"سراج الجسد هو العين، فإن كانت عينك بسيطة فجسدك كله يكون نيراً، وإن كانت عينك شريرة فجسدك كله يكون مظلماً،
فإن كان النور الذي فيك ظلاماً فالظلام كم يكون!" (مت6: 22 ،23)

أرسل موسى النبى اثنى عشر رجلاً ليتجسسوا أرض كنعان وكان يشوع بن نون وكالب بن يفنة ضمن الاثنى عشر رجلاً. وقطف الرجال من هناك عنقود عنب بغصنه مع بعض الرمان والتين. ولما حضروا إلى موسى والشعب قدموا ما أحضروه قائلين: "حقاً أنها تفيض لبناً وعسلاً وهذا ثمرها غير أن الشعب الساكن فى الأرض معتز والمدن حصينة عظيمة جداً.... العمالقة ساكنون فى أرض الجنوب. هى أرض تأكل سكانها وجميع الشعب الذى رأينا فيها أناس طوال القامة وقد رأينا هناك الجبابرة، فكنا فى أعيننا كالجراد وهكذا كنا فى أعينهم" وهكذا كان الرجال يخيفون الشعب من سكان الأرض ويشككون فى صدق وعود الله لهم بامتلاك الأرض وأشاعوا المذمة عن الأرض أما كالب ويشوع فقالا: "الأرض التى مررنا بها لنتجسسها جيدة جداًجداً. إن سر بنا الرب يدخلنا إلى هذه الأرض ويعطينا إياها أرضاً تفيض لبناً وعسلاً".

انقسم الرجال الذين تجسسوا أرض الموعد إلى فريقين لكل منهما رؤية مختلفة عن الآخر، وقد مثل يشوع بن نون وكالب بن يفنة فريق وباقى العشرة رجال فريقاً آخر. لقد قدم يشوع وكالب من كنز قلبيهما المملوء بالثقة فى الله بشارة مفرحة، وقدم بقية الرجال خوفاً من أهل الأرض وعدم ثقة فى قدرة الله وعنايته بهم، لقد كان ليشوع ولكالب أعين بسيطة (سليمة) قادرة على رؤية الخير أينما وجد فتمكنا من رؤية صلاح الله الذى سيملكهم أرضاً جيدة وأدركوا أيضاً بالبصيرة الصائبة قدرة الله الفائقة التى تنسحق أمامها قوة الجبابرة.

إن تملك الخطيئة فى القلب يظلمه وظلام القلب يعمى العينين فيسقط الإنسان فى الخطيئة والهلاك أما معرفة الله فتملأ القلب إيماناً وإدراكاً بصدق وصايا الله فتستنير البصيرة ويتمكن الإنسان من السير فى طريق الحياة الأبدية بنجاح.

لقد رفض رؤساء كهنة اليهود رب المجد يسوع وأسلموه ليصلب بسبب عمى بصيرتهم مع أنهم رأوا معجزات وآيات كثيرة تشهد له وقد أعلن الرب لهم أنهم عميان وقادة عميان بسبب غلاظة قلوبهم المملوءة بالحقد والحسد من جهته، وظل رؤساء اليهود فى رفضهم لمناداة الرب لهم بالتوبة ونقاوة القلب فجلبوا لأنفسهم اللعنة والخراب بسبب عمى بصيرتهم.

أخى....أختى:

كلما كان قلبك نقياً كلما احتفظت ببصيرة مستنيرة تمكنك من رؤية الحق فلا تدع قلبك يتنجس بحقد أو كراهية أو أي شهوة رديئة لئلا تظلم بصيرتك.
فداوم إذا على حراسة قلبك من كل شر وحاسب نفسك أولاً بأول ولا تتوان فى تقديم توبة عن أي خطأ اقترفته بمعرفة أو بغير معرفة.