"فشكراً لله على عطيته التي لايُعبر عنها" (2كو9: 15)

كان يسوع مسافراً إلى أورشليم فاجتاز في السامرة والجليل، وفيما هوداخل إلى قرية استقبله عشرة رجال برص، فوقفوا من بعيد ورفعوا صوتاً قائلين: يايسوع يامعلم، ارحمنا فقال لهم:" اذهبوا أروا أنفسكم للكهنة" وفيما هم منطلقون طهروا، فواحد منهم لما رأى أنه شفى. رجع يمجد الله بصوت عظيم وخر على وجهه شاكراً وكان الرجل سامرياً فقال له يسوع: أليس العشرة قد طهروا؟ فأين التسعة؟ ألم يوجد من يرجع ليعطي مجداً لله غير هذا الغريب الجنس؟ "ثم قال له": " قم وامض إيمانك خلصك."

فرح السامري الأبرص بالشفاء كباقي الرجال. لكن فرحه لم ينسه الرجوع ليقدم الشكر للرب يسوع لقد شعر الرجل أن شفاءه من مرضه جميلاً عظيماً يستحق تقديم الشكر لمن أنعم عليه بالشفاء، أما باقي التسعة فكان اهتماهم بالشفاء فقط فنسوا تقديم واجب الشكر لصاحب الفضل ولذلك استحقوا اللوم.

إن الشكر على المعروف واجب، ومن لايشكر هو إنسان يهتم بذاته فقط، والشكر يعني تقدير الإنسان للجميل المقدم له. والنفس التي تتأمل في عظم صنيع الله بها لايمكنها إغفال تقديم الشكر لله. وقد علمنا الرب أن نظهر الامتنان نحو من يقدم لنا معروفاً كما أظهر هو امتنانه لما فعلته المراة التي سكبت الطيب على قدميه قائلاً: "حيثما يكرز بالإنجيل يخبر بما فعلته هذه المراة تذكاراً لها" وفي مناسبة أخرى أكد الرب أنه لاينسى تعب من يقدم كأس ماء بارد لعطشان باسمه. لأنه ليس بظالم. ويمكننا أن نستنتج من هذا أن من ينسى تعب الآخرين ولايكافئهم عنه ولو بكلمة شكر هو ظالم.

وتعلمنا الكنيسة أن نبدأ كل صلواتنا بشكر الله على كل حال ومن أجل كل حال وفي كل حال. وهذا أقل واجب نقدمه لله على عطاياه الكثيرة التي لاتحصى، والمتجددة كل صباح. والإنسان الذي يشكر على الدوام يفرح لأنه يرى في الله أباً حنوناً يهتم به ويعطيه بسخاء أما المتذمر فهو ناقم حزين على الدوام، لأنه يرى ماليس له ويتحسر، ولا يرى ما له من نعم كثيرة. ولهذا فهو يشعر بالحرمان وصغر النفس.

أخي....أختي:

درب ذاتك على التأمل في عطايا الله لك كل يوم وقدم لله امتناناً وشكراً على كل حال ومن أجل كل حال وفى كل حال. ولا تنسى أيضاً أن تقدم الشكر والامتنان لكل من يقدم لك معروفاً.