الإصحاح الرابع عشر

 

الآيات (1-10) :- "1وَفِي ذَاتِ يَوْمٍ قَالَ يُونَاثَانُ بْنُ شَاوُلَ لِلْغُلاَمِ حَامِلِ سِلاَحِهِ: «تَعَالَ نَعْبُرْ إِلَى حَفَظَةِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ الَّذِينَ فِي ذلِكَ الْعَبْرِ». وَلَمْ يُخْبِرْ أَبَاهُ. 2وَكَانَ شَاوُلُ مُقِيمًا فِي طَرَفِ جِبْعَةَ تَحْتَ الرُّمَّانَةِ الَّتِي فِي مِغْرُونَ، وَالشَّعْبُ الَّذِي مَعَهُ نَحْوُ سِتِّ مِئَةِ رَجُل. 3وَأَخِيَّا بْنُ أَخِيطُوبَ، أَخِي إِيخَابُودَ بْنِ فِينَحَاسَ بْنِ عَالِي، كَاهِنُ الرَّبِّ فِي شِيلُوهَ كَانَ لاَبِسًا أَفُودًا. وَلَمْ يَعْلَمِ الشَّعْبُ أَنَّ يُونَاثَانَ قَدْ ذَهَبَ. 4وَبَيْنَ الْمَعَابِرِ الَّتِي الْتَمَسَ يُونَاثَانُ أَنْ يَعْبُرَهَا إِلَى حَفَظَةِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ سِنُّ صَخْرَةٍ مِنْ هذِهِ الْجِهَةِ وَسِنُّ صَخْرَةٍ مِنْ تِلْكَ الْجِهَةِ، وَاسْمُ الْوَاحِدَةِ «بُوصَيْصُ» وَاسْمُ الأُخْرَى «سَنَهُ». 5وَالسِّنُّ الْوَاحِدُ عَمُودٌ إِلَى الشِّمَالِ مُقَابَلَ مِخْمَاسَ، وَالآخَرُ إِلَى الْجَنُوبِ مُقَابَلَ جِبْعَ. 6فَقَالَ يُونَاثَانُ لِلْغُلاَمِ حَامِلِ سِلاَحِهِ: «تَعَالَ نَعْبُرْ إِلَى صَفِّ هؤُلاَءِ الْغُلْفِ، لَعَلَّ اللهَ يَعْمَلُ مَعَنَا، لأَنَّهُ لَيْسَ لِلرَّبِّ مَانِعٌ عَنْ أَنْ يُخَلِّصَ بِالْكَثِيرِ أَوْ بِالْقَلِيلِ». 7فَقَالَ لَهُ حَامِلُ سِلاَحِهِ: «اعْمَلْ كُلَّ مَا بِقَلْبِكَ. تَقَدَّمْ. هأَنَذَا مَعَكَ حَسَبَ قَلْبِكَ». 8فَقَالَ يُونَاثَانُ: «هُوَذَا نَحْنُ نَعْبُرُ إِلَى الْقَوْمِ وَنُظْهِرُ أَنْفُسَنَا لَهُمْ. 9فَإِنْ قَالُوا لَنَا هكَذَا: دُومُوا حَتَّى نَصِلَ إِلَيْكُمْ. نَقِفُ فِي مَكَانِنَا وَلاَ نَصْعَدُ إِلَيْهِمْ. 10وَلكِنْ إِنْ قَالُوا هكَذَا: اصْعَدُوا إِلَيْنَا. نَصْعَدُ، لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ دَفَعَهُمْ لِيَدِنَا، وَهذِهِ هِيَ الْعَلاَمَةُ لَنَا»."

يوناثان المملوء إيماناً لم يحتمل فقدان شعبه لكرامته فقام ليحارب واضعاً أمامه أن الرب أنَّ لَيْسَ لِلرَّبِّ مَانِعٌ عَنْ أَنْ يُخَلِّصَ بِالْكَثِيرِ أَوْ بِالْقَلِيلِ. وربما إستغل يوناثان أن جيوش المخربين الثلاثة خرجت وبقى فى مخماس عدد قليل فهاجمهم. بينما كان أبوه تَحْتَ الرُّمَّانَةِ يستظل. وهو تحرك دون أن يخبر أباه حتى لا يمنعه. فترك أباه وجيشه فى إرتباكهم وآمن هو بالله أنه يحقق النصرة بالقليل أو بالكثير. وكان الغلام حامل سلاحه يشاركه ذات الإيمان. يبرز هنا أهمية أن يكون لنا صديق مؤمن والأجمل أن يكون لنا صديق سماوى من الشهداء والقديسيين. سؤال:- هل لو فكّر يوناثان بالعقل فقط دون إيمان أكان يفعل ما فعلهُ؟ الإجابة قطعاً لا. إذاً فلنبدأ حتى وإن كنّا نزحف على أيدينا وأرجلنا وبالقطع الله سيعين ويكمل وتكون النتائج فوق تصورنا. فقط نبدأ دون إرتياب ومن يتكل على الله يعمل عجائب بيده. وفى آية(3) ذُكِرَ الخبر كتمهيد لما سيأتى فى آية(18) وَأَخِيَّا هو أخيمالك. وكان أخيطوب وإيخابود هم أولاد فينحاس إبن عالى الكاهن. لاَبِسًا أَفُودًا: أى يقوم بواجب رئيس الكهنة وفى (9،10) وضعوا علامة ليعرفوا من الرب هل يكملوا عملهم أم لا. والله الذى يملك على القلوب والألسنة قادر أن يجعل هؤلاء الوثنيين أن يجيبوا بما يريده ويضعه فى أفواههم فهو ضابط الكل. وبالفعل إذ رآهما الفلسطينيون سخروا منهما قائلين إصعدوا.

 

الآيات (11-12):- "11فَأَظْهَرَا أَنْفُسَهُمَا لِصَفِّ الْفِلِسْطِينِيِّينَ. فَقَالَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ: «هُوَذَا الْعِبْرَانِيُّونَ خَارِجُونَ مِنَ الثُّقُوبِ الَّتِي اخْتَبَأُوا فِيهَا». 12فَأَجَابَ رِجَالُ الصَّفِّ يُونَاثَانَ وَحَامِلَ سِلاَحِهِ وَقَالُوا: «اصْعَدَا إِلَيْنَا فَنُعَلِّمَكُمَا شَيْئًا». فَقَالَ يُونَاثَانُ لِحَامِلِ سِلاَحِهِ: «اصْعَدْ وَرَائِي لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ دَفَعَهُمْ لِيَدِ إِسْرَائِيلَ»."

نُعَلِّمَكُمَا شَيْئًا: أى نؤدبكما ونقتلكما. هم يتكلمون فى مزاح وإستخفاف لكن يوناثان حسبها علامة من السماء وتأكد من هزيمة العدو بسبب كبريائهم.

آية (13):- "13فَصَعِدَ يُونَاثَانُ عَلَى يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ وَحَامِلُ سِلاَحِهِ وَرَاءَهُ. فَسَقَطُوا أَمَامَ يُونَاثَانَ، وَكَانَ حَامِلُ سِلاَحِهِ يُقَتِّلُ وَرَاءَهُ. "

فَصَعِدَ يُونَاثَانُ عَلَى يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ: أى حبواً فلم يكن ممكناً أن ينزل الصخرة أو يصعد عليها واقفاً بسبب إنحدارها الشديد. وتحمل هذا الوضع المتعب والمخزى مع سخرية الأعداء فى إيمان. فَسَقَطُوا أَمَامَ يُونَاثَانَ: أمام هذا الإيمان كان يجب أن يسقطوا فالله أوقع الرعب فى قلوبهم. وربما صوّر الله لهم أو أسمعهم صوت جيش عظيم يتبعهم فخافوا وحاولوا الهروب فسقطوا. وربما حدث زلزال فعلاً حطمهم وأرعبهم (آية15).

 

آية (14):- "14وَكَانَتِ الضَّرْبَةُ الأُولَى الَّتِي ضَرَبَهَا يُونَاثَانُ وَحَامِلُ سِلاَحِهِ نَحْوَ عِشْرِينَ رَجُلاً فِي نَحْوِ نِصْفِ تَلَمِ فَدَّانِ أَرْضٍ. "

نِصْفِ تَلَمِ فَدَّانِ: هى بقعة يحرثها ثوران فى يومٍ واحد. وربما كان أيضاً سقوطهم من على الصخرة لإنحدارها الشديد فهم فى هربهم مرعوبين سقطوا من عليها فماتوا.

 

آية (15):- "15وَكَانَ ارْتِعَادٌ فِي الْمَحَلَّةِ، فِي الْحَقْلِ، وَفِي جَمِيعِ الشَّعْبِ. الصَّفُّ وَالْمُخَرِّبُونَ ارْتَعَدُوا هُمْ أَيْضًا، وَرَجَفَتِ الأَرْضُ فَكَانَ ارْتِعَادٌ عَظِيمٌ. "

الْمَحَلَّةِ: مكان الجيش الفلسطينى فى مخماس (المعسكر)، ارْتِعَادٌ: حينما سمعوا عن خبر سقوط إخوتهم وقع الرعب فى قلوبهم وكان هذا أيضاً عمل الله. الصَّفُّ: الجيش الذى فى المحلة.

 

آية (16):- "16فَنَظَرَ الْمُرَاقِبُونَ لِشَاوُلَ فِي جِبْعَةِ بَنْيَامِينَ، وَإِذَا بِالْجُمْهُورِ قَدْ ذَابَ وَذَهَبُوا مُتَبَدِّدِينَ. "

الْمُرَاقِبُونَ: المقصود بهم جواسيس شاول الذين يستطلعون حال جيش العدو.

 

الآيات (17-20):- "17فَقَالَ شَاوُلُ لِلشَّعْبِ الَّذِي مَعَهُ: «عُدُّوا الآنَ وَانْظُرُوا مَنْ ذَهَبَ مِنْ عِنْدِنَا». فَعَدُّوا، وَهُوَذَا يُونَاثَانُ وَحَامِلُ سِلاَحِهِ لَيْسَا مَوْجُودَيْنِ. 18فَقَالَ شَاوُلُ لأَخِيَّا: «قَدِّمْ تَابُوتَ اللهِ». لأَنَّ تَابُوتَ اللهِ كَانَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ مَعَ بَنِي إِسْرَائِيلَ. 19وَفِيمَا كَانَ شَاوُلُ يَتَكَلَّمُ بَعْدُ مَعَ الْكَاهِنِ، تَزَايَدَ الضَّجِيجُ الَّذِي فِي مَحَلَّةِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَكَثُرَ. فَقَالَ شَاوُلُ لِلْكَاهِنِ: «كُفَّ يَدَكَ». 20وَصَاحَ شَاوُلُ وَجَمِيعُ الشَّعْبِ الَّذِي مَعَهُ وَجَاءُوا إِلَى الْحَرْبِ، وَإِذَا بِسَيْفِ كُلِّ وَاحِدٍ عَلَى صَاحِبِهِ. اضْطِرَابٌ عَظِيمٌ جِدًّا. "

تعجب شاول ممّا سمعه عن الرعب الذى وقع للفلسطينيين. ثم عَرِف أن يوناثان غائب ثم طلب أن يسأل الكاهن ثم تراجع وقرر أن يتصرف بنفسه دون سؤال الله. هذا يكشف عن طبيعة شاول وأنه متسرع قليل الصبر يعتمد على ذراعه، يمكن أن يسأل الرب لكنه لا ينتظر أن يسمع الإجابة. وفى تسرعه أسقط إبنه فى التعدى.

 

آية (21):- "21وَالْعِبْرَانِيُّونَ الَّذِينَ كَانُوا مَعَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ مُنْذُ أَمْسِ وَمَا قَبْلَهُ، الَّذِينَ صَعِدُوا مَعَهُمْ إِلَى الْمَحَلَّةِ مِنْ حَوَالَيْهِمْ، صَارُوا هُمْ أَيْضًا مَعَ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ مَعَ شَاوُلَ وَيُونَاثَانَ. "

غالباً هم اليهود الذين كانوا مأسورين ومستعبدين للفلسطينيين إنضموا لشاول.

 

آية (22):- "22وَسَمِعَ جَمِيعُ رِجَالِ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ اخْتَبَأُوا فِي جَبَلِ أَفْرَايِمَ أَنَّ الْفِلِسْطِينِيِّينَ هَرَبُوا، فَشَدُّوا هُمْ أَيْضًا وَرَاءَهُمْ فِي الْحَرْبِ. "

أخيراً إنضم المذعورين الفارين إلى شاول بعد أن كانوا قد هربوا وتشتتوا.

 

آية (23):- "23فَخَلَّصَ الرَّبُّ إِسْرَائِيلَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ. وَعَبَرَتِ الْحَرْبُ إِلَى بَيْتِ آوِنَ. "

بَيْتِ آوِنَ: هى بين مخماس وبيت إيل.

 

آية (24):- "4وَضَنُكَ رِجَالُ إِسْرَائِيلَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، لأَنَّ شَاوُلَ حَلَّفَ الشَّعْبَ قَائِلاً: «مَلْعُونٌ الرَّجُلُ الَّذِي يَأْكُلُ خُبْزًا إِلَى الْمَسَاءِ حَتَّى أَنْتَقِمَ مِنْ أَعْدَائِي». فَلَمْ يَذُقْ جَمِيعُ الشَّعْبِ خُبْزًا. "

شاول تصوّر أن الجيش لو أكلوا يضيع الوقت فلا يستطيع أن يلحق بالأعداء وهو أخطأ فى قراره وتسرّع فيه. وتتلخص أخطاء شاول هنا فى الآتى

1- لم ينتظر أن يسمع كلام الله من الكاهن فكان غير موسى الذى كان يصلى ويشوع يحارب. إذن شاول كان يعتمد على ذاته وليس على الله.

2- أخطأ فى منعه جيشه أن يأكل إذ حَسِب النصرة هى ثمرة عمله وليس نتيجة الإيمان وهذا عكس يوناثان. بل هو بقراره جعل يوناثان يتعدى دون أن يعلم.

3- لم يُعْطِ إعتباراً لحاجات رجاله فكيف يحاربون وهم جائعون. بل جعلهم يخطأون ويأكلون على الدم (خلافاً للناموس) من شدة جوعهم (آية32) فلم يكن هناك وقت أن تنزف الذبيحة دمها فأكل الدم ممنوع بحكم الناموس.

4-    يقول أَنْتَقِمَ مِنْ أَعْدَائِي: هو حسبهم أعداءه هو وليس أعداء الله وأعداء شعبه وهذا كبرياء.

 

الآيات (25-31):- "25وَجَاءَ كُلُّ الشَّعْبِ إِلَى الْوَعْرِ وَكَانَ عَسَلٌ عَلَى وَجْهِ الْحَقْلِ. 26وَلَمَّا دَخَلَ الشَّعْبُ الْوَعْرَ إِذَا بِالْعَسَلِ يَقْطُرُ وَلَمْ يَمُدَّ أَحَدٌ يَدَهُ إِلَى فَمِهِ، لأَنَّ الشَّعْبَ خَافَ مِنَ الْقَسَمِ. 27وَأَمَّا يُونَاثَانُ فَلَمْ يَسْمَعْ عِنْدَمَا اسْتَحْلَفَ أَبُوهُ الشَّعْبَ، فَمَدَّ طَرَفَ النُّشَّابَةِ الَّتِي بِيَدِهِ وَغَمَسَهُ فِي قَطْرِ الْعَسَلِ وَرَدَّ يَدَهُ إِلَى فَمِهِ فَاسْتَنَارَتْ عَيْنَاهُ. 28فَأجَابَ وَاحِدٌ مِنَ الشَّعْبِ وَقَالَ: «قَدْ حَلَّفَ أَبُوكَ الشَّعْبَ حَلْفًا قَائِلاً: مَلْعُونٌ الرَّجُلُ الَّذِي يَأْكُلُ خُبْزًا الْيَوْمَ. فَأَعْيَا الشَّعْبُ». 29فَقَالَ يُونَاثَانُ: «قَدْ كَدَّرَ أَبِي الأَرْضَ. اُنْظُرُوا كَيْفَ اسْتَنَارَتْ عَيْنَايَ لأَنِّي ذُقْتُ قَلِيلاً مِنْ هذَا الْعَسَلِ. 30فَكَمْ بِالْحَرِيِّ لَوْ أَكَلَ الْيَوْمَ الشَّعْبُ مِنْ غَنِيمَةِ أَعْدَائِهِمِ الَّتِي وَجَدُوا؟ أَمَا كَانَتِ الآنَ ضَرْبَةٌ أَعْظَمُ عَلَى الْفِلِسْطِينِيِّينَ؟» 31فَضَرَبُوا فِي ذلِكَ الْيَوْمِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ مِنْ مِخْمَاسَ إِلَى أَيَّلُونَ. وَأَعْيَا الشَّعْبُ جِدًّا. "

الله أعّد لجيش شعبه عسلاً فى البرية وبتصرف شاول الأحمق أرهق جيشه فالقرارات السريعة النابعة من قلب غير مستقيم تفقد الإنسان الكثير ويحرم نفسه من عطايا الله والفرص التى يقدمها له الرب.

 

آية (32):- "32وَثَارَ الشَّعْبُ عَلَى الْغَنِيمَةِ، فَأَخَذُوا غَنَمًا وَبَقَرًا وَعُجُولاً، وَذَبَحُوا عَلَى الأَرْضِ وَأَكَلَ الشَّعْبُ عَلَى الدَّمِ. "

 

آية (33):- "33فَأَخْبَرُوا شَاوُلَ قَائِلِينَ: «هُوَذَا الشَّعْبُ يُخْطِئُ إِلَى الرَّبِّ بِأَكْلِهِ عَلَى الدَّمِ». فَقَالَ: «قَدْ غَدَرْتُمْ. دَحْرِجُوا إِلَيَّ الآنَ حَجَرًا كَبِيرًا»."

الحَجَرً الكَبِيرً: ليذبحوا عليه الحيوانات فتكون الذبائح مرتفعة عن الأرض فيخرج الدم قبلما يأكلون منه. وبالفعل أطاع الشعب.

 

آية (34):- "34وَقَالَ شَاوُلُ: «تَفَرَّقُوا بَيْنَ الشَّعْبِ وَقُولُوا لَهُمْ أَنْ يُقَدِّمُوا إِلَيَّ كُلُّ وَاحِدٍ ثَوْرَهُ وَكُلُّ وَاحِدٍ شَاتَهُ، وَاذْبَحُوا ههُنَا وَكُلُوا وَلاَ تُخْطِئُوا إِلَى الرَّبِّ بِأَكْلِكُمْ مَعَ الدَّمِ». فَقَدَّمَ جَمِيعُ الشَّعْبِ كُلُّ وَاحِدٍ ثَوْرَهُ بِيَدِهِ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَذَبَحُوا هُنَاكَ. "

 

آية (35):- "35وَبَنَى شَاوُلُ مَذْبَحًا لِلرَّبِّ. الَّذِي شَرَعَ بِبُنْيَانِهِ مَذْبَحًا لِلرَّبِّ. "

 

الآيات (36-46):-  "36وَقَالَ شَاوُلُ: «لِنَنْزِلْ وَرَاءَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ لَيْلاً وَنَنْهَبْهُمْ إِلَى ضَوْءِ الصَّبَاحِ وَلاَ نُبْقِ مِنْهُمْ أَحَدًا». فَقَالُوا: «افْعَلْ كُلَّ مَا يَحْسُنُ فِي عَيْنَيْكَ». وَقَالَ الْكَاهِنُ: «لِنَتَقَدَّمْ هُنَا إِلَى اللهِ». 37فَسَأَلَ شَاوُلُ اللهَ: «أَأَنْحَدِرُ وَرَاءَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ؟ أَتَدْفَعُهُمْ لِيَدِ إِسْرَائِيلَ؟» فَلَمْ يُجِبْهُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ. 38فَقَالَ شَاوُلُ: «تَقَدَّمُوا إِلَى هُنَا يَا جَمِيعَ وُجُوهِ الشَّعْبِ، وَاعْلَمُوا وَانْظُرُوا بِمَاذَا كَانَتْ هذِهِ الْخَطِيَّةُ الْيَوْمَ. 39لأَنَّهُ حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ مُخَلِّصُ إِسْرَائِيلَ، وَلَوْ كَانَتْ فِي يُونَاثَانَ ابْنِي فَإِنَّهُ يَمُوتُ مَوْتًا». وَلَمْ يَكُنْ مَنْ يُجِيبُهُ مِنْ كُلِّ الشَّعْبِ. 40فَقَالَ لِجَمِيعِ إِسْرَائِيلَ: «أَنْتُمْ تَكُونُونَ فِي جَانِبٍ وَأَنَا وَيُونَاثَانُ ابْنِي فِي جَانِبٍ». فَقَالَ الشَّعْبُ لِشَاوُلَ: «اصْنَعْ مَا يَحْسُنُ فِي عَيْنَيْكَ». 41وَقَالَ شَاوُلُ لِلرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ: «هَبْ صِدْقًا». فَأُخِذَ يُونَاثَانُ وَشَاوُلُ، أَمَّا الشَّعْبُ فَخَرَجُوا. 42فَقَالَ شَاوُلُ: «أَلْقُوا بَيْنِي وَبَيْنَ يُونَاثَانَ ابْنِي. فَأُخِذَ يُونَاثَانُ». 43فَقَالَ شَاوُلُ لِيُونَاثَانَ: «أَخْبِرْنِي مَاذَا فَعَلْتَ». فَأَخْبَرَهُ يُونَاثَانُ وَقَالَ: «ذُقْتُ ذَوْقًا بِطَرَفِ النُّشَّابَةِ الَّتِي بِيَدِي قَلِيلَ عَسَل. فَهأَنَذَا أَمُوتُ». 44فَقَالَ شَاوُلُ: «هكَذَا يَفْعَلُ اللهُ وَهكَذَا يَزِيدُ إِنَّكَ مَوْتًا تَمُوتُ يَا يُونَاثَانُ». 45فَقَالَ الشَّعْبُ لِشَاوُلَ: «أَيَمُوتُ يُونَاثَانُ الَّذِي صَنَعَ هذَا الْخَلاَصَ الْعَظِيمَ فِي إِسْرَائِيلَ؟ حَاشَا! حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ، لاَ تَسْقُطُ شَعْرَةٌ مِنْ رَأْسِهِ إِلَى الأَرْضِ لأَنَّهُ مَعَ اللهِ عَمِلَ هذَا الْيَوْمَ». فَافْتَدَى الشَّعْبُ يُونَاثَانَ فَلَمْ يَمُتْ. 46فَصَعِدَ شَاوُلُ مِنْ وَرَاءِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، وَذَهَبَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ إِلَى مَكَانِهِمْ. "

فى (36) الكاهن حينما وجده متسرعاً قال لهُ إهدأ ولنسأل الرب وفعل شاول حسناً إذ إستمع. لأن الله لم يجب فى هذا اليوم. ونجد شاول يتسرع مرة ثانية فهو يقسم بقتل الذى أخطأ ووقعت القرعة على يوناثان البطل الذى بإيمانه خلّص الشعب. ولكن الشعب لم يقبل موت يوناثان. ولكن لماذا لم يرد الله؟ هل بسبب خطية يوناثان؟!

1- الله لا يقبل التعدى حتى لو كان من يوناثان البطل المؤمن ولكنه لم يكن يعرف لكن هو خطأ على أى الأحوال ولكن لا يُلام عليه يوناثان بل شاول.

2-  الله أراد أن يُظهر لشاول أخطاؤه المتعددة وحرمهُ أن يكمل إنتصاره النهائى على الفلسطينيين فى ذلك اليوم عقاباً لهُ على كل أخطائه.

3-    كيف يقبل الله أن يعطى نصرة لجيش كسر الناموس وأكل الدم وتنجسوا.

4-    من مراحم الله منعهم من إستكمال الحرب وهم خائرى القوى بعد هذا اليوم المرهق وربما ضربوا بعضهم فى الظلام.

 

الآيات (47-52):- "47وَأَخَذَ شَاوُلُ الْمُلْكَ عَلَى إِسْرَائِيلَ، وَحَارَبَ جَمِيعَ أَعْدَائِهِ حَوَالَيْهِ: مُوآبَ وَبَنِي عَمُّونَ وَأَدُومَ وَمُلُوكَ صُوبَةَ وَالْفِلِسْطِينِيِّينَ. وَحَيْثُمَا تَوَجَّهَ غَلَبَ. 48وَفَعَلَ بِبَأْسٍ وَضَرَبَ عَمَالِيقَ، وَأَنْقَذَ إِسْرَائِيلَ مِنْ يَدِ نَاهِبِيهِ. 49وَكَانَ بَنُو شَاوُلَ: يُونَاثَانَ وَيَشْوِيَ وَمَلْكِيشُوعَ، وَاسْمَا ابْنَتَيْهِ: اسْمُ الْبِكْرِ مَيْرَبُ وَاسْمُ الصَّغِيرَةِ مِيكَالُ. 50وَاسْمُ امْرَأَةِ شَاوُلَ أَخِينُوعَمُ بِنْتُ أَخِيمَعَصَ، وَاسْمُ رَئِيسِ جَيْشِهِ أَبِينَيْرُ بْنُ نَيْرَ عَمِّ شَاوُلَ. 51وَقَيْسُ أَبُو شَاوُلَ وَنَيْرُ أَبُو أَبْنَيْرَ ابْنَا أَبِيئِيلَ. 52وَكَانَتْ حَرْبٌ شَدِيدَةٌ عَلَى الْفِلِسْطِينِيِّينَ كُلَّ أَيَّامِ شَاوُلَ. وَإِذَا رَأَى شَاوُلُ رَجُلاً جَبَّارًا أَوْ ذَا بَأْسٍ ضَمَّهُ إِلَى نَفْسِهِ. "

كما يذكر الكتاب خطايا شاول يذكر بأمانة فضائله فواضح هنا غيرته وشجاعته هو لم يتوقف عن الجهاد وضم كل جبار إلى جيشه. وصار ملكاً مهوباً وأنقذ شعبه من أعدائه. وَأَخَذَ شَاوُلُ الْمُلْكَ عَلَى إِسْرَائِيلَ: أى إستقر ملكهُ بعد هذا الإنتصار وكأنه بالغلبة على الأعداء أعطى له شعبه الولاء. وغالباً كان لشاول زوجة أخرى ربما تزوجها فيما بعد إسمها رصفة (2صم8:21). أو ربما هى سرية وليست زوجة.