" الذين بالإيمان قهروا ممالك، صنعوا براً، نالوا مواعيد، سدوا أفواه اسود، أطفأوا قوة النار، نجوا من حد السيف، تقووا من ضعف..."(عب11: 33-34)

آمن الفتى داود بقدرة إلهه وأدرك إمكانية النصرة على المقاتل جليات الذي عير جنود بني إسرائيل وجدف على إلههم، واستعجب داود من خوف أبطال الجيش من هذا الرجل الوثني واشتعلت الغيرة المقدسة في قلبه وقرر مبارزة الجبار وتقدم من الفلسطيني. ومعه خمسة حجارة ملس وعصاه ومقلاعه في يده، فلما رآه جليات استحقره لأنه كان غلاما صغيراً واستهزأ به فقال له داود:" أنت تأتي إلي بسيف وبرمح وبترس، وأنا آتى إليك باسم رب الجنود إله صفوف إسرائيل الذين عيرتهم. هذا اليوم يحبسك الرب في يدي فأقتلك...". واسرع داود ومد يده وأخذ حجراً ورماه بالمقلاع فأصاب الجبار في جبهته. فسقط على الأرض. فتمكن منه داود وقتله بسيفه.

  • كان داود ناظراً لله ولنعمته. فأمتلأ إيماًنا وثقة أن الله هو المحارب والمدافع عنه وعن شعبه. وكان هذا سبباً كافياً لتقدمه لمبارزة الفلسطيني الجبار دون خوف.
  • إن الإيمان يدفع الإنسان لاجتياز الصعاب وعلى العكس يظل ضعيف الإيمان في خوفه واضطرابه، عاجزاً غارقاً في ضعفه، فكم من معاناة وذل أحس بهما شاول الملك وأبطال جيشه لعدم إيمانهم وهم في رعب ينظرون جليات يعيرهم ، ويجدف على إسم إلههم.
  • إن كل من يتطلع لله بإيمان يمتلأ قوه، ويمكنه عمل مايظنه أهل العلم مستحيلاً، وقد سجل لنا الكتاب المقدس كيف مشى بطرس الرسول على الماء عندما طلب من الرب يسوع أن يأمره ليأتى إليه ماشياً على البحر، ولما أمره يسوع نزل من السفينة وابتدأ يمشي وهو ناظراً بإيمان إلى يسوع وفيما هو يتقدم نظر إلى أسفل فرأى البحر واضطرابه الشديد فخاف وسقط وابتدأ يغرق وفي الحال أمسك الرب بيده لينقذه، ولكنه عاتبه مبيناً له أن الشك وضعف الإيمان كان سبباً لسقوطه في الماء فلو استمر معلمنا مثبتاً نظره على يسوع لأمكنه التقدم على الماء ولم يسقط أبداً

أخي....أختي:

إن أحسست بالتعثر في توبتك. أو نموك الروحي، أو أحسست بالتراخي في أعمال المحبة نحو الله والآخرين، فاعلم أن قلة إيمانك وخوفك من الصعاب والتفكير في الضيقات هو السبب وراء هذا واعلم أيضاً أنك تحتاج للتطلع للرب بتأملات وصلوات ليمتلئ قلبك إيماناً وقتها ستجد نفسك متقدماً لتتخطى الصعاب، وقد حققت المستحيل.