"وفيما هو مجتاز رأى لاوي بن حلفي جالساً عند مكان الجباية.. فقال له اتبعني.. فقام و تبعه"(مر14: 2 )
"للوقت طلبنا أن نخرج إلى مكدونية متحققين أن الرب قد دعانا لنبشرهم"(أع 10 :16 )
   خرج معلمنا بولس الرسول ليبشر بالمسيح في آسيا الصغرى ولكن الروح القدس منعه.. ولما أتى إلى ميسيا منعه أيضا الروح من الذهاب إلى بيثينية فانحدر إلى ترواس.. وهناك رأى في رؤيا  ليلاً رجلاً مكدونياًّ يقول له:"اعبر إلى مكدونية وأعنا".. فتحقق الرسول أن الرب قد دعاه، وللوقت ذهب إلى فيلبي التي هي أول مدينة من مقاطعة مكدونية.. وفي يوم السبت خرج إلى خارج المدينة عند نهر حيث جرت العادة أن تكون صلاة في هذا المكان.. وبشر معلمنا بولس الرسول النسوة المجتمعات وفتح الرب قلب امرأة اسمها "ليديا" بائعة أرجوان لتصغي لكلمة الرب؛ فآمنت واعتمدت هي وكل أهل بيتها وتوالت الكرازة في فيلبي.. وعرف اسم الرب في المدينة حين أخرج معلمنا بولس من جارية روح عرافة (شيطان يدعي معرفة الغيب).. وكان أصحاب هذه الجارية يكسبون بعرافتها مكسبا ًكثيراً؛ فأهاجوا الحكام عليه فألقى الحكام بالقديس بولس ورفيقه القديس سيلا في السجن.. وفي نصف الليل بينما هما يصليان و يسبحان الله، والمسجونون يسمعونهما حدثت زلزلة وانفتحت أبواب السجن وانفكت قيود الجميع، ولكن لم يهرب أحد من المساجين.. ولما رأى ذلك السجان آمن واعتمد هو وأهل بيته أجمعين..

    عندما  قبل معلمنا بولس الرسول دعوة الرب له للكرازة، لم يجلس ليضع خطة للعمل لأنه لم يكن يعرف إلى أين سيذهب.. أو لمن سيذهب.. ولم يكن لديه الإمكانيات المادية من مال، أو مرشد للطريق، أو قوة بشرية لتحميه في الطريق، أو.. وبالرغم من ذلك خرج على الفور ليبدأ العمل ويخطو أول خطوة متاحة، وتوالت خطوات العمل الكرازي كما خطط الله لبولس حسب إرشاد الرب،ةفمرة يمنع وأخرى يشجع ويرتب معطياً النعمة والقوة لإتمام العمل بنجاح..

أخي.. أختي:
  
إن تحققت أن الله يحثك أو يدعوك لتعمل خيراً أو لتخدم اسمه القدوس؛ فلا تتردد.. ولاتقل ليس لدي الإمكانيات الكافية للعمل، ولا تقل لست أعرف خطة العمل؛ بل سلم ذاتك لنعمة الله، وابدأ بالخطوة الأولى بحسب ما هو متاح لك.. والله هو الذي سيهبك الأمكانيات اللازمة للعمل، وسيهيء ويدبر كل ماتحتاجه الخدمة، وهو الذي سيذلل كل الصعوبات حتى ينجح العمل ويثمر...