"هوذا كما أن عيون العبيد نحو أيدي سادتهم، كما أن عيني الجارية نحو يد سيدتها،
هكذا عيوننا نحو الرب إلهنا حتى يترأف علينا"(مز123)
   انتشرت العبادة الوثنية بسبب آخاب الشرير وزوجته إيزابيل الشريرة، فامتنع سقوط المطر بصلاة إيليا النبي.. وبعد ثلاث سنوات ونصف من الجفاف، طلب آخاب إيليا ليصلي لأجل المطر، ولكن النبي وبخه على شروره؛ وفي إيمان تحدى إيليا أنبياء الوثن فطلب منهم تقديم ذبيحة للبعل كما سيقدم هو ذبيحة لله، ومن تقبل ذبيحته بنزول نار من السماء يكون إلهه هو الإله الحقيقي، ونزلت النار من السماء وأكلت ذبيحة إيليا النبي فهتف الشعب:"الرب هو الله.. الرب هو الله".. وصعد إيليا إلى الجبل ليصلي من أجل سقوط المطر، وانحنى ساجدًا ورأسه بين ركبتيه يصلي بخشوع طالباً مراحم الله..

   ثم قال لغلامه اصعد وتطلع نحو البحر، فذهب الغلام ورجع يخبره بعدم وجود سحاب، وكان إيليا يصلي وفي كل مرة يقول لغلامه نفس الكلام، والغلام لايجد أثراً للسحاب.. وفي المرة السابعة رجع الغلام ليبشره بغيمة صغيرة قدر كف إنسان صاعدة من البحر، فطلب منه إبلاغ آخاب ليسرع إلى بيته لئلا يعوقه المطر؛ وبالفعل اسودت السماء بالغيوم واشتدت الرياح وكان مطر عظيم!!!

   لقد علمنا الله طلب مشيئته وقت الصلاة، فليس كل مانطلبه يكون لخيرنا، أما جهادنا الروحي لأجل الملكوت فهو عمل مبارك يستجيبه الله لأنه بحسب مشيئته..
   لقد كان إيليا واثقاً أن صلاته بحسب مشيئة الله، لأن الاستجابة ستكون سبباً في إظهار عظمة الله لهذا الشعب، ولذلك لم يكف أو ينقطع عن الصلاة رغم عدم استجابة الله له في الست مرات الأولى.

 أخي ...أختي:
   يجب أن تجاهد من أجل خلاص نفسك بإصرار - حتى الاستجابة - متمثلاً بجهاد إيليا النبي في الصلاة لأجل سقوط المطر.. فلا تيأس ولا تفشل ولا تتوقف عن مواصلة جهادك في الصلاة، أو قراءتك في الكتاب المقدس، أو توبتك واعترافك، أو مواظبتك على القداس الإلهي، أو تفانيك في خدمتك أو.. أو.. واستمر فستأتي الاستجابة حتى ولو تأخرت!!!!