"...المشرق من العلاء. ليضيء علي الجالسين في الظلمة وظلال الموت، لكي يهدي أقدامنا في طريق السلام."(لو1: 78، 79)

كان يسوع مجتازاً فرأى إنساناً أعمى منذ ولادته، فصنع من التفل طيناً وطلى به عينيه، وأرسله ليغتسل في بركة سلوام فعاد الرجل مبصراً مفتوح العينين، ولم يصدق الفريسيون أنه كان أعمى، فأخذوا يحاورنه لعله ينكر مافعله معه يسوع، ولكن الرجل أصر على شهادته، فحاول الفريسيون تشكيك الرجل في قداسة يسوع، مدعين أنه خاطئ لأنه صنع ذلك في السبت، ولكن الرجل كان يؤكد شفاءه بطريقة معجزية قائلاً:" أخاطئ هو لست أعلم، إنما أعلم شيئاً واحداً: إني كنت أعمى والآن أبصر". واحس الرجل بضلالهم والتوائهم فوبخهم قائلاً:" إن في هذا عجباً إنكم لستم تعلمون من أين هو وقد فتح عيني ونعلم أن الله لايسمع للخطاه، ولكن إن كان أحد يتقي الله، ويفعل مشيئته، فلهذا يسمع".

  • لم يفتح يسوع عيني الأعمى فقط لكنه فتح بصيرته أيضاً وعندما انفتحت بصيرته شهد للحق معترفاً بقداسة يسوع وألوهيته.
  • لقد أضاء الرب عقل وقلب وفهم الرجل فانسابت على شفتيه كلمات الحق لتكشف ما بداخل قلبه، وتقوى الرجل بنعمة الله، فغلب الخوف ولم يخش الفريسيين لكنه وبخهم وعلمهم بالحجة والمنطق.
  • أن النعمة حينما تعمل في الإنسان تشرق فيه بنورالمسيح فيمتلئ قلبه بحواس ومشاعر مضيئة كثيرة كالشوق لله ولمعرفته. والإيمان والمحبة لله وللجميع، والحكمة والاتضاع وحب الحق، وشهوة عمل الخير وخدمة الآخرين إلخ...
  • وعندما يمتليء القلب بمثل هذه المشاعر يصير العقل مصدراً للأفكار النورانية.التي تدفع الإنسان لصنع وصايا الله وكره الشر.
  • لقد ظل الفريسيون واليهود الأشرار في كبريائهم وافتراءاتهم، ولم يقبلوا المسيح النور الحقيقى. لأنهم أحبوا الظلمة أكثر من النور فلم يستضيئوا بالنور الحقيقى، ولذلك كانت النتيجة هي التقدم في فعل الشر والخطيئة من سيء إلى أسوأ إلى أن انتهوا بصلب رب المجد وهلكوا في خطاياهم. لقد شابهوا الأعمى الذي يسقط في حفرة تلو الأخرى ويظل على سوء حاله هذا إن لم تنفتح عيناه بطريقة معجزية.
  • إن طبيعتنا البشرة ضعيفة، وميالة للخطأ كما شهد لنا الكتاب قائلاً:" الجميع زاغوا وفسدوا وأعوزهم مجد الله" ولذلك كل إنسان بعيد عن الله تغطية ظلمة الخطية وفي أمس الحاجة للنور ليضيء له حياتة.
أخي....أختي:

إن كان فيك شيئاً صالحاً فاعلم أنه بسبب مسيحك الرب القدوس الذي يضيء فيك وبك، واعلم أنك بدونه لاتسطيع أن تفعل شيئاً فلا تتهاون إذاً في الاقتراب من إلهك النور الحقيقي. وياليتك تتضرع مع إشراقة كل صباح جديد مردداً ما جاء في صلاة باكر قائلاً:" أيها النور الحقيقي الذي يضيء لكل إنسان آتياً للعالم أتيت للعالم بمحبتك للبشر فلتشرق فينا الحواس المضيئة والأفكار النورانية ولاتغطينا ظلمة الآلام.