الإصحاح العشرون

 

كان من المفروض أن يأتى هذا الإصحاح بعد الإصحاح 18 ولكن تأجل حتى يأتى بعد الإصحاح 19 لأن الله أراد أن يكلمهم عن السنن والشرائع السامية قبل أن يحدثهم عن العقوبات فهؤلاء الذين يرفضون تنفيذ الوصية لأنهم لا يريدون القداسة عليهم أن يخافوا من العقوبات. ونجد هنا أن العقوبة المشهورة إما الرجم أو الحرق. والرجم كان يبدأ بمرور المحكوم عليه فى شوارع المدينة وأمامه مناد يعلن جريمته ويسأل هل هناك من لديه ما يفيد تبرئته. وبعد ذلك يقتاده لمكان تنفيذ العقوبة وكان هناك طريقتين

1-  إلقاء المحكوم عليه فوق صخرة من مكان عال وإذا لم يمت يلقون عليه حجر كبير.

2-  رجم المحكوم عليه بالحجارة حتى يموت.

ولاحظ أن هذه المدة خلال سيره فى شوارع المدينة وحتى رجمه كانت له فرصة أن يقدم توبة. أما الحرق بالنار فكانوا يقولون أن الله حين أحرق ناداب وأبيهو إبنى هرون ترك جثتيهما دون أن يتشوهوا لذلك كانوا يسكبون الرصاص المنصهر فى فم المحكوم عليه. ونجد هنا عقوبات صارمة ضد مرتكبى خطايا السحر والزنا. وكانت هذه العقوبات تظهر للآخرين نتائج الخطية لعلهم يرتدعوا هم أيضاً وحتى تتطهر الجماعة من الشر الذى فيها. وعقوبتى الرجم والحرق فيها إشارة لمصير الخاطئ (الموت والنار الأبدية) وهى عقوبات قاسية ولكن كان هذا الشعب بدائى غليظ الرقبة. وتأديبات الله هى علامة إهتمام الله بشعبه ورغبته فى خلاصهم وتقديسهم. وبالنسبة للمسيحية فهى إهتمت بالروحيات والسمائيات وتركت التشريع المدنى والجنائى.

 

آية (1):- "1وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً:"

 

الأيات (2-5):-" 2«وَتَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَمِنَ الْغُرَبَاءِ النَّازِلِينَ فِي إِسْرَائِيلَ أَعْطَى مِنْ زَرْعِهِ لِمُولَكَ فَإِنَّهُ يُقْتَلُ. يَرْجُمُهُ شَعْبُ الأَرْضِ بِالْحِجَارَةِ. 3وَأَجْعَلُ أَنَا وَجْهِي ضِدَّ ذلِكَ الإِنْسَانِ، وَأَقْطَعُهُ مِنْ شَعْبِهِ، لأَنَّهُ أَعْطَى مِنْ زَرْعِهِ لِمُولَكَ لِكَيْ يُنَجِّسَ مَقْدِسِي، وَيُدَنِّسَ اسْمِيَ الْقُدُّوسَ. 4وَإِنْ غَمَّضَ شَعْبُ الأَرْضِ أَعْيُنَهُمْ عَنْ ذلِكَ الإِنْسَانِ عِنْدَمَا يُعْطِي مِنْ زَرْعِهِ لِمُولَكَ، فَلَمْ يَقْتُلُوهُ، 5فَإِنِّي أَضَعُ وَجْهِي ضِدَّ ذلِكَ الإِنْسَانِ، وَضِدَّ عَشِيرَتِهِ، وَأَقْطَعُهُ وَجَمِيعَ الْفَاجِرِينَ وَرَاءَهُ، بِالزِّنَى وَرَاءَ مُولَكَ مِنْ شَعْبِهِمْ."

طلب الرب من الشعب أن يرجموا من يعطى من أولاده = زرعه لمولك فإن تهاونت الجماعة فى ذلك يقف الله نفسه ضده = وأقطعه من شعبه = يميته الله مباشرة ولا ينتظر الجماعة. وإن أغمضت الجماعة عينها عن تلك الخطية فالله يضع العشيرة وجهه ضد أو الجماعة = أى يظهر غضبه عليهم بالقطع.

 

الأيات (6-26):-" 6وَالنَّفْسُ الَّتِي تَلْتَفِتُ إِلَى الْجَانِّ، وَإِلَى التَّوَابعِ لِتَزْنِيَ وَرَاءَهُمْ، أَجْعَلُ وَجْهِي ضِدَّ تِلْكَ النَّفْسِ وَأَقْطَعُهَا مِنْ شَعْبِهَا. 7فَتَتَقَدَّسُونَ وَتَكُونُونَ قِدِّيسِينَ، لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمْ. 8وَتَحْفَظُونَ فَرَائِضِي وَتَعْمَلُونَهَا. أَنَا الرَّبُّ مُقَدِّسُكُمْ.

9«كُلُّ إِنْسَانٍ سَبَّ أَبَاهُ أَوْ أُمَّهُ فَإِنَّهُ يُقْتَلُ. قَدْ سَبَّ أَبَاهُ أَوْ أُمَّهُ. دَمُهُ عَلَيْهِ. 10وَإِذَا زَنَى رَجُلٌ مَعَ امْرَأَةٍ، فَإِذَا زَنَى مَعَ امْرَأَةِ قَرِيبِهِ، فَإِنَّهُ يُقْتَلُ الزَّانِي وَالزَّانِيَةُ. 11وَإِذَا اضْطَجَعَ رَجُلٌ مَعَ امْرَأَةِ أَبِيهِ، فَقَدْ كَشَفَ عَوْرَةَ أَبِيهِ. إِنَّهُمَا يُقْتَلاَنِ كِلاَهُمَا. دَمُهُمَا عَلَيْهِمَا. 12وَإِذَا اضْطَجَعَ رَجُلٌ مَعَ كَنَّتِهِ، فَإِنَّهُمَا يُقْتَلاَنِ كِلاَهُمَا. قَدْ فَعَلاَ فَاحِشَةً. دَمُهُمَا عَلَيْهِمَا. 13وَإِذَا اضْطَجَعَ رَجُلٌ مَعَ ذَكَرٍ اضْطِجَاعَ امْرَأَةٍ، فَقَدْ فَعَلاَ كِلاَهُمَا رِجْسًا. إِنَّهُمَا يُقْتَلاَنِ. دَمُهُمَا عَلَيْهِمَا. 14وَإِذَا اتَّخَذَ رَجُلٌ امْرَأَةً وَأُمَّهَا فَذلِكَ رَذِيلَةٌ. بِالنَّارِ يُحْرِقُونَهُ وَإِيَّاهُمَا، لِكَيْ لاَ يَكُونَ رَذِيلَةٌ بَيْنَكُمْ. 15وَإِذَا جَعَلَ رَجُلٌ مَضْجَعَهُ مَعَ بَهِيمَةٍ، فَإِنَّهُ يُقْتَلُ، وَالْبَهِيمَةُ تُمِيتُونَهَا. 16وَإِذَا اقْتَرَبَتِ امْرَأَةٌ إِلَى بَهِيمَةٍ لِنِزَائِهَا، تُمِيتُ الْمَرْأَةَ وَالْبَهِيمَةَ. إِنَّهُمَا يُقْتَلاَنِ. دَمُهُمَا عَلَيْهِمَا. 17وَإِذَا أَخَذَ رَجُلٌ أُخْتَهُ بِنْتَ أَبِيهِ أَوْ بِنْتَ أُمِّهِ، وَرَأَى عَوْرَتَهَا وَرَأَتْ هِيَ عَوْرَتَهُ، فَذلِكَ عَارٌ. يُقْطَعَانِ أَمَامَ أَعْيُنِ بَنِي شَعْبِهِمَا. قَدْ كَشَفَ عَوْرَةَ أُخْتِهِ. يَحْمِلُ ذَنْبَهُ. 18وَإِذَا اضْطَجَعَ رَجُلٌ مَعَ امْرَأَةٍ طَامِثٍ وَكَشَفَ عَوْرَتَهَا، عَرَّى يَنْبُوعَهَا وَكَشَفَتْ هِيَ يَنْبُوعَ دَمِهَا، يُقْطَعَانِ كِلاَهُمَا مِنْ شَعِبْهِمَا. 19عَوْرَةَ أُخْتِ أُمِّكَ، أَوْ أُخْتِ أَبِيكَ لاَ تَكْشِفْ. إِنَّهُ قَدْ عَرَّى قَرِيبَتَهُ. يَحْمِلاَنِ ذَنْبَهُمَا. 20وَإِذَا اضْطَجَعَ رَجُلٌ مَعَ امْرَأَةِ عَمِّهِ فَقَدْ كَشَفَ عَوْرَةَ عَمِّهِ. يَحْمِلاَنِ ذَنْبَهُمَا. يَمُوتَانِ عَقِيمَيْنِ. 21وَإِذَا أَخَذَ رَجُلٌ امْرَأَةَ أَخِيهِ، فَذلِكَ نَجَاسَةٌ. قَدْ كَشَفَ عَوْرَةَ أَخِيهِ. يَكُونَانِ عَقِيمَيْنِ.

22«فَتَحْفَظُونَ جَمِيعَ فَرَائِضِي وَجَمِيعَ أَحْكَامِي، وَتَعْمَلُونَهَا لِكَيْ لاَ تَقْذِفَكُمُ الأَرْضُ الَّتِي أَنَا آتٍ بِكُمْ إِلَيْهَا لِتَسْكُنُوا فِيهَا. 23وَلاَ تَسْلُكُونَ فِي رُسُومِ الشُّعُوبِ الَّذِينَ أَنَا طَارِدُهُمْ مِنْ أَمَامِكُمْ. لأَنَّهُمْ قَدْ فَعَلُوا كُلَّ هذِهِ، فَكَرِهْتُهُمْ. 24وَقُلْتُ لَكُمْ: تَرِثُونَ أَنْتُمْ أَرْضَهُمْ، وَأَنَا أُعْطِيكُمْ إِيَّاهَا لِتَرِثُوهَا، أَرْضًا تَفِيضُ لَبَنًا وَعَسَلاً. أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمُ الَّذِي مَيَّزَكُمْ مِنَ الشُّعُوبِ. 25فَتُمَيِّزُونَ بَيْنَ الْبَهَائِمِ الطَّاهِرَةِ وَالنَّجِسَةِ، وَبَيْنَ الطُّيُورِ النَّجِسَةِ وَالطَّاهِرَةِ. فَلاَ تُدَنِّسُوا نُفُوسَكُمْ بِالْبَهَائِمِ وَالطُّيُورِ، وَلاَ بِكُلِّ مَا يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ مِمَّا مَيَّزْتُهُ لَكُمْ لِيَكُونَ نَجِسًا. 26وَتَكُونُونَ لِي قِدِّيسِينَ لأَنِّي قُدُّوسٌ أَنَا الرَّبُّ، وَقَدْ مَيَّزْتُكُمْ مِنَ الشُّعُوبِ لِتَكُونُوا لِي."

الحكم بالرجم والقطع على من يلجأ للجان ويطلب مشورته ومعونته. والرجم أيضاً لمن يمارس فاحشة (زنى مع المحرمات أو زواجهن أو شذزذ جنسى أو زنا مع البهائم وهنا نجد النص على قتل البهيمة حتى يظهر كراهية الله للخطية وأنه لا يريد أن يترك أثراً لها. والرجم أيضاً لمن يسب أباه أو أمه فمن يسبهما يسب ويهين أبى الأرواح وفى آية (20) يموتان عقيمين = قد تكون بأن يضربهما الله بالعقم أو بموت نسلهما وحرمانهما منه.

وكانت الشريعة تنص على وجوب إعتراف الخاطئ بخطيته حتى تكون له فرصه للتوبة وعقوبة الرجم تشير لأن الخاطئ قد تحول قلبه لقلب حجرى بلا إحساس وهو الذى رجم نفسه بنفسه بقلبه الحجرى. وحرقه بالنار يشير إلى بشاعة شره إذ ألهبت الخطية مشاعره بنيران الشهوة وأهلكته.

 

أية (27):- " 27«وَإِذَا كَانَ فِي رَجُل أَوِ امْرَأَةٍ جَانٌّ أَوْ تَابِعَةٌ فَإِنَّهُ يُقْتَلُ. بِالْحِجَارَةِ يَرْجُمُونَهُ. دَمُهُ عَلَيْهِ»."

هذه الآية تقارن بأية 26 التى قبلها( وتكونون لى قديسين.....) وإذا كان فى رجل.... جان..... فإنه يقتل هذه تعنى بسبب حرف العطف إما نكون للرب فنحيا قديسين يملك الله علينا. أو نكون لإبليس يملك هو علينا.