"..شجعوا صغار النفوس. اسندوا الضعفاء. تأنوا على الجميع." (1تس5: 14)

"..لذلك اقبلوا بعضكم بعضاً كما أن المسيح أيضاً قبلنا، لمجد الله." (رو15: 7)

اضطهد شاول (معلمنا بولس الرسول قبل إيمانه)المسيحيين بقسوة وكان يجرهم موثقين إلى أورشليم وفى الطريق إلى دمشق أبرق حوله نور من السماء وسمع صوتاً قائلاً له: "شاول، شاول لماذا تضطهدنى؟ ولما سأل قائلاً:" من أنت ياسيد" أجابه الرب: "أنا يسوع الذى أنت تضطهده" فآمن شاول فى الحال ودخل المدينة، واعتمد وعلى الفور حاول شاول أن يكرز بالمسيح فى دمشق ولكن اليهود تشاوروا ليقتلوه فهرب من هناك. وبعد زمن ذهب إلى أورشليم وحاول الالتصاق بالمسيحيين ولكن الجميع كانوا يخافونه لماضيه الحافل بالاضطهاد للكنيسه. ولم يصدق الكثيرون أنه تلميذ للرب فأخذه برنابا وأحضره للرسل وحدثهم عن قصة إيمانه ومجاهرته فى دمشق باسم يسوع فقبلوه وبعد ذلك انتقل معلمنا بولس الرسول إلى أنطاكية هو ورفيقه برنابا وانضما إلى الإخوة فى كنيسة أنطاكية، وهناك اختاره الروح القدس مع برنابا ليبدأ رحلاته التبشيرية إلى آسيا وأوروبا.

وقف القديس برنابا أمام الرسل الأطهار يزيل آثار الصورة السيئة التى رسمها شاول الطرسوسى بماضيه المملوء قسوة وعنفاً تجاه المسيحيين وأكدا لهم صدق إيمان شاول وغيرته وإخلاصه فى الكرازة باسم يسوع لقد أدرك هذا القديس أن ماضي شاول السيء قد انتهى تماماً والواقع المليء بنعم العهد الجديد يبشر بقيام كارز عظيم هو القديس بولس.

تمكن برنابا من النظر بطريقه إيجابية لبولس فرأى فيه غيرة وحباً لله، لقد كان منطق هذا القديس ألا نحكم على الإنسان بماضيه فقط فعندما يمس الله قلب الإنسان بالتوبة تصير الإمكانيات والقدرات التى عملت لحساب الشر فى الماضي أدوات والآت مباركة فى يد الله. ومضت الأيام وأثبتت صدق وجهة نظر القديس برنابا من جهة معلمنا بولس الذى تم فيه قول الرب: "هذا إناء مختارلى ....سأريه كم سيتألم من أجل اسمى" حتى وصف هذا القديس أتعابه الكثيرة من أجل الخدمة قائلاً: أنا تعبت أكثر من كل جميعهم ".

أخى ....أختى:

شدد إخوتك الصغار التائبين ولاتنظر إلى ماضيهم، بل كن إيجابياً وتطلع إلى ما يمكن أن يحققوه من تقدم روحي بتشجيعك، واعلم أنك بمساندتك لإخوتك الأصاغر تتمم وصية المحبة. فاسند من يخطو للأمام وحاول أن تكتشف مواهب الآخرين وتشجعهم وتمثل بالله الذى شجع أرميا النبي عندما دعاه للخدمة قائلاً له:- "لاتقل أني ولد ولاتنس أنك أنت أيضا كنت ومازلت تحت الضعف وتحتاج من يساندك ويشددك".