باركى يانفسى الرب ولا تنسى كل حسناته ( مز 103 : 2)

 

دخل الملاك غبريال المبشر إلي أمنا القديسة العذراء مريم ليبشرها بتجسد وميلاد القدوس ابن الله منها فإجابته : هوذا أنا امة الرب
وبعدها مضي الملاك عنها لم تنشغل العذراء بالتفكير فيما ستعانيه من أتعاب أثناء فترة الحمل وألام عند الوضع وماذh سيظن يوسف خطيبها عندما يري علامات الحمل و..و...و...
ولو كانت أمنا تركت نفسها لهذه الهموم لوقعت حتماً في هوة الأضطراب وفقدان السلام

لكن القديسة العفيفة شغل عقلها وقلبها عظمة ما بشرت به فالقدير المالئ الكون كله سيأخذ منها جسدا وسيسكن في أحشائها تسعة أشهر وستحمله علي ذراعيها وترضعه من ثدييها وسيسكن معها لترعاه كابن وسينمو قليلا كالبشر أمام عينيها لذلك إمتلء قلبها فرحاً وابتهجت روحها ونطقت بلسانها تسبح قائلة :تعظم نفسى الرب و تبتهج روحى بالله مخلصى لان القدير صنع بى عجائب

إن إدراك عظم صنيع الله معنا كل يوم يفرح القلب ويبهج الروح ويدفعنا لشكر الله وتسبيحه وعلي العكس فالتفكير في الأتعاب والمشاكل وتضخيمها يلقي بنا في هوة الضيق وفقدان السلام ويسبب التذمر والسخط .

وإن امتنان العذراء وإدراكها لعظمة صنع الله معها فضيلة يغفلها الكثيرون ممن ينسون فضل الله وأعماله معهم كبني إسرائيل الذين شق الله أمامهم البحر الأحمر ليعبروا علي اليابسة بينما هلك عدوهم فرعون وجنوده غرقا في البحر ولكنهم سرعان ما نسوا معجزاته وتذمروا عليه لظهور بعض الصعوبات في طريقهم .

أخي ... أختي :

ليتنا نتعلم من أمنا العذراء إلا نضع أمام أعيننا مشاكلنا ومتاعبنا ومتناسين ما يصنعه الله القدير معنا من عظائم وعجائب بل نشكره ونعظمه ونمجده علي الدوام .