"لماذا ارتجت الأمم وتفكر الشعوب في الباطل؟ قام ملوك الأرض، وتآمر الرؤساء معًا على الرب وعلى مسيحه..
الساكن في السماوات يضحك.. الرب يستهزئ بهم، حينئذ يتكلم عليهم بغضبه، ويرجفهم بغيظه"(مز 2)

   اغتاظ هامان الشرير من موردخاي اليهودي؛ لأنه لم يسجد له كما كان يفعل باقي العبيد الواقفون بباب الملك، ولذلك قرر إبادة الشعب اليهودي،  فاضطرب موردخاي ومعه باقي الشعب، وطلبوا من أستير الملكة أن تدخل للملك لتطلب منه نجاة أهلها، في عيني أحشويرش الملك؛ لأن من يدخل إلى الملك دون أن يطلبه يقتل إن لم يمد له الملك قضيب الذهب.. ودخلت أستير للملك ووجدت نعمة في عينيه، ومد لها قضيب الذهب الذي بيده وقال لها:"ما هي طلبتك إلى نصف المملكة تعطى لك" فطلبت أستير أن يأتي الملك ومعه هامان إلى الوليمة التي ستصنعها لهما، واستجاب الملك لدعوة أستير وحضر هو وهامان لوليمة الملكة.. ورتب الله أن يطير نوم الملك عنه في الليل فطلب كتاب سجلات المملكة، وقرأ ماهو مكتوب عن موردخاي اليهودي وكيف أبطل مؤامرة لقتل الملك، فأراد الملك تكريم موردخاي فأمر هامان بتكريمه في موكب رسمي بقيادته، وفي اليوم الثاني سأل الملك أستير ما هي طلبتك؟ فأخبرته أستير عن المؤامرة التي دبرها هامان الشرير لإبادة كل شعب اليهود؛ فأمر الملك بصلبه على الخشبة التي أعدها هامان لصلب موردخاي.. فطلبت أستير منهم الصوم والصلاة ليعطيها الله نعمة..
    لقد اغتر هامان بسلطته وثقة الملك فيه، فذهب يخطط ويدبر كيف يحقق أعظم انتقام لكبريائه من شعب موردخاي اليهودي، ونسي هامان أن هناك ملك ملوك له سلطان عليه وعلى أحشويرش الذي هو متكل عليه، ولم يترك الله خائفيه ولذلك أعطى الله أستير نعمة في عيني الملك عندما دخلت إليه؛ فسر بها وأبدى استعداداً لسماع طلبتها، وعمل الله في قلب الملك ليقبل دعوة أستير  بالحضور لوليمتها، وأعطى الرب أستير نعمة أيضًا فتعاطف الملك أحشويرش معها ومع شعبها اليهودي، فقرر معاقبة هامان الرديء بالقتل، ورفع الله شأن شعب اليهود؛ فخاف منهم أعداؤهم لأن موردخاي صار الرجل الثاني في المملكة بدلاً من هامان الرديء وهكذا حفظ الله شعبه وأهلك أعداءهم. 

أخي.. أختي:

   لا تخف من مؤامرات الأعداء الظاهرين أو الخفيين؛ لأن لله سلطان في مملكة الناس، وهو القادر أن يبدد كل مشورة رديئة  للأشرار، ويبطل مؤمرات الأعداء، ويرد شرهم عنك.