ومن أيام يوحنا وحتى الآن ملكوت السماوات يغصب والغاصبون يختطفونه (مت11:12:)

 

في ليلة آلامه كان المخلص يرى كل ما سيأتي عليه  وكان يعلم متى سيأتي الذي سيسلمه للأمم ولهذا مضى لجبل الزيتون ليصلي   وأخد معه تلاميذه ليشاركوه الجهاد في الصلاة و أنفرد عنهم نحو رمية حجر وكان عرقه يتساقط قطرات دم نازلة على الأرض

ولكن التلاميذ استسلموا للنوم متناسين ضرورة الاستعداد للتجربة الأتية وبعدما أمضى الرب فترة في الصلاة أتى إليهم محذرا من الاستسلام لتراخي الجسد قائلا لهم :"اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة،أما الروح فنشيط وأما الجسد فضعيف"

ولم يستجب التلاميذ وأتى المخلص مرة ثانية مكررا حثه لهم على السهر  و لما أتى اليهم في المرة الثالثة وجدهم مازالوا نياما فقال لهم ناموا الآن واستريحوا ؛ فقد أتت الساعة. و جاء يهوذا و من معه ليقبضوا على يسوع وتفرق التلاميذ وهربوا في خوف

إن  غصب النفس على السهر والصلاة والاستجابة السريعة لصوت الروح القدس فينا مبدأ انجيلي ضروري لنوال الملكوت وقد أكد ربنا يسوع أهمية غصب النفس عندما أمر تلاميذه بالصلاة والسهر ليلة إلآمه ،ولكنهم في تراخ أضاعوا الفرصة بدلا من الاستجابة السريعة لأمر الرب  رغم تكرار أمر الرب لهم أكثر من مرة.

أخي .. أختي :

عندما تشعر بروح الله يحثك على الجهاد سواء في الصلاة أو في قراءة الكتاب المقدس أو الحضور للقداس الإلهي أو للخدمة أو لتعمل خيرا ....أو...أو.... أياك أن تخضع لهوى نفسك مستسلما لضعفك  بل أغصب نفسك وأحذر أيضا من التسويف أو التأجيل فكل فرصة يهيئها لنا الرب للعمل الروحي يجب استغلالها سريعا أو بتعبير الكتاب المقدس يجب خطفها قبل أن تفوت وتضيع

و ثق أنك بينما تبتدأ بغصب النفس سيملأك روح الله القدوس قوة و نشاطا  ويبدد عنك كل كسل وضعف فتتم عمل الرب بفرح لتنجو من التجارب وتفوز بملكوت الله.