أولًا: مفاهيم ومعاني لغوية

  • الغيبيات: كلمة غيبي صفة تستخدم لوصف ما هو مخفي عن الإنسان من أمور وأحداث. يمكننا أن نقسم الغيبيات إلى قسمين: الأول يخص الماضي أو الحاضر، والثاني هو ما يخص المستقبل، ويسمى التنبؤ بالمستقبل.
  • النبوة والأنبياء: النبوة هي الإعلان والكشف عن ما يخص أمور المستقبل. ويطلق الكتاب المقدس لقب النبي على من يكشف له الله أمور مستقبلية، وقد تشمل النبوات تحذيرات الله لشعبه من تأديبات أو عقوبات قادمة عليهم بسبب شرورهم. أو قد تشمل النبوات أحداث خلاصية تُعزي الشعب أو مكافأت الله للأبرار، والتي تعطي المؤمنين رجاء في الحياة الأبدية، وهكذا...
  • العرّافة: هي معرفة وكشف ما هو مخفي عن الإنسان. إن الخلائق الروحانية (الملائكة والشياطين) تعلم بعضًا من أحداث الماضي، ولكن المستقبل بيد الله وحده. لقد ذكر سفر الأعمال حادثة إخراج معلمنا بولس الرسول شيطان من امرأة بها روح عرافة قائلًا: " وَحَدَثَ بَيْنَمَا كُنَّا ذَاهِبِينَ إِلَى الصَّلاَةِ، أَنَّ جَارِيَةً بِهَا رُوحُ عِرَافَةٍ اسْتَقْبَلَتْنَا... وصَرَخَتْ قَاِئلَةَّ: "هؤُلاَءِ النَّاسُ هُمْ عَبِيدُ اللهِ الْعَلِيِّ، الَّذِينَ يُنَادُونَ لَكُمْ بِطَرِيقِ الخَلاَصِ". وَكَانَتْ تَفْعَلُ هذَا أَيَّامًا كَثِيرَةً. فَضَجِرَ بُولُسُ وَالْتَفَتَ إِلَى الرُّوحِ وقال:"أنا آمُرُكَ بِاسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنْ تَخْرُجَ مِنْهَا! فَخَرَجَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ" (أع١٦: ١٦- ١٨).

ثانيًا: الله الذي لا يغيب عنه أمر

  • ليس شيء مخفي لدى الله

لقد أعلن الكتاب عن كمال معرفة الله قائلًا: "وَلَيْسَتْ خَلِيقَةٌ غَيْرَ ظَاهِرَةٍ قُدَّامَهُ، بَلْ كُلُّ شَيْءٍ عُرْيَانٌ وَمَكْشُوفٌ لِعَيْنَيْ ذلِكَ الَّذِي مَعَهُ أَمْرُنَا" (عب٤: 13). إن الله لا يخفى عنه مكان ولا زمان كقول دانيال النبي: "السِّرُّ الَّذِي طَلَبَهُ الْمَلِكُ لاَ تَقْدِرُ الْحُكَمَاءُ وَلاَ السَّحَرَةُ وَلاَ الْمَجُوسُ وَلاَ الْمُنَجِّمُونَ عَلَى أَنْ يُبَيِّنُوهُ لِلْمَلِكِ. لكِنْ يُوجَدُ إِلهٌ فِي السَّمَاوَاتِ كَاشِفُ الأَسْرَارِ، وَقَدْ عَرَّفَ الْمَلِكَ نَبُوخَذْنَصَّرَ مَا يَكُونُ فِي الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ" (دا٢: ٢٧- ٢٨).

وأيضًا قول المرنم في المزمور: "لأَنَّهُ لَيْسَ كَلِمَةٌ فِي لِسَانِي، إِلاَّ وَأَنْتَ يَا رَبُّ عَرَفْتَهَا كُلَّهَا. مِنْ خَلْفٍ وَمِنْ قُدَّامٍ حَاصَرْتَنِي، وَجَعَلْتَ عَلَيَّ يَدَكَ. عَجِيبَةٌ هذِهِ الْمَعْرِفَةُ، فَوْقِي ارْتَفَعَتْ، لاَ أَسْتَطِيعُهَا. أَيْنَ أَذْهَبُ مِنْ رُوحِكَ؟ وَمِنْ وَجْهِكَ أَيْنَ أَهْرُبُ؟" (مز١٣٩: ٤- ٧).

  • أحداث المستقبل تخص الله وحده

إن المستقبل لا يعلمه أحد غير الله وحده كقول الكتاب: "اُذْكُرُوا الأَوَّلِيَّاتِ مُنْذُ الْقَدِيمِ، لأَنِّي أَنَا اللهُ وَلَيْسَ آخَرُ. الإِلهُ وَلَيْسَ مِثْلِي. مُخْبِرٌ مُنْذُ الْبَدْءِ بِالأَخِيرِ، وَمُنْذُ الْقَدِيمِ بِمَا لَمْ يُفْعَلْ، قَائِلًا: "رَأْيِي يَقُومُ وَأَفْعَلُ كُلَّ مَسَرَّتِي" (إش 46 : ٩- ١٠). وقد تحدى الوحي الإلهي من يدعي أنه إلهًا أن يظهر معرفته بالمستقبل قائلًا: "أَخْبِرُوا بِالآتِيَاتِ فِيمَا بَعْدُ فَنَعْرِفَ أَنَّكُمْ آلِهَةٌ، وَافْعَلُوا خَيْرًا أَوْ شَرًّا فَنَلْتَفِتَ وَنَنْظُرَ مَعًا" (إش٤١: ٢٣).

  • الله لا يعطي مجده لآخر

يقاوم الله ويكشف كذب الأنبياء الكذبة كقول الكتاب: "مُبَطِّلٌ آيَاتِ الْمُخَادِعِينَ وَمُحَمِّقٌ الْعَرَّافِينَ. مُرَجِّعٌ الْحُكَمَاءَ إِلَى الْوَرَاءِ، وَمُجَهِّلٌ مَعْرِفَتَهُمْ" (إش٤٤: ٢٥). إن الله لا يعطي مجده لآخر كقوله: "أَنَا الرَّبُّ هذَا اسْمِي، وَمَجْدِي لاَ أُعْطِيهِ لآخَرَ، وَلاَ تَسْبِيحِي لِلْمَنْحُوتَاتِ" (إش٤٢: ٨).

ثالثًا: غرض الله من كشف المستقبل

تساعد النبوات التي يعلنها الله لبني البشر على صنع مشيئته. فيما يلي بعض بركات النبوات التي يعلنها الله للبشر، مدعمة بالشواهد الكتابية:

  • التحذير من خطر قادم

"هكَذَا يَكُونُ فِي الْيَوْمِ الَّذِي فِيهِ يُظْهَرُ ابْنُ الإِنْسَانِ. فِي ذلِكَ الْيَوْمِ مَنْ كَانَ عَلَى السَّطْحِ وَأَمْتِعَتُهُ فِي الْبَيْتِ فَلاَ يَنْزِلْ لِيَأْخُذَهَا، وَالَّذِي فِي الْحَقْلِ كَذلِكَ لاَ يَرْجعْ إِلَى الْوَرَاءِ" (لو١٧: ٣٠- ٣١).

  • التشجيع وقت الشدة والتشبث بالإيمان

"لكِنِّي قَدْ كَلَّمْتُكُمْ بِهذَا حَتَّى إِذَا جَاءَتِ السَّاعَةُ تَذْكُرُونَ أَنِّي أَنَا قُلْتُهُ لَكُمْ. وَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ مِنَ الْبِدَايَةِ لأَنِّي كُنْتُ مَعَكُمْ" (يو١٦: ٤).

  • بنيان المؤمنين

"وَأَمَّا مَنْ يَتَنَبَّأُ، فَيُكَلِّمُ النَّاسَ بِبُنْيَانٍ وَوَعْظٍ وَتَسْلِيَةٍ. مَنْ يَتَكَلَّمُ بِلِسَانٍ يَبْنِي نَفْسَهُ، وَأَمَّا مَنْ يَتَنَبَّأُ فَيَبْنِي الْكَنِيسَةَ" (١كو١٤: ٣- ٤).

  • التعزية والتشجيع

"لأَنَّهُ قَبْلَ أَنْ يَعْرِفَ الصَّبِيُّ أَنْ يَرْفُضَ الشَّرَّ وَيَخْتَارَ الْخَيْرَ، تُخْلَى الأَرْضُ الَّتِي أَنْتَ خَاشٍ مِنْ مَلِكَيْهَا" (إش7: ١٦).

رابعًا: أنبياء الله09

  • الأنبياء يشهدون لله

الأنبياء يتكلمون بكلام الله ويسجلون أقواله في نبوات أسفار الكتاب المقدس. عندما تتحقق نبوات الأنبياء تصبح هذه النبوات أعظم شهادة عن ألوهية الله. لقد خص الوحي الإلهي الأنبياء بصفة الشهادة لله قائلًا: "وَمَنْ مِثْلِي؟ يُنَادِي، فَلْيُخْبِرْ بِهِ وَيَعْرِضْهُ لِي مُنْذُ وَضَعْتُ الشَّعْبَ الْقَدِيمَ. وَالْمُسْتَقْبِلاَتُ وَمَا سَيَأْتِي لِيُخْبِرُوهُمْ بِهَا. لاَ تَرْتَعِبُوا وَلاَ تَرْتَاعُوا. أَمَا أَعْلَمْتُكَ مُنْذُ الْقَدِيمِ وَأَخْبَرْتُكَ؟ فَأَنْتُمْ شُهُودِي. هَلْ يُوجَدُ إِلهٌ غَيْرِي؟ وَلاَ صَخْرَةَ لاَ أَعْلَمُ بِهَا؟" (إش٤٤: ٧- ٨).

  • النبوة في العهد الجديد

اعتبر الوحي الإلهي الوعظ في العهد الجديد نوع من النبوة، لأن هدف الوعظ هو الإعلان المسبق عن عظمة حياة الدهر الآتي، ولهذا أطلق الوحي الإلهي لقب نبي على من يعظ كقوله: "وَيَهُوذَا وَسِيلاَ، إِذْ كَانَا هُمَا أَيْضًا نَبِيَّيْنِ، وَعَظَا الإِخْوَةَ بِكَلاَمٍ كَثِيرٍ وَشَدَّدَاهُمْ" (أع١٥: ٣٢).

خامسًا: الأنبياء الكذبة

  • لم يرسلهم الله

إن الأنبياء الذي لم يرسلهم الله يعملون ضد الله، ويقاومون إرادته، وهدف نبواتهم أذية الناس كقول الكتاب: "لأَنِّي لَمْ أُرْسِلْهُمْ، يَقُولُ الرَّبُّ، بَلْ هُمْ يَتَنَبَّأُونَ بِاسْمِي بِالْكَذِبِ، لِكَيْ أَطْرُدَكُمْ فَتَهْلِكُوا أَنْتُمْ وَالأَنْبِيَاءُ الَّذِينَ يَتَنَبَّأُونَ لَكُمْ" (إر٢٧: ١٥). 

  • خطورة الثقة في الأنبياء الكذبة

ينتحل الأنبياء الكذبة صفة من صفات ألوهية الله بادعائهم النبوة ومعرفة الغيب. إن كلمة عرافة تترجم في الإنجليزية divination وهي مشتقة من كلمة divinity أي لاهوت، وهو الطبيعة الإلهية لله. أنهم يريدون أن يلجأ الناس إليهم على الدوام في كل أمورهم حياتهم؛ فيبعدونهم عن الله، الذي يجب أن يتَّكل عليه كل حي كقول الكتاب: "بِمَخَاوِفَ فِي الْعَدْلِ تَسْتَجِيبُنَا يَا إِلهَ خَلاَصِنَا، يَا مُتَّكَلَ جَمِيعِ أَقَاصِي الأَرْضِ وَالْبَحْرِ الْبَعِيدَةِ" (مز٦٥: ٥).

إن الضلال والهلاك هو النتيجة الأكيدة للاتِّكال على الأنبياء الكذبة، لأنهم مملوؤن من روح إبليس المُضل الشرير. لقد حذر الكتاب من عاقبة الاتكال على الأنبياء الكذبة قائلًا: "اِحْتَرِزُوا مِنَ الأَنْبِيَاءِ الْكَذَبَةِ الَّذِينَ يَأْتُونَكُمْ بِثِيَاب الْحُمْلاَنِ، وَلكِنَّهُمْ مِنْ دَاخِل ذِئَابٌ خَاطِفَةٌ! مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ. هَلْ يَجْتَنُونَ مِنَ الشَّوْكِ عِنَبًا، أَوْ مِنَ الْحَسَكِ تِينًا؟"(مت7: 15، 16).

  • الأنبياء الكذبة تجار يبحثون عن الربح القبيح

الأنبياء الكذبة والعرافون يدَّعون معرفتهم للغيب، أملًا في الحصول على منفعة مادية، أو وضع اجتماعي أفضل، أو مجد باطل، والكثير منهم يستعملون السحر أو الإيحاء والمكر والالتواء لإقناع الناس بقدرتهم على معرفة الغيب. لقد أخبرنا الكتاب المقدس عن توبيخ معلمنا بولس الرسول لرجل اسمه بار يشوع ساحرًا نبيًا كاذبًا (عليم الساحر)، بقوله له: "أَيُّهَا الْمُمْتَلِئُ كُلَّ غِشٍّ وَكُلَّ خُبْثٍ! يَا ابْنَ إِبْلِيسَ! يَا عَدُوَّ كُلِّ بِرّ! أَلاَ تَزَالُ تُفْسِدُ سُبُلَ اللهِ الْمُسْتَقِيمَةَ؟" (أع١٣: ١٠).

  • لا يتكلمون بكلام الله

الأنبياء الكذبة لا يحققون خير الناس؛ فقد يخيفون الناس من ادِّعائهم متاعب قادمة على ضحاياهم، ثم يتركونهم في قلق وخوف، أو قد يربطون الناس بهم؛ فيتكلون عليهم وليس على الله، أو قد يأمرون الناس صراحة بمخالفة وصايا الله أو.. أو..

لقد حذر الوحي الإلهي من الانقياد لهم، لأنهم يفصلون الناس عن الله راعيهم، حتى وإن لم يقولوا ذلك صراحة كقول الكتاب: "إِذَا قَامَ فِي وَسَطِكَ نَبِيٌّ أَوْ حَالِمٌ حُلْمًا، وَأَعْطَاكَ آيَةً أَوْ أُعْجُوبَةً، وَلَوْ حَدَثَتِ الآيَةُ أَوِ الأُعْجُوبَةُ الَّتِي كَلَّمَكَ عَنْهَا قَائِلًا: "لِنَذْهَبْ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى لَمْ تَعْرِفْهَا وَنَعْبُدْهَا" (تث١٣: ١- ٢).

  • كذب العرافون ولو صدقوا

يحاول العرافون ومدعوّ الروحانية والشفافية التنبؤ ومعرفة الغيب بالاستنتاج، أو بالتحايل والمكر لمعرفة أسرار غيرهم، وقد يلجأ البعض منهم لأعمال السحر (الاستعانة بالشياطين) لمعرفة الغيب. وقد ينجحون في كشف بعض الأسرار، وقد يفشلون، لكن ذلك ليس دليلًا على صدق نواياهم، ولا يمكن أن ينفي عنهم شرهم وضلالهم.

لقد اعتبر الوحي الإلهي أمثال هؤلاء مجرمون في حق الجماعة مثلهم مثل القتلة والزناة، وهم يستحقون العقاب مثلهم كقوله: "وَذلِكَ النَّبِيُّ أَوِ الْحَالِمُ ذلِكَ الْحُلْمَ يُقْتَلُ، لأَنَّهُ تَكَلَّمَ بِالزَّيْغِ مِنْ وَرَاءِ الرَّبِّ إِلهِكُمُ... لِكَيْ يُطَوِّحَكُمْ عَنِ الطَّرِيقِ الَّتِي أَمَرَكُمُ الرَّبُّ إِلهُكُمْ أَنْ تَسْلُكُوا فِيهَا. فَتَنْزِعُونَ الشَّرَّ مِنْ بَيْنِكُمْ" (تث١٣: ٥).

الاستنتاج

  • ضرورة التمهل والفحص الدقيق

يجب على من يريد الإفلات من شر الأنبياء الكذبة أن يثق في الله الصالح الذي يدبر دقائق وتفاصيل حياته، وألاَّ يكون فضوليًا شغوفًا لمعرفة ما أخفاه الله بحكمة عن البشر، لأنه من المحتمل جدًا أن يكون من يتنبأ بالمستقبل واحدًا من هؤلاء الأنبياء الكذبة، الذين سبق الرب يسوع وحذر من ضلالهم.

لقد أمر الكتاب بعدم التسرع في تصديق هؤلاء قائلًا: "أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، لاَ تُصَدِّقُوا كُلَّ رُوحٍ، بَلِ امْتَحِنُوا الأَرْوَاحَ: هَلْ هِيَ مِنَ اللهِ؟ لأَنَّ أَنْبِيَاءَ كَذَبَةً كَثِيرِينَ قَدْ خَرَجُوا إِلَى الْعَالَمِ" (١يو٤: ١).  

  • القاعدة الذهبية

إن القاعدة الذهبية لكشف ضلال الأنبياء الكذبة تعتمد على معرفة أفعال وأقوال من يدعي النبوة (ثماره) في ضوء ثمر الروح القدس. لقد أكد الوحي الإلهي تلك الحقيقة على فم القديس متى الرسول قائلًا: "هكَذَا كُلُّ شَجَرَةٍ جَيِّدَةٍ تَصْنَعُ أَثْمَارًا جَيِّدَةً، وَأَمَّا الشَّجَرَةُ الرَّدِيَّةُ فَتَصْنَعُ أَثْمَارًا رَدِيَّةً، لاَ تَقْدِرُ شَجَرَةٌ جَيِّدَةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَارًا رَدِيَّةً، وَلاَ شَجَرَةٌ رَدِيَّةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَارًا جَيِّدَةً... فَإِذًا مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ" (مت٧: ١٧- ٢٠).

أخيرًا

قد يكون نافعًا للإنسان قبلما يقرر التقابل مع مَنْ يدَّعي معرفة الغيب أن يسأل نفسه بعض الأسئلة الهامة، والتي نوجزها بالشكل التالي: هل يُساعدني الإنصات لذلك الشخص على فهم مشيئة الله؟ أو هل يساعدني التعامل معه على التقدّم الرّوحي؟ أو هل يتوافق كلام ذلك الشخص مع كلمة الله؟!

إن أمور حياتنا بكل تفاصيلها في يد الله، وهو القادر والمدبر لحياة كل حي. فلماذا اللجوء لغيره من البشر الضعفاء الضالين والمضلين؟!

v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} Normal 0 false false false false EN-US X-NONE AR-SA /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin-top:0cm; mso-para-margin-right:0cm; mso-para-margin-bottom:8.0pt; mso-para-margin-left:0cm; line-height:107%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;}

أولًا: مفاهيم ومعاني لغوية

v   الغيبيات: كلمة غيبي صفة تستخدم لوصف ما هو مخفي عن الإنسان من أمور وأحداث. يمكننا أن نقسم الغيبيات إلى قسمين: الأول يخص الماضي أو الحاضر، والثاني هو ما يخص المستقبل، ويسمى التنبؤ بالمستقبل.

v   النبوة والأنبياء: النبوة هي الإعلان والكشف عن ما يخص أمور المستقبل. ويطلق الكتاب المقدس لقب النبي على من يكشف له الله أمور مستقبلية، وقد تشمل النبوات تحذيرات الله لشعبه من تأديبات أو عقوبات قادمة عليهم بسبب شرورهم. أو قد تشمل النبوات أحداث خلاصية تُعزي الشعب أو مكافأت الله للأبرار، والتي تعطي المؤمنين رجاء في الحياة الأبدية، وهكذا...

v   العرّافة: هي معرفة وكشف ما هو مخفي عن الإنسان. إن الخلائق الروحانية (الملائكة والشياطين) تعلم بعضًا من أحداث الماضي، ولكن المستقبل بيد الله وحده. لقد ذكر سفر الأعمال حادثة إخراج معلمنا بولس الرسول شيطان من امرأة بها روح عرافة قائلًا: " وَحَدَثَ بَيْنَمَا كُنَّا ذَاهِبِينَ إِلَى الصَّلاَةِ، أَنَّ جَارِيَةً بِهَا رُوحُ عِرَافَةٍ اسْتَقْبَلَتْنَا... وصَرَخَتْ قَاِئلَةَّ: "هؤُلاَءِ النَّاسُ هُمْ عَبِيدُ اللهِ الْعَلِيِّ، الَّذِينَ يُنَادُونَ لَكُمْ بِطَرِيقِ الخَلاَصِ". وَكَانَتْ تَفْعَلُ هذَا أَيَّامًا كَثِيرَةً. فَضَجِرَ بُولُسُ وَالْتَفَتَ إِلَى الرُّوحِ وقال:"أنا آمُرُكَ بِاسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنْ تَخْرُجَ مِنْهَا! فَخَرَجَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ" (أع١٦: ١٦- ١٨).

ثانيًا: الله الذي لا يغيب عنه أمر

v   ليس شيء مخفي لدى الله

لقد أعلن الكتاب عن كمال معرفة الله قائلًا: "وَلَيْسَتْ خَلِيقَةٌ غَيْرَ ظَاهِرَةٍ قُدَّامَهُ، بَلْ كُلُّ شَيْءٍ عُرْيَانٌ وَمَكْشُوفٌ لِعَيْنَيْ ذلِكَ الَّذِي مَعَهُ أَمْرُنَا" (عب٤: 13). إن الله لا يخفى عنه مكان ولا زمان كقول دانيال النبي: "السِّرُّ الَّذِي طَلَبَهُ الْمَلِكُ لاَ تَقْدِرُ الْحُكَمَاءُ وَلاَ السَّحَرَةُ وَلاَ الْمَجُوسُ وَلاَ الْمُنَجِّمُونَ عَلَى أَنْ يُبَيِّنُوهُ لِلْمَلِكِ. لكِنْ يُوجَدُ إِلهٌ فِي السَّمَاوَاتِ كَاشِفُ الأَسْرَارِ، وَقَدْ عَرَّفَ الْمَلِكَ نَبُوخَذْنَصَّرَ مَا يَكُونُ فِي الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ" (دا٢: ٢٧- ٢٨).

وأيضًا قول المرنم في المزمور: "لأَنَّهُ لَيْسَ كَلِمَةٌ فِي لِسَانِي، إِلاَّ وَأَنْتَ يَا رَبُّ عَرَفْتَهَا كُلَّهَا. مِنْ خَلْفٍ وَمِنْ قُدَّامٍ حَاصَرْتَنِي، وَجَعَلْتَ عَلَيَّ يَدَكَ. عَجِيبَةٌ هذِهِ الْمَعْرِفَةُ، فَوْقِي ارْتَفَعَتْ، لاَ أَسْتَطِيعُهَا. أَيْنَ أَذْهَبُ مِنْ رُوحِكَ؟ وَمِنْ وَجْهِكَ أَيْنَ أَهْرُبُ؟" (مز١٣٩: ٤- ٧).

v   أحداث المستقبل تخص الله وحده

إن المستقبل لا يعلمه أحد غير الله وحده كقول الكتاب: "اُذْكُرُوا الأَوَّلِيَّاتِ مُنْذُ الْقَدِيمِ، لأَنِّي أَنَا اللهُ وَلَيْسَ آخَرُ. الإِلهُ وَلَيْسَ مِثْلِي. مُخْبِرٌ مُنْذُ الْبَدْءِ بِالأَخِيرِ، وَمُنْذُ الْقَدِيمِ بِمَا لَمْ يُفْعَلْ، قَائِلًا: "رَأْيِي يَقُومُ وَأَفْعَلُ كُلَّ مَسَرَّتِي" (إش 46 : ٩- ١٠). وقد تحدى الوحي الإلهي من يدعي أنه إلهًا أن يظهر معرفته بالمستقبل قائلًا: "أَخْبِرُوا بِالآتِيَاتِ فِيمَا بَعْدُ فَنَعْرِفَ أَنَّكُمْ آلِهَةٌ، وَافْعَلُوا خَيْرًا أَوْ شَرًّا فَنَلْتَفِتَ وَنَنْظُرَ مَعًا" (إش٤١: ٢٣).

v   الله لا يعطي مجده لآخر

يقاوم الله ويكشف كذب الأنبياء الكذبة كقول الكتاب: "مُبَطِّلٌ آيَاتِ الْمُخَادِعِينَ وَمُحَمِّقٌ الْعَرَّافِينَ. مُرَجِّعٌ الْحُكَمَاءَ إِلَى الْوَرَاءِ، وَمُجَهِّلٌ مَعْرِفَتَهُمْ" (إش٤٤: ٢٥). إن الله لا يعطي مجده لآخر كقوله: "أَنَا الرَّبُّ هذَا اسْمِي، وَمَجْدِي لاَ أُعْطِيهِ لآخَرَ، وَلاَ تَسْبِيحِي لِلْمَنْحُوتَاتِ" (إش٤٢: ٨).

ثالثًا: غرض الله من كشف المستقبل

تساعد النبوات التي يعلنها الله لبني البشر على صنع مشيئته. فيما يلي بعض بركات النبوات التي يعلنها الله للبشر، مدعمة بالشواهد الكتابية:

v   التحذير من خطر قادم

"هكَذَا يَكُونُ فِي الْيَوْمِ الَّذِي فِيهِ يُظْهَرُ ابْنُ الإِنْسَانِ. فِي ذلِكَ الْيَوْمِ مَنْ كَانَ عَلَى السَّطْحِ وَأَمْتِعَتُهُ فِي الْبَيْتِ فَلاَ يَنْزِلْ لِيَأْخُذَهَا، وَالَّذِي فِي الْحَقْلِ كَذلِكَ لاَ يَرْجعْ إِلَى الْوَرَاءِ" (لو١٧: ٣٠- ٣١).

v   التشجيع وقت الشدة والتشبث بالإيمان

"لكِنِّي قَدْ كَلَّمْتُكُمْ بِهذَا حَتَّى إِذَا جَاءَتِ السَّاعَةُ تَذْكُرُونَ أَنِّي أَنَا قُلْتُهُ لَكُمْ. وَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ مِنَ الْبِدَايَةِ لأَنِّي كُنْتُ مَعَكُمْ" (يو١٦: ٤).

v   بنيان المؤمنين

"وَأَمَّا مَنْ يَتَنَبَّأُ، فَيُكَلِّمُ النَّاسَ بِبُنْيَانٍ وَوَعْظٍ وَتَسْلِيَةٍ. مَنْ يَتَكَلَّمُ بِلِسَانٍ يَبْنِي نَفْسَهُ، وَأَمَّا مَنْ يَتَنَبَّأُ فَيَبْنِي الْكَنِيسَةَ" (١كو١٤: ٣- ٤).

v   التعزية والتشجيع

"لأَنَّهُ قَبْلَ أَنْ يَعْرِفَ الصَّبِيُّ أَنْ يَرْفُضَ الشَّرَّ وَيَخْتَارَ الْخَيْرَ، تُخْلَى الأَرْضُ الَّتِي أَنْتَ خَاشٍ مِنْ مَلِكَيْهَا" (إش7: ١٦).

رابعًا: أنبياء الله

v   الأنبياء يشهدون لله

الأنبياء يتكلمون بكلام الله ويسجلون أقواله في نبوات أسفار الكتاب المقدس. عندما تتحقق نبوات الأنبياء تصبح هذه النبوات أعظم شهادة عن ألوهية الله. لقد خص الوحي الإلهي الأنبياء بصفة الشهادة لله قائلًا: "وَمَنْ مِثْلِي؟ يُنَادِي، فَلْيُخْبِرْ بِهِ وَيَعْرِضْهُ لِي مُنْذُ وَضَعْتُ الشَّعْبَ الْقَدِيمَ. وَالْمُسْتَقْبِلاَتُ وَمَا سَيَأْتِي لِيُخْبِرُوهُمْ بِهَا. لاَ تَرْتَعِبُوا وَلاَ تَرْتَاعُوا. أَمَا أَعْلَمْتُكَ مُنْذُ الْقَدِيمِ وَأَخْبَرْتُكَ؟ فَأَنْتُمْ شُهُودِي. هَلْ يُوجَدُ إِلهٌ غَيْرِي؟ وَلاَ صَخْرَةَ لاَ أَعْلَمُ بِهَا؟" (إش٤٤: ٧- ٨).

v   النبوة في العهد الجديد

اعتبر الوحي الإلهي الوعظ في العهد الجديد نوع من النبوة، لأن هدف الوعظ هو الإعلان المسبق عن عظمة حياة الدهر الآتي، ولهذا أطلق الوحي الإلهي لقب نبي على من يعظ كقوله: "وَيَهُوذَا وَسِيلاَ، إِذْ كَانَا هُمَا أَيْضًا نَبِيَّيْنِ، وَعَظَا الإِخْوَةَ بِكَلاَمٍ كَثِيرٍ وَشَدَّدَاهُمْ" (أع١٥: ٣٢).

خامسًا: الأنبياء الكذبة

v   لم يرسلهم الله

إن الأنبياء الذي لم يرسلهم الله يعملون ضد الله، ويقاومون إرادته، وهدف نبواتهم أذية الناس كقول الكتاب: "لأَنِّي لَمْ أُرْسِلْهُمْ، يَقُولُ الرَّبُّ، بَلْ هُمْ يَتَنَبَّأُونَ بِاسْمِي بِالْكَذِبِ، لِكَيْ أَطْرُدَكُمْ فَتَهْلِكُوا أَنْتُمْ وَالأَنْبِيَاءُ الَّذِينَ يَتَنَبَّأُونَ لَكُمْ" (إر٢٧: ١٥). 

v   خطورة الثقة في الأنبياء الكذبة

ينتحل الأنبياء الكذبة صفة من صفات ألوهية الله بادعائهم النبوة ومعرفة الغيب. إن كلمة عرافة تترجم في الإنجليزية divination وهي مشتقة من كلمة divinity أي لاهوت، وهو الطبيعة الإلهية لله. أنهم يريدون أن يلجأ الناس إليهم على الدوام في كل أمورهم حياتهم؛ فيبعدونهم عن الله، الذي يجب أن يتَّكل عليه كل حي كقول الكتاب: "بِمَخَاوِفَ فِي الْعَدْلِ تَسْتَجِيبُنَا يَا إِلهَ خَلاَصِنَا، يَا مُتَّكَلَ جَمِيعِ أَقَاصِي الأَرْضِ وَالْبَحْرِ الْبَعِيدَةِ" (مز٦٥: ٥).

إن الضلال والهلاك هو النتيجة الأكيدة للاتِّكال على الأنبياء الكذبة، لأنهم مملوؤن من روح إبليس المُضل الشرير. لقد حذر الكتاب من عاقبة الاتكال على الأنبياء الكذبة قائلًا: "اِحْتَرِزُوا مِنَ الأَنْبِيَاءِ الْكَذَبَةِ الَّذِينَ يَأْتُونَكُمْ بِثِيَاب الْحُمْلاَنِ، وَلكِنَّهُمْ مِنْ دَاخِل ذِئَابٌ خَاطِفَةٌ! مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ. هَلْ يَجْتَنُونَ مِنَ الشَّوْكِ عِنَبًا، أَوْ مِنَ الْحَسَكِ تِينًا؟"(مت7: 15، 16).

v   الأنبياء الكذبة تجار يبحثون عن الربح القبيح

الأنبياء الكذبة والعرافون يدَّعون معرفتهم للغيب، أملًا في الحصول على منفعة مادية، أو وضع اجتماعي أفضل، أو مجد باطل، والكثير منهم يستعملون السحر أو الإيحاء والمكر والالتواء لإقناع الناس بقدرتهم على معرفة الغيب. لقد أخبرنا الكتاب المقدس عن توبيخ معلمنا بولس الرسول لرجل اسمه بار يشوع ساحرًا نبيًا كاذبًا (عليم الساحر)، بقوله له: "أَيُّهَا الْمُمْتَلِئُ كُلَّ غِشٍّ وَكُلَّ خُبْثٍ! يَا ابْنَ إِبْلِيسَ! يَا عَدُوَّ كُلِّ بِرّ! أَلاَ تَزَالُ تُفْسِدُ سُبُلَ اللهِ الْمُسْتَقِيمَةَ؟" (أع١٣: ١٠).

v   لا يتكلمون بكلام الله

الأنبياء الكذبة لا يحققون خير الناس؛ فقد يخيفون الناس من ادِّعائهم متاعب قادمة على ضحاياهم، ثم يتركونهم في قلق وخوف، أو قد يربطون الناس بهم؛ فيتكلون عليهم وليس على الله، أو قد يأمرون الناس صراحة بمخالفة وصايا الله أو.. أو..

لقد حذر الوحي الإلهي من الانقياد لهم، لأنهم يفصلون الناس عن الله راعيهم، حتى وإن لم يقولوا ذلك صراحة كقول الكتاب: "إِذَا قَامَ فِي وَسَطِكَ نَبِيٌّ أَوْ حَالِمٌ حُلْمًا، وَأَعْطَاكَ آيَةً أَوْ أُعْجُوبَةً، وَلَوْ حَدَثَتِ الآيَةُ أَوِ الأُعْجُوبَةُ الَّتِي كَلَّمَكَ عَنْهَا قَائِلًا: "لِنَذْهَبْ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى لَمْ تَعْرِفْهَا وَنَعْبُدْهَا" (تث١٣: ١- ٢).

v   كذب العرافون ولو صدقوا

يحاول العرافون ومدعوّ الروحانية والشفافية التنبؤ ومعرفة الغيب بالاستنتاج، أو بالتحايل والمكر لمعرفة أسرار غيرهم، وقد يلجأ البعض منهم لأعمال السحر (الاستعانة بالشياطين) لمعرفة الغيب. وقد ينجحون في كشف بعض الأسرار، وقد يفشلون، لكن ذلك ليس دليلًا على صدق نواياهم، ولا يمكن أن ينفي عنهم شرهم وضلالهم.

لقد اعتبر الوحي الإلهي أمثال هؤلاء مجرمون في حق الجماعة مثلهم مثل القتلة والزناة، وهم يستحقون العقاب مثلهم كقوله: "وَذلِكَ النَّبِيُّ أَوِ الْحَالِمُ ذلِكَ الْحُلْمَ يُقْتَلُ، لأَنَّهُ تَكَلَّمَ بِالزَّيْغِ مِنْ وَرَاءِ الرَّبِّ إِلهِكُمُ... لِكَيْ يُطَوِّحَكُمْ عَنِ الطَّرِيقِ الَّتِي أَمَرَكُمُ الرَّبُّ إِلهُكُمْ أَنْ تَسْلُكُوا فِيهَا. فَتَنْزِعُونَ الشَّرَّ مِنْ بَيْنِكُمْ" (تث١٣: ٥).

الاستنتاج

v   ضرورة التمهل والفحص الدقيق

يجب على من يريد الإفلات من شر الأنبياء الكذبة أن يثق في الله الصالح الذي يدبر دقائق وتفاصيل حياته، وألاَّ يكون فضوليًا شغوفًا لمعرفة ما أخفاه الله بحكمة عن البشر، لأنه من المحتمل جدًا أن يكون من يتنبأ بالمستقبل واحدًا من هؤلاء الأنبياء الكذبة، الذين سبق الرب يسوع وحذر من ضلالهم.

لقد أمر الكتاب بعدم التسرع في تصديق هؤلاء قائلًا: "أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، لاَ تُصَدِّقُوا كُلَّ رُوحٍ، بَلِ امْتَحِنُوا الأَرْوَاحَ: هَلْ هِيَ مِنَ اللهِ؟ لأَنَّ أَنْبِيَاءَ كَذَبَةً كَثِيرِينَ قَدْ خَرَجُوا إِلَى الْعَالَمِ" (١يو٤: ١).  

v   القاعدة الذهبية

إن القاعدة الذهبية لكشف ضلال الأنبياء الكذبة تعتمد على معرفة أفعال وأقوال من يدعي النبوة (ثماره) في ضوء ثمر الروح القدس. لقد أكد الوحي الإلهي تلك الحقيقة على فم القديس متى الرسول قائلًا: "هكَذَا كُلُّ شَجَرَةٍ جَيِّدَةٍ تَصْنَعُ أَثْمَارًا جَيِّدَةً، وَأَمَّا الشَّجَرَةُ الرَّدِيَّةُ فَتَصْنَعُ أَثْمَارًا رَدِيَّةً، لاَ تَقْدِرُ شَجَرَةٌ جَيِّدَةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَارًا رَدِيَّةً، وَلاَ شَجَرَةٌ رَدِيَّةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَارًا جَيِّدَةً... فَإِذًا مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ" (مت٧: ١٧- ٢٠).

أخيرًا

قد يكون نافعًا للإنسان قبلما يقرر التقابل مع مَنْ يدَّعي معرفة الغيب أن يسأل نفسه بعض الأسئلة الهامة، والتي نوجزها بالشكل التالي: هل يُساعدني الإنصات لذلك الشخص على فهم مشيئة الله؟ أو هل يساعدني التعامل معه على التقدّم الرّوحي؟ أو هل يتوافق كلام ذلك الشخص مع كلمة الله؟!

إن أمور حياتنا بكل تفاصيلها في يد الله، وهو القادر والمدبر لحياة كل حي. فلماذا اللجوء لغيره من البشر الضعفاء الضالين والمضلين؟!