"...من رد خاطئاً عن ضلال طريقه، يخلص نفساً من الموت ويستر كثرةً من الخطايا." (يع5: 20)

أكد الرب عظمة قيمة كل نفس بشرية، وضرب للجموع مثلاً بالراعى الذى يجد في البحث عن خروف واحد ضل من مائة خروف، وكيف لايهدأ له بال إلا بعد أن يجده، ولهذا علمنا الرب أن نجتهد لأجل خلاص نفوس إخوتنا الذين يخطئون نحونا قائلاً:" إن أخطاً إليك أخوك فاذهب وعاتبه بينك وبينه وحدكما. إن سمع منك فقد ربحت أخاك، وإن لم يسمع فخذ معك أيضاً واحداً أو اثنين لكي تقوم كل كلمة على فم شاهدين أو ثلاثة، وإن لم يسمع منهم فقل للكنيسة وإن لم يسمع من الكنيسة فليكن عندك كالوثني والعشار"

  • يفرح الإنسان الروحاني بخلاص نفس إخوته، ويخشى على إخوته من السقوط في الخطيئة، ويحسب هلاك نفوسهم خسارة فادحة له والإنسان المحب يمكنه ان يغفر بسهولة لمن أساء إليه عملاً بوصية الكتاب، ولا يهمه مجازاة من أخطأ إليه، ولايهتم كثيراً أن يقدم له أخوه المخطئ اعتذاراً عما أخطأ به إليه، لأن المحبة لاتطلب ما لنفسها، ولكنه يهتم بالأولى بتوقف أخيه عن الخطأ وتوبته، ولذلك يذهب ليعاتب أخيه المخطئ ليحقق مشيئة الرب الصالحة بقوله: إن سمع منك فقد ربحت أخاك، وإذا أصر الأخ على خطأة لايكف الإنسان المحب عن السعي من أجل توبته فإذا لم يستجب أخاه لعتابه يلجأ إلى وساطة الأخوة ثم الكنيسة
  • وعتاب الإنسان المسيحي المحب لأخيه ليس بهدف رد الحق المسلوب ولكن بالأولى لربح المخطئ أخاً وصديقاً نافعاً وعضواً صالحاً للكنيسة ولملكوت السموات،وقد علمنا الرب ضرورة عتاب الأخ على انفراد لأن ذلك يضمن عدم التشهير بالمخطئ مما قد يدفعه للعناد والكبرياء، وعلمنا أيضاً أن نذهب للأخ المخطئ مع أن المنطق العالمي ينادي بعكس ذلك. لأن الذهاب لمن أساء إلى يدفعه للاتضاع ويشعره أنني طالب دوام استمرار الود والمحبة نحوه.
  • لقد ابتدأ الرب بالحب نحو البشر الخطاة ليخلصهم من الهلاك، فتجسد ومات عن الخطاة وفي حب أبوي لم يترك المخطئين لشرهم بل عاتب بلطف قاتليه ليربحهم وكلمات الرب الرقيقة ليهوذا الإسخريوطي القائله: أبقبلة تسلم ابن الإنسان وللعبد الذي لطمه: إن كنت قد تكلمت ردياً فاشهد على الردي وإن حسناً فلماذا تضربني؟ تشهد بذلك.

أخي....أختي:

إن إردت تعاتب أحد إخوتك أو أصدقائك أو أقربائك على خطأه نحوك فضع أمام عينيك الهدف الذي حدده الرب من هذا العتاب: وهو ربح الأخ، وأحذر أن تنسى هذا الهدف لئلا تتحول جلسة العتاب لمشاجرة وانتقام فتخسر أخاك، وتكسر الوصية الإلهية التي تطالبك بعدم مجازاة الشر بالشر.