الإصحاح الثامن

 

الآيات (1-11):- "1حِينَئِذٍ جَمَعَ سُلَيْمَانُ شُيُوخَ إِسْرَائِيلَ وَكُلَّ رُؤُوسِ الأَسْبَاطِ، رُؤَسَاءَ الآبَاءِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى الْمَلِكِ سُلَيْمَانَ فِي أُورُشَلِيمَ، لإِصْعَادِ تَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ مِنْ مَدِينَةِ دَاوُدَ، هِيَ صِهْيَوْنُ. 2فَاجْتَمَعَ إِلَى الْمَلِكِ سُلَيْمَانَ جَمِيعُ رِجَالِ إِسْرَائِيلَ فِي الْعِيدِ فِي شَهْرِ أَيْثَانِيمَ، هُوَ الشَّهْرُ السَّابعُ. 3وَجَاءَ جَمِيعُ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ، وَحَمَلَ الْكَهَنَةُ التَّابُوتَ. 4وَأَصْعَدُوا تَابُوتَ الرَّبِّ وَخَيْمَةَ الاجْتِمَاعِ مَعَ جَمِيعِ آنِيَةِ الْقُدْسِ الَّتِي فِي الْخَيْمَةِ، فَأَصْعَدَهَا الْكَهَنَةُ وَاللاَّوِيُّونَ. 5وَالْمَلِكُ سُلَيْمَانُ وَكُلُّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ الْمُجْتَمِعِينَ إِلَيْهِ مَعَهُ أَمَامَ التَّابُوتِ، كَانُوا يَذْبَحُونَ مِنَ الْغَنَمِ وَالْبَقَرِ مَا لاَ يُحْصَى وَلاَ يُعَدُّ مِنَ الْكَثْرَةِ. 6وَأَدْخَلَ الْكَهَنَةُ تَابُوتَ عَهْدِ الرَّبِّ إِلَى مَكَانِهِ فِي مِحْرَابِ الْبَيْتِ فِي قُدْسِ الأَقْدَاسِ، إِلَى تَحْتِ جَنَاحَيِ الْكَرُوبَيْنِ، 7لأَنَّ الْكَرُوبَيْنِ بَسَطَا أَجْنِحَتَهُمَا عَلَى مَوْضِعِ التَّابُوتِ، وَظَلَّلَ الْكَرُوبَانِ التَّابُوتَ وَعِصِيَّهُ مِنْ فَوْقُ. 8وَجَذَبُوا الْعِصِيَّ فَتَرَاءَتْ رُؤُوسُ الْعِصِيِّ مِنَ الْقُدْسِ أَمَامَ الْمِحْرَابِ وَلَمْ تُرَ خَارِجًا، وَهِيَ هُنَاكَ إِلَى هذَا الْيَوْمِ. 9لَمْ يَكُنْ فِي التَّابُوتِ إِلاَّ لَوْحَا الْحَجَرِ اللَّذَانِ وَضَعَهُمَا مُوسَى هُنَاكَ فِي حُورِيبَ حِينَ عَاهَدَ الرَّبُّ بَنِي إِسْرَائِيلَ عِنْدَ خُرُوجِهِمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ. 10وَكَانَ لَمَّا خَرَجَ الْكَهَنَةُ مِنَ الْقُدْسِ أَنَّ السَّحَابَ مَلأَ بَيْتَ الرَّبِّ، 11وَلَمْ يَسْتَطِعِ الْكَهَنَةُ أَنْ يَقِفُوا لِلْخِدْمَةِ بِسَبَبِ السَّحَابِ، لأَنَّ مَجْدَ الرَّبِّ مَلأَ بَيْتَ الرَّبِّ. "

هى ايام ذهبية لإسرائيل رمز مملكة المسيح. الكل فى فرح، الشعب وعلى رأسه سليمان وذلك بحلول التابوت فى وسطهم. ولم يظهروا أمام الرب فارغين بل بذبائح كثيرة. وفرح سليمان بالتابوت كما فرح أبيه بالتابوت. ونلاحظ أن فى التابوت الآن اللوحين فقط وإذا قارننا مع (عب 4:9) نجد أن بولس يذكر أن التابوت يحتوى أيضا طاس المن وعصا هارون التى أفرخت. وحل هذا الإشكال بسيط فالزمن الذى يتكلم عنه بولس الرسول يختلف عن الزمن الذى يتكلم عنه كاتب سفر الملوك. وقد يكون طاس المن وعصا هرون  موضوعين داخل التابوت أثناء فترة تجواله الطويلة وبعد الإستقرار فى الهيكل أيام سليمان رفعوا طاس المن والعصا ووضعوهم فى صندوق وحدهم. والإحتمال الآخر أن يكون طاس المن والعصا قد تم إدخالهم للتابوت فى أزمنة لاحقة أى بعد سليمان وفى (4) نجد أنهم أتوا للهيكل بخيمة الإجتماع. وإذا كانت خيمة الإجتماع تشير لجسد المسيح فإن دخولها الهيكل يرمز لدخول المسيح بالجسد إلى السماء. والخيمة التى أدخلت إلى الهيكل هى التى صنعها موسى فى البرية وليست الخيمة التى صنعها داود للتابوت. وظهرت الْعِصِيِّ مِنَ الْقُدْسِ = وقيل فى (2 أى 9:5) ظهرت العصى من التابوت. وكلاهما بنفس المعنى لأن القدس المقصود به الكاروبيم وَجَذَبُ الْعِصِوين بمعنى أنه لم يعد لهما إستخدام فلا إنتقال بعد ذلك. ولاحظ فى (10) أن مجد الله (الشكينة) لم يظهر إلا بعد إنصراف الكهنة خوفا عليهم من أن يموتوا " لا يرانى الإنسان ويعيش " وقد ظهر المجد من خلال السَّحَابِ الذى ملأ البيت كله حتى أن الكهنة الذين كانوا يقدمون البخور لم يستطيعوا الوقوف للخدمة. والسحاب يصاحب عادة كل ظهور لمجد الله حتى نرى ما نحتمل رؤيته. وحلول المجد فى الهيكل يرمز للتجسد ففى المسيح حل كل ملء اللاهوت جسديا. وفى آية (1) مَدِينَةِ دَاوُدَ هِيَ صِهْيَوْنُ = هى فى الأكمة التى بُنى عليها الهيكل ولكن قوله لإِصْعَادِ = فهذا ليس إصعاد من مكان إلى مكان أعلى منه بل لأن الهيكل له مكانة سامية. وفى (2) فِي الْعِيدِ = هو عيد المظال الذى يقع فى الشهر السابع. ونلاحظ فى (38:6) أن الهيكل تم بناؤه فى الشهر الثامن. إذاً هناك إحتمالين :-

1.    أن يكون سليمان قام بعمل التدشين قبل الإنتهاء مستغلا وجود الشعب فى أورشليم بسبب عيد المظال ففى عيد المظال يجتمع الشعب من كل مكان فى أورشليم للإحتفال.

2.    أن يكون سليمان قد أجل التدشين للعام الذى بعد الإنتهاء من الهيكل منتظرا عيد المظال وهذا هو الأرجح.

ولأن إحتفالات التدشين إرتبطت بإحتفالات عيد المظال قيل فى الآيات (66،65) سبعة أيام وسبعة أيام = أى سبعة أيام إحتفالات بالتدشين وسبعة أيام لعيد المظال وفيه كان يسكن الشعب فى مظال لمدة سبع أيام وفى اليوم الثامن يقام إحتفال كبير جداً. وكانت إحتفالات التدشين أولا تلاها إحتفالات عيد المظال وفى اليوم الثامن أى بعد الإحتفال الكبير بعيد المظال صرف سليمان الشعب

وفى (3) حَمَلَ الْكَهَنَةُ التَّابُوتَ = بدلا من اللاويين لأنه لم يكن مسموحا بدخول الهيكل سوى للكهنة.

 

الآيات (12-21):- "12حِينَئِذٍ تَكَلَّمَ سُلَيْمَانُ: «قَالَ الرَّبُّ إِنَّهُ يَسْكُنُ فِي الضَّبَابِ. 13إِنِّي قَدْ بَنَيْتُ لَكَ بَيْتَ سُكْنَى، مَكَانًا لِسُكْنَاكَ إِلَى الأَبَدِ». 14وَحَوَّلَ الْمَلِكُ وَجْهَهُ وَبَارَكَ كُلَّ جُمْهُورِ إِسْرَائِيلَ، وَكُلُّ جُمْهُورِ إِسْرَائِيلَ وَاقِفٌ. 15وَقَالَ: «مُبَارَكٌ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ الَّذِي تَكَلَّمَ بِفَمِهِ إِلَى دَاوُدَ أَبِي وَأَكْمَلَ بِيَدِهِ قَائِلاً: 16مُنْذُ يَوْمَ أَخْرَجْتُ شَعْبِي إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ لَمْ أَخْتَرْ مَدِينَةً مِنْ جَمِيعِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ لِبِنَاءِ بَيْتٍ لِيَكُونَ اسْمِي هُنَاكَ، بَلِ إِنَّمَا اخْتَرْتُ دَاوُدَ لِيَكُونَ عَلَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ. 17وَكَانَ فِي قَلْبِ دَاوُدَ أَبِي أَنْ يَبْنِيَ بَيْتًا لاسْمِ الرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ. 18فَقَالَ الرَّبُّ لِدَاوُدَ أَبِي: مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ كَانَ فِي قَلْبِكَ أَنْ تَبْنِيَ بَيْتًا لاسْمِي، قَدْ أَحْسَنْتَ بِكَوْنِهِ فِي قَلْبِكَ. 19إِلاَّ إِنَّكَ أَنْتَ لاَ تَبْنِي الْبَيْتَ، بَلِ ابْنُكَ الْخَارِجُ مِنْ صُلْبِكَ هُوَ يَبْنِي الْبَيْتَ لاسْمِي. 20وَأَقَامَ الرَّبُّ كَلاَمَهُ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ، وَقَدْ قُمْتُ أَنَا مَكَانَ دَاوُدَ أَبِي وَجَلَسْتُ عَلَى كُرْسِيِّ إِسْرَائِيلَ كَمَا تَكَلَّمَ الرَّبُّ، وَبَنَيْتُ الْبَيْتَ لاسْمِ الرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ، 21وَجَعَلْتُ هُنَاكَ مَكَانًا لِلتَّابُوتِ الَّذِي فِيهِ عَهْدُ الرَّبِّ الَّذِي قَطَعَهُ مَعَ آبَائِنَا عِنْدَ إِخْرَاجِهِ إِيَّاهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ»."

قال سليمان... قَالَ الرَّبُّ إِنَّهُ يَسْكُنُ فِي الضَّبَابِ = قال هذا ليهدىء روع الكهنة ويشجعهم لأنهم خافوا من السحابة الكثيفة ومن ظهور مجد الله وهو هنا يشرح لهم أن هذا علامة لحضور الله وقبوله لهم (لا 2:16). ولكن الضباب يشير لعجز الخليقة عن رؤية الله فى مجده وهذا يوم مجد فلا داعى للخوف. ومجد الرب الذى حل يشير لحلول الروح القدس على الكنيسة عند التدشين وعلى المؤمن عند سر الميرون . وَحَوَّلَ وَجْهَهُ وَبَارَكَ الشعب = ثم بدأ سليمان يشرح الأمر للشعب ولكن بإسهاب. وكلمة بارك هنا قد تعنى أن يعطيهم إحساس بالطمأنينة والسلام والهدوء وأنه يصلى لأجلهم. وشرح سليمان أن الله إختار داود ليقود الشعب وإختاره هو لبناء البيت فالله هو الذى أوحى لدواد بهذا وهو الذى يحدد وظيفة كل واحد. والله هو الذى يأمر ببناء البيت ولذلك لا سلطة لإنسان أن يقيم بيتا لله دون أن ترسله الكنيسة التى تسلمت سلطانها يوم الخمسين والآية 16:-مختصرة هنا ونجد تكملتها أو هى بالكامل فى (2 أى 6،5:6).

 

الآيات (22-44):- "22وَوَقَفَ سُلَيْمَانُ أَمَامَ مَذْبَحِ الرَّبِّ تُجَاهَ كُلِّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ، وَبَسَطَ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ 23وَقَالَ: «أَيُّهَا الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ، لَيْسَ إِلهٌ مِثْلَكَ فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ، وَلاَ عَلَى الأَرْضِ مِنْ أَسْفَلُ، حَافِظُ الْعَهْدِ وَالرَّحْمَةِ لِعَبِيدِكَ السَّائِرِينَ أَمَامَكَ بِكُلِّ قُلُوبِهِمْ. 24الَّذِي قَدْ حَفِظْتَ لِعَبْدِكَ دَاوُدَ أَبِي مَا كَلَّمْتَهُ بِهِ، فَتَكَلَّمْتَ بِفَمِكَ وَأَكْمَلْتَ بِيَدِكَ كَهذَا الْيَوْمِ. 25وَالآنَ أَيُّهَا الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ احْفَظْ لِعَبْدِكَ دَاوُدَ أَبِي مَا كَلَّمْتَهُ بِهِ قَائِلاً: لاَ يُعْدَمُ لَكَ أَمَامِي رَجُلٌ يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّ إِسْرَائِيلَ، إِنْ كَانَ بَنُوكَ إِنَّماَ يَحْفَظُونَ طُرُقَهُمْ حَتَّى يَسِيرُوا أَمَامِي كَمَا سِرْتَ أَنْتَ أَمَامِي. 26وَالآنَ يَا إِلهَ إِسْرَائِيلَ فَلْيَتَحَقَّقْ كَلاَمُكَ الَّذِي كَلَّمْتَ بِهِ عَبْدَكَ دَاوُدَ أَبِي. 27لأَنَّهُ هَلْ يَسْكُنُ اللهُ حَقًّا عَلَى الأَرْضِ؟ هُوَذَا السَّمَاوَاتُ وَسَمَاءُ السَّمَاوَاتِ لاَ تَسَعُكَ، فَكَمْ بِالأَقَلِّ هذَا الْبَيْتُ الَّذِي بَنَيْتُ؟ 28فَالْتَفِتْ إِلَى صَلاَةِ عَبْدِكَ وَإِلَى تَضَرُّعِهِ أَيُّهَا الرَّبُّ إِلهِي، وَاسْمَعِ الصُّرَاخَ وَالصَّلاَةَ الَّتِي يُصَلِّيهَا عَبْدُكَ أَمَامَكَ الْيَوْمَ. 29لِتَكُونَ عَيْنَاكَ مَفْتُوحَتَيْنِ عَلَى هذَا الْبَيْتِ لَيْلاً وَنَهَارًا، عَلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي قُلْتَ: إِنَّ اسْمِي يَكُونُ فِيهِ، لِتَسْمَعَ الصَّلاَةَ الَّتِي يُصَلِّيهَا عَبْدُكَ فِي هذَا الْمَوْضِعِ. 30وَاسْمَعْ تَضَرُّعَ عَبْدِكَ وَشَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ يُصَلُّونَ فِي هذَا الْمَوْضِعِ، وَاسْمَعْ أَنْتَ فِي مَوْضِعِ سُكْنَاكَ فِي السَّمَاءِ، وَإِذَا سَمِعْتَ فَاغْفِرْ. 31إِذَا أَخْطَأَ أَحَدٌ إِلَى صَاحِبِهِ وَوَضَعَ عَلَيْهِ حَلْفًا لِيُحَلِّفَهُ، وَجَاءَ الْحَلْفُ أَمَامَ مَذْبَحِكَ فِي هذَا الْبَيْتِ، 32فَاسْمَعْ أَنْتَ فِي السَّمَاءِ وَاعْمَلْ وَاقْضِ بَيْنَ عَبِيدِكَ، إِذْ تَحْكُمُ عَلَى الْمُذْنِبِ فَتَجْعَلُ طَرِيقَهُ عَلَى رَأْسِهِ، وَتُبَرِّرُ الْبَارَّ إِذْ تُعْطِيهِ حَسَبَ بِرِّهِ. 33إِذَا انْكَسَرَ شَعْبُكَ إِسْرَائِيلُ أَمَامَ الْعَدُوِّ لأَنَّهُمْ أَخْطَأُوا إِلَيْكَ، ثُمَّ رَجَعُوا إِلَيْكَ وَاعْتَرَفُوا بِاسْمِكَ وَصَلَّوْا وَتَضَرَّعُوا إِلَيْكَ نَحْوَ هذَا الْبَيْتِ، 34فَاسْمَعْ أَنْتَ مِنَ السَّمَاءِ وَاغْفِرْ خَطِيَّةَ شَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ، وَأَرْجِعْهُمْ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أَعْطَيْتَهَا لآبَائِهِمْ.

35«إِذَا أُغْلِقَتِ السَّمَاءُ وَلَمْ يَكُنْ مَطَرٌ، لأَنَّهُمْ أَخْطَأُوا إِلَيْكَ، ثُمَّ صَلَّوْا فِي هذَا الْمَوْضِعِ وَاعْتَرَفُوا بِاسْمِكَ، وَرَجَعُوا عَنْ خَطِيَّتِهِمْ لأَنَّكَ ضَايَقْتَهُمْ، 36فَاسْمَعْ أَنْتَ مِنَ السَّمَاءِ وَاغْفِرْ خَطِيَّةَ عَبِيدِكَ وَشَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ، فَتُعَلِّمَهُمُ الطَّرِيقَ الصَّالِحَ الَّذِي يَسْلُكُونَ فِيهِ، وَأَعْطِ مَطَرًا عَلَى أَرْضِكَ الَّتِي أَعْطَيْتَهَا لِشَعْبِكَ مِيرَاثًا. 37إِذَا صَارَ فِي الأَرْضِ جُوعٌ، إِذَا صَارَ وَبَأٌ، إِذَا صَارَ لَفْحٌ أَوْ يَرَقَانٌ أَوْ جَرَادٌ جَرْدَمٌ، أَوْ إِذَا حَاصَرَهُ عَدُوُّهُ فِي أَرْضِ مُدُنِهِ، فِي كُلِّ ضَرْبَةٍ وَكُلِّ مَرَضٍ، 38فَكُلُّ صَلاَةٍ وَكُلُّ تَضَرُّعٍ تَكُونُ مِنْ أَيِّ إِنْسَانٍ كَانَ مِنْ كُلِّ شَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ، الَّذِينَ يَعْرِفُونَ كُلُّ وَاحِدٍ ضَرْبَةَ قَلْبِهِ، فَيَبْسُطُ يَدَيْهِ نَحْوَ هذَا الْبَيْتِ، 39فَاسْمَعْ أَنْتَ مِنَ السَّمَاءِ مَكَانِ سُكْنَاكَ وَاغْفِرْ، وَاعْمَلْ وَأَعْطِ كُلَّ إِنْسَانٍ حَسَبَ كُلِّ طُرُقِهِ كَمَا تَعْرِفُ قَلْبَهُ. لأَنَّكَ أَنْتَ وَحْدَكَ قَدْ عَرَفْتَ قُلُوبَ كُلِّ بَنِي الْبَشَرِ، 40لِكَيْ يَخَافُوكَ كُلَّ الأَيَّامِ الَّتِي يَحْيَوْنَ فِيهَا عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ الَّتِي أَعْطَيْتَ لآبَائِنَا. 41وَكَذلِكَ الأَجْنَبِيُّ الَّذِي لَيْسَ مِنْ شَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ هُوَ، وَجَاءَ مِنْ أَرْضٍ بَعِيدَةٍ مِنْ أَجْلِ اسْمِكَ، 42لأَنَّهُمْ يَسْمَعُونَ بِاسْمِكَ الْعَظِيمِ وَبِيَدِكَ الْقَوِيَّةِ وَذِرَاعِكَ الْمَمْدُودَةِ، فَمَتَى جَاءَ وَصَلَّى فِي هذَا الْبَيْتِ، 43فَاسْمَعْ أَنْتَ مِنَ السَّمَاءِ مَكَانِ سُكْنَاكَ، وَافْعَلْ حَسَبَ كُلِّ مَا يَدْعُو بِهِ إِلَيْكَ الأَجْنَبِيُّ، لِكَيْ يَعْلَمَ كُلُّ شُعُوبِ الأَرْضِ اسْمَكَ، فَيَخَافُوكَ كَشَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ، وَلِكَيْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ قَدْ دُعِيَ اسْمُكَ عَلَى هذَا الْبَيْتِ الَّذِي بَنَيْتُ.

44«إِذَا خَرَجَ شَعْبُكَ لِمُحَارَبَةِ عَدُوِّهِ فِي الطَّرِيقِ الَّذِي تُرْسِلُهُمْ فِيهِ، وَصَلَّوْا إِلَى الرَّبِّ نَحْوَ الْمَدِينَةِ الَّتِي اخْتَرْتَهَا وَالْبَيْتِ الَّذِي بَنَيْتُهُ لاسْمِكَ،"

نجد سليمان هنا يسلم البيت الذى بناه ليكون بيتا لله الذى أظهر قبوله له. وصلاة سليمان تعنى أن يكون البيت ليس بيتا للذبائح فقط بل يكون بيتا للصلاة مثل الكنيسة الآن.( مت 13:21). وقد سبقت لذلك صلاته تقديم الذبائح. وسليمان فى صلاته هنا يرمز للمسيح الشفيع فى شعبه لدى الآب. وسليمان فى صلاته وقف بجانب المذبح فما يعطى للصلاة دالة وقوة هو الذبيحة المقدمة على المذبح والمسيح شفاعته مبنية على ذبيحته. والكنيسة لا تصير كنيسته بدون مذبح وذبيحة. والصلاة تجاه الهيكل التى يتكلم عنها سليمان هى رمز لصلاتنا للمسيح، الهيكل الحقيقى والوسيط الحقيقى لنا لدى الآب. والمسيح هو الذى يجب أن تكون عيوننا إليه " كل ما تطلبونه بإسمى يستجاب لكم " ويتضح من صلاة سليمان أنه ينسب كل ألم (هزيمة من الأعداء / مجاعة / وباء.... الخ) للخطية ويطلب أنه لو رفع الشعب عينه للهيكل وصلى يستجيب الرب لتوبتهم وصلاتهم ورجوعهم إليه. ونجد هنا طلبة رائعة أن يستجيب الله للأمم والغرباء إذا طلبوا منه، حتى ينتقل الإيمان لكل الأمم، هى نظرة مستقبلية رائعة لقبول الأمم. فحين ييأس الوثنى من إستجابة أوثانه له يلجأ لله فيستجيب له الله وهذا معنى صلاة سليمان. ويتحول هذا الوثنى إلى كارز وسط شعبه. سَمَاءُ السَّمَاوَاتِ لاَ تَسَعُ الله = الله لا يسكن فى مكان بل هو فى كل مكان لكنه من محبته قبل أن يحل مجده فى هذا الهيكل أو يظهر جزء من مجده فى هذا الهيكل. وَجَاءَ الْحَلْفُ أَمَامَ مَذْبَحِكَ = آية (31) أى جاء الرجل المتهم وحلف أمام مذبحك كذبا فلتكشف أنه كاذب فهم كانوا يلجأون للحلف إن لم يوجد دليل قاطع ليتصرف الله مع المذنب جَرَادٌ جَرْدَمٌ (37) = نوع يتكاثر بالملايين وفى (44) المقصود الحروب التى يرسلهم الرب فيها وبتكليف منه وهذا حدث أيام موسى وأيام شاول الملك ضد عماليق. وفى أيامنا هذه الحروب تكون ضد إبليس.

 

الآيات (45-61):- "45فَاسْمَعْ مِنَ السَّمَاءِ صَلاَتَهُمْ وَتَضَرُّعَهُمْ وَاقْضِ قَضَاءَهُمْ. 46إِذَا أَخْطَأُوا إِلَيْكَ، لأَنَّهُ لَيْسَ إِنْسَانٌ لاَ يُخْطِئُ، وَغَضِبْتَ عَلَيْهِمْ وَدَفَعْتَهُمْ أَمَامَ الْعَدُوِّ وَسَبَاهُمْ، سَابُوهُمْ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ، بَعِيدَةً أَوْ قَرِيبَةً، 47فَإِذَا رَدُّوا إِلَى قُلُوبِهِمْ فِي الأَرْضِ الَّتِي يُسْبَوْنَ إِلَيْهَا وَرَجَعُوا وَتَضَرَّعُوا إِلَيْكَ فِي أَرْضِ سَبْيِهِمْ قَائِلِينَ: قَدْ أَخْطَأْنَا وَعَوَّجْنَا وَأَذْنَبْنَا. 48وَرَجَعُوا إِلَيْكَ مِنْ كُلِّ قُلُوبِهِمْ وَمِنْ كُلِّ أَنْفُسِهِمْ فِي أَرْضِ أَعْدَائِهِمُ الَّذِينَ سَبَوْهُمْ، وَصَلَّوْا إِلَيْكَ نَحْوَ أَرْضِهِمُ الَّتِي أَعْطَيْتَ لآبَائِهِمْ، نَحْوَ الْمَدِينَةِ الَّتِي اخْتَرْتَ وَالْبَيْتِ الَّذِي بَنَيْتُ لاسْمِكَ، 49فَاسْمَعْ فِي السَّمَاءِ مَكَانِ سُكْنَاكَ صَلاَتَهُمْ وَتَضَرُّعَهُمْ وَاقْضِ قَضَاءَهُمْ، 50وَاغْفِرْ لِشَعْبِكَ مَا أَخْطَأُوا بِهِ إِلَيْكَ، وَجَمِيعَ ذُنُوبِهِمِ الَّتِي أَذْنَبُوا بِهَا إِلَيْكَ، وَأَعْطِهِمْ رَحْمَةً أَمَامَ الَّذِينَ سَبَوْهُمْ فَيَرْحَمُوهُمْ، 51لأَنَّهُمْ شَعْبُكَ وَمِيرَاثُكَ الَّذِينَ أَخْرَجْتَ مِنْ مِصْرَ، مِنْ وَسَطِ كُورِ الْحَدِيدِ. 52لِتَكُونَ عَيْنَاكَ مَفْتُوحَتَيْنِ نَحْوَ تَضَرُّعِ عَبْدِكَ وَتَضَرُّعِ شَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ، فَتُصْغِيَ إِلَيْهِمْ فِي كُلِّ مَا يَدْعُونَكَ، 53لأَنَّكَ أَنْتَ أَفْرَزْتَهُمْ لَكَ مِيرَاثًا مِنْ جَمِيعِ شُعُوبِ الأَرْضِ، كَمَا تَكَلَّمْتَ عَنْ يَدِ مُوسَى عَبْدِكَ عِنْدَ إِخْرَاجِكَ آبَاءَنَا مِنْ مِصْرَ يَاسَيِّدِي الرَّبَّ».

54وَكَانَ لَمَّا انْتَهَى سُلَيْمَانُ مِنَ الصَّلاَةِ إِلَى الرَّبِّ بِكُلِّ هذِهِ الصَّلاَةِ وَالتَّضَرُّعِ، أَنَّهُ نَهَضَ مِنْ أَمَامِ مَذْبَحِ الرَّبِّ، مِنَ الْجُثُوِّ عَلَى رُكْبَتَيْهِ، وَيَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ نَحْوَ السَّمَاءِ، 55وَوَقَفَ وَبَارَكَ كُلَّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ بِصَوْتٍ عَال قَائِلاً: 56«مُبَارَكٌ الرَّبُّ الَّذِي أَعْطَى رَاحَةً لِشَعْبِهِ إِسْرَائِيلَ حَسَبَ كُلِّ مَا تَكَلَّمَ بِهِ، وَلَمْ تَسْقُطْ كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ مِنْ كُلِّ كَلاَمِهِ الصَّالِحِ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ عَنْ يَدِ مُوسَى عَبْدِهِ. 57لِيَكُنِ الرَّبُّ إِلهُنَا مَعَنَا كَمَا كَانَ مَعَ آبَائِنَا فَلاَ يَتْرُكَنَا وَلاَ يَرْفُضَنَا. 58لِيَمِيلَ بِقُلُوبِنَا إِلَيْهِ لِكَيْ نَسِيرَ فِي جَمِيعِ طُرُقِهِ وَنَحْفَظَ وَصَايَاهُ وَفَرَائِضَهُ وَأَحْكَامَهُ الَّتِي أَوْصَى بِهَا آبَاءَنَا. 59وَلِيَكُنْ كَلاَمِي هذَا الَّذِي تَضَرَّعْتُ بِهِ أَمَامَ الرَّبِّ قَرِيبًا مِنَ الرَّبِّ إِلهِنَا نَهَارًا وَلَيْلاً، لِيَقْضِيَ قَضَاءَ عَبْدِهِ وَقَضَاءَ شَعْبِهِ إِسْرَائِيلَ، أَمْرَ كُلِّ يَوْمٍ فِي يَوْمِهِ. 60لِيَعْلَمَ كُلُّ شُعُوبِ الأَرْضِ أَنَّ الرَّبَّ هُوَ اللهُ وَلَيْسَ آخَرُ. 61فَلْيَكُنْ قَلْبُكُمْ كَامِلاً لَدَى الرَّبِّ إِلهِنَا إِذْ تَسِيرُونَ فِي فَرَائِضِهِ وَتَحْفَظُونَ وَصَايَاهُ كَهذَا الْيَوْمِ»."

وقف سليمان ليبارك الجماعة ولكنه بدأ بأن يبارك الرب الذى أعطى شعبه راحة فهو رمز لملك السلام الذى سيعطينا سلاما وراحة أبدية بعد طول آلام هذا العالم. وهنا طلبتين هامتين:

1.    لِيَكُنِ الرَّبُّ مَعَنَا.

2.    يَمِيلَ بِقُلُوبِنَا إِلَيْهِ. لِيَعْلَمَ كُلُّ الشُعُوبِ = هذه إشارة أخرى لقبول الأمم وفيها شهوة قلب سليمان وكل مؤمن، أن يعرف غير المؤمنين الرب.

3.    يبارك الرب = كلمة يبارك هي كلمة عبرية وتعني يتكلم كلاما حلوا عن شخص. فإن قيل يبارك الرب فهذه تعني الشكر والتسبيح للرب . وبهذا نفهم ما نقوله في القداس "نسبحك نباركك" ونفهم قول بولس الرسول " باركوا ولا تلعنوا" . وإذا قيل هذا عن انسان فيعني ان نتكلم عنه كلاما حسنا.

 

الآيات (62-66):- "62ثُمَّ إِنَّ الْمَلِكَ وَجَمِيعَ إِسْرَائِيلَ مَعَهُ ذَبَحُوا ذَبَائِحَ أَمَامَ الرَّبِّ، 63وَذَبَحَ سُلَيْمَانُ ذَبَائِحَ السَّلاَمَةِ الَّتِي ذَبَحَهَا لِلرَّبِّ: مِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ وَعِشْرِينَ أَلْفًا، وَمِنَ الْغَنَمِ مِئَةَ أَلْفٍ وَعِشْرِينَ أَلْفًا، فَدَشَّنَ الْمَلِكُ وَجَمِيعُ بَنِي إِسْرَائِيلَ بَيْتَ الرَّبِّ. 64فِي ذلِكَ الْيَوْمِ قَدَّسَ الْمَلِكُ وَسَطَ الدَّارِ الَّتِي أَمَامَ بَيْتِ الرَّبِّ، لأَنَّهُ قَرَّبَ هُنَاكَ الْمُحْرَقَاتِ وَالتَّقْدِمَاتِ وَشَحْمَ ذَبَائِحِ السَّلاَمَةِ، لأَنَّ مَذْبَحَ النُّحَاسِ الَّذِي أَمَامَ الرَّبِّ كَانَ صَغِيرًا عَنْ أَنْ يَسَعَ الْمُحْرَقَاتِ وَالتَّقْدِمَاتِ وَشَحْمَ ذَبَائِحِ السَّلاَمَةِ. 65وَعَيَّدَ سُلَيْمَانُ الْعِيدَ فِي ذلِكَ الْوَقْتِ وَجَمِيعُ إِسْرَائِيلَ مَعَهُ، جُمْهُورٌ كَبِيرٌ مِنْ مَدْخَلِ حَمَاةَ إِلَى وَادِي مِصْرَ، أَمَامَ الرَّبِّ إِلهِنَا سَبْعَةَ أَيَّامٍ وَسَبْعَةَ أَيَّامٍ، أَرْبَعَةَ عَشَرَ يَوْمًا. 66وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ صَرَفَ الشَّعْبَ، فَبَارَكُوا الْمَلِكَ وَذَهَبُوا إِلَى خِيَمِهِمْ فَرِحِينَ وَطَيِّبِي الْقُلُوبِ، لأَجْلِ كُلِّ الْخَيْرِ الَّذِي عَمِلَ الرَّبُّ لِدَاوُدَ عَبْدِهِ وَلإِسْرَائِيلَ شَعْبِهِ. "

الشعب كان كثيرا جدا فهم فى عيد المظال وكان هذا سببا فى كثرة الذبائح. وَادِي مِصْرَ = وادى العريش. وهذه الذبائح كانت على مدى 14 يَوْمًا وفى آية (64) نفهم أن سليمان أعد مذابح حجرية مؤقتة لإستيعاب كل هذه المحرقات داخل ساحة الهيكل = وَسَطَ الدَّارِ الَّتِي أَمَامَ بَيْتِ الرَّبِّ. وكثرة الذبائح تشير لأن المسيح قدم لنا ذبيحة ومائدة مشبعة. بَارَكُوا الْمَلِكَ = صلوا لأجله.

 

ملحوظة:- لم يشر سليمان لكل الذهب وفخامة الهيكل كسر عظمة للهيكل بل لوجود الله وسطهم ممثلاً فى تابوت العهد آية (21).