"جعلت الرب أمامي في كل حين، لأنه عن يميني فلا أتزعزع".(مز16: 8)

أمر نبوخذ نصر ملك بابل رئيس خصيانه أن يحضر له فتياناً لاعيب فيهم من اليهود المسبيين من نسل الملك على أن يكونوا ذوي معرفة ليعلموهم كتابة الكلدانيين ولسانهم. وعين الملك أنواع طعامهم من أطايب الملك ومن خمر مشروبه. لتربيتهم ثلاث سنين. وعند نهايتها يقفون أمام الملك. وكان من بين هؤلاء دانيال وحننيا وميشائيل وعزريا، وكان دانيال لا يريد أن يخالف شريعة إلهه ويأكل مما هو محرم عليه كيهودي، ولهذا وضع الشاب دانيال في قلبه ألا يأكل من أطعمة الملك، وتجرأ دانيال متكلا على الله وطلب من رئيس الخصيان أن يعطيه هو ورفاقه أطعمة أخرى لمدة عشرة أيام، ويجربوهم بعد ذلك. وأعطى الله الفتية نعمة في عيني رئيس الخصيان. فوافق الرجل.

  • أجبر دانيال على الرحيل من أورشليم كأسير وترك وراءه الهيكل بكل ما فيه من عبادة واجتماعات لدراسة الشريعة والأسفار المقدسة، وتغرب دانيال ايضاً عن الرجال الأتقياء الذين علموه وربوه وشهدوا له عن الإيمان بالله، وبالإجمال انفصل دانيال عن كل شئ يذكره بإلهه. لكن الرب كان حاضراً أمامه على الدوام وهذا ما دفعه لرفض خمر الملك وأطايبه المحرمه.
  • عندما يهتم الإنسان بصنع مرضاة الله يحتل الله الأولوية في حياته، فلا ينساه وسط الانشغالات والمهام اليوميه، ولا تلهيه متطبات وشهوات الجسد وحنئذ فقط يكون الإنسان قد جعل الرب أمامه. أما من ينسى الله مفضلاً حياة الجسد على صنع مرضاته، أو يسلك معه بعناد رافضاً صنع وصاياه يكون كمن أدرار ظهره لله، ولهذا السبب عاتب الله بنى إسرائيل على فم أرميا النبي قائلا:" قد حولوا لي القفا لا الوجه. وقد علمتهم مبكراً ومعلماً ولكنهم لم يسمعوا ليقبلوا أدبا".
  • إن من يجعل الله أمامه كل حين يتقوى إيمانه، ويتشدد بالرب، ويستطيع صنع إرادته ومرضاته بقوة وبأس. والمدقق في قراءة سفري الملوك الأول والثانى يلاحظ أن سر القوة في خدمة إيليا النبي وتلميذه أليشع هو اعتقادهما بأنهما يقفان أمام الله على الدوام
  • ومن يجعل الله حاضراً أمامه يشعر أيضاً بوجود الله معه على الدوام فيطلب مرضاته، ويسأله الارشاد في كل أمر ويسلك في خوفه، ويحرص ألا يغضبه، وقد رفض يوسف الصديق صنع الشر مع امرأة فوطيفار لأن الله كان حاضراً أمامه على الدوام فنطق عبارته المشهورة:" فكيف أصنع هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الله".

أخي....أختى:

درب ذاتك على رفع القلب بصلوات قصيرة متكررة، لتشعر بحضور الله معك على الدوام وعندما تشرع في عمل ما تأكد من رضى الله على هذا العمل، أما إذا أغواك الشيطان لفعل الشر فاحذر أن تدير له وجهك لئلا تهلك.