"فإذا حسبما لنا فرصة فلنعمل الخير للجميع، ولاسيما لأهل الإيمان"(غلا10:6)

   ضرب ربنا يسوع المسيح مثلاً عن سيد ترك أمواله لعبيده ليتاجروا ويربحوا، فربح  الذي أخذ الخمس وزنات خمس أخر، والذي أخذ الوزنتين ربح وزنتين، أما الذي أخذ الوزنة الواحدة فدفنها في الأرض  ولما سأله سيده عما فعله بالوزنة أجاب مبرراً كسله وتهاونه قائلاً:"أنا أعلم أنك إنسان قاسٍ، تحصد حيث لم تزرع، وتجمع من حيث لم تبذر، ولذلك مضيت ودفنت الوزنة لأردها لك عندما تجيء"، لكن السيد أمر بأخذ الوزنة منه.. وأمر عبيده بطرحه في الظلمة الخارجية، لأنه  لو كان وضع الوزنة عند الصيارفة لكان قد استردها مع ربح.

   لقد أودعنا السيد الرب الكثير من العطايا والوزنات سواء جسدية  كالصحة والذكاء، والمواهب الشخصية، أو مادية خلقها الله لخدمتنا ووضعها تحت تصرفنا، أو روحية كالخلاص وغفران الخطايا، وحلول روحه القدوس فينا.. وكما حاسب السيد عبيده سنعطي نحن أيضا حساباً عن كل هذا.. لقد عوقب العبد الكسول لأنه أضاع كل فرص الربح حتى السهل منها، وقد ظهر صلاح السيد عندما أعلن استعداده لمكافأة عبيده على أبسط جهد في المتاجرة بوزناته.

   إن السيد هو الرب الديان العادل الذي لايقبل الأعذار الكاذبة من ضيق الوقت، أو قلة الإمكانيات، أو كثرة المشغوليات، أو عدم المعرفة، أو...أو.. ومن لايستطيع بذل الجهد الكثير للمتاجرة بالوزنة، يمكنه بذل القليل بوضعها عند الصيارفة (بنك بلغة زماننا).. إن فرص صنع الخير كثيرة وتحيط بك في كل مكان، منزلك، وفي عملك وبين أقربائك وجيرانك ولاتحتاج منك  جهداً كثيراً...

أخي.. أختي:

   اعلم أن الله حسب وعده مستعد أن يعطيك أجراً على أبسط الأعمال، كتقديم كأس ماء بارد محبة في الرب، أو على اتصال تليفوني بمريض، أو على رسالة بريدية لمتغرب، أو على نصيحة صادقة لحبيب، أو على اصطحابك صديق للكنيسة أو.. أو.. واعلم أنك ستسمع حتماً في يوم الرب صوت سيدك يكافئك قائلاً.. نعماً أيها العبد الصادق والأمين.. ادخل إلى فرح سيدك...