"فيجيب الملك يقول لهم: بما أنكم فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الأصاغر فبي فعلتم."(مت25: 40)

حذرنا رب المجد يسوع من احتقار أحد أخوتنا الصغار وأوضح رب المجد أن ملائكتهم ينظرون وجه الله فى كل حين وضرب الرب مثلاً ليوضح أهمية وقيمة كل نفس من نفوس إخوتنا الصغار قائلا:"ماذا تظنون؟ إن كان لإنسان مئة خروف وضل واحد منها أفلا يترك التسعة والتسعين على الجبل ويذهب يطلب الضال؟ وإن اتفق أن يجده فالحق أقول لكم: "إنه يفرح به أكثر من التسعة والتسعين التي لم تضل. هكذا لست مشيئة أمام أبيكم الذى فى السماوات أن يهلك أحد هؤلاء الصغار."ولم ينته الأمر عند هذا بل رفع الرب من قيمة النفس مؤكداً أن من صنع خيراً مع أحد إخوتنا الصغار فقد صنع به هو شخصياً.ومن لم يصنع بهم فلم يصنع به وأعلن الرب أن الدينونة في اليوم الأخير تتوقف على كيفية التعامل مع إخوتنا الأصاغر.

جاء الرب يسوع سنداً وعوناً للصغار سواء من الأطفال أو الضعفاء والفقراء أو الأيتام والأرامل والغرباء.وجاء الرب أيضاً مخلصاً وكارزاً بالتوبة للخطاة الأصاغر في أعين الناس المحتاجين لمن يخلصهم من الهلاك الأبدى. وجاء أيضاً معزياً للصغار الذين هم فى مرض أو شدة وضيق.وهكذا علمنا الرب أن هذه هي المحبة الحقيقة أن يتحرك الإنسان بالحب بمد يد المساعدة نحو المحتاج بطريقة عملية.أما غير المحب المنغلق على ذاته فينتفخ عندما يرى محتاجاً أو ضعيفاً أو إنساناً في طريق الهلاك.وبدلاً من أن يقدم له حباً يحتقره.

لقد لقب مخلصنا محب البشر الصالح هؤلاء المحتاجين للعون بالإخوة ليثير في قلوبنا مشاعر الحب من نحوهم. فهم لهم نفس تشعر بالآلام مثلنا، ونفوسهم ذات قيمة مثلنا. فيكف نتغافل عنهم؟ ولقد دعاهم الرب إخوته ليحث كل نفس على محبتهم. وكأنه يقول للجميع إن كنتم تحبوننى فهؤلاء إخوتي المحبوبين فاتركوا لديهم ما تريدون أن تقدموا لي.

أخي....أختي:

لقد شاء الله بحكمته التي لايدركها إنسان أن يوجد وسطنا إخوة صغار ليكونوا سبب بركة لنا. فانظر حولك سترى أحباء يسوع الصغار في أسرتك، أو فى عائلتك، وستجد لك أيضاً إخوة أحباء من الجيران ومن زملاء العمل يحتاجون منك حباً.أما إذا ذهبت للكنيسة فستجد في انتظارك آباءك الكهنة وإخوة لك من خدام الكنيسة قد جندوا أنفسهم في خدمة إخوة المسيح وهم يطلبون على الدوام من يشاركهم الفوزببركات السماء فاسرع الآن نحو إخوتك الصغار لتقدم لهم حباً مادمت قادراً على العطاء.