الإصحاح الثامن والعشرون

 

 

1-  نجد تفصيلاً لمعنى البركات واللعنات التى ذُكرت فيما سبق

2-  الله يبدأ بالبركات قبل اللعنات فهو يود لو بارك دائماً ولا يميل لأن يلعن اولاده

3-  البركات واللعنات تُظهر أن الله عادل سيجازى كل واحد بحسب أعماله

4- الله غيور على مجده وشريعته، هو إختار هذا الشعب وأفاض عليهم من نعمته وخلصهم وفداهم وأصبح إسمه عليهم أمام كل الشعوب فهو يريدهم قديسين ليمجدوه، وبهذا تظهر قداسته. ولكن إن خالفوا وصاياه فستظر قداسته فى عقابهم فهو يرفض الخطية. وليس عنده مُحاباة. فهو سيُعاقب كل شرير من شعبه أو من الشعوب الآخرى

5-  بعد كل اللعنات والإنذارات نجد الله يفتح أمامهم باب التوبة (إصحاح 30).

 

الأيات (1-8):-" 1«وَإِنْ سَمِعْتَ سَمْعًا لِصَوْتِ الرَّبِّ إِلهِكَ لِتَحْرِصَ أَنْ تَعْمَلَ بِجَمِيعِ وَصَايَاهُ الَّتِي أَنَا أُوصِيكَ بِهَا الْيَوْمَ، يَجْعَلُكَ الرَّبُّ إِلهُكَ مُسْتَعْلِيًا عَلَى جَمِيعِ قَبَائِلِ الأَرْضِ، 2وَتَأْتِي عَلَيْكَ جَمِيعُ هذِهِ الْبَرَكَاتِ وَتُدْرِكُكَ، إِذَا سَمِعْتَ لِصَوْتِ الرَّبِّ إِلهِكَ. 3مُبَارَكًا تَكُونُ فِي الْمَدِينَةِ، وَمُبَارَكًا تَكُونُ فِي الْحَقْلِ. 4وَمُبَارَكَةً تَكُونُ ثَمَرَةُ بَطْنِكَ وَثَمَرَةُ أَرْضِكَ وَثَمَرَةُ بَهَائِمِكَ، نِتَاجُ بَقَرِكَ وَإِنَاثُ غَنَمِكَ. 5مُبَارَكَةً تَكُونُ سَلَّتُكَ وَمِعْجَنُكَ. 6مُبَارَكًا تَكُونُ فِي دُخُولِكَ، وَمُبَارَكًا تَكُونُ فِي خُرُوجِكَ. 7يَجْعَلُ الرَّبُّ أَعْدَاءَكَ الْقَائِمِينَ عَلَيْكَ مُنْهَزِمِينَ أَمَامَكَ. فِي طَرِيق وَاحِدَةٍ يَخْرُجُونَ عَلَيْكَ، وَفِي سَبْعِ طُرُق يَهْرُبُونَ أَمَامَكَ. 8يَأْمُرُ لَكَ الرَّبُّ بِالْبَرَكَةِ فِي خَزَائِنِكَ وَفِي كُلِّ مَا تَمْتَدُّ إِلَيْهِ يَدُكَ، وَيُبَارِكُكَ فِي الأَرْضِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ."

تأتى عليك... البركات = ما أجمل أن تجرى البركة وراء من يتمسك بالوصية لا أن يجرى هو وراءها. وهنا الله يُخاطبهم بالمفرد، فالله يُسَر بوحدة شعبه والوحدة هى سِرْ البركة

 

الأيات (9-11):-" 9يُقِيمُكَ الرَّبُّ لِنَفْسِهِ شَعْبًا مُقَدَّسًا كَمَا حَلَفَ لَكَ، إِذَا حَفِظْتَ وَصَايَا الرَّبِّ إِلهِكَ وَسَلَكْتَ فِي طُرُقِهِ. 10فَيَرَى جَمِيعُ شُعُوبِ الأَرْضِ أَنَّ اسْمَ الرَّبِّ قَدْ سُمِّيَ عَلَيْكَ وَيَخَافُونَ مِنْكَ. 11وَيَزِيدُكَ الرَّبُّ خَيْرًا فِي ثَمَرَةِ بَطْنِكَ وَثَمَرَةِ بَهَائِمِكَ وَثَمَرَةِ أَرْضِكَ عَلَى الأَرْضِ الَّتِي حَلَفَ الرَّبُّ لآبَائِكَ أَنْ يُعْطِيَكَ.

يُقيمَك = كلمة يُقيم هنا هى نفس الكلمة المستخدمة فى العهد الجديد والتى إستخدمها المسيح فى إقامة إبنة يايرس وهى تعنى إقامة شىء جديد ودائم

 

آية (12):- " 12يَفْتَحُ لَكَ الرَّبُّ كَنْزَهُ الصَّالِحَ، السَّمَاءَ، لِيُعْطِيَ مَطَرَ أَرْضِكَ فِي حِينِهِ، وَلْيُبَارِكَ كُلَّ عَمَلِ يَدِكَ، فَتُقْرِضُ أُمَمًا كَثِيرَةً وَأَنْتَ لاَ تَقْتَرِضُ."

السماء هى مصدر الأمطار ومصدر الروح القدس. كنزه الصالح = أى خيرات السماء

 

الأيات (13-14):-" 13وَيَجْعَلُكَ الرَّبُّ رَأْسًا لاَ ذَنَبًا، وَتَكُونُ فِي الارْتِفَاعِ فَقَطْ وَلاَ تَكُونُ فِي الانْحِطَاطِ، إِذَا سَمِعْتَ لِوَصَايَا الرَّبِّ إِلهِكَ الَّتِي أَنَا أُوصِيكَ بِهَا الْيَوْمَ، لِتَحْفَظَ وَتَعْمَلَ 14وَلاَ تَزِيغَ عَنْ جَمِيعِ الْكَلِمَاتِ الَّتِي أَنَا أُوصِيكَ بِهَا الْيَوْمَ يَمِينًا أَوْ شِمَالاً، لِكَيْ تَذْهَبَ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى لِتَعْبُدَهَا."

تكون رأساً = أى تكون دائماً متقدماً على جميع الشعوب ولا تكون فى مؤخرتها

 

الأيات (15-19):-" 15«وَلكِنْ إِنْ لَمْ تَسْمَعْ لِصَوْتِ الرَّبِّ إِلهِكَ لِتَحْرِصَ أَنْ تَعْمَلَ بِجَمِيعِ وَصَايَاهُ وَفَرَائِضِهِ الَّتِي أَنَا أُوصِيكَ بِهَا الْيَوْمَ، تَأْتِي عَلَيْكَ جَمِيعُ هذِهِ اللَّعَنَاتِ وَتُدْرِكُكَ: 16مَلْعُونًا تَكُونُ فِي الْمَدِينَةِ وَمَلْعُونًا تَكُونُ فِي الْحَقْلِ. 17مَلْعُونَةً تَكُونُ سَلَّتُكَ وَمِعْجَنُكَ. 18مَلْعُونَةً تَكُونُ ثَمَرَةُ بَطْنِكَ وَثَمَرَةُ أَرْضِكَ، نِتَاجُ بَقَرِكَ وَإِنَاثُ غَنَمِكَ. 19مَلْعُونًا تَكُونُ فِي دُخُولِكَ، وَمَلْعُونًا تَكُونُ فِي خُرُوجِكَ. "

اللعنات تأتى متوالية ولا هرب منها فلنهرب إلى الله لا أن نهرب منه ومادمنا لن نستطيع أن نهرب من عدله فلنهرب إلى رحمته. ولاحظ أنه لا يُمكن فصل محبة الله وحنانه عن قداسته وعدله وغضبه والمحبة هى لأولاده الأبرار أما الغضب فللأشرار. ونُلاحظ أن اللعنة هى ثمر طبيعى للخطية.

 

آية (20):- " 20يُرْسِلُ الرَّبُّ عَلَيْكَ اللَّعْنَ وَالاضْطِرَابَ وَالزَّجْرَ فِي كُلِّ مَا تَمْتَدُّ إِلَيْهِ يَدُكَ لِتَعْمَلَهُ، حَتَّى تَهْلِكَ وَتَفْنَى سَرِيعًا مِنْ أَجْلِ سُوْءِ أَفْعَالِكَ إِذْ تَرَكْتَنِي."

الزجر = يسخط عليه الجميع فلا يجد سوى التوبيخ والسخط والتأنيب

 

الأيات (21-22):-" 21يُلْصِقُ بِكَ الرَّبُّ الْوَبَأَ حَتَّى يُبِيدَكَ عَنِ الأَرْضِ الَّتِي أَنْتَ دَاخِلٌ إِلَيْهَا لِكَيْ تَمْتَلِكَهَا. 22يَضْرِبُكَ الرَّبُّ بِالسِّلِّ وَالْحُمَّى وَالْبُرَدَاءِ وَالالْتِهَابِ وَالْجَفَافِ وَاللَّفْحِ وَالذُّبُولِ، فَتَتَّبِعُكَ حَتَّى تُفْنِيَكَ. "

البرداء = الإلتهاب الشديد الناجم عن الحمى. اللفح = درجة من الذبول والإعياء

 

آية (23):- " 23وَتَكُونُ سَمَاؤُكَ الَّتِي فَوْقَ رَأْسِكَ نُحَاسًا، وَالأَرْضُ الَّتِي تَحْتَكَ حَدِيدًا."

سماؤك نحاساً = أى لا مطر. والأرض حديد = أى لا محاصيل

 

آية (24):- " 24وَيَجْعَلُ الرَّبُّ مَطَرَ أَرْضِكَ غُبَارًا، وَتُرَابًا يُنَزِّلُ عَلَيْكَ مِنَ السَّمَاءِ حَتَّى تَهْلِكَ."

الأمطار لها خاصية أن تنقى الأجواء. واللعنة هنا أنه بعد أن تمتنع الأمطار يمتلىء الجو غبار وتراب من العواصف وليس من يزيلها.

 

الأيات (25-26):-" 25يَجْعَلُكَ الرَّبُّ مُنْهَزِمًا أَمَامَ أَعْدَائِكَ. فِي طَرِيق وَاحِدَةٍ تَخْرُجُ عَلَيْهِمْ، وَفِي سَبْعِ طُرُق تَهْرُبُ أَمَامَهُمْ، وَتَكُونُ قَلِقًا فِي جَمِيعِ مَمَالِكِ الأَرْضِ. 26وَتَكُونُ جُثَّتُكَ طَعَامًا لِجَمِيعِ طُيُورِ السَّمَاءِ وَوُحُوشِ الأَرْضِ وَلَيْسَ مَنْ يُزْعِجُهَا. "

وليس من يزعجها = أى تكون مُطمئنة ، لقلة السكان الباقين على الأرض

قلقاً فى جميع الممالك = يتلاعبون بك فى جميع الممالك ويتقاذفونك.

 

آية (27):- " 27يَضْرِبُكَ الرَّبُّ بِقُرْحَةِ مِصْرَ وَبِالْبَوَاسِيرِ وَالْجَرَبِ وَالْحِكَّةِ حَتَّى لاَ تَسْتَطِيعَ الشِّفَاءَ."

قرحة مصر = المقصود بها الأمراض التى ضرب بها المصريين (البثور والدمامل...)

 

آية (28):- " 28يَضْرِبُكَ الرَّبُّ بِجُنُونٍ وَعَمًى وَحَيْرَةِ قَلْبٍ،"

بجنون = نتيجة لهمومهم وأحزانهم وحيث لا إستجابة من السماء تكون حيرة القلب وهذه أمراض نفسية وعقلية

 

آية (29):- " 29فَتَتَلَمَّسُ فِي الظُّهْرِ كَمَا يَتَلَمَّسُ الأَعْمَى فِي الظَّلاَمِ، وَلاَ تَنْجَحُ فِي طُرُقِكَ بَلْ لاَ تَكُونُ إِلاَّ مَظْلُومًا مَغْصُوبًا كُلَّ الأَيَّامِ وَلَيْسَ مُخَلِّصٌ."

عجيب أن يسلم الله شعبه لأعدائه فيظلمونهم ويغتصبون كل ما لديهم ولكن هذا للتأديب

 

الأيات (30-35):-" 30تَخْطُبُ امْرَأَةً وَرَجُلٌ آخَرُ يَضْطَجع مَعَهَا. تَبْنِي بَيْتًا وَلاَ تَسْكُنُ فِيهِ. تَغْرِسُ كَرْمًا وَلاَ تَسْتَغِلُّهُ. 31يُذْبَحُ ثَوْرُكَ أَمَامَ عَيْنَيْكَ وَلاَ تَأْكُلُ مِنْهُ. يُغْتَصَبُ حِمَارُكَ مِنْ أَمَامِ وَجْهِكَ وَلاَ يَرْجِعُ إِلَيْكَ. تُدْفَعُ غَنَمُكَ إِلَى أَعْدَائِكَ وَلَيْسَ لَكَ مُخَلِّصٌ. 32يُسَلَّمُ بَنُوكَ وَبَنَاتُكَ لِشَعْبٍ آخَرَ وَعَيْنَاكَ تَنْظُرَانِ إِلَيْهِمْ طُولَ النَّهَارِ، فَتَكِلاَّنِ وَلَيْسَ فِي يَدِكَ طَائِلَةٌ. 33ثَمَرُ أَرْضِكَ وَكُلُّ تَعَبِكَ يَأْكُلُهُ شَعْبٌ لاَ تَعْرِفُهُ، فَلاَ تَكُونُ إِلاَّ مَظْلُومًا وَمَسْحُوقًا كُلَّ الأَيَّامِ. 34وَتَكُونُ مَجْنُونًا مِنْ مَنْظَرِ عَيْنَيْكَ الَّذِي تَنْظُرُ. 35يَضْرِبُكَ الرَّبُّ بِقَرْحٍ خَبِيثٍ عَلَى الرُّكْبَتَيْنِ وَعَلَى السَّاقَيْنِ، حَتَّى لاَ تَسْتَطِيعَ الشِّفَاءَ مِنْ أَسْفَلِ قَدَمِكَ إِلَى قِمَّةِ رَأْسِكَ."

الله حذر، إذاً على الخاطىء ألا يشتكى إذا حدث هذا ويقول الله تركنى. هو بخطيته فقد الحماية الإلهية

 

آية (36):- " 36يَذْهَبُ بِكَ الرَّبُّ وَبِمَلِكِكَ الَّذِي تُقِيمُهُ عَلَيْكَ إِلَى أُمَّةٍ لَمْ تَعْرِفْهَا أَنْتَ وَلاَ آبَاؤُكَ، وَتَعْبُدُ هُنَاكَ آلِهَةً أُخْرَى مِنْ خَشَبٍ وَحَجَرٍ، "

خطيتهم تكون عقوبتهم فهم بإختيارهم عبدوا آلهة الأمم الغريبة فالله سيرسلهم لسادة آخرين يستعبدونهم، وهؤلاء السادة يعبدون هذه الآلهة وسيجعلهم هؤلاء السادة يعبدون آلهتهم. وحدث هذا مرات عديدة على يد ملوك أشور وبابل واليونان.

 

آية (37):- " 37وَتَكُونُ دَهَشًا وَمَثَلاً وَهُزْأَةً فِي جَمِيعِ الشُّعُوبِ الَّذِينَ يَسُوقُكَ الرَّبُّ إِلَيْهِمْ."

مثلاً = أى يضرب بهم المثل للتعبير عن أقصى حالات الذل والهوان.

 

الأيات (38-42):-" 38بِذَارًا كَثِيرًا تُخْرِجُ إِلَى الْحَقْلِ، وَقَلِيلاً تَجْمَعُ، لأَنَّ الْجَرَادَ يَأْكُلُهُ. 39كُرُومًا تَغْرِسُ وَتَشْتَغِلُ، وَخَمْرًا لاَ تَشْرَبُ وَلاَ تَجْنِي، لأَنَّ الدُّودَ يَأْكُلُهَا. 40يَكُونُ لَكَ زَيْتُونٌ فِي جَمِيعِ تُخُومِكَ، وَبِزَيْتٍ لاَ تَدَّهِنُ، لأَنَّ زَيْتُونَكَ يَنْتَثِرُ. 41بَنِينَ وَبَنَاتٍ تَلِدُ وَلاَ يَكُونُونَ لَكَ، لأَنَّهُمْ إِلَى السَّبْيِ يَذْهَبُونَ. 42جَمِيعُ أَشْجَارِكَ وَأَثْمَارِ أَرْضِكَ يَتَوَلاَّهُ الصَّرْصَرُ."

الصرصر = ضرب من الجراد أو حشرة مماثلة له معروف بشدة الوثب.

 

الأيات (43-46):-" 43اَلْغَرِيبُ الَّذِي فِي وَسَطِكَ يَسْتَعْلِي عَلَيْكَ مُتَصَاعِدًا، وَأَنْتَ تَنْحَطُّ مُتَنَازِلاً. 44هُوَ يُقْرِضُكَ وَأَنْتَ لاَ تُقْرِضُهُ. هُوَ يَكُونُ رَأْسًا وَأَنْتَ تَكُونُ ذَنَبًا. 45وَتَأْتِي عَلَيْكَ جَمِيعُ هذِهِ اللَّعَنَاتِ وَتَتَّبِعُكَ وَتُدْرِكُكَ حَتَّى تَهْلِكَ، لأَنَّكَ لَمْ تَسْمَعْ لِصَوْتِ الرَّبِّ إِلهِكَ لِتَحْفَظَ وَصَايَاهُ وَفَرَائِضَهُ الَّتِي أَوْصَاكَ بِهَا. 46فَتَكُونُ فِيكَ آيَةً وَأُعْجُوبَةً وَفِي نَسْلِكَ إِلَى الأَبَدِ. "

اللعنات والمصائب التى تحل بهم تصير فيهم وفى نسلهم آية أى علامة على سوء أفعالهم وعلى غضب الله عليهم وعلى قوة ضرباته ضدهم وأعجوبة = أى عمل عجيب يظهر سلطان الله على كل إنسان وتصرفه مع الشعب الذى يعصاه.

 

آية (47):- " 47مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ لَمْ تَعْبُدِ الرَّبَّ إِلهَكَ بِفَرَحٍ وَبِطِيبَةِ قَلْبٍ لِكَثْرَةِ كُلِّ شَيْءٍ."

لكثرة كل شىء  = برغم ما أعطاهم الله من الكثرة والغنى فى كل شىء لم يعبدوا الله بفرح وبطيبة قلب = أى قلب شاكر بل أن غناهم وثروتهم شغلتهم عن محبة الله. فهم لم يعبدوا الله كسيد لهم بفرح، لذلك سيرسلهم الله لسادة سواه ليعرفوا الفرق. وهذا قد يكون معنى أعطيتهم فرائض غير صالحة (حز25،24:20) أى يرسلهم لهؤلاء السادة

 

آية (48):- " 48تُسْتَعْبَدُ لأَعْدَائِكَ الَّذِينَ يُرْسِلُهُمُ الرَّبُّ عَلَيْكَ فِي جُوعٍ وَعَطَشٍ وَعُرْيٍ وَعَوَزِ كُلِّ شَيْءٍ. فَيَجْعَلُ نِيرَ حَدِيدٍ عَلَى عُنُقِكَ حَتَّى يُهْلِكَكَ."

جوع وعطش وعوز وعرى... هذا يذكر بما حدث للإبن الضال. ويكون هذا ليدفعهم الله للتوبة

 

آية (49):- " 49يَجْلِبُ الرَّبُّ عَلَيْكَ أُمَّةً مِنْ بَعِيدٍ، مِنْ أَقْصَاءِ الأَرْضِ كَمَا يَطِيرُ النَّسْرُ، أُمَّةً لاَ تَفْهَمُ لِسَانَهَا، "

كانت أمم بابل وأشور وفارس واليونان والرومان هى هذه الأمم. وتشبيهها بالنسر لسرعتها فى الهجوم. وربما أشارت بالأكثر لدولة الرومان الذين كان شعارهم النسر وكانت نبوة المسيح عن هذا حيث تكون الجثة، فهناك تجتمع النسور (مت28:24). وهى أمة أجنبية = لا تعرف لسانها. والكتّاب اللاتين يسمون الفرقة العسكرية "أكويلا" أى نسر

 

آية (50):- " 50أُمَّةً جَافِيَةَ الْوَجْهِ لاَ تَهَابُ الشَّيْخَ وَلاَ تَحِنُّ إِلَى الْوَلَدِ،"

قارن مع (2أى17:36). وكل هذا قد تم مع بابل واليونان وأخيراً مع الرومان

 

الأيات (51-53):-" 51فَتَأْكُلُ ثَمَرَةَ بَهَائِمِكَ وَثَمَرَةَ أَرْضِكَ حَتَّى تَهْلِكَ، وَلاَ تُبْقِي لَكَ قَمْحًا وَلاَ خَمْرًا وَلاَ زَيْتًا، وَلاَ نِتَاجَ بَقَرِكَ وَلاَ إِنَاثَ غَنَمِكَ، حَتَّى تُفْنِيَكَ. 52وَتُحَاصِرُكَ فِي جَمِيعِ أَبْوَابِكَ حَتَّى تَهْبِطَ أَسْوَارُكَ الشَّامِخَةُ الْحَصِينَةُ الَّتِي أَنْتَ تَثِقُ بِهَا فِي كُلِّ أَرْضِكَ. تُحَاصِرُكَ فِي جَمِيعِ أَبْوَابِكَ، فِي كُلِّ أَرْضِكَ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ. 53فَتَأْكُلُ ثَمَرَةَ بَطْنِكَ، لَحْمَ بَنِيكَ وَبَنَاتِكَ الَّذِينَ أَعْطَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ فِي الْحِصَارِ وَالضِّيقَةِ الَّتِي يُضَايِقُكَ بِهَا عَدُوُّكَ."

أكلوا أولادهم وهذا حدث مع حصار بابل وغيره (2مل24:6-30 + مرا10:4) ثم مع الرومان.

 

الأيات (54-56):-" 54الرَّجُلُ الْمُتَنَعِّمُ فِيكَ وَالْمُتَرَفِّهُ جِدًّا، تَبْخُلُ عَيْنُهُ عَلَى أَخِيهِ وَامْرَأَةِ حِضْنِهِ وَبَقِيَّةِ أَوْلاَدِهِ الَّذِينَ يُبْقِيهِمْ، 55بِأَنْ يُعْطِيَ أَحَدَهُمْ مِنْ لَحْمِ بَنِيهِ الَّذِي يَأْكُلُهُ، لأَنَّهُ لَمْ يُبْقَ لَهُ شَيْءٌ فِي الْحِصَارِ وَالضِّيقَةِ الَّتِي يُضَايِقُكَ بِهَا عَدُوُّكَ فِي جَمِيعِ أَبْوَابِكَ. 56وَالْمَرْأَةُ الْمُتَنَعِّمَةُ فِيكَ وَالْمُتَرَفِّهَةُ الَّتِي لَمْ تُجَرِّبْ أَنْ تَضَعَ أَسْفَلَ قَدَمِهَا عَلَى الأَرْضِ لِلتَّنَعُّمِ وَالتَّرَفُّهِ، تَبْخَلُ عَيْنُهَا عَلَى رَجُلِ حِضْنِهَا وَعَلَى ابْنِهَا وَبْنَتِهَا "

لقد ماتت كل عاطفة وهى صورة لا يمكن شرحها أن الأب يبخل على أخيه وزوجته بلحم إبنه.

 

آية (57):- " 57بِمَشِيمَتِهَا الْخَارِجَةِ مِنْ بَيْنِ رِجْلَيْهَا وَبِأَوْلاَدِهَا الَّذِينَ تَلِدُهُمْ، لأَنَّهَا تَأْكُلُهُمْ سِرًّا فِي عَوَزِ كُلِّ شَيْءٍ، فِي الْحِصَارِ وَالضِّيقَةِ الَّتِي يُضَايِقُكَ بِهَا عَدُوُّكَ فِي أَبْوَابِكَ."

المشيمة = الغشاء الذى ينزل مع الجنين. وهذا أيضاً يأكل مع الجنين.

الأيات (58-59):-" 58إِنْ لَمْ تَحْرِصْ لِتَعْمَلَ بِجَمِيعِ كَلِمَاتِ هذَا النَّامُوسِ الْمَكْتُوبَةِ فِي هذَا السِّفْرِ، لِتَهَابَ هذَا الاسْمَ الْجَلِيلَ الْمَرْهُوبَ، الرَّبَّ إِلهَكَ، 59يَجْعَلُ الرَّبُّ ضَرَبَاتِكَ وَضَرَبَاتِ نَسْلِكَ عَجِيبَةً. ضَرَبَاتٍ عَظِيمَةً رَاسِخَةً، وَأَمْرَاضًا رَدِيَّةً ثَابِتَةً. "

راسخة = أى ثابتة ودائمة.                    أمراض ثابتة = أى مزمنة ومستعصية

 

آية (60):- " 60وَيَرُدُّ عَلَيْكَ جَمِيعَ أَدْوَاءِ مِصْرَ الَّتِي فَزِعْتَ مِنْهَا، فَتَلْتَصِقُ بِكَ."

فتلتصق بك = إذاً هى أشد من أمراض مصر فأمراض مصر كان الرب يرفعها بعد حين

 

آية (61):- " 61أَيْضًا كُلُّ مَرَضٍ وَكُلُّ ضَرْبَةٍ لَمْ تُكْتَبْ فِي سِفْرِ النَّامُوسِ هذَا، يُسَلِّطُهُ الرَّبُّ عَلَيْكَ حَتَّى تَهْلَكَ."

سيضربهم الرب بالضربات التى أخبرهم بها موسى والتى لم يخبرهم بها.

 

الأيات (62-63):-" 62فَتَبْقَوْنَ نَفَرًا قَلِيلاً عِوَضَ مَا كُنْتُمْ كَنُجُومِ السَّمَاءِ فِي الْكَثْرَةِ، لأَنَّكَ لَمْ تَسْمَعْ لِصَوْتِ الرَّبِّ إِلهِكَ. 63وَكَمَا فَرِحَ الرَّبُّ لَكُمْ لِيُحْسِنَ إِلَيْكُمْ وَيُكَثِّرَكُمْ، كَذلِكَ يَفْرَحُ الرَّبُّ لَكُمْ لِيُفْنِيَكُمْ وَيُهْلِكَكُمْ، فَتُسْتَأْصَلُونَ مِنَ الأَرْضِ الَّتِي أَنْتَ دَاخِلٌ إِلَيْهَا لِتَمْتَلِكَهَا."

يقول المؤرخ اليهودى يوسيفوس أن أكثر من 2 مليون يهودى قتلوا بالسيف فى حصار الرومان

 

آية (64):- " 64وَيُبَدِّدُكَ الرَّبُّ فِي جَمِيعِ الشُّعُوبِ مِنْ أَقْصَاءِ الأَرْضِ إِلَى أَقْصَائِهَا، وَتَعْبُدُ هُنَاكَ آلِهَةً أُخْرَى لَمْ تَعْرِفْهَا أَنْتَ وَلاَ آبَاؤُكَ، مِنْ خَشَبٍ وَحَجَرٍ. "

وهذا ما رآه العالم كله حتى يومنا هذا. وعبادة الآلهة الغريبة (أر15:44-19)

 

آية (65):- " 65وَفِي تِلْكَ الأُمَمِ لاَ تَطْمَئِنُّ وَلاَ يَكُونُ قَرَارٌ لِقَدَمِكَ، بَلْ يُعْطِيكَ الرَّبُّ هُنَاكَ قَلْبًا مُرْتَجِفًا وَكَلاَلَ الْعَيْنَيْنِ وَذُبُولَ النَّفْسِ."

حقاً لا سلام قال الرب للأشرار (أش22:48) كلال العينين = هو عمى روحى وجسدى

 

آية (66):- " 66وَتَكُونُ حَيَاتُكَ مُعَلَّقَةً قُدَّامَكَ، وَتَرْتَعِبُ لَيْلاً وَنَهَارًا وَلاَ تَأْمَنُ عَلَى حَيَاتِكَ."

حياتك معلقة قدامك = تتوقع أن يقتلك عدوك فى أى وقت

 

آية (67):- " 67فِي الصَّبَاحِ تَقُولُ: يَا لَيْتَهُ الْمَسَاءُ، وَفِي الْمَسَاءِ تَقُولُ: يَا لَيْتَهُ الصَّبَاحُ، مِنِ ارْتِعَابِ قَلْبِكَ الَّذِي تَرْتَعِبُ، وَمِنْ مَنْظَرِ عَيْنَيْكَ الَّذِي تَنْظُرُ."

بسبب الرعب لا يهنأ لهم العيش لا فى الصباح ولا فى المساء.

 

آية (68):- " 68وَيَرُدُّكَ الرَّبُّ إِلَى مِصْرَ فِي سُفُنٍ فِي الطَّرِيقِ الَّتِي قُلْتُ لَكَ لاَ تَعُدْ تَرَاهَا، فَتُبَاعُونَ هُنَاكَ لأَعْدَائِكَ عَبِيدًا وَإِمَاءً، وَلَيْسَ مَنْ يَشْتَرِي»."

لقد أخرجهم الرب من أرض مصر وحررهم. ولكن طالما هم إختاروا هذا الطريق طريق العبودية فليعودوا للعبودية = ويردك الرب إلى مصر = المقصود ليس المعنى الحرفى لكن أن الله يسمح لهم بالعبودية لأى شعب يراه الله. ويعودوا لحالة التشتُّت والغُربة ثانية عن أرضهم ويحرمهم الله منها. وقد حدث هذا فعلاً وسجله يوسيفوس أن اليهود حُملوا إلى مصر بعد هزيمتهم من تيطس كأسرى وتم بيعهم للمصريين كعبيد وإماء للعمل فى المناجم

وليس من يشترى = أى ليس من يفديهم فإذا تخلى عنهم الله من سيفديهم؟

 

ملحوظة:-

لقد مرت عصور كثيرة لاقى فيها المسيحيين إضطهادات مُرّة تُشبه الآلام المذكورة هنا من سبى وسجن وفقر وإستشهاد فهل كان هذا لعنة؟ بالتأكيد لا لأن هناك فرق فالله كان فى وسطهم يعزيهم ولذلك إختبروا سلام الله الذى يفوق كل عقل (بولس الرسول قال هذه العبارة وهو فى السجن ( فى7:4 ) ووردت فى رسالة الفرح (فى4:4) وهذا لا يُقارن بما وُصِف فى هذا الإصحاح من شعور الشعب بتخلى الله عنه مما يدفعهم للجنون.