"وأخذ خبزاً وشكر وكسر وأعطاهم قائلاً:" هذا هو جسدي الذي يبذل عنكم اصنعوا هذا لذكري، وكذلك الكأس...."( لو22: 19، 20)

أمر موسى الشعب بذبح خروف الفصح ومسح العتبة العليا والقائمتين بدم الخروف، لأن الرب سيجتاز في تلك الليلة ليضرب المصريين فحين يرى الدم على الباب يعبر ولايدع المهلك يدخل ليضرب بيوت العبرانيين، وحدد لهم الرب طريقة شوي الخروف وأكلة وأمرهم بصنع الفصح كل عام، وفي نفس الميعاد وبعدما أكل الشعب الفصح أمرهم بالخروج من أرض مصر وأوصاهم قائلاً:" اذكروا هذا اليوم الذي فيه خرجتم من مصر من بيت العبودية فإنه بيد قوية أخرجكم الرب من هنا..."، وطالبهم أن يخبروا أبناءهم حينما يصنعون الفصح كل عام بقصة خلاصهم من عبودية فرعون، وما صنعه الرب بهم من عمل معجزي عظيم.

  • أراد الله لشعبه أن يتذكروا أموراً هامة تخص خلاصهم وحياتهم الأبديه، ولهذا أوصاهم بصنع الفصح وبسرد قصة خروجهم من مصر على أبنائهم في كل عام، ليتذكروا مقدار عناية الله بهم، ولتعلق بأذهانهم قصة خروف الفصح الذي كان سبباً في نجاتهم من الهلاك إلى أن يأتي المسيح حمل الله الذي بلا عيب والفصح الحقيقي الذي بموته خلص آدم وبنيه من الموت الأبدي.
  • إن حفظ قسط من المن الذي أنزله الله من السماء وأكله بني إسرائيل في البرية كان أيضاً لذكرى يريد الله ألا ينساها الشعب لأن المن كان رمزاً للمسيح الرب الذي قال عن نفسة." ليس موسى أعطاكم الخبز من السماء بل أبي يعطيكم الخبز الحقيقي من السماء" وقد ظل شعب بني إسرائيل يتذكرون هذه الآية باعتزاز إلى أن أتي ربنا يسوع المسيح، وأكد لهم أنه هو الخبز الحي الذي نزل من السماء وأن من يأكل من هذا الخبز يحيا إلى الأبد بل قال لهم صراحه :"والخبز الذي أنا أعطي هو جسدي الذي أبذله من أجل حياة العالم" وكما أن الرب أمرهم بحفظ المن للذكرى هكذا يطالبنا الرب أن نذكره حينما نأكل جسده ونشرب دمه إلى أن يجئ ثانية ليأخذنا معه إلى الملكوت. وهناك سنحيا به ومعه إلى الأبد

أخي....أختي:

حينما تحضر القداس الإلهي لتتناول من جسد الرب ودمه الحقيقيين أعلم أن الرب يريدك أن تتذكر تنازله وإخلاءه لذاته من أجلك، وتجسده وتأنسه واتحاده بك، وميلاده من العذراء ليسكن معك وسط شعبه، وتذكر أيضاَ آلامه من أجلك، وصلبه وموته على الصليب وقيامته وصعوده إلى السماء،وإياك أن تنسى هذا حتى بعد خروجك من القداس لعملك أو لبيتك لأن الرب يريدنا أن نذكر حبه لنا على الدوام.