى النبي، وهذه الوصايا يجب طاعتها، ومخالفتها تعدي وخطيئة في حق الله، وخير مثال لذلك قول الوحي الإلهي: "مِنْ أَجْلِ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ سَمِعَ لِقَوْلِي وَحَفِظَ مَا يُحْفَظُ لِي أَوَامِرِي وَفَرَائِضِي وَشَرَائِعِي" (تك٢٦: ٥).

  • المقصود بكلمة "الرب"

هو الرب يسوع المسيح الذي أوصى بعدم الطلاق.

  • فئة الناس التي وجه الرسول كلامه لها

هم فئة المؤمنين المتزوجين من أهل كورنثوس.

  • مضمون رسالة الرسول لهذه الفئة

بعث الرسول للمتزوجين المؤمنين في كورنثوس؛ ليؤكد لهم وصية وأمر الرب بتحريم الطلاق، كقول الرب يسوع المسيح: "وَقَالَ: مِنْ أَجْلِ هذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ، وَيَكُونُ الاثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا. إِذًا لَيْسَا بَعْدُ اثْنَيْنِ بَلْ جَسَدٌ وَاحِدٌ. فَالَّذِي جَمَعَهُ اللهُ لاَ يُفَرِّقُهُ إِنْسَانٌ... إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إِلاَّ بِسَبَب الزِّنَا وَتَزَوَّجَ بِأُخْرَى يَزْنِي، وَالَّذِي يَتَزَوَّجُ بِمُطَلَّقَةٍ يَزْنِي" (مت١٩: ٥- ٩).

  • سبب قول الرسول: "لا أنا بل الرب"

أراد الرسول أن يؤكد أن الوصية بعدم طلاق المتزوجين ليست حديثة، ولكنها قديمة وثابتة، ولا مجال لمناقشتها، لأن الرب يسوع المسيح  نطق بها، وسجلها القديس متى الرسول في بشارته، لأنها وحي إلهي مقدس لا يجوز مخالفته.

رابعًــا: العدد الثاني عشر وحتى السابع عشر يتكلم أيضًا عن وصية إلهية

  • النص الإنجيلي

"وَأَمَّا الْبَاقُونَ، فَأَقُولُ لَهُمْ أَنَا، لاَ الرَّبُّ: إِنْ كَانَ أَخٌ لَهُ امْرَأَةٌ غَيْرُ مُؤْمِنَةٍ، وَهِيَ تَرْتَضِي أَنْ تَسْكُنَ مَعَهُ، فَلاَ يَتْرُكْهَا وَالْمَرْأَةُ الَّتِي لَهَا رَجُلٌ غَيْرُ مُؤْمِنٍ، وَهُوَ يَرْتَضِي أَنْ يَسْكُنَ مَعَهَا، فَلاَ تَتْرُكْهُ. لأَنَّ الرَّجُلَ غَيْرَ الْمُؤْمِنِ مُقَدَّسٌ فِي الْمَرْأَةِ، وَالْمَرْأَةُ غَيْرُ الْمُؤْمِنَةِ مُقَدَّسَةٌ فِي الرَّجُلِ... وَلكِنْ إِنْ فَارَقَ غَيْرُ الْمُؤْمِنِ، فَلْيُفَارِقْ. لَيْسَ الأَخُ أَوِ الأُخْتُ مُسْتَعْبَدًا فِي مِثْلِ هذِهِ الأَحْوَالِ، وَلكِنَّ اللهَ قَدْ دَعَانَا فِي السَّلاَمِ. لأَنَّهُ كَيْفَ تَعْلَمِينَ أَيَّتُهَا الْمَرْأَةُ، هَلْ تُخَلِّصِينَ الرَّجُلَ؟ أَوْ كَيْفَ تَعْلَمُ أَيُّهَا الرَّجُلُ، هَلْ تُخَلِّصُ الْمَرْأَةَ؟ غَيْرَ أَنَّهُ كَمَا قَسَمَ اللهُ لِكُلِّ وَاحِدٍ، كَمَا دَعَا الرَّبُّ كُلَّ وَاحِدٍ، هكَذَا لِيَسْلُكْ. وَهكَذَا أَنَا آمُرُ فِي جَمِيعِ الْكَنَائِسِ" (١كو٧: ١٢- ١٧).

  • المصطلحات الهامة بالنص

"ليس الأخ أو الأخت مستعبدًا" أي هو حرٌ وغير ملزمٍ بهذه الزيجة. "هكذا أنا آمر في جميع الكنائس" أي أن ما تكلم به الرسول من تعليم هو وصية يجب على المؤمنين في جميع الكنائس الالتزام والعمل بها.

  • فئة الناس التي وجه الرسول كلامه لها

هم المؤمنون المتزوجون الذين آمنوا بالرب يسوع المسيح، لكن زوجاتهم أو أزواجهن لم يؤمنوا بعد.

جاء كلام الرسول في هذا النص على سبيل الوصية الإلهية الإنجيلية مثل وصية الرب بعدم جواز الطلاق إلاَّ لعلة الزنا.

وبرهان ذلك أن الرسول يأمر هذه الفئة بالالتزام والطاعة بهذه الوصية، كقوله في العدد السابع عشر: "وهكذا أنا آمر في جميع الكنائس"، لقد جعل الرسول من قوله أمر أو وصية إنجيلية، يجب أن تطاع في جميع الكنائس التي يبشر فيها.

وهكذا صار مخالفة أمر الرسول خطأ وتعدي على وصية إلهية، أي أنها لها نفس أهمية الوصايا الإلهية لأنها وحي إلهي من يخالفه يخطأ في حق الله.

  • سبب قول الرسول: "أنا لا الرب"

خشى الرسول أن يظن الرجال المؤمنين بعد إيمانهم بالمسيح أن علاقتهم بزوجاتهم غير المؤمنات محرمة (زنا) فيطلقوهن بُناء على وصية الرب يسوع بجواز الطلاق في حالة الزنا، ولذلك ميز بين الوصية القديمة التي تركها الرب يسوع والتي أكدها الرسول في العدد العاشر، وبين الوصية الجديدة بخصوص الوضع الجديد، الذي استحدث بسبب دخول غير المؤمنين الإيمان المسيحي واصفًــــا تلك الوصية بقوله: "فأقول لهم أنا لا الرب".

‏خامسًا: العدد الخامس والعشرون ويتضمن رأيًا موحى به من الله للعذارىhave quest 06

  • النص الإنجيلي

"وَأَمَّا الْعَذَارَى، فَلَيْسَ عِنْدِي أَمْرٌ مِنَ الرَّبِّ فِيهِنَّ، وَلكِنَّنِي أُعْطِي رَأْيًا كَمَنْ رَحِمَهُ الرَّبُّ أَنْ يَكُونَ أَمِينًا" (١كو٧: ٢٥).

  • فئة الناس التي وجه الرسول كلامه لها

هم العذارى والرجال غير المتزوجين من أهل مدينة كورنثوس، الذين أراد القديس بولس الرسول أن يحثهم على حياة البتولية والتكريس لله.

  • المصطلحات الهامة

أعطي رأيًـــا؛ الرأي ليس ملزمـــًا لأنه يحتمل العمل به، أو عدم العمل به حسبما يقتضي الوضع، وبالطبع عدم الالتزام بتنفيذه ليس خطيئة.

كلمة رأي تعني أيضًا مشورة، وترجمت في اللغة الإنجليزية (counsel or opinion). ليس عندي أمر من الرب فيهن: أي لا يوجد وصية ملزمة يجب العمل بها.  

  • المعنى المقصود

قول الرسول أعطي رأيًــا يشير لنصحه العذارى بعدم الزواج، والعيش كبتولين إن أمكن، وهذا الرأي هو رأي موحى به من الروح القدس لفائدة العذارى، لكنه ليس أمرًا ملزم لجميع العذارى بالتبتل، ولهذا جاء على سبيل الرأي وقد وترجمت هذه الكلمة في الإنجليزية opinion أوcounsel أو judgement. إن مخالفة العذارى لرأي الرسول بزواجهن ليس خطيئة؛ كما هو الحال في مخالفة وصايا أو أوامر الله مثلًا في حالة الطلاق إلاَّ لعلة الزنا، والتي تعتبر شريعة يجب الالتزام بها كما شرحنا سابقًا. لقد بين الرسول أهمية وفائدة رأيه بقوله: "فَأَظُنُّ أَنَّ هذَا حَسَنٌ لِسَبَبِ الضِّيقِ الْحَاضِرِ، أَنَّهُ حَسَنٌ لِلإِنْسَانِ أَنْ يَكُونَ هكَذَا: أَنْتَ مُرْتَبِطٌ بِامْرَأَةٍ، فَلاَ تَطْلُبِ الانْفِصَالَ. أَنْتَ مُنْفَصِلٌ عَنِ امْرَأَةٍ، فَلاَ تَطْلُبِ امْرَأَةً" (١كو٧: ٢٦- ٢٧). لكنه عاد وأوضح أن رأيه غير ملزم لجميع العذارى بقوله: "لكِنَّكَ وَإِنْ تَزَوَّجْتَ لَمْ تُخْطِئْ. وَإِنْ تَزَوَّجَتِ الْعَذْرَاءُ لَمْ تُخْطِئْ. وَلكِنَّ مِثْلَ هؤُلاَءِ يَكُونُ لَهُمْ ضِيقٌ فِي الْجَسَدِ. وَأَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُشْفِقُ عَلَيْكُمْ" (١كو٧: ٢٨).

سادسًا: العدد التاسع والثلاثون وموضوعه رأي موحى به للأرامل

النص الإنجيلي

"الْمَرْأَةُ مُرْتَبِطَةٌ بِالنَّامُوسِ مَا دَامَ رَجُلُهَا حَيًّا. وَلكِنْ إِنْ مَاتَ رَجُلُهَا، فَهِيَ حُرَّةٌ لِكَيْ تَتَزَوَّجَ بِمَنْ تُرِيدُ، فِي الرَّبِّ فَقَطْ. وَلكِنَّهَا أَكْثَرُ غِبْطَةً إِنْ لَبِثَتْ هكَذَا، بِحَسَبِ رَأْيِي. وَأَظُنُّ أَنِّي أَنَا أَيْضًا عِنْدِي رُوحُ اللهِ" (١كو٧: ٣٩- ٤٠).

يشير الرسول العظيم على الأرامل بنفس المشورة التي خصّ بها العذارى، وبالطبع هذا الرأي هو موحى به أيضًا من الله بالروح القدوس.

الاستنتاج

ما قدمه الرسول من وصايا أو رأي قدمه بوحي من الروح القدس كرسول استأمنه الله على رعاية شعب المسيح كقوله، عن نفسه: "كَمَنْ رَحِمَهُ الرَّبُّ أَنْ يَكُونَ أَمِينًا" (١كو٧: ٢٥). لقد أوجز الرسول الأمين الشهادة بصدق تعاليمه الموحاة بالروح القدس في العدد الأخير من الإصحاح السابع قائلًا: "وَلكِنَّهَا أَكْثَرُ غِبْطَةً إِنْ لَبِثَتْ هكَذَا، بِحَسَبِ رَأْيِي. وَأَظُنُّ أَنِّي أَنَا أَيْضًا عِنْدِي رُوحُ اللهِ" (1كو7: 40).