"أجابهم يسوع: الحق الحق أقول لكم: أن كل من يعمل الخطية هو عبد للخطية.... فإن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحراراً."(يو8: 34، 36)

دخل يسوع مجمع اليهود يوم السبت كعادته. وقام ليقرأ فدفع إليه سفر أشعياء ولما فتح السفر وجد الموضع الذى كان مكتوباً فيه:" روح الرب علي، لأنه مسحني لأبشر المساكين، لأنادي للمنسحقين بالإطلاق وللعمي بالبصروأرسل المنسحقين في الحرية، وأكرز بسنة الرب المقبولة".
كان اليهود يعيدون كل خمسين علم بسنة اليوبيل وفيها ترجع الأرض التي باعها الفقراء لأصحابها الأصليين، وينال العبيد الحرية والعتق، فيرجعون إلى أهلهم وعشائرهم ولهذا كانت سنة اليوبيل أو العتق- كما سماها الكتاب المقدس- هي سنة فرح لمساكين الأرض وللمأسورين من العبيد، ولكن بعد انتهاء هذه السنه قد يتعرض البعض للفقر مرة أخرى وقد يستعبدوا من جديد لسادة قساة متسلطين، ويبقي المساكين في انتظار من يحررهم اللأبد من الشقاء.
لقد كانت سنة اليوبيل رمزاً ليوبيل أخر أهم وأعظم أعلن عنه يسوع أنه اليوبيل الحقيقي الذى تحقق بتجسد وظهور ابن الله يسوع المسيح الذى صلب ومات ليحررنا من عبودية وذل إبليس.
لم يأت مسيحنا القدوس ليخلصنا من فقر مادي، بل من ضعف النفس وتحكم الخطية التي تسبب التعاسة والهوان، لقد جاء الرب يسوع حباً في الخطاة المساكين، الذين افتقروا لنعمة الله وحلت عليهم اللعنة، فامتلاًت حياتهم بالشرور وصاروا تائهين يشتهون الراحة ولا يجدونها
  • إن كل من آمن واعتمد باسم الثالوث القدوس ونال نعمة أسرار الكنيسة المحيية لم يعد للشيطان سلطان علية. وقد تمم ربنا يسوع المسيح وعده لنا فأرسل لنا بعد صعوده للسماء روحه القدوس ليمنح الإنسان القوة والنعمة،التي تحرر الإنسان من ضعف الخطية ورباطاتها فيزول عنه سلطان إبليس وينعم ويسعد بالسلام والفرح السمائي.
  • حينما يصلي الإنسان يمتلئ من نعمة الروح القدس فتتحرر نفسه لتنطلق لتعاين الله، وهذا هو سر السلام والفرح الذي عاشهآاباؤنا القديسيون وهم في السجون أو وهم يعانون أقسى أنواع العذاب والألم من أجل فاديهم الملك المسيح.

اخى....أختى:

إن كنت تشعر بكآبة قلب أو خوف أوهم أوقلق.. فاعلم أنك اسير ومقيد بسبب خطية أو ضعف ما. فافحص نفسك وقل لها مع داود النبي:" لماذا انت حزينة يانفسي، ولماذا تزعجنني توكلي على الله" وقدم على الفور صلاة بإيمان كاشفاً ضعفك لله. واطلب منه قوة لتنطلق من قيود ضعفك فتسعد بحرية مجد أولاد الله.