الإصحاح العاشر

 

الآيات (1-2):- "1وَقَامَ بَعْدَ أَبِيمَالِكَ لِتَخْلِيصِ إِسْرَائِيلَ تُولَعُ بْنُ فُوَاةَ بْنِ دُودُو، رَجُلٌ مِنْ يَسَّاكَرَ، كَانَ سَاكِنًا فِي شَامِيرَ فِي جَبَلِ أَفْرَايِمَ. 2فَقَضَى لإِسْرَائِيلَ ثَلاَثًا وَعِشْرِينَ سَنَةً وَمَاتَ وَدُفِنَ فِي شَامِيرَ. "

قام بعد أبيمالك = المقصود قام بعده زمنياً. فلم يكن أبيمالك قاضياً. وتولع من سبط يساكر. وأقيم قاضياً فى إفرايم. قام ليخلص إسرائيل ربما من تحرشات خفيفة لم تستحق الذكر. تولع = دودة أو قماش قرمزى هذا معنى إسمه ولأن القضاة يرمزون للمسيح. نجد أن تولع يشير للخلاص بدم المسيح بعد أن التهمت النار العوسج ومن أقامه ملكاً عليهم. وشامير = تعنى شوك = فمن إختار طريق الكرامة الزمنية (مثل أبيمالك) قضى أيامه فى الآلام هو ومن تبعه أما من اختار طريق الشوك (المسيح الذى كلل بتاج شوك) جلب السلام لمن تبعه.

 

الآيات (3-5):- "3ثُمَّ قَامَ بَعْدَهُ يَائِيرُ الْجِلْعَادِيُّ، فَقَضَى لإِسْرَائِيلَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ سَنَةً. 4وَكَانَ لَهُ ثَلاَثُونَ وَلَدًا يَرْكَبُونَ عَلَى ثَلاَثِينَ جَحْشًا، وَلَهُمْ ثَلاَثُونَ مَدِينَةً. مِنْهُمْ يَدْعُونَهَا «حَوُّوثَ يَائِيرَ» إِلَى هذَا الْيَوْمِ. هِيَ فِي أَرْضِ جِلْعَادَ. 5وَمَاتَ يَائِيرُ وَدُفِنَ فِي قَامُونَ. "

بالرجوع إلى (عد 32 : 41) نجد أن يائير بن منسى أخذ مزارع جلعاد ودعاهن حؤوث يائير. ويائير هذا من سبط يهوذا. وتفسير هذا: أحد أمرين:

1.    ربما يائير هو من سبط منسى وقاضى وأضيف إسمه فى سفر العدد والتثنية بعد زمان موسى.

2.    أن يائير القاضى هو إبن يائير بن منسى وقد ثبتت ملكيته لأراضى أبيه وظلت المدن بإسمها حؤوث يائير وهذا معنى قوله إلى هذا اليوم. ثلاثون جحشاً = لم يكن هناك خيول. وكان من يركب الجحش علامة على الكرامة والغنى. ولهم ثلاثون مدينة = هى فى حقيقتها 30 مزرعة امتلأت مبانى ومنشآت فدعيت مدن. وسميت حؤوث يائير = أى مزارع يائير. وكلمة يائير = تعنى ينير فالقاضى يائير يرمز للمسيح الذى أرسل روحه القدوس ينير للعالم. ونحن نحصل على هذه الإستنارة بالروح القدس بواسطة المعمودية (يرمز لها رقم 30 السن التى إعتمد فيها المسيح) وصارت لنا كرامة وغنى الروح القدس (رمزها ركوب الجحش).

 

آية (6):- "6وَعَادَ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَعْمَلُونَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، وَعَبَدُوا الْبَعْلِيمَ وَالْعَشْتَارُوثَ وَآلِهَةَ أَرَامَ وَآلِهَةَ صِيدُونَ وَآلِهَةَ مُوآبَ وَآلِهَةَ بَنِي عَمُّونَ وَآلِهَةَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، وَتَرَكُوا الرَّبَّ وَلَمْ يَعْبُدُوهُ. "

عادة ما تبدأ العبادة الوثنية جنباً مع جنب مع عبادة الله (كما يقول أحدهم الأن لا داعى للتعصب) ثم بعد قليل يتركون عبادة الرب وينغمسون فى العبادة الوثنية.

 

الآيات (7-9):- "7فَحَمِيَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَى إِسْرَائِيلَ وَبَاعَهُمْ بِيَدِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَبِيَدِ بَنِي عَمُّونَ. 8فَحَطَّمُوا وَرَضَّضُوا بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي تِلْكَ السَّنَةِ. ثَمَانِي عَشَرَةَ سَنَةً. جَمِيعَ بَنِي إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ فِي عَبْرِ الأُرْدُنِّ فِي أَرْضِ الأَمُورِيِّينَ الَّذِينَ فِي جِلْعَادَ. 9وَعَبَرَ بَنُو عَمُّونَ الأُرْدُنَّ لِيُحَارِبُوا أَيْضًا يَهُوذَا وَبَنْيَامِينَ وَبَيْتَ أَفْرَايِمَ. فَتَضَايَقَ إِسْرَائِيلُ جِدًّا. "

حطموا ورضضوا = تعبير مستعار من الطحن بالرحى. الله يتركهم يتذوقوا مرارة ما إختاروه. فصاروا فى مذلة 18 سنة لمن عبدوا الهتهم.

 

آية (10):- "10فَصَرَخَ بَنُو إِسْرَائِيلَ إِلَى الرَّبِّ قَائِلِينَ: «أَخْطَأْنَا إِلَيْكَ لأَنَّنَا تَرَكْنَا إِلهَنَا وَعَبَدْنَا الْبَعْلِيمَ»."

صراخهم للرب كان لأنهم أحبوا نفوسهم ولم يحبوا الله. لذلك لم تكن إستجابة الرب سريعة بل عاتبهم على تصرفاتهم الجاحدة فى مقابل محبته ورعايته وخلاصه.

 

الآيات (11-13):- "11فَقَالَ الرَّبُّ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: «أَلَيْسَ مِنَ الْمِصْرِيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَبَنِي عَمُّونَ وَالْفِلِسْطِينِيِّينَ خَلَّصْتُكُمْ؟ 12وَالصِّيدُونِيُّونَ وَالْعَمَالِقَةُ وَالْمَعُونِيُّونَ قَدْ ضَايَقُوكُمْ فَصَرَخْتُمْ إِلَيَّ فَخَلَّصْتُكُمْ مِنْ أَيْدِيهِمْ؟ 13وَأَنْتُمْ قَدْ تَرَكْتُمُونِي وَعَبَدْتُمْ آلِهَةً أُخْرَى. لِذلِكَ لاَ أَعُودُ أُخَلِّصُكُمْ. "

لا أعود أخلصكم = لا ليغلق الباب أمام مراحمه. بل هى أبوة حازمة فيها يخبرهم الله أنه لن يخلصهم طالما هم فى خطاياهم. فعليهم أولاً أن يزيلوا الألهة الغريبة.

 

آية (14):- "14اِمْضُوا وَاصْرُخُوا إِلَى الآلِهَةِ الَّتِي اخْتَرْتُمُوهَا، لِتُخَلِّصَكُمْ هِيَ فِي زَمَانِ ضِيقِكُمْ»."

عتاب رقيق من الله أن يذهبوا الي الأوثان التى مازالت فى وسطهم. ومعنى الآية أنه طالما أن هذه الأوثان فى وسطهم لن أخلصكم. الله فى عتابه يدخل بهم إلى عمق المشكلة، أو السبب الحقيقى للمشكلة.

 

ملحوظة (1): فى الآية 11 يقول فقال الرب لبنى إسرائيل = كان هذا بواسطة نبى أو كاهن.

ملحوظة (2): بمقارنة آية 6 مع آية 12 نجد سبع شعوب قد أذلت إسرائيل فى مقابل سبع ألهة وثنية عبدها إسرائيل.

 

الآيات (15-16):- "15فَقَالَ بَنُو إِسْرَائِيلَ لِلرَّبِّ: «أَخْطَأْنَا، فَافْعَلْ بِنَا كُلَّ مَا يَحْسُنُ فِي عَيْنَيْكَ. إِنَّمَا أَنْقِذْنَا هذَا الْيَوْمَ». 16وَأَزَالُوا الآلِهَةَ الْغَرِيبَةَ مِنْ وَسَطِهِمْ وَعَبَدُوا الرَّبَّ، فَضَاقَتْ نَفْسُهُ بِسَبَبِ مَشَقَّةِ إِسْرَائِيلَ. "

وأزالوا الآلهة.... فضاقت نفس الرب = إرجعوا الىّ إرجع إليكم (زك 1 : 3) الأن بعد أن أزالوا الألهة الغريبة يعود الرب ليخلص. فهو لا يحتمل مشقة أولاده ولا يحتمل دموعهم (نش 6 : 5 + هو 11 : 8، 9 + 1 مل 21 : 19، 25، 29).

الآيات (17-18):- "17فَاجْتَمَعَ بَنُو عَمُّونَ وَنَزَلُوا فِي جِلْعَادَ، وَاجْتَمَعَ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَنَزَلُوا فِي الْمِصْفَاةِ. 18فَقَالَ الشَّعْبُ رُؤَسَاءُ جِلْعَادَ الْوَاحِدُ لِصَاحِبِهِ: «أَيٌّ هُوَ الرَّجُلُ الَّذِي يَبْتَدِئُ بِمُحَارَبَةِ بَنِي عَمُّونَ؟ فَإِنَّهُ يَكُونُ رَأْسًا لِجَمِيعِ سُكَّانِ جِلْعَادَ»."

إذ رجع الله لشعبه كان يهيئ لهم مخلصاً هو يفتاح ليرد عنهم بنى عمون.