الأصحاح السابع عشر

 

إشتاق الشعب لملك طويل القامة وها هو واقف فى خزى ورعدة أمام الفلسطينيين.

 

الآيات (1-6):- "1وَجَمَعَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ جُيُوشَهُمْ لِلْحَرْبِ، فَاجْتَمَعُوا فِي سُوكُوهَ الَّتِي لِيَهُوذَا، وَنَزَلُوا بَيْنَ سُوكُوهَ وَعَزِيقَةَ فِي أَفَسِ دَمِّيمَ. 2وَاجْتَمَعَ شَاوُلُ وَرِجَالُ إِسْرَائِيلَ وَنَزَلُوا فِي وَادِي الْبُطْمِ، وَاصْطَفُّوا لِلْحَرْبِ لِلِقَاءِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ. 3وَكَانَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ وُقُوفًا عَلَى جَبَل مِنْ هُنَا، وَإِسْرَائِيلُ وُقُوفًا عَلَى جَبَل مِنْ هُنَاكَ، وَالْوَادِي بَيْنَهُمْ. 4فَخَرَجَ رَجُلٌ مُبَارِزٌ مِنْ جُيُوشِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ اسْمُهُ جُلْيَاتُ، مِنْ جَتَّ، طُولُهُ سِتُّ أَذْرُعٍ وَشِبْرٌ، 5وَعَلَى رَأْسِهِ خُوذَةٌ مِنْ نُحَاسٍ، وَكَانَ لاَبِسًا دِرْعًا حَرْشَفِيًّا، وَوَزْنَ الْدِّرْعِ خَمْسَةُ آلاَفِ شَاقِلِ نُحَاسٍ، 6وَجُرْمُوقَا نُحَاسٍ عَلَى رِجْلَيْهِ، وَمِزْرَاقُ نُحَاسٍ بَيْنَ كَتِفَيْهِ،"

وقف الفريقان على جبال (هى أشبه بتلال) بينها وادٍ فيه مزروعات وأشجار السنط. طُولُ جُلْيَاتُ      9 قدم: 6 أَذْرُعٍ وَشِبْرٌ حوالى 290سم. ويرتدي دِرْعًا حَرْشَفِيًّا: أى قميصاً عليه قطعاً نحاسية كحراشيف السمك وزنه 33 رطلاً وَجُرْمُوقَا (درعين لحماية الساقين) من النحاس وكان معهُ وَمِزْرَاقُ نُحَاسٍ أى رمح قصير بين كتفيه. وكان ذلك مصدر رعب شديد لشاول ورجاله. وكان كلا الجيشان خائف من النزول للوادى وإلاّ لكان فى مكان أدنى وبالتالى يمكن للجيش الآخر فى المكان المرتفع على الجبل ضربه بسهولة ولذلك كان الحل الذى إقترحه جليات وعيّر به صفوف شعب الله. وربما كان فى الوادى مجرى ماء ممّا يزيد من صعوبة الموقف.

 والآيات (12-15) هى مقدمة للأحداث بعد ذلك.

 

الآيات (7- 15):- "7وَقَنَاةُ رُمْحِهِ كَنَوْلِ النَّسَّاجِينَ، وَسِنَانُ رُمْحِهِ سِتُّ مِئَةِ شَاقِلِ حَدِيدٍ، وَحَامِلُ التُّرْسِ كَانَ يَمْشِي قُدَّامَهُ. 8فَوَقَفَ وَنَادَى صُفُوفَ إِسْرَائِيلَ وَقَالَ لَهُمْ: «لِمَاذَا تَخْرُجُونَ لِتَصْطَفُّوا لِلْحَرْبِ؟ أَمَا أَنَا الْفِلِسْطِينِيُّ، وَأَنْتُمْ عَبِيدٌ لِشَاوُلَ؟ اخْتَارُوا لأَنْفُسِكُمْ رَجُلاً وَلْيَنْزِلْ إِلَيَّ. 9فَإِنْ قَدَرَ أَنْ يُحَارِبَنِي وَيَقْتُلَنِي نَصِيرُ لَكُمْ عَبِيدًا، وَإِنْ قَدَرْتُ أَنَا عَلَيْهِ وَقَتَلْتُهُ تَصِيرُونَ أَنْتُمْ لَنَا عَبِيدًا وَتَخْدِمُونَنَا». 10وَقَالَ الْفِلِسْطِينِيُّ: «أَنَا عَيَّرْتُ صُفُوفَ إِسْرَائِيلَ هذَا الْيَوْمَ. أَعْطُونِي رَجُلاً فَنَتَحَارَبَ مَعًا». 11وَلَمَّا سَمِعَ شَاوُلُ وَجَمِيعُ إِسْرَائِيلَ كَلاَمَ الْفِلِسْطِينِيِّ هذَا ارْتَاعُوا وَخَافُوا جِدًّا. 12وَدَاوُدُ هُوَ ابْنُ ذلِكَ الرَّجُلِ الأَفْرَاتِيِّ مِنْ بَيْتِ لَحْمِ يَهُوذَا الَّذِي اسْمُهُ يَسَّى وَلَهُ ثَمَانِيَةُ بَنِينَ. وَكَانَ الرَّجُلُ فِي أَيَّامِ شَاوُلَ قَدْ شَاخَ وَكَبِرَ بَيْنَ النَّاسِ. 13وَذَهَبَ بَنُو يَسَّى الثَّلاَثَةُ الْكِبَارُ وَتَبِعُوا شَاوُلَ إِلَى الْحَرْبِ. وَأَسْمَاءُ بَنِيهِ الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ ذَهَبُوا إِلَى الْحَرْبِ: أَلِيآبُ الْبِكْرُ، وَأَبِينَادَابُ ثَانِيهِ، وَشَمَّةُ ثَالِثُهُمَا. 14وَدَاوُدُ هُوَ الصَّغِيرُ. وَالثَّلاَثَةُ الْكِبَارُ ذَهَبُوا وَرَاءَ شَاوُلَ. 15وَأَمَّا دَاوُدُ فَكَانَ يَذْهَبُ وَيَرْجعُ مِنْ عِنْدِ شَاوُلَ لِيَرْعَى غَنَمَ أَبِيهِ فِي بَيْتِ لَحْمٍ. "

 

الآيات (16-22):- "16وَكَانَ الْفِلِسْطِينِيُّ يَتَقَدَّمُ وَيَقِفُ صَبَاحًا وَمَسَاءً أَرْبَعِينَ يَوْمًا. 17فَقَالَ يَسَّى لِدَاوُدَ ابْنِهِ: «خُذْ لإِخْوَتِكَ إِيفَةً مِنْ هذَا الْفَرِيكِ، وَهذِهِ الْعَشَرَ الْخُبْزَاتِ وَارْكُضْ إِلَى الْمَحَلَّةِ إِلَى إِخْوَتِكَ. 18وَهذِهِ الْعَشَرَ الْقِطْعَاتِ مِنَ الْجُبْنِ قَدِّمْهَا لِرَئِيسِ الأَلْفِ، وَافْتَقِدْ سَلاَمَةَ إِخْوَتِكَ وَخُذْ مِنْهُمْ عُرْبُونًا». 19وَكَانَ شَاوُلُ وَهُمْ وَجَمِيعُ رِجَالِ إِسْرَائِيلَ فِي وَادِي الْبُطْمِ يُحَارِبُونَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ. 20فَبَكَّرَ دَاوُدُ صَبَاحًا وَتَرَكَ الْغَنَمَ مَعَ حَارِسٍ، وَحَمَّلَ وَذَهَبَ كَمَا أَمَرَهُ يَسَّى، وَأَتَى إِلَى الْمِتْرَاسِ، وَالْجَيْشُ خَارِجٌ إِلَى الاصْطِفَافِ وَهَتَفُوا لِلْحَرْبِ. 21وَاصْطَفَّ إِسْرَائِيلُ وَالْفِلِسْطِينِيُّونَ صَفًّا مُقَابِلَ صَفّ. 22فَتَرَكَ دَاوُدُ الأَمْتِعَةَ الَّتِي مَعَهُ بِيَدِ حَافِظِ الأَمْتِعَةِ، وَرَكَضَ إِلَى الصَّفِّ وَأَتَى وَسَأَلَ عَنْ سَلاَمَةِ إِخْوَتِهِ. "

يسى يرسل داود لينظر إخوته وهذا رمزاً لمحبة الآب الذى أرسل إبنه المحبوب يسوع المسيح ليسأل عن أولاده ويفديهم وينقذهم من إبليس الذى يُعيرهم. فإن كان يسى قد أرسل إبنه ليسأل عن باقى أولاده فهل لا يفعل الآب السماوى. إِيفَةً مِنْ الْفَرِيكِ: الإيفة وزن كامل والفريك صورة من صور الحنطة. والمسيح قدّم نفسه لنا بجسد بشرى كامل. ورقم 10 فى الخبزات والجبن تشير للوصايا التى كسرناها وكانت السبب فى أن يأتى المسيح لنكمل به. خُذْ مِنْهُمْ عُرْبُونًا: لم تكن الكتابة منتشرة ليرسلوا خطابات فيسى يريد أى دليل مادى على سلامتهم.ايات

 

الآيات (23-24 ):- "23وَفِيمَا هُوَ يُكَلِّمُهُمْ إِذَا بِرَجُل مُبَارِزٍ اسْمُهُ جُلْيَاتُ الْفِلِسْطِينِيُّ مِنْ جَتَّ، صَاعِدٌ مِنْ صُفُوفِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَتَكَلَّمَ بِمِثْلِ هذَا الْكَلاَمِ، فَسَمِعَ دَاوُدُ. 24وَجَمِيعُ رِجَالِ إِسْرَائِيلَ لَمَّا رَأَوْا الرَّجُلَ هَرَبُوا مِنْهُ وَخَافُوا جِدًّا. "

 

الآيات (25-30):- "25فَقَالَ رِجَالُ إِسْرَائِيلَ: «أَرَأَيْتُمْ هذَا الرَّجُلَ الصَّاعِدَ؟ لِيُعَيِّرَ إِسْرَائِيلَ هُوَ صَاعِدٌ! فَيَكُونُ أَنَّ الرَّجُلَ الَّذِي يَقْتُلُهُ يُغْنِيهِ الْمَلِكُ غِنًى جَزِيلاً، وَيُعْطِيهِ بِنْتَهُ، وَيَجْعَلُ بَيْتَ أَبِيهِ حُرًّا فِي إِسْرَائِيلَ». 26فَكَلَّمَ دَاوُدُ الرِّجَالَ الْوَاقِفِينَ مَعَهُ قَائِلاً: «مَاذَا يُفْعَلُ لِلرَّجُلِ الَّذِي يَقْتُلُ ذلِكَ الْفِلِسْطِينِيَّ، وَيُزِيلُ الْعَارَ عَنْ إِسْرَائِيلَ؟ لأَنَّهُ مَنْ هُوَ هذَا الْفِلِسْطِينِيُّ الأَغْلَفُ حَتَّى يُعَيِّرَ صُفُوفَ اللهِ الْحَيِّ؟» 27فَكَلَّمَهُ الشَّعْبُ بِمِثْلِ هذَا الْكَلاَمِ قَائِلِينَ: «كَذَا يُفْعَلُ لِلرَّجُلِ الَّذِي يَقْتُلُهُ». 28وَسَمِعَ أَخُوهُ الأَكْبَرُ أَلِيآبُ كَلاَمَهُ مَعَ الرِّجَالِ، فَحَمِيَ غَضَبُ أَلِيآبَ عَلَى دَاوُدَ وَقَالَ: «لِمَاذَا نَزَلْتَ؟ وَعَلَى مَنْ تَرَكْتَ تِلْكَ الْغُنَيْمَاتِ الْقَلِيلَةَ فِي الْبَرِّيَّةِ؟ أَنَا عَلِمْتُ كِبْرِيَاءَكَ وَشَرَّ قَلْبِكَ، لأَنَّكَ إِنَّمَا نَزَلْتَ لِكَيْ تَرَى الْحَرْبَ». 29فَقَالَ دَاوُدُ: «مَاذَا عَمِلْتُ الآنَ؟ أَمَا هُوَ كَلاَمٌ؟». 30وَتَحَوَّلَ مِنْ عِنْدِهِ نَحْوَ آخَرَ، وَتَكَلَّمَ بِمِثْلِ هذَا الْكَلاَمِ، فَرَدَّ لَهُ الشَّعْبُ جَوَابًا كَالْجَوَابِ الأَوَّلِ. "

لنلاحظ صفات داود لنعرف سبب قُوته

 1- فى آية20 20فَبَكَّرَ دَاوُدُ: طاعة داود لوالده وإسراعه بالتنفيذ فى الصباح دون تأخير. 2- عندما ثار عليه أخوه اليآب آية28 أجابه بهدوء وحكمة وصرف غضبه. بل سكوته أمام أخوه وإنتصاره على ذاته فهو أكبر من إنتصاره على جليات.

 3- غيرته على أسم الله الحى: حَتَّى يُعَيِّرَ صُفُوفَ اللهِ الْحَيِّ فهو إعتبر أن كل إنتصار هو لحساب الرب وكل هزيمة تهين الرب. هو تطلع للمعركة بكونها صراع بين الله نفسه وعدو الخير الشيطان. هذا عكس شاول الذى قال أنتقم من الفلسطينيين أعدائى  فحسبها معركة شخصية وداود سأل عن مَاذَا يُفْعَلُ لِلرَّجُلِ الَّذِي يَقْتُلُ ذلِكَ الْفِلِسْطِينِيَّ على سبيل حب الإستطلاع فلا توجد أجرة تساوى حياة الإنسان والوقوف أمام هذا الجبار معناه الموت المحقق. لا يوجد دافع يدفع إنسان لهذه المعركة غير المتكافئة إلاّ إيمانه وغيرته على إسم الله وهذا الإنسان لا يطلب أجراً. إلا أنه كان هناك أجر فمن يغلب يتزوج إبنة الملك والمسيح لتكون الكنيسة له عروساً.

 4- داود يبذل نفسه عن الشعب، عن الكنيسة، والكنيسة هى بنت الملك أى إبنة الله.

وفى آية(28) أَمَا هُوَ كَلاَمٌ: هو لم يريد أن يدخل فى جدال فهو رجل عمل وليس جدال وإنه وقت للعمل وكان توبيخ الأخ لداود مثل توبيخ وإهانة الشعب اليهودى للمسيح مع أنه جاء لخلاص الشعب بل جنس البشر كله فأهانوه وإتهموه بإتهامات كثيرة.

 

الآيات (31-37):- "31وَسُمِعَ الْكَلاَمُ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ دَاوُدُ وَأَخْبَرُوا بِهِ أَمَامَ شَاوُلَ، فَاسْتَحْضَرَهُ. 32فَقَالَ دَاوُدُ لِشَاوُلَ: «لاَ يَسْقُطْ قَلْبُ أَحَدٍ بِسَبَبِهِ. عَبْدُكَ يَذْهَبُ وَيُحَارِبُ هذَا الْفِلِسْطِينِيَّ». 33فَقَالَ شَاوُلُ لِدَاوُدَ: «لاَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَذْهَبَ إِلَى هذَا الْفِلِسْطِينِيِّ لِتُحَارِبَهُ لأَنَّكَ غُلاَمٌ وَهُوَ رَجُلُ حَرْبٍ مُنْذُ صِبَاهُ». 34فَقَالَ دَاوُدُ لِشَاوُلَ: «كَانَ عَبْدُكَ يَرْعَى لأَبِيهِ غَنَمًا، فَجَاءَ أَسَدٌ مَعَ دُبٍّ وَأَخَذَ شَاةً مِنَ الْقَطِيعِ، 35فَخَرَجْتُ وَرَاءَهُ وَقَتَلْتُهُ وَأَنْقَذْتُهَا مِنْ فِيهِ، وَلَمَّا قَامَ عَلَيَّ أَمْسَكْتُهُ مِنْ ذَقْنِهِ وَضَرَبْتُهُ فَقَتَلْتُهُ. 36قَتَلَ عَبْدُكَ الأَسَدَ وَالدُّبَّ جَمِيعًا. وَهذَا الْفِلِسْطِينِيُّ الأَغْلَفُ يَكُونُ كَوَاحِدٍ مِنْهُمَا، لأَنَّهُ قَدْ عَيَّرَ صُفُوفَ اللهِ الْحَيِّ». 37وَقَالَ دَاوُدُ: «الرَّبُّ الَّذِي أَنْقَذَنِي مِنْ يَدِ الأَسَدِ وَمِنْ يَدِ الدُّبِّ هُوَ يُنْقِذُنِي مِنْ يَدِ هذَا الْفِلِسْطِينِيِّ». فَقَالَ شَاوُلُ لِدَاوُدَ: «اذْهَبْ وَلْيَكُنِ الرَّبُّ مَعَكَ»."

نرى هنا تطور خبرات الإيمان فهو بدأ بقتل دب ثم قتل أسد فإزدادت ثقته بالله والآن منطق الإيمان لدى داود يقول "يسوع المسيح هو هو أمس واليوم وإلى الأبد" فإذا كان الله أعاننى على الأسد والدب فلماذا لا يعيننى ضد جليات. والله دائماً يدخلنا مدرسة الإيمان هذه. وداود الراعى الأمين لم يترك الأسد والدب يفترسا أىٍ من غنيماته فدافع عنها.

 

الآيات (38-39):- "38وَأَلْبَسَ شَاوُلُ دَاوُدَ ثِيَابَهُ، وَجَعَلَ خُوذَةً مِنْ نُحَاسٍ عَلَى رَأْسِهِ، وَأَلْبَسَهُ دِرْعًا. 39فَتَقَلَّدَ دَاوُدُ بِسَيْفِهِ فَوْقَ ثِيَابِهِ وَعَزَمَ أَنْ يَمْشِيَ، لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ قَدْ جَرَّبَ. فَقَالَ دَاوُدُ لِشَاوُلَ: «لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَمْشِيَ بِهذِهِ، لأَنِّي لَمْ أُجَرِّبْهَا». وَنَزَعَهَا دَاوُدُ عَنْهُ. "

هذا الراعى البسيط لم يتعود على هذه الأسلحة بل سلاحه القوى هو الإيمان.

 

آية(40):-  "40وَأَخَذَ عَصَاهُ بِيَدِهِ، وَانْتَخَبَ لَهُ خَمْسَةَ حِجَارَةٍ مُلْسٍ مِنَ الْوَادِي وَجَعَلَهَا فِي كِنْفِ الرُّعَاةِ الَّذِي لَهُ، أَيْ فِي الْجِرَابِ، وَمِقْلاَعَهُ بِيَدِهِ وَتَقَدَّمَ نَحْوَ الْفِلِسْطِينِيِّ. "

كان من اليهود من هم لهم مهارة فى المقلاع فلا يخطئ الشعرة (قض16:20).

 

 

الآيات (41-51):- "41وَذَهَبَ الْفِلِسْطِينِيُّ ذِاهِبًا وَاقْتَرَبَ إِلَى دَاوُدَ الْرَّجُلُ وَحَامِلُ التُّرْسِ أَمَامَهُ. 42وَلَمَّا نَظَرَ الْفِلِسْطِينِيُّ وَرَأَى دَاوُدَ اسْتَحْقَرَهُ لأَنَّهُ كَانَ غُلاَمًا وَأَشْقَرَ جَمِيلَ الْمَنْظَرِ. 43فَقَالَ الْفِلِسْطِينِيُّ لِدَاوُدَ: «أَلَعَلِّي أَنَا كَلْبٌ حَتَّى أَنَّكَ تَأْتِي إِلَيَّ بِعِصِيٍّ؟». وَلَعَنَ الْفِلِسْطِينِيُّ دَاوُدَ بِآلِهَتِهِ. 44وَقَالَ الْفِلِسْطِينِيُّ لِدَاوُدَ: «تَعَالَ إِلَيَّ فَأُعْطِيَ لَحْمَكَ لِطُيُورِ السَّمَاءِ وَوُحُوشِ الْبَرِّيَّةِ». 45فَقَالَ دَاوُدُ لِلْفِلِسْطِينِيِّ: «أَنْتَ تَأْتِي إِلَيَّ بِسَيْفٍ وَبِرُمْحٍ وَبِتُرْسٍ، وَأَنَا آتِي إِلَيْكَ بِاسْمِ رَبِّ الْجُنُودِ إِلهِ صُفُوفِ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ عَيَّرْتَهُمْ. 46هذَا الْيَوْمَ يَحْبِسُكَ الرَّبُّ فِي يَدِي، فَأَقْتُلُكَ وَأَقْطَعُ رَأْسَكَ. وَأُعْطِي جُثَثَ جَيْشِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ هذَا الْيَوْمَ لِطُيُورِ السَّمَاءِ وَحَيَوَانَاتِ الأَرْضِ، فَتَعْلَمُ كُلُّ الأَرْضِ أَنَّهُ يُوجَدُ إِلهٌ لإِسْرَائِيلَ. 47وَتَعْلَمُ هذِهِ الْجَمَاعَةُ كُلُّهَا أَنَّهُ لَيْسَ بِسَيْفٍ وَلاَ بِرُمْحٍ يُخَلِّصُ الرَّبُّ، لأَنَّ الْحَرْبَ لِلرَّبِّ وَهُوَ يَدْفَعُكُمْ لِيَدِنَا». 48وَكَانَ لَمَّا قَامَ الْفِلِسْطِينِيُّ وَذَهَبَ وَتَقدَّمَ لِلِقَاءِ دَاودَ أَنَّ دَاوُدَ أَسْرَعَ وَرَكَضَ نَحْوَ الصَّفِّ لِلِقَاءِ الْفِلِسْطِينِيِّ. 49وَمَدَّ دَاوُدُ يَدَهُ إِلَى الْكِنْفِ وَأَخَذَ مِنْهُ حَجَرًا وَرَمَاهُ بِالْمِقْلاَعِ، وَضَرَبَ الْفِلِسْطِينِيَّ فِي جِبْهَتِهِ، فَارْتَزَّ الْحَجَرُ فِي جِبْهَتِهِ، وَسَقَطَ عَلَى وَجْهِهِ إِلَى الأَرْضِ. 50فَتَمَكَّنَ دَاوُدُ مِنَ الْفِلِسْطِينِيِّ بِالْمِقْلاَعِ وَالْحَجَرِ، وَضَرَبَ الْفِلِسْطِينِيَّ وَقَتَلَهُ. وَلَمْ يَكُنْ سَيْفٌ بِيَدِ دَاوُدَ. 51فَرَكَضَ دَاوُدُ وَوَقَفَ عَلَى الْفِلِسْطِينِيِّ وَأَخَذَ سَيْفَهُ وَاخْتَرَطَهُ مِنْ غِمْدِهِ وَقَتَلَهُ وَقَطَعَ بِهِ رَأْسَهُ. فَلَمَّا رَأَى الْفِلِسْطِينِيُّونَ أَنَّ جَبَّارَهُمْ قَدْ مَاتَ هَرَبُوا. "

القوة الدافعة التى حرّكت داود هى الغيرة فقد أهان هذا الوثنى إسم الله الحى.

آية(43) :-وهناك سؤال أين كان يوناثان بطل الإيمان فى هذا كله؟ والإجابة هذه المعركة هى رمز لمعركة الصليب وهى محفوظة للمسيح، ولا يقدر عليها سوى المسيح ومهما كان إيمان يوناثان فلا يستطيع أن يقوم بهذه المعركة. والشيطان رمزه هنا الدب والأسد. وجليات وتعييرات جليات هى تعييرات الشيطان. والمسيح لسان حاله يقول غيرة بيتك أكلتنى وتعييرات معيريك وقعت علىّ. ومهما كانت قوة جليات أو الأسد أو الدب فمحبة المسيح وغيرته على مجد إسمه ومحبته لشعبه جعلته يدخل المعركة لينتزع الفريسة من يد الشيطان. ولاحظ قول جليات أَنَّكَ تَأْتِي إِلَيَّ بِعِصِيٍّ (43) والعصا رمز الصليب فكلاهما خشبة. وجاء المسيح وربط الشيطان ككلب بسلاسل وحررنا ولم يصبح للشيطان سلطان سوى على من يريد أن يرتبط به بإرادته. فلا تخاف منه إن كنت إلتصقت بالمسيح. إنه لن يؤذيك قسراً. والحجر الذى ضُرِب به جليات يرمز لربنا يسوع لأنه هو الحجر الحى الذى رفضه البناؤون فصار رأساً للزاوية (مز22:117) وهو الحجر الذى قُطّعَ بدون يد بشر (دا34:2). وقتل داود جليات بسيف جليات يشير إلى أن المسيح عند مجيئه يهزم الشيطان بذات سيفه. إن الشيطان بمكره وظلمه الذى أجراه ضد المسيح حتى الصليب كان هو السلاح الذى ضُرِبَ به الشيطان. وفى آية(48) وَكَانَ لَمَّا قَامَ الْفِلِسْطِينِيُّ: فهو من ثقل سلاحه كان يجلس ولا يقوم سوى ليحارب. كان يظن نفسه محصناً ورجل حرب قوى وجبار ولكنه كان يعتمد على قدرته البشرية ومعداته الثقيلة ولكن كل هذا لم يصمد أمام إيمان جبار لداود. فكل قوة بشرية مهما أحكم تدبيرها تجد فيها ثغرة تؤدى إلى فشلها، لذلك أغلق الرب بيده حتى لا يغرق الفلك (تك16:7). وعلينا أن لا نخاف من الأشرار فالله يعطى سلاح بسيط ضد كل شرير والله يهزمهم بأبسط الأمور. ومدة الأربعين يوماً هى مدة إنتظارنا على الأرض التى بعدها يتم إنتصار المسيح لحسابنا. وطوال مدة وجود الكنيسة فى العالم(الـ 40 يوماً) يقف أمامها جبابرة ولكن الله يترك الشرير يتمادى فى كبريائه فترة رمزية 40 يوماً بعدها يضربه. وكل متشامخ وقف أمام الكنيسة إنكسر ومحاه الله من الوجود وظلت الكنيسة باقية. ولاحظ سر قوة داود أنه عَرِف أن المعركة ليست شخصية بينه وبين جليات، بين المؤمن وأعداؤه ولكن هى بين الله. وإن الأسلحة ليست بشرية بل  

وَأَنَا آتِي إِلَيْكَ بِاسْمِ رَبِّ الْجُنُودِ ………… وأَنْتَ تَأْتِي إِلَيَّ بِسَيْفٍ

 

الآيات (52-53):- "52فَقَامَ رِجَالُ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا وَهَتَفُوا وَلَحِقُوا الْفِلِسْطِينِيِّينَ حَتَّى مَجِيئِكَ إِلَى الْوَادِي، وَحَتَّى أَبْوَابِ عَقْرُونَ. فَسَقَطَتْ قَتْلَى الْفِلِسْطِينِيِّينَ فِي طَرِيقِ شَعَرَايِمَ إِلَى جَتَّ وَإِلَى عَقْرُونَ. 53ثُمَّ رَجَعَ بَنُو إِسْرَائِيلَ مِنْ الاحْتِمَاءِ وَرَاءَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَنَهَبُوا مَحَلَّتَهُمْ.

بعد إنتصار داود قام الشعب وحارب وهزم أعداؤه وسبّح وَهَتَفُوا فلنفعل هكذا، فالمسيح هزم الشيطان فصار الان عدو مهزوم ضعيف ويسهل ان نحاربه.

 

آية (54):- "54وَأَخَذَ دَاوُدُ رَأْسَ الْفِلِسْطِينِيِّ وَأَتَى بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ، وَوَضَعَ أَدَوَاتِهِ فِي خَيْمَتِهِ. "

وَضَعَ أَدَوَاتِهِ فِي خَيْمَتِهِ: نحن كُنّا أدوات فى يد الشيطان والآن صرنا هيكلاً للمسيح وهو يسكن فينا. ونحن فى كنيسته (رو6: 13،19).

 

آية (55):- "55وَلَمَّا رَأَى شَاوُلُ دَاوُدَ خَارِجًا لِلِقَاءِ الْفِلِسْطِينِيِّ قَالَ لأَبْنَيْرَ رَئِيسِ الْجَيْشِ: «ابْنُ مَنْ هذَا الْغُلاَمُ يَا أَبْنَيْرُ؟» فَقَالَ أَبْنَيْرُ: «وَحَيَاتِكَ أَيُّهَا الْمَلِكُ لَسْتُ أَعْلَمُ»."

ليس غريباً أن لا يعرف أبنير داود فداود مجرد غلام صغير عازف موسيقى أمّا أبنير رئيس جيش ومن المؤكد أن أبنير لم يعطِ أى إعتبار لداود.

ملحوظة :- يظن بعض الدارسين أن معركة جلياط كانت بعد مسح داود بحوالى 8 سنين.
لأن داود هو جد المسيح بالجسد وهو رمز للمسيح كان هناك فى حياة داود رموزاً كثيرة ترمز للمسيح وفى نهاية كل مجموعة من الإصحاحات سنضع ملخصاً لهذه الرموز الكثيرة والجدول الأتى يشمل الرموز التى وردت فى الإصحاحين 16،17.

داود

المسيح

1- كان راعياً للغنم

هو الراعى الصالح

2- كان أميناً فى رعايته يضرب الأسد والدب

يضرب الشيطان لينقذ الكنيسة من فمه

3- مسحه صموئيل من قرن مملوء دهن

حلّ عليه ملء الروح فإمتلأ قوة (لو1:4)

4- من بيت لحم (1صم4:16)

والمسيح من بيت لحم (بيت الخبز) فهو خبز الحياة

5- الشيوخ إرتعدوا من زيارة صموئيل

هيرودس إرتعب والملائكة فرحوا

6- مسح داود كان سراً والذبيحة علناً

الصليب علناً والقيامة والصعود للخاصة فقط

7- كان حسن المنظر

المسيح أبرع جمالاً من البشر

8- مأخوذ من وسط إخوته وملك عليهم

شابهنا فى كل شئ وملك علينا

9- كان الأصغر حتى أن أبوه اهملهُ (11:16)

أخلى ذاته آخذاً صورة عبد

10- هو الثامن

يسوع رقم إسمه 888 فهو يملك فى الأبدية

11- معنى إسمه المحبوب

يسوع هو المحبوب من الآب (أف6:1)

12- سمى مسيح الرب

يسوع هو المسيح

13- جاء يسأل عن إخوته فى ضيقتهم إذ أرسله أبوه

الآب أرسل الإبن لينقذ كنيسته ويخلصها

14- إخوته إحتقروه وجليات عيّره

اليهود أهانوا المسيح. وملوك الأرض قاموا عليه مز2

15- داود إتكل على الرب

قيل عن المسيح قد إتكل على الله

16- معركة جليات وإنتصار داود

معركة الصليب وإنتصار المسيح على إبليس

17-بعد المعركة صارت الحرب سهلة للشعب

نحن بإسم المسيح نغلب بسهولة

18- بعد المعركة هتفوا

ونحن بإسم المسيح نسبح ونرتل لمن غلب

19-تزوج إبنة الملك

صارت الكنيسة لهُ عروساً وهى بنت الملك

20- داود أتى إلى جليات بعصا (خشبة)

والمسيح أتى على إبليس بصليبه (خشبة)

21- جليات هُزِم بحجر

المسيح الحجر الذى قطع بدون يدين

22- بداية داود الحقيقية كملك على القلوب بعد هزيمة جليات فقد أحبه الشعب

المسيح ملك على قلوبنا حينما حررنا من إبليس

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الآيات (56-58):- "56فَقَالَ الْمَلِكُ: «اسْأَلِ ابْنُ مَنْ هذَا الْغُلاَمُ». 57وَلَمَّا رَجَعَ دَاوُدُ مِنْ قَتْلِ الْفِلِسْطِينِيِّ أَخَذَهُ أَبْنَيْرُ وَأَحْضَرَهُ أَمَامَ شَاوُلَ وَرَأْسُ الْفِلِسْطِينِيِّ بِيَدِهِ. 58فَقَالَ لَهُ شَاوُلُ: «ابْنُ مَنْ أَنْتَ يَا غُلاَمُ؟» فَقَالَ دَاوُدُ: «ابْنُ عَبْدِكَ يَسَّى الْبَيْتَلَحْمِيِّ»."