"...بالرجوع والسكون تخلصون. بالهدوء والطمأنينة تكون قوتكم" (أش30: 15 )
"تعالوا إلي ياجميع المتعبين والثقيلي الأحمال، وأنا أريحكم."(مت11: 28)

صارع إيليا النبى مع قوى الشر وانتصر على عبدة الوثن ولكنه احس بالضيق والخوف بعد تهديد إيزابل له بالقتل ولهذا هرب إلى البرية طلباً لمعونة الله ولم يتركه الله لكنه ارسل له ملاكه ليقويه وقدم له الملاك كعكة ليأكل وماءً ليشرب..وبعدما أكل وشرب قاده الله إلى جبل سيناء ولما وصل إلى هناك دخل مغارة وبات فيها فأمره الرب بالخروج والوقوف على الجبل وإذا بالرب عابر وريح عظيمة وشديدة قد شقت الجبال وكسرت الصخور أمام الرب ولم يكن الرب فى الريح.... وبعد الريح زلزلةولم يكن الرب في الزلزلة وبعد الزلزلة نار ولم يكن الرب فى النار وبعد النار صوت منخفض خفيف فلما سمع إيليا لف وجه بردائه، وخرج ووقف فى باب المغارة ليتمتع بحضورالرب وهناك كلمه الله فتعزى إيليا بلقاء الله المريح اللطيف الذى طمأنه أنه ليس هو وحده الذى بقى أميناً لله فهناك كثيرين أمناء لله مثله يرعاهم ويحفظهم الله. ورجع إيليا فرحاً بعد أن تقوى لينفذ ما أوصاه به الله.
إن الالتقاء بالله هو الوسيلة الوحيدة للتزود بالقوة والعزاء لكل الذين يريدون الثبات بقوة فى حربهم ضد الشر. ولهذا لابد بين الحين والاخر أن يهرب الإنسان من الإنشغالات الكثيرة طالباً الاختلاء بالله فى مكان هادئ. وقد علمنا الكتاب المقدس أن الرب يسوع كان يذهب كثيراً إلى جبل الزيتون ليقضي الليل كله فى الصلاة. وأحياناً أخرى كان يذهب باكراً جداً ليصلي هناك ولهذا أيضاً كانت وصية الله للإنسان بتخصيص يوم من أيام الأسبوع يستريح فيه من عمله وليجد وقتاً للتقابل مع الله في هدوء بعيدا عن هموم ومشقة العمل. فعلى من يريد التمتع بلقاء مشبع مع الله أن يهيء نفسه بالهرب إلى مكان هادئ يساعده على صفاء الذهن كما أوصانا الرب بالدخول للمخدع وغلق بابه وقت الصلاه.

أخى....أختى:
خصص كل يوم وقت ومكان هادئ حسبما أمكن للصلاة، ولا تفعل مثل بعض الناس الذين يكتفون بالصلاة فى طريق ذهابهم للعمل أو يكتفون برفع قلوبهم حينما تضغط عليهم هموم الحياة، واحرص أن يكون لك كل أسبوع يوم راحة من العمل لتجد وقتاً هادئاً للاختلاء بالله، وإذا تثقلت يوماً ما بالمتاعب والضيقات فاعلم أنك بحاجة للهرب مؤقتاً من ثقل الهموم والإسراع بالدخول لأحضان الله الأبوبة. فلا أذاً تتردد فى البحث عن مكان هادئ تختلى فيه لترجع بقوة تمكنك من استكمال جهادك مرة أخرى.