الإصحاح الثانى

 

آية (1) :- "1فَصَلَّتْ حَنَّةُ وَقَالَتْ: «فَرِحَ قَلْبِي بِالرَّبِّ. ارْتَفَعَ قَرْنِي بِالرَّبِّ. اتَّسَعَ فَمِي عَلَى أَعْدَائِي، لأَنِّي قَدِ ابْتَهَجْتُ بِخَلاَصِكَ. "

كثيرون يلجأون إلى الله وقت الضيق وينسونه إذا رفعت الضيقة (مثال معجزة المسيح فى شفاء العشرة البرّص) والمسيح فرِح بالأبرص الذى عاد شاكراً. وهنا نجد حنة تسبح الله على عمله وإستجابته. وكما قال القديسون كل عطية بلا شكر هى بلا زيادة. وما الزيادة التى حصلت عليها حنة.... لقد حملت تسبحتها روح النبوة فرأت عمل المسيح الخلاصى فسبحت لأجل الخلاص فجاءت تسبحتها مقاربة لتسبحة العذراء مريم (لو 1 : 46-55). فَرِحَ قَلْبِي بِالرَّبِّ = لم تقل فرح قلبى بإبنى صموئيل، أو فرح قلبى بعطية الله فالله قادر أن يعطيها 100 صموئيل. وهى فرحت بالرب وليس بعطية الرب وعلينا أن نفرح بمجد الله وليس بمجد أنفسنا. ولنلاحظ أن كل مجرى لهُ نبع وهى الآن تشكر نبع الخيرات نفسه وصانع الخيرات الذى تمتعت به ارْتَفَعَ قَرْنِي بِالرَّبِّ = فرحها الداخلى بالرب وهب نفسها قوة، وهى أحست أن الله قوتها و القرن علامة القوة اتَّسَعَ فَمِي عَلَى أَعْدَائِي = لاحظ أنها فى صلاتها كانت مرة النفس لم يسمع أحد شكواها ولكن فى شكرها سمعها الجميع، كانت فى عقرها غير قادرة على الكلام وصامتة ولكنها الآن سبحت وصمت أعداؤها لأَنِّي قَدِ ابْتَهَجْتُ بِخَلاَصِكَ = لقد إتسع فمها لتكرز بالخلاص الذى شعرت به. فهى لم تفتح فمها لتغيظ ضرتها بل لتبشر بخلاص الله. وفى آية10 تقول أن "الرب يرفع قرن مسيحه" وهذا هو سر إحساسها أن قرنها قد إرتفع. لقد بدأت تسبحتها لتسبح الرب أن خلصها من ضيقتها ونصرها على عدوتها ولكنها بروح النبوة نظرت للمستقبل القريب، لإنتصارات الشعب على الفلسطينيين بقيادة صموئيل وداود ثم للمستقبل البعيد لإنتصار المسيح على الشياطين الأعداء الحقيقيين الذين يفتحون أفواههم للشماتة ضد شعب الرب (مز 3 : 2) ولقد فهم اليهود تسبحة حنة هذه أنها على المسيح.

 

آية (2) :- "2لَيْسَ قُدُّوسٌ مِثْلَ الرَّبِّ، لأَنَّهُ لَيْسَ غَيْرَكَ، وَلَيْسَ صَخْرَةٌ مِثْلَ إِلهِنَا. "

الله وحده هو القدوس والمسيح جاء ليضمنا إليه فنحمل الحياة القدسية فينا ونكون قديسين (لا 11 : 44).

 

آية (3) :- "3لاَ تُكَثِّرُوا الْكَلاَمَ الْعَالِيَ الْمُسْتَعْلِيَ، وَلْتَبْرَحْ وَقَاحَةٌ مِنْ أَفْوَاهِكُمْ. لأَنَّ الرَّبَّ إِلهٌ عَلِيمٌ، وَبِهِ تُوزَنُ الأَعْمَالُ. "

دعوة لنا حتى لا نتفاخر بالمال والمعرفة والنسب والألقاب كما تفاخرت فننة بأولادها ولنعلم أن موازين الله ومقاييسه تختلف عّما لدى البشر فالله قادر أن يجعل العاقر أماً لأولاد كثيرين وأن يذل ذات الأولاد وهو قادر أن يرفع المسكين من المزبلة ويجعل الغنى يتضع.

 

آية (4) :- "4قِسِيُّ الْجَبَابِرَةِ انْحَطَمَتْ، وَالضُّعَفَاءُ تَمَنْطَقُوا بِالْبَأْسِ. "

قِسِيُّ الْجَبَابِرَةِ انْحَطَمَتْ = هذا تطبيق على آية3 فمن يفتخر بقوته فليعلم أن الله قادر أن يضعفه وَالضُّعَفَاءُ تَمَنْطَقُوا بِالْبَأْسِ = لأن الله قوتهم. (داود وجليات كمثال).

 

الآيات (5-8) :- "5الشَّبَاعَى آجَرُوا أَنْفُسَهُمْ بِالْخُبْزِ، وَالْجِيَاعُ كَفُّوا. حَتَّى أَنَّ الْعَاقِرَ وَلَدَتْ سَبْعَةً، وَكَثِيرَةَ الْبَنِينَ ذَبُلَتْ. 6الرَّبُّ يُمِيتُ وَيُحْيِي. يُهْبِطُ إِلَى الْهَاوِيَةِ وَيُصْعِدُ. 7الرَّبُّ يُفْقِرُ وَيُغْنِي. يَضَعُ وَيَرْفَعُ. 8يُقِيمُ الْمِسْكِينَ مِنَ التُّرَابِ. يَرْفَعُ الْفَقِيرَ مِنَ الْمَزْبَلَةِ لِلْجُلُوسِ مَعَ الشُّرَفَاءِ وَيُمَلِّكُهُمْ كُرْسِيَّ الْمَجْدِ. لأَنَّ لِلرَّبِّ أَعْمِدَةَ الأَرْضِ، وَقَدْ وَضَعَ عَلَيْهَا الْمَسْكُونَةَ. "

مثال أخر حتى لا يفتخر الآنسان بما لديه بل بالرب الشَّبَاعَى آجَرُوا أَنْفُسَهُمْ بِالْخُبْزِ = هم عرضوا أن يؤجروا أنفسهم لجوعهم على أن يحصلوا فقط على الخبز وَالْجِيَاعُ كَفُّوا = أى شبعوا وإكتفوا، لقد تغيرت الأحوال. فهل يفهم كل إنسان هذا الدرس فيشكر عوض الآنتفاخ. حَتَّى أَنَّ الْعَاقِرَ وَلَدَتْ سَبْعَةً = لقد ولدت حنة صموئيل ثم سبحت هذه التسبحة وبعد ذلك ولدت 3 بنين وبنتين. وهى فى قولها سبعة لا تقصد العدد بل الكمال الذى يشير لهُ رقم 7. ومرة أخرى فحنة تشير لكنيسة العهد الجديد الكاملة أمّا فننة فتشير لليهود الذين كانوا مثمرين فذبلوا بسبب رفضهم للمسيح. لقد ذبلت فننة لأنها عاشت فى حقد وكراهية، عاشت وكانت كل سعادتها أن تغيظ حنة، كان فرحها فى إغاظة الآخرين. فلماّ إنتهى هذا السبب انتهى فرحها وذبلت بالرغم ممّا لديها من بنين آية7. يُهْبِطُ إِلَى الْهَاوِيَةِ = أى يُنِزْل إلى القبر. آية8 : يقِيمُ الْمِسْكِينَ مِنَ التُّرَابِ= هذا حدث مع دانيال وداود ويوسف.

 

آية (8) :- "8يُقِيمُ الْمِسْكِينَ مِنَ التُّرَابِ. يَرْفَعُ الْفَقِيرَ مِنَ الْمَزْبَلَةِ لِلْجُلُوسِ مَعَ الشُّرَفَاءِ وَيُمَلِّكُهُمْ كُرْسِيَّ الْمَجْدِ. لأَنَّ لِلرَّبِّ أَعْمِدَةَ الأَرْضِ، وَقَدْ وَضَعَ عَلَيْهَا الْمَسْكُونَةَ. "

لأَنَّ لِلرَّبِّ أَعْمِدَةَ الأَرْضِ، وَقَدْ وَضَعَ عَلَيْهَا الْمَسْكُونَةَ = حديث مجازى يكشف عن رعاية الله لنا فمن من أجلنا أسس الأرض هو يملك عليها وأقامنا عليها، وهو كضابط الكل لا يفلت من رعايته شىء يمس حياتنا. وعلمياً فهناك قوى تثبت الأرض (قوة الطرد المركزى / ضغط الهواء / وزن الأرض / تأثير باقى الكواكب) هذه تشبه بأَعْمِدَةَ وظيفتها تثبيت الأرض كما نقول فى القداس الإغريغورى "ثبت لى الأرض لأمشى عليها. ومجازياً قد تعنى الملوك والرؤساء الذين يضطلعون بأمور الأرض. وقيل فى (رؤ 3 : 12) سأجَعَلهُ عموداً فى هيكل إلهى " وهذا المعنى مجازى ولكن أيوب قبل ذلك بزمان طويل قال " يعلق الأرض على لا شئ " (أى 26 : 7).

 

آية (9) :- "9أَرْجُلَ أَتْقِيَائِهِ يَحْرُسُ، وَالأَشْرَارُ فِي الظَّلاَمِ يَصْمُتُونَ. لأَنَّهُ لَيْسَ بِالْقُوَّةِ يَغْلِبُ إِنْسَانٌ. "

أَرْجُلَ أَتْقِيَائِهِ يَحْرُسُ = مز (91 : 11، 121 : 3) يَصْمُتُونَ = لأنهم فى الهاوية. لأنه لأَنَّهُ لَيْسَ بِالْقُوَّةِ يَغْلِبُ إِنْسَانٌ = ليس بالقوة الجسدية ولا الإستعدادات العسكرية أمثلة (داود وجليات / جدعون) ولا بالمال ولا بالذكاء. وقد هزم المسيح إبليس بإتضاعه وتجسده وصلبه فملك علينا.

 

آية (10) :- "10مُخَاصِمُو الرَّبِّ يَنْكَسِرُونَ. مِنَ السَّمَاءِ يُرْعِدُ عَلَيْهِمْ. الرَّبُّ يَدِينُ أَقَاصِيَ الأَرْضِ، وَيُعْطِي عِزًّا لِمَلِكِهِ، وَيَرْفَعُ قَرْنَ مَسِيحِهِ»."

مُخَاصِمُو الرَّبِّ يَنْكَسِرُونَ = أى الذين يسلكون بحسب إرادتهم ضد إرادته، هؤلاء يُرْعِدُ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ = بغضبه. وباقى الآية نبوة صريحة عن المسيح. الرَّبُّ يَدِينُ أَقَاصِيَ الأَرْضِ = أى يمتد ملكه لأقصى الأرض بالكرازة وَيُعْطِي عِزًّا لِمَلِكِهِ، وَيَرْفَعُ قَرْنَ مَسِيحِهِ = القول يرفع يعنى أنه أولاً يتضع ثم بعد ذلك يرتفع وبعد ذلك يعطى عزاً. فهو تجسد وإتضع ثم صُلِب ثم قام ثم صَعِدَ ثم جلس عن يمين الآب وهو المسيح الملك الديان. وغالباً فحنة لم تفهم كل هذه المعانى ولكنها تنطق بروح النبوة. ونلاحظ أن فى هذه الآية يذكر لفظ مسيح لأول مرة وقد يكون داود الذى سيمسحه صموئيل وقد يكون هو إبن داود يسوع المسيح.

 

الآيات (11-17) :- "11وَذَهَبَ أَلْقَانَةُ إِلَى الرَّامَةِ إِلَى بَيْتِهِ، وَكَانَ الصَّبِيُّ يَخْدِمُ الرَّبَّ أَمَامَ عَالِي الْكَاهِنِ. 12وَكَانَ بَنُو عَالِي بَنِي بَلِيَّعَالَ، لَمْ يَعْرِفُوا الرَّبَّ 13وَلاَ حَقَّ الْكَهَنَةِ مِنَ الشَّعْبِ. كُلَّمَا ذَبَحَ رَجُلٌ ذَبِيحَةً يَجِيءُ غُلاَمُ الْكَاهِنِ عِنْدَ طَبْخِ اللَّحْمِ، وَمِنْشَالٌ ذُو ثَلاَثَةِ أَسْنَانٍ بِيَدِهِ، 14فَيَضْرِبُ فِي الْمِرْحَضَةِ أَوِ الْمِرْجَلِ أَوِ الْمِقْلَى أَوِ الْقِدْرِ. كُلُّ مَا يَصْعَدُ بِهِ الْمِنْشَلُ يَأْخُذُهُ الْكَاهِنُ لِنَفْسِهِ. هكَذَا كَانُوا يَفْعَلُونَ بِجَمِيعِ إِسْرَائِيلَ الآتِينَ إِلَى هُنَاكَ فِي شِيلُوهَ. 15كَذلِكَ قَبْلَ مَا يُحْرِقُونَ الشَّحْمَ يَأْتِي غُلاَمُ الْكَاهِنِ وَيَقُولُ لِلرَّجُلِ الذَّابحِ: «أَعْطِ لَحْمًا لِيُشْوَى لِلْكَاهِنِ، فَإِنَّهُ لاَ يَأْخُذُ مِنْكَ لَحْمًا مَطْبُوخًا بَلْ نِيْئًا». 16فَيَقُولُ لَهُ الرَّجُلُ: «لِيُحْرِقُوا أَوَّلاً الشَّحْمَ، ثُمَّ خُذْ مَا تَشْتَهِيهِ نَفْسُكَ». فَيَقُولُ لَهُ: «لاَ، بَلِ الآنَ تُعْطِي وَإِلاَّ فَآخُذُ غَصْبًا». 17فَكَانَتْ خَطِيَّةُ الْغِلْمَانِ عَظِيمَةً جِدًّا أَمَامَ الرَّبِّ، لأَنَّ النَّاسَ اسْتَهَانُوا بِتَقْدِمَةِ الرَّبِّ. "

هذا الإصحاح يظهر فيه قصتين لعائلتين والقصتين هم لعائلة صموئيل وعائلة عالى. والقصتين متداخلتين ليظهر قبح أعمال إبنا عالى وإشراق صموئيل إبن ألقانة، إبن الصلاة والإيمان، الذى تربى فى خوف الله فكان سبب بركة لنفسه وعائلته وشعبه ولنا. أمّا إبنا عالى فقد إستغلا مركز أبيهما لصالحهما الذاتى وصارا كذئاب يصنعان الشر ويعثران الشعب معهما، وقد تهاون والدهما فى تأديبهما، وحين أراد توبيخهما تكلم فى رخاوة وكان واجبه أن يعزلهما عن وظيفتيهما فجلبا على نفسيهما وعلى والدهما وعائلتهما وشعبهما العار لَمْ يَعْرِفُوا الرَّبَّ = هم يعرفون الرب معرفة نظرية خلال التعليم ولكنهما فى حياتهما العملية لم يظهرا خشيتهما من الرب. وقد إستهانا بالطقس لأن الكاهن من حقه أن يأكل الصدر والساق اليمنى بعد ان يحرق الشحم للرب (لا 3 : 3-5). ولكن أولاد عالى أحبوا اللحم المشوى لذلك طلبوا اللحم بشحمه ليصلح للشواء فأخذوا نصيب الرب الذى كان يوقد على المذبح ولم يهتموا بما أمر الرب به (كان نظام وطقس تقديم الذبيحة :- الشحم نصيب الرب يحرق على المذبح والصدر والساق نصيب الكاهن وباقى الذبيحة لمقدمها وأسرته).

 

الآيات (18-21) :-  "18وَكَانَ صَمُوئِيلُ يَخْدِمُ أَمَامَ الرَّبِّ وَهُوَ صَبِيٌّ مُتَمَنْطِقٌ بِأَفُودٍ مِنْ كَتَّانٍ. 19وَعَمِلَتْ لَهُ أُمُّهُ جُبَّةً صَغِيرَةً وَأَصْعَدَتْهَا لَهُ مِنْ سَنَةٍ إِلَى سَنَةٍ عِنْدَ صُعُودِهَا مَعَ رَجُلِهَا لِذَبْحِ الذَّبِيحَةِ السَّنَوِيَّةِ. 20وَبَارَكَ عَالِي أَلْقَانَةَ وَامْرَأَتَهُ وَقَالَ: «يَجْعَلْ لَكَ الرَّبُّ نَسْلاً مِنْ هذِهِ الْمَرْأَةِ بَدَلَ الْعَارِيَّةِ الَّتِي أَعَارَتْ لِلرَّبِّ». وَذَهَبَا إِلَى مَكَانِهِمَا. 21وَلَمَّا افْتَقَدَ الرَّبُّ حَنَّةَ حَبِلَتْ وَوَلَدَتْ ثَلاَثَةَ بَنِينَ وَبِنْتَيْنِ. وَكَبِرَ الصَّبِيُّ صَمُوئِيلُ عِنْدَ الرَّبِّ. "

بدأ صموئيل خدمته صغيراً وهو صبى وبدأها فى جو كهنوتى فاسد للغاية، لا يمكن إصلاحه أو مقاومته، ولكن الله الذى يخلص بالقليل كما بالكثير إستخدم هذا الطفل للإصلاح وكانت أمه تحضر له جبة صغيرة كل سنة حين تصعد لشيلوه والجبة كانت لباساً داخلياً من الصوف منسوجاً بدون خياطة يتدلى عند الرجلين. وكانت بزيارتها وهديتها تحيطه بحنانها ومحبتها، لقد رأى صموئيل فى أمه محبة الله فأحب الله. وربما كانت أمه تزوره خلال السنة عدة مرات فالمسافة ليست بعيدة وهى التى علمته الصلاة والإيمان والمحبة فحياتها إنعكست عليه فكان رجل إيمان ورجل صلاة. وربما كان تأثيرها القوى عليه من مجرد زيارتها السنوية له. وهذا اللقاء السنوى هو الذى حفظه من الآنحراف والعثرة بسبب ابنى عالى الكاهن. وَكَبِرَ الصَّبِيُّ صَمُوئِيلُ عِنْدَ الرَّبِّ وما أجمل أن يكبر الولد عند الرب ويعتنى به الرب. ولاحظ أنها أعطت الرب ولد فأعطاها خمسة.

 

الآية (22) :- "22وَشَاخَ عَالِي جِدًّا، وَسَمِعَ بِكُلِّ مَا عَمِلَهُ بَنُوهُ بِجَمِيعِ إِسْرَائِيلَ وَبِأَنَّهُمْ كَانُوا يُضَاجِعُونَ النِّسَاءَ الْمُجْتَمِعَاتِ فِي بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. "

زيادة فى الفساد نجد إبنا عالى يفسدان النساء الْمُجْتَمِعَاتِ = أى اللواتى يخدمن فى خيمة

الإجتماع بزناهم معهن فأفسدا نساء شعب الله وأهانا الله نفسه بزناهم فى بيته.

 

الآيات (23-25) :- "23فَقَالَ لَهُمْ: «لِمَاذَا تَعْمَلُونَ مِثْلَ هذِهِ الأُمُورِ؟ لأَنِّي أَسْمَعُ بِأُمُورِكُمُ الْخَبِيثَةِ مِنْ جَمِيعِ هذَا الشَّعْبِ. 24لاَ يَا بَنِيَّ، لأَنَّهُ لَيْسَ حَسَنًا الْخَبَرُ الَّذِي أَسْمَعُ. تَجْعَلُونَ شَعْبَ الرَّبِّ يَتَعَدُّونَ. 25إِذَا أَخْطَأَ إِنْسَانٌ إِلَى إِنْسَانٍ يَدِينُهُ اللهُ. فَإِنْ أَخْطَأَ إِنْسَانٌ إِلَى الرَّبِّ فَمَنْ يُصَلِّي مِنْ أَجْلِهِ؟» وَلَمْ يَسْمَعُوا لِصَوْتِ أَبِيهِمْ لأَنَّ الرَّبَّ شَاءَ أَنْ يُمِيتَهُمْ. "

توبيخ عالى لبنيه برخاوة فى غير حزم فما فعله أولاده يستوجب قتلهم بحسب الشريعة وعالى لم يفعل سوى التوبيخ بل حتى لم يعزلهم من وظيفتهم. وفى قول عالى تنبيه لكل من يخطىء فى حق الله. فالله يدين من يخطىء إلى إنسان فكم بالأولى من يخطىء إلى الله نفسه وفى الأمور المقدسة. ولنلاحظ أن الله لم يرفضهم إلاّ بعد أن رفضوه ورفضوا إنذاراته فَمَنْ يُصَلِّي مِنْ أَجْلِهِ = أى من يقدر أن يصلى لأجل هذه الحالة، هو يستصعب هذا الأمر.

 

آية (26) :- "26وَأَمَّا الصَّبِيُّ صَمُوئِيلُ فَتَزَايَدَ نُمُوًّا وَصَلاَحًا لَدَى الرَّبِّ وَالنَّاسِ أَيْضًا. "

هذه للمقابلة مع إبنى عالى الأشرار.

 

آية (27) :- "27وَجَاءَ رَجُلُ اللهِ إِلَى عَالِي وَقَالَ لَهُ: «هكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ: هَلْ تَجَلَّيْتُ لِبَيْتِ أَبِيكَ وَهُمْ فِي مِصْرَ فِي بَيْتِ فِرْعَوْنَ،"

وسط الفساد وُجد رجل لله أى نبى وأرسله الله إلى عالى لينذره قبل أن يوقع القصاص والله ينذر كثيراً قبل أن يضرب. فالله هنا إستخدم هذا النبى ثم إستخدم الطفل صموئيل. هَلْ تَجَلَّيْتُ = هو سؤال إيجابى أى الرب تجلى لبيت أبيه وإنتخبه وهذا يشرفهم فهم عائلة قد إختارها الرب لخدمته منذ أيام هرون أبيهم.

 

آية (28) :- "28وَانْتَخَبْتُهُ مِنْ جَمِيعِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ لِي كَاهِنًا لِيَصْعَدَ عَلَى مَذْبَحِي وَيُوقِدَ بَخُورًا وَيَلْبَسَ أَفُودًا أَمَامِي، وَدَفَعْتُ لِبَيْتِ أَبِيكَ جَمِيعَ وَقَائِدِ بَنِي إِسْرَائِيلَ؟"

 

آية (29) :- "29فَلِمَاذَا تَدُوسُونَ ذَبِيحَتِي وَتَقْدِمَتِي الَّتِي أَمَرْتُ بِهَا فِي الْمَسْكَنِ، وَتُكْرِمُ بَنِيكَ عَلَيَّ لِكَيْ تُسَمِّنُوا أَنْفُسَكُمْ بِأَوَائِلِ كُلِّ تَقْدِمَاتِ إِسْرَائِيلَ شَعْبِي؟"

وَتُكْرِمُ بَنِيكَ = خلال ضعف شخصيته لم يكرم الله بردع إبنيه وتأديبهما، بل إحتقره بتكريمه لإبنيه أو أنه جاملهما فلم يؤدبهما أو يعزلهما أو يقتلهما حسب الشريعة.

 

آية (30) :- "30لِذلِكَ يَقُولُ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ: إِنِّي قُلْتُ إِنَّ بَيْتَكَ وَبَيْتَ أَبِيكَ يَسِيرُونَ أَمَامِي إِلَى الأَبَدِ. وَالآنَ يَقُولُ الرَّبُّ: حَاشَا لِي! فَإِنِّي أُكْرِمُ الَّذِينَ يُكْرِمُونَنِي، وَالَّذِينَ يَحْتَقِرُونَنِي يَصْغُرُونَ. "

إِلَى الأَبَدِ = أى أجعل بيتك راسخاً دائماً إذا سلكوا بحسب وصايا الله ولكن مع خطايا أولاد عالى كان لابد للوعد أن يسقط. كيف نكرم الرب ؟

1) طاعة وصاياه                   2) أن نؤمن به وأننا أولاد لهُ فنحبه    
3) بإيماننا وأعمالنا.

 

آية (31) :- "31هُوَذَا تَأْتِي أَيَّامٌ أَقْطَعُ فِيهَا ذِرَاعَكَ وَذِرَاعَ بَيْتِ أَبِيكَ حَتَّى لاَ يَكُونَ شَيْخٌ فِي بَيْتِكَ. "

أَقْطَعُ ذِرَاعَكَ = الذراع هو القوة، وقوة البيت شبانه، والمعنى أن يموت نسله شباباً.

آية (32) :- "32وَتَرَى ضِيقَ الْمَسْكَنِ فِي كُلِّ مَا يُحْسَنُ بِهِ إِلَى إِسْرَائِيلَ، وَلاَ يَكُونُ شَيْخٌ فِي بَيْتِكَ كُلَّ الأَيَّامِ. "

الله أعطى إسرائيل أشياء جيدة كثيرة ولكن الآن سيترك الفلسطينيين عليهم لينهبوا كل هذا ضِيقَ الْمَسْكَنِ = فقد أخذ الفلسطينيين تابوت عهد الرب. وستكون فترة ضيق على إسرائيل.

 

آية (33) :- "33وَرَجُلٌ لَكَ لاَ أَقْطَعُهُ مِنْ أَمَامِ مَذْبَحِي يَكُونُ لإِكْلاَلِ عَيْنَيْكَ وَتَذْوِيبِ نَفْسِكَ. وَجَمِيعُ ذُرِّيَّةِ بَيْتِكَ يَمُوتُونَ شُبَّانًا. "

رَجُلٌ لَكَ لاَ أَقْطَعُهُ = يشتهى نسله الموت ولا يجدونه. فالموت فى بعض الأحيان يكون للراحة، والله هنا سيترك الفاشلين الذين يحزنون قلبك بفقرهم ومعاناتهم. فموت شخص مؤلم ولكن الأكثر إيلاماً أن يحيا فى حياة مزرية.

 

آية (34) :- "34وَهذِهِ لَكَ عَلاَمَةٌ تَأْتِي عَلَى ابْنَيْكَ حُفْنِي وَفِينَحَاسَ: فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ يَمُوتَانِ كِلاَهُمَا. "

حين مات إبنيه كان هذا لهُ علامة أن باقى نبوة هذا النبى ستكمل تماماً.

 

آية (35) :- "35وَأُقِيمُ لِنَفْسِي كَاهِنًا أَمِينًا يَعْمَلُ حَسَبَ مَا بِقَلْبِي وَنَفْسِي، وَأَبْنِي لَهُ بَيْتًا أَمِينًا فَيَسِيرُ أَمَامَ مَسِيحِي كُلَّ الأَيَّامِ. "

الرب كعادته لا ينهى كلامه بالأخبار المحزنة بل يفتح باباً للرجاء وهو مجىء الكاهن الحقيقى الذى قد يكون صموئيل أو صادوق الذى أقيم أيام سليمان وليس من نسل عالى. ومن صادوق إستمر الكهنوت حتى أيام المسيح، لكن النبوة تشير للكاهن الحقيقى أى المسيح فالصفات التى قيلت عنهُ لا تنطبق سوى على المسيح. والنبوة تنطبق جزئياً على صموئيل الذى سار أمام شاول وداود = فَيَسِيرُ أَمَامَ مَسِيحِي كُلَّ الأَيَّامِ = وتنطبق كلياً على المسيح الذى يسير أمام مسيحيى (مسحائى) فى ترجمات أخرى والمسيح يسير أمام كنيسته كرأس لكنيسته ويشفع فيهم وهو مسحاء بالروح القدس أمّا كيف فهم اليهود هذه الآية فالملوك والكهنة مسحاء فهم يمسحون بالدهن المقدس. وَأَبْنِي لَهُ بَيْتًا البيت هو كنيسة المسيح أى جسد المسيح الذى بدأ الروح القدس ببنائه حين بدأ عمل التجسد فى بطن العذراء ثم فى يوم الخمسين أسس الكنيسة.

 

آية (36) :- "36وَيَكُونُ أَنَّ كُلَّ مَنْ يَبْقَى فِي بَيْتِكَ يَأْتِي لِيَسْجُدَ لَهُ لأَجْلِ قِطْعَةِ فِضَّةٍ وَرَغِيفِ خُبْزٍ، وَيَقُولُ: ضُمَّنِي إِلَى إِحْدَى وَظَائِفِ الْكَهَنُوتِ لآكُلَ كِسْرَةَ خُبْزٍ»."

هذه إشارة لسقوط بيت عالى تماماً أو نبوة أنه بمجىء المسيح يسقط الكهنوت اليهودى قِطْعَةِ فِضَّةٍ = أى أصغر عملة. لآكُلَ كِسْرَةَ خُبْزٍ = هذا الكلام لو صاحبه توبة حقيقية لشابه توبة الإبن الضال ولكن أن لا يصاحبه توبة ورجوع للمسيح فيكون حال مزرية لما يصل إليه غير المؤمن.